من المسائل التي أثير حولها الشبهات هي عداوة اليهود لجبريل التي وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى: قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ. الآية
فزعم الجهلاء أن اليهود كانوا يخدعون النبي بقولهم أن جبريل عدوهم. وقد ورد في أسباب النزول أن اليهود أقبلت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم نسألك عن أشياء فإن أجبتنا فيها اتبعناك، أخبرنا من الذي يأتيك من الملائكة؟ فإنه ليس من نبيّ إلا يأتيه ملك من عند ربه عز وجل بالرسالة بالوحيّ فمن صاحبك؟ قال: "جبريل" قالوا: ذاك الذي ينـزل بالحرب وبالقتال، ذاك عدوّنا لو قلت ميكائيل الذي ينـزل بالمطر والرحمة اتبعناك، فأنـزل الله تعالى: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ إلى قوله: فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ .
فالقرآن حكى عنهم قولهم أن جبريل عدوهم ولم يقل أنهم يعتقدون فعلا أنه عدوهم أم لا مثلما حكى عنهم قولهم: إن الله فقير ونحن أغنياء. وقولهم: يد الله مغلولة. فهذا قالوه على سبيل السخرية و لكن القرآن سجل ما يقولونه بألسنتهم سواءا اعتقدوه أم قالوه سخرية وتندرا.
و اليهود لا يستمدون تصوراتهم من العهد القديم فقط أو مما يعرف بالأسفار القانونية بل هناك مصادر أخرى فلكلورية وميكائيل بحسب سفر "أخنوخ" هو ملاك الرحمة. كما أنه المنافح عن بني إسرائيل وهو الذي خلص إبراهيم من النار وحمى سارة من أبيمالك و يعقوب وهو في رحم أمه من سمائيل أو الشيطان وهو "أمير الثلج" في حين أن جبريل هو "أمير النار" ومعنى اسمه قوة الله أو جبروت الله وهو مبعوثه على الأرض وهو بحسب التلمود الذي ألقى بالنار على أورشاليم و الهيكل ( الرَّجُلَ الْمُرْتَدِيَ الْكَتَّانَ في حزقيال 10) (Yoma 77a) بينما بحسب نفس المصدر تشفع لهم ميكائيل وطلب من الرب أن يعفوعنهم بفضل الصالحين منهم فقال الرب بل سأحرق الجميع لأن الصالحين منهم لم ينكروا على الأشرار. وهو الملاك الذي أمره الرب بِإِهْلاكِ أُورُشَلِيمَ. وَفِيمَا هُوَ يَقُومُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهَا رَأَى الرَّبُّ مَا يُصِيبُهَا، فَأَشْفَقَ عَلَيْهَا بِسَبَبِ مَا حَلَّ بِها مِنْ شَرٍّ. وهو الذي أهلك سادوم وهو الملاك المنتقم و المحارب وهو الذى أرسله الرب ليضرب الأشوريين.