أعوذ بالله السّميع العليم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشّيطان الرّجيم .. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ربّ اشرح لي صدري .. ويسّر لي أمري .. واحلل عقدة مّن لّساني .. يفقهوا قولي ..
الحمد لله ربّ العالمين .. والصّلاة والسّلام على رحمة الله للعالمين .. سيّدنا وحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ..
وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأنّ محمّدا عبده ورسوله ..
وبعد:
العلم يصدّق مقولة الأثر يدلّ على المسير فالأولى أن يصدّق وجود إله واحد لّيس كمثله شيء وّهو السّميع البصير ..
وأنصح كلّ من لديه شكوك إلحاديّة أن يقرأ موادّ الدّكتور عبد الرّحمن ذاكر الهاشميّ حفظه الله تعالى وبالأخصّ مادّة فقه التّفكير والعقل وسيجد إن شاء الله جلّ جلاله إجابة شافية ..
فإنّ المتأمّل في حقيقة رسالة الإسلام الخاتمة .. يدرك كيف أحدثت نقلة عظيمة الأثر وتحوّلا عميقا في حياة البشر وأوضاعهم ..
فعمر البشريّة عشرات ألوف السّنين .. كان البشر خلالها على الرّغم من التّطوّر العلميّ الّذي يزيد لديهم يوما بعد يوم ..
إلّا أنّ القفزة الهائلة في العلوم والتّطوّر لم تحدث إلّا بعد مجيء رسالة الإسلام الخاتمة !
وهذا أمر يستحقّ التّأمّل من أكثر من وجه ..
أوّلا أنّ رسالة الإسلام الخاتمة عمرها قصير جدّا بالنّسبة لعمر البشريّة ..
وثانيا لأنّ أوّل كلمة نزلت من السّماء هي كلمة إقرأ ..
فبدأ اهتمام المسلمين بالعلوم بشكل عامّ وبعلم الرّياضيّات كأحدّ أهمّ هذه العلوم ..
فمثلا العالم الخوارزميّ لقّب بأبي الرّياضيّات وهو أوّل من أسّس بقوّة وعمق لعلميّ اللّوغاريتمات والخوارزميّات أساس عمل الحواسيب حاليّا وكلّنا يعلم أهمّيّة الحواسيب في وكالة ناسا على سبيل المثال لا الحصر ..
تمّ ربط علم الرّياضيّات بعلم الفلك .. وحصلت مقدّمات قبل ذلك عندما قام العالم الجليل الشّريف الإدريسيّ بدراسة عمليّة لجغرافيّة الكرة الأرضيّة ورسم خرائط تقريبيّة تغطّي أكبر قدر ممكن من مساحة الأرض ..
ولا بدّ أنّه استعان جزئيّا بالرّياضيّات .. ومن ثمّ ألّف كتابه الشّهير المفيد النّافع الرّائع الماتع .. كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ..
ومن ثمّ رسّخ فكرة كرويّة الأرض عندما صنع لأوّل مرّة في تاريخ البشريّة مجسّما كرويّا عالي الدّقة للكرة الأرضيّة ..
وبدأ كلّ هذه الأمور متأمّلا الآية القرءانيّة الكريمة .. "يكوّر اللّيل على النّهار ويكوّر النّهار على اللّيل " ..
وهذه مقدّمة لموضوع الإعجاز العلميّ في هذا الزّمن والّذي دعّم فائدته في إسلام كثيرين التّطوّر العلميّ الّذي نعيشه الآن ..
ومن أبرز الأمثلة على ذلك إسلام كثيرين بسبب الآية القرءانيّة الكريمة .. "والسّماء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون" .. وارتباط هذه الآية بنظريّة الانفجار العظيم الّتي لم تكتشف إلّا بعد تراكمات ضخمة هائلة عميقة من البحث العلميّ ..
وهذا البحث العلميّ مرتكز بشكل كبير على أفكار نيوتن ومن جاء بعده من العلماء وأفكار أويلر وريمان وجزء كبير من هذه الأفكار مرتبط بعلم الرّياضيّات وبالأخصّ علم التّفاضل والتّكامل ..
وفي الحقيقة أنّ نيوتن على عبقريّته استفاد جزئيّا من أفكار من سبقه من العلماء المسلمين في مجال الرّياضيّات والفلك وعلاقتهما ببعضهما البعض ..
أمّا بخصوص المنطق الرّياضيّ فكان مهمّا جدّا في فهم طبيعة علم الرّياضيّات في عمقه وتحويل علم الرّياضيّات من التّجربة إلى البرهان .. ممّا يساعد على زيادة فرصة إيجاد تطبيقات عمليّة ..
ومن الأمثلة على ذلك كتاب مبادئ الرّياضيّات لإسحاق نيوتن والّذي مهّد لنظريّات الجاذبيّة وحركة الأفلاك ومن ثمّ بعد قرون نظريّة الانفجار العظيم والنّظريّة النّسبيّة لآينشتاين ..
ومن الجدير بالذّكر أنّ آينشتاين كان مواظبا على هذا الكتاب لنيوتن ممّا ساهم في إنجازاته ومن ثمّ نيله لجائزة نوبل مرّتين لا مرّة واحدة ..
ونلاحظ في هذا العصر بالذّات القفزة الهائلة المتسارعة في العلم فوق كلّ القرون السّابقة وبمراحل فلكيّة ..
وأبرز مثال على ذلك تصوير صورة حقيقيّة لثقب أسود قبل فترة قصيرة نوعا ما ..
وبناء على كلّ ما سبق أستنتج والله أعلم الهدف من عنوان الموضوع ...
ما أصبت فيه بفضل الله وحده جلّ جلاله .. وما أخطأت فمن نفسي والشّيطان ..
وأرحّب بكلّ نقد بنّاء أو تعليق بنّاء يثري الموضوع شاكرا لصاحبه ..
هذا والله تعالى جلّ جلاله أعلى وأعلم ..
وأنا العبد مطلق الفقر إلى الله .. العبد الّذي لا يعلم ..
لا تنسوا الدّعاء لي بالخير بظهر الغيب مكثرين من الدّعاء مخلصين فيه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..