بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
تفسير سورة القارعة
قال تعالى
﴿ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ [القارعة: 1 - 11].
﴿ الْقَارِعَةُ ﴾
القيامة تقرع القلوب بأهوالها وتهز العالم بصوتها.
﴿ مَا الْقَارِعَةُ ﴾
ما أعظمها من حدث، وما أخطرها من كربة.
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ﴾
وأي شيء أعلمك بها؟ فأنت لا تدري بما فيها من أحوال فظيعة.
﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ﴾
يوم القيامة يكون الناس في كثرتهم وخوفهم وتفرقهم كالفراش المنتشر الذي يسقط في الماء.
﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾
وتصبح الجبال فيه كالصوف فيصير في الهواء كالهباء.
﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ﴾
فأما من ثقلت موازينه بالحسنات.
﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾
فهو في حالة طيبة في جنات النعيم.
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ﴾
وأما من خف ميزان حسناته، ورجحت به السيئات.
﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾
فمثواه النار تهوي بصاحبها إلى قعرها.
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ﴾
وما أعلمك ما هذه الهاوية.
﴿ نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾
إنها نار موقدة لا يضعف لهبها، ولا يطفأ وقودها.
Bookmarks