أعوذ بالله السّميع العليم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشّيطان الرّجيم .. بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ سيّدنا وحبيبنا محمّد ابن عبد الله ابن عبد المطّلب ابن هاشم صلّى الله عليه وسلّم رسول الله .. عدد أسرار لا إله إلّا الله ..
اللّهمّ صلّ وسلّم على سيّدنا وحبيبنا محمّد رّسول الله .. عدد أسرار لا إله إلّا الله ..
الحمد لله ربّ العالمين .. عدد أسرار لا إله إلّا الله ..
لا حول ولا قوّة إلّا بالله .. عدد أسرار لا إله إلّا الله ..
الحمد لله الّذي خلق ما لا ينتهي عدده من العوالم النّورانيّة بحقّ لا إله إلّا الله ..

وبعد :
فعند تأمّلي في سورة الحاقّة لفتتني هذه اللّطيفة فإن أصبت فبفضل الله وتوفيقه وإن أخطأت فمن نفسي والشّيطان ..

يقول الله سبحانه وتعالى جلّ جلاله في سورة الحاقّة الآية الثامنة عشر :
"يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18)" ..
ما لفتني هو التّوافق العجيب جدّا بين مدلولات هذه الآية الكريمة ومدلولات اسم السّورة الكريمة ..
فاسم السّورة هو الحاقّة .. ويشير هذا الاسم والله أعلم في بعض مدلولاته إلى الحقائق المطلقة الّتي وضعها الله سبحانه وتعالى جلّ جلاله في ناموس الوجود وعلم الله المطلق بهذه الحقائق بأدقّ تفاصيلها ..
وتشير هذه الآية الكريمة والله أعلم في بعض مدلولاتها إلى علم الله المطلق بأدقّ التّفاصيل في ناموس الوجود ..
وممّا يقوّي هذا الاجتهاد بداية سورة الحاقّة .. "الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3)"
وكذلك نهايتها .. "فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)"
وكذلك أيضا .. "وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)"
كلّها إشارات والله أعلم إلى أنّ هذه السّورة تتعلّق بدرجة عميقة جدّا في دلالات آياتها فضلا عن اسمها بالحقائق المطلقة الّتي وضعها الله عزّ وجلّ في ناموس الوجود وعلمه المطلق بأدقّ تفاصيلها ..

والله أعلم ..
لا تنسوني من صالح دعائكم لي بالخير بظهر الغيب مكثرين من الدّعاء مخلصين فيه ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..