دليل على التقنين المبكر للنص القرآني
يونيو 12, 2021


أجرى الباحث Marijn van Putten دراسة مستندا إلى 15 مخطوطا مبكرا في سياق البرهان على أن تقنين النص القرآني المعروف بمصحف عثمان يرجع إلى الحقبة التي ذكرتها المصادر الإسلامية

ومن جملة هذه المخطوطات مايلي:



المخطوط الأول SU: مخطوط صنعاء (النص العلوي) مكون من 80 صحيفة نوع الخط: حجازي

يرجع تاريخ الرقاع من خلال تقنية الكربون المشع إلى ما بين عامي 606 و 669 ميلادية أي النصف الأول من القرن الهجري الأول غير أن تاريخ النص العلوي لاشك أنه يرجع إلى تاريخ لاحق لكن من خلال نوع الخط وهو الحجازي يرجع تاريخه إلى نهاية القرن الهجرى الأول أو بداية الثاني على أقصى تقدير.

Sadeghi and Bergmann (2010: 354)

المخطوط الثاني BL: مخطوط المكتبة البريطانية مكون من 128 صحيفة نوع الخط: حجازي

يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري

(Dutton 2004: 66)

المخطوط الثالث A3 : مكون من 58 صحيفة يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجري نوع الخط: حجازي

(Déroche 1983: 67, no 14)


المخطوط الرابعCA1 : مكون من 75 صحيفة نوع الخط حجازي يرجع تاريخه إلى النصف الأول من القرن الهجري الثاني

(Déroche 1983: 59, no 1)

المخطوط الخامسQ : مكون من 36 صحيفة تاريخ المخطوط 606 – 652 ميلادية (القرن الهجري الأول) بتقنية الكربون المشع نوع الخط حجازي



المخطوط السادسS: مخطوط سمرقند مكون من 353 صحيفة الخط الكوفي تاريخه ما بين 700 – 850 ميلادية

المخطوط السابع W: مكون من 210 صحيفة يرجع تاريخه بتقنية الكربون المشع إلى النصف الثاني من القرن الأول الهجرى إلى النصف الأول من القرن الثاني. نوع الخط الكوفي

(Déroche 1983: 67, no 160)



إلي تمام 15 مخطوطا تتضمنها الدراسة المشار إليها والتي يمكن مراجعتها من خلال هذا الرابط

ومختصر الدراسة فما يلي:

المنهج المتبع في الرسم العثماني للمصاحف، والذي سمي بذلك نسبة إلى رسم المصاحف التي بعث بها عثمان بن عفان رضي الله عنه، يختلف عن قواعد الرسم الإملائي المتبع حاليا. وأحد أوجه الاختلاف تلك أنه يجوز في الرسم العثماني كتابة تاء التأنيث في نهاية الكلمة - كما في "رحمـ ـة " - مربوطة كما سبق أو مفتوحة هكذا "رحمت".

وقد استند الباحث إلى طريقة كتابة كلمة نعمـ ـة/ نعمت كما في قوله "نعمة ربك" على سبيل المثال في المخطوطات محل الدراسة في الوصول إلى نتيجة مفادها أن تقنين الرسم المتبع في هجاء المصاحف يرجع إلى عصر عثمان رضى الله عنه (23 – 35 هجرية)، وأن هناك نسخ أصلية نسخت منها جميع المصاحف التي هي وفق ما يعرف بالرسم العثماني وأن تدوين النسخ كان عن طريق النسخ المباشر من نسخ أقدم وليس من الذاكرة أو عن طريق الإملاء.

فمن خلال فحص 15 مخطوطا للقرآن يرجع كثير منها إلى مرحلة مبكرة من التاريخ الإسلامي، أي النصف الثاني من القرن الهجري الأول، وجد أن اختيار احدى الطريقتين لكتابة كلمة نعمـ ـة/ نعمت الواردة في 23 موضعا من القرآن متماثلا في المخطوطات الخمسة عشر. فقد اتفقت المخطوطات بخلاف استثناءات قليلة لا تؤثر في النمط العام على اختيار احدى الطريقتين في المواضع القرانية كلها. ولأنه لا توجد قاعدة تلزم باختيار احدى الطريقتين فاختيار احدى الطريقتين راجع لتقدير الكاتب. فلا شيء يفسر هذا الاتفاق سوى أن جميع تلك المخطوطات نسخت عن أصل واحد كتبت فيه التاء بهذه الطريقة أو تلك بخلاف لو كان نسخ تلك النسخ يعتمد على الإملاء أو التدوين من الذاكرة.






فبالنظر إلى أن تلك المخطوطات ترجع إلى سياقات جغرافية وزمنية مختلفة وكثير منها يرجع للنصف الثاني من القرن الهجري فمن الراجح رجحانا بينا أن الأصل الذي تعود إليه تلك النسخ يرجع على أقل تقدير إلى النصف الأول من القرن الهجري الأول أي بما يتوافق مع الروايات الواردة في المصادر الإسلامية عن اسناد نسخ المصاحف من قبل عثمان رضي الله إلى لجنة من كتاب الوحي وجعل هذه النسخ مثال يحتذى في تدوين المصاحف. ويجعل من المستبعد أن يكون تقنين المصاحف يرجع إلى عصر الحجاج الذى ولي ما بين 75 الي 95 هجرية أي في الربع الأخير من القرن الهجري الأول.

و الزعم أن الحجاج تلاعب بالقرآن زعم يجافي العقل لأن القرآن في زمن الحجاج كان متواترا وكانت نسخه منتشره فى الآفاق وعددها لا يحصيه إلا الله فضلا عن كونه محفوظ في الصدور يحفظه عن ظهر قلب خلق يحصل التواتر بأقل منهم ولا يمكنه لو أراد أن يغير شىء فى القرآن فزعم أنه غير القرآن لا يختلف في شىء عن من يزعم أن أحد يمكنه أن يغير فى القرآن الآن.


و الرواية التي فى كتاب المصاحف والتي فيها أن الحجاج أحدث بعض التغييرات في المصحف هي من طريق عوف ابن أبي جميلة وكان معروفا بالتشيع قال ابن المبارك: ما رضي عوف ببدعة حتى كان فيه بدعتان : قدري ، شيعي. ومعروف تحامل الشيعة على الحجاج وبني أمية. و في سنده عباد بن صهيب وهو متروك الحديث

لكن أصل هذه المسألة الرواية التى تقول بأن الحجاج أسند إلى نصر بن عاصم الليثي نقط المصاحف وتشكيلها لأن اللحن و التصحيف فى القراءة فشا بين الناس. لكن واقع الأمر أن النقط و الإعجام نشأ بشكل متدرج وهناك من سبق إلى نقط المصاحف كأبي الأسود الدؤلى و يحي بن معمر. أما الزعم بأن الحجاج جمع المصاحف جميعها و غيرها وبدلها وألزم الناس فى مشارق الأرض و مغاربها بنسخة محرفة فهذا زعم ظاهر البطلان.