بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقول وبالله التوفيق
قال صلى الله عليه وسلم: من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه. وليس معنى هذا ألا يعرض له في تينك الركعتين حديث نفس أصلاً؛ لأن ذلك غير داخل في مقدور العبد، بل معناه ألا يسترسل مع ما يعرض له من حديث النفس بأمور الدنيا وما لا تعلق له بالصلاة، كما بين ذلك العلماء، قال الصنعاني في سبل السلام: وتمام الحديث فقال أي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه. أي لا يحدث نفسه فيهما بأمور الدنيا وما لا تعلق له بالصلاة ولو عرض له حديث فأعرض عنه بمجرد عروضه عفي عنه ولا يعد محدثاً لنفسه. انتهى.

وفي عون المعبود: قال النووي: المراد بقوله لا يحدث فيهما نفسه أي لا يحدث بشيء من أمور الدنيا وما لا يتعلق بالصلاة، ولو عرض له حديث فأعرض عنه لمجرد عروضه عفي عنه ذلك وحصلت له هذه الفضيلة إن شاء الله تعالى، لأن هذا ليس من فعله، وقد عفي لهذه الأمة عن الخواطر التي تعرض ولا تستقر. انتهى.