بعد الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قام بعد أنْ رجَم الأسْلَميَّ فقال: اجتنِبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ تعالى عنها ، فمن ألَمَّ بشيءٍ منها فلْيستَتِرْ بسِترِ اللهِ ، و لْيَتُبْ إلى اللهِ ، فإنه من يُبدِ لنا صفحتَه ، نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 149 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
أمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالسَّتْرِ على الذُّنوبِ والمَعايِبِ، ومن ذلك سَتْرُ العبْدِ على نفْسِهِ إذا أتَى مَعصيةً؛ عسَى اللهُ أن يَستُرَهُ في الدُّنْيا والآخِرةِ؛ ويَغْفِرَها له مع التَّوْبةِ، فإنَّ ارتكابَ المعصيةِ مع سَتْرِها أهْونُ وأخَفُّ من المجاهَرَةِ بها.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بن عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قام بعد أن رَجَمَ الأسْلَميَّ"، وهو ماعِزُ بنُ مالكٍ الأسْلَميُّ، وكان رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقامَ عليه حَدَّ الزاني المُحْصَنِ وهو الرَّجْمُ، وكان ماعزٌ قد أقرَّ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالزِّنا كما جاء في الرِّواياتِ الأُخرَى، ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "اجْتَنِبوا هذه القاذوراتِ التي نَهى اللهُ تعالى عنها"، والمُرادُ بالقاذوراتِ: الأفعالُ القَبيحةُ والسيِّئةُ التي نَهى عنها الشَّرْعُ، ومنها الزنا؛ "فمَن ألمَّ بشَيءٍ منها"، أي: وَقَعَ فيها وفَعَلَها، "فلْيَسْتَتِرْ بسِتْرِ اللهِ"، أي: يَمْتنعْ أنْ يَتحدَّثَ أو يُخبِرَ أحدًا، "ولْيَتُبْ إلى اللهِ"، أي: ولْيُسارِعْ في التَّوبَةِ من ذَنْبِهِ الذي أذْنَبَهُ؛ "فإنَّه مَن يُبْدِ لنا صَفْحَتَه"، بأنْ أظْهَرَ لنا وأَطْلَعَنا على فَعْلتِهِ وذَنْبِهِ، "نُقِمْ عليه كِتابَ اللهِ"، أي: نَحكُمْ عليه بحُكْمِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ونقم عليه الحَدَّ الذي ذَكرَه اللهُ تعالى في كِتابِه.
وفي الحديثِ: أنَّ العبْدَ يُؤاخذُ في الدُّنْيا بما يُظهِرُه، وأمَّا ما خَفِيَ فأمْرُهُ إلى اللهِ تعالى( ).