بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
أما بعد
----------------------------------------------
يمكن تفسير تدرج تطور الكون المادي على أنه مجموعة أحداث متتالية كل حدث يلي حدث , وكل حدث يُمثل سبب لحدث يليه أي أن كل حدث هو بمثابة مُحدث أو لنقل سبب في إحداث الحدث الذي يليه , وهكذا سلسلة أحداث متتالية كلها بدون استثناء , وفي نفس الوقت هي بمثابة أسباب لإيجاد أو لإحداث بعضها البعض , وهذه السلسلة من الأحداث لابد أنها تنتهي من حيث القدم عند حدث مادي أولي واحد , وهو بلا شك بدء وجود أو نشأة بذرة مادة الكون المادي الأولى وهي ( جسيمات النانومتر ) في العدم الكوني المادي أي ( الفراغ الكمومي )

ولا يعني ذلك أن وجود أو نشأة بذرة مادة الكون المادي الأولية وهو ( جسيمات النانومتر البدائية ) في العدم الكوني المادي قد تم مرة أو دفعة واحدة ثم توقف بعدها! , بل علماء الفيزياء وعلى رأسهم ( البروفيسور الأمريكي لورانس كراوس ) يؤكدون على أن جسيمات النانومتر البدائية كالكواركات المتناهية في الصغر وغيرها , مازالت في الظهور والاختفاء بصفة مستمرة منذ وجود أو نشأة أول بروتون اتحد مع بروتونات أخرى , ليتم تشكيل نواة أول ذرة في الكون لتتحد مع ذرات أخرى مكونة جزيئات ثم عناصر ثم نجوم ثم انفجارات وكواكب ثم مجرات , وهكذا حلقة التطور مستمرة حتى يأتي الأمر الإلهي بتوقف وجود أو نشأة بذور مادة الكون المادي البدائية وهو ( جسيمات النانومتر ) في العدم الكوني المادي , وبالتالي يتوقف إنتاج البروتونات المكونة لنوات الذرات بصفة عامة , وبناءاً عليه يبدأ الكون في التوقف عن التوسع والتمدد تدريجياً , بل ويتقلص ويُذوى بعضه إلى بعض تدريجياً بسبب توقف وجود أو نشأة بذور مادة الكون المادي البدائية وهي ( جسيمات النانومتر ) في العدم الكوني المادي من جانب , ونفاد الطاقة بكل صورها من جانب آخر , وهذه هي بداية الكون المادي المنطقية ونهايته

إذن لابد من الاعتراف بأن السببية الكلاسيكية أو الحتمية التقليدية كما يسميها علماء الفيزياء تنتهي بانتهاء سلسلة الأسباب والمسببات المادية , ولا يبقى أمامنا سوى الإقرار بوجود قوة خفية هائلة قيد البحث في العلم التجريبي وراء الطبيعة , ذو إرادة وقوة وحكمة بالغة في إحداث أو إيجاد أو نشأة بذرة مادة الكون المادي البدائية وهي ( جسيمات النانومتر ) في العدم الكوني المادي بحكمة بالغة , يجعل هذا الإيجاد أو النشأة خصائص المادة وقوانين الكون ثابتة , بحيث يجعل الكون يتطور ويتسع بهذه الصورة , حيث أن ظاهرة الانتخاب الطبيعي هي ظاهرة من مظاهر التصميم الذكي لقوة خفية عُليا هو ( الله ) , ولأجل مسمى ولغاية معينة تعلمها هذه القوة أو الذات العُليا الخفية عن العالم المادي , حيث أن هذه القوة العُليا الخفية عنا بذاتها ( الله ) موجودة معنا في الكون في كل زمان ومكان ( من حيث المعنى لا من حيث الذات ) وتتجلى وتُظهر لنا فقط بآثار صفاتها في هذا العالم المادي

-------------------------------------------
والله تعالى أعلى وأعلم