يوم عاشوراء
العيد الذي كان يحتفل به يهود المدينة - ووافق العاشر من المحرم أي يوم عاشوراء -وسأل عنه النبي صلى الله عليه وسلم هو عيد الفصح اليهودي Passover - وهو الاحتفال بنجاة موسى وبني إسرائيل من فرعون - الذي يأتي سنويا في الربيع في شهر مارس أو إبريل. ووفقا للسنة اليهودية الدينية فهو يقع في شهر نيسان الذي هو أول شهور تلك السنة وهو يقابل المحرم في السنة الهجرية إذا اعتمد التقويم القمري دون إضافة أشهر على السنة. واليهود قاموا بتثبيته في الربيع لأن المناسبة أول ما حدثت - أي نجاة بني إسرائيل – صادف ذلك فصل الربيع كما تدل على ذلك التوراة. ولذلك يقومون بإضافة 7 أشهر على السنين القمرية كل 19 عاما أو شهر كل سنتين أو ثلاثة بحيث يحافظون على توقيته في الربيع. ويظهر من حديث صحيح مسلم أن النبي أول ما صام هذا اليوم كان في السنة التي كانت فيها وفاته أي في السنة الحادية عشر للهجرة وفيه: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ . قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه مسلم (1134) . وإذا قمت بحساب التواريخ ستجد أن العاشر من المحرم في السنة الحادية عشر من الهجرة صادف اليوم السابع من شهر إبريل عام 632 م ويوافق شهر نيسان في السنة اليهودية الدينية في تلك السنة - وهي السنة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم في شهر يونيو منها. فهذا يشهد لصحة القصة التي تشرح أصل صيام عشوراء التي وردت في الصحاح. وكون الحسين رضي الله عنه استشهد في ذلك اليوم بعد ذلك فهذا مجرد تصادف وليس أن أهل السنة يصومونه نكاية في الشيعة كما يزعمون
ولأن الزمن بحلول نهاية السنة العاشرة للهجرة – وربما التي قبلها أيضا- استدار كهيئته كما في الحديث في حجة الوداع – في ذي الحجة من السنة العاشرة - وفيه: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ. الحديث. فدل ذلك على أن تلك السنة عاد فيها ذلك العيد ليصادف شهر المحرم كما كان أول مرة حين نجى الله موسى من فرعون. وأمر أمته أن يحافظوا على الاحتفال بذلك اليوم لكن وفق التقويم القمري لا كما يفعل اليهود. وكانت العرب في الجاهلية تفعل نظير ما يفعله اليهود – بحسب ما قرره الرازي في تفسيره - فيضيفون شهرا على السنة كل عامين كي يقوموا بتحريك الأشهر الحرم فنزل القرآن بتحريم ذلك وهذا هو قوله: إِنَّمَا ٱلنَّسِیۤءُ زِیَادَةࣱ فِی ٱلۡكُفۡرِۖ یُضَلُّ بِهِ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ یُحِلُّونَهُۥ عاما وَیُحَرِّمُونَهُۥ عَامࣰا لِّیُوَاطِـُٔوا۟ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ فَیُحِلُّوا۟ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُۚ زُیِّنَ لَهُمۡ سُوۤءُ أَعۡمَـٰلِهِمۡۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ. قال الرازي: وقَوْلُهُ: ﴿يُحِلُّونَهُ عامًا ويُحَرِّمُونَهُ عامًا﴾ فالضَّمِيرُ عائِدٌ إلى النَّسِيءِ، والمَعْنى: يُحِلُّونَ ذَلِكَ الإنْساءَ عامًا ويُحَرِّمُونَهُ عامًا. والنسىء مصدر من نسأ أي أجل تأجيلا أو أخر تأخيرا. وقوله يواطئوا أي يوافقوا. والمعنى أنهم كانوا يجعلون الأشهر الحرم أربعة في العدد لكن في غير الشهور التي أمر بها الله.