بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اقول وبالله التوفيق
يستحب للمسلم أن يجعل في بيته مكانا ولو صغيرا يجعل منه مسجدا يصلى فيه قيام الليل وسائر السنن والفرائض إن كان لديه عذر يبيح له الصلاة في البيت ودليل ذلك ما رواه الترمذي وأبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: "أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ»".
وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى ابْنِهِ: "أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْمَسَاجِدِ أَنْ نَصْنَعَهَا فِي دِيَارِنَا، وَنُصْلِحَ صَنْعَتَهَا وَنُطَهِّرَهَا»"
والحديث العمدة في ذلك حديث عتبان بن مالك ، وهو ممن شهد بدراً، وهو من الأنصار من الخزرج، وكان قد بقي إلى عهد معاوية بن أبي سفيان ، قال: كنت أصلي لقومي بني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله ﷺ فقلت له: إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى، فقال رسول الله ﷺ: سأفعل فغدا رسول الله ﷺ وأبو بكر  بعد ما اشتد النهار، واستأذن رسول الله ﷺ فأذنت له، فلم يجلس حتى قال: أين تحب أن أصلي من بيتك؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه، فقام رسول الله ﷺ فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم فحبسته على خزيرة تصنع له، فسمع أهل الدار أن رسول الله ﷺ في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت، فقال رجل: ما فعل مالك لا أراه! فقال رجل: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله ﷺ: لا تقل ذلك، ألا تراه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله تعالى فقال: الله ورسوله أعلم أما نحن فوالله ما نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين! فقال رسول الله ﷺ: فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله