بسم الله الرحمن الرحيم

قالت وكالة "أسوشيتد برس"، إن مجموعة من العملات المعدنية العربية القديمة عثر عليها في بستان فواكه بريف ولاية رود آيلاند، ومناطق في نيو إنغلاند بالولايات المتحدة، ربما تساعد في حل واحدة من أقدم الجرائم الغامضة على الأرض وقعت منذ 326 عاماً.

وأضافت الوكالة، في تقرير، الجمعة، أن القرصان الإنجليزي القاتل، هنري إيفري، أصبح أكثر المجرمين المطلوبين في العالم، بعد نهبه سفينة تقل حجاجاً مسلمين من مكة إلى الهند، ثم أفلت من العدالة بعد انتحال شخصية تاجر رقيق، مشيرة إلى أن العثور على هذه العملات، التي تعد من بين أقدم العملات التي عثر عليها في أميركا الشمالية، قد يفسر كيف اختفى القرصان بعد جريمته.

وتابعت الوكالة في تقريرها، "في 7 سبتمبر 1695، نصبت سفينة القراصنة (فانسي)، التابعة لإيفري، كميناً واستولت على سفينة غانج إي ساواي (Ganj-i-Sawai)، وهي سفينة ملكية مملوكة للإمبراطور الهندي أورنغزيب (Aurangzeb) الذي كان أحد أقوى الرجال في العالم آنذاك، ولم يكن على متن السفينة الحجاج المسلمين فحسب، بل كان هناك ذهب وفضة بقيمة عشرات الملايين من الدولارات".

ووصفت الوكالة، ما حدث بعد ذلك بأنه "واحدة من أكثر السرقات المثمرة والشنيعة على مر العصور"، موضحة أن الروايات التاريخية تقول إن أفراد عصابة إيفري عذبوا الرجال الذين كانوا موجودين على متن السفينة، وقتلوهم، واغتصبوا النساء، ثم هربوا إلى جزر الباهاما، التي كانت تعد ملاذاً للقراصنة، لكن سرعان ما انتشر الخبر، ما دفع الملك الإنجليزي ويليام الثالث، لوضع مكافأة كبيرة لمن يجد القراصنة، بعد تعرضه لضغوط هائلة من الهند.

ونقلت الوكالة الأميركية، عن جيم بيلي، وهو مؤرخ هاو، عثر على أول عملة عربية من القرن السابع عشر في ميدلتاون بولاية كونيتيكت، قوله إن "الأمر يُمثل تاريخاً جديداً لجريمة شبه كاملة".

وأضاف: "إذا بحثت على محرك البحث في غوغل عن أول مطاردة لهارب في العالم ستجد اسم إيفري، حيث كان الجميع يبحثون عن هؤلاء الرجال".

وأشارت الوكالة، إلى أن ما يعرفه المؤرخون، حتى الآن، هو أن إيفري ذهب في النهاية إلى أيرلندا في 1696، لكن بيلي يقول إن النقود التي وجدها هو وآخرون، تعد دليلاً على أن القرصان، سيئ السمعة، شق طريقه إلى المستعمرات الأميركية، حيث استخدم هو وعصابته الأموال التي سرقوها.

وعثر على أول عملة معدنية في 2014 في مزرعة "سويت بيري" في ميدلتاون، وهو ما أثار فضول بيلي بعد أن كان قد عثر على عملات معدنية قديمة من عهد الاستعمار، ومشبك حذاء من القرن الثامن عشر، قبل ذلك بعامين.

وباستخدام جهاز الكشف عن المعادن، وجد بيلي عملة فضية داكنة بحجم 10 سنتات كان يعتقد في البداية أنها إما إسبانية أو نقوداً تم سكها من قبل مستعمرة خليج ماساتشوستس، لكن بعد التدقيق في العملة وجد نصاً عربياً محفوراً عليها.


وأكدت الأبحاث أن العملة التي وجدها بيلي تم سُكها عام 1693 في اليمن، وهو ما أثار تساؤلات عديدة إذ إنه لا يوجد دليل على أن المستعمرين الأميركيين سافروا إلى أي مكان في الشرق الأوسط للتجارة حتى عقود لاحقة.

ومنذ ذلك الحين، اكتشف باحثون آخرون 15 عملة نقدية عربية إضافية من نفس الحقبة، عثر على 10 منها في ماساتشوستس، و3 في رود آيلاند، و2 في كونيتيكت، فضلاً عن عملات أخرى في ولاية كارولينا الشمالية.

ونقلت الوكالة، عن عالمة الآثار بولاية كونيتيكت، سارة سبورتمان، قولها: "يبدو أن بعض أفراد عصابة إيفري تمكنوا من الاستقرار في نيو إنغلاند والاندماج هناك، ويبدو أن الأمر كان أشبه بخطة لغسيل الأموال".

ونشر بيلي النتائج التي توصل إليها في مجلة بحثية لجمعية النقود الأميركية، وهي منظمة مكرسة لدراسة العملات المعدنية، وأعرب علماء آثار ومؤرخون، اطلعوا على النتائج، عن إعجابهم الشديد بها، مؤكدين أنها تلقي ضوءً جديداً على أحد أقدم الألغاز الإجرامية في العالم، بحسب الوكالة.

https://asharq.com/ar/5wNkLbi8REdNmM...A%D9%86%D8%A9/