من كتاب علم الكونيات لبيتركولز مترجم العلماء يعترفون ببداية الكون وعدم الاعتراف بنموذج اللاحدود لهوكينج ص120و121
نظرية اللاحدود
المكان والزمن مفهومان مختلفان للغاية بعضُهما عن بعضفي نظرنا نحن، الذين نعيش
في عالم منخفض الطاقة يبعد كثيرًا عن الانفجار العظيم. لكن هل يعني هذا أن المكان
والزمن كانا مختلفين بعضُهما عن بعض على الدوام؟ أم إنه من الممكن في نظرية كمية
للجاذبية أن يكونا شيئًا واحدًا؟ في نظرية النسبية العامة الكلاسيكية، الزمكان بناء
رباعي الأبعاد تلتحم داخله على نحو وثيق الأبعادُ المكانية الثلاثة بالبعد الزمني الوحيد.
ومن الأفكار ذات الصلة بعلم الكونيات الكمي، والتي طورها هوكينج بالتعاون مع جيم
هارتل، تلك الفكرة التي تقضي بأن البصمة المميِّزة للزمن قد تُمحَى حين يكون مجال
الجاذبية قويٍّا للغاية. وهذه الفكرة مبنية على استخدام بارع لخصائصالأعداد التخيلية.
(والأعداد التخيلية هي كل مضاعفات العدد ن الذي يُعرَّف بأنه الجذر التربيعي للعدد
سالب واحد.) وهذا العبث بطبيعة الزمن هو جزء من نظرية اللاحدود لعلم الكونيات
الكمي، التي وضعها هارتل وهوكينج. وفق هذه النظرية، بما أن الزمن يفقد خواصه
التي تفصله عن المكان، فإن مفهوم بداية الزمن يصير عديم المعنى. ومن ثم فالزمكان
بهذه البصمة ليس له حدود. فلا وجود لانفجار عظيم، ولا نقطة تفرد؛ لأنه لا وجود
للزمن، بل هو مجرد اتجاه مكاني آخر وحسب.
هذه النظرة للانفجار العظيم لا يوجد بها عملية خلق؛ لأن كلمة الخلق تعني ضمنًا
وإذا لم يكن ثمة زمن، فما من بداية إذن للكون. والتساؤل عما .« قبل وبعد » أن هناك
حدث قبل الانفجار العظيم سيكون شبيهًا بالتساؤل عما يوجد شمال القطب الشمالي.
فهو سؤال عديم المعنى.
ينبغي لي أن أؤكد أن فرضية اللاحدود ليست مقبولة من قِبَل كل المختَصِّين بعلم
الكونيات الكمي؛ إذ اقتُرحت سبل أخرى لفهم بداية الكون (أو عدم بدايته). وقد اقترح
الفيزيائي الروسيألكسندر فيلنكن معالجة بديلة لعلم الكونيات الكمي توجد فيها عملية
خلق محددة، يظهر عن طريقها الكون من العدم بواسطة الأنفاق الكميَّة.