بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال صلى الله عليه وسلم عليكُم بقيامِ اللَّيلِ ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم ، و قُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ و تَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ
الراوي : بلال وأبو أمامة وأبو الدرداء وسلمان وجابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 4079 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

قِيامُ اللَّيلِ مِن نوافِلِ الخَيرِ ومِن أجَلِّ القُرُباتِ، وأعظَمِها عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقد رَغَّبَ فيه الشَّرعُ الحَنيفُ، وبَيَّنَ عَظيمَ أجرِه، وكَثيرَ فَضلِه، كما في هذا الحَديثِ الذي يَقولُ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عَليكم بقيامِ اللَّيلِ"، الزَموا قيامَ اللَّيلِ، وداوِموا عليه، وحافِظوا على أدائِه؛ "فَإنَّه"، أيْ: قيامَ اللَّيلِ، "دَأْبُ الصَّالِحينَ قَبلَكم"، فهو سُنَّةُ الصَّالِحينَ وعادَتُهم وشَأنُهم مِمَّنْ كانَ قَبلَكم مِنَ الأُمَمِ السَّابِقةِ، "وإنَّ قيامَ اللَّيلِ قُربةٌ إلى اللهِ"، فمَن صلَّى قيامَ اللَّيلِ فإنَّه يَتقَرَّبُ ويَتوَدَّدُ إلى اللهِ بصَلاتِهِ تلك، "ومَنْهاةٌ عنِ الإثْمِ"، والمَعنى: أنَّ مَن وَاظَبَ على قيامِ اللَّيلِ فإنَّه يَنهاهُ ويَمنَعُه منِ الوُقوعِ في الآثامِ والرَّذائلِ، "وتَكفيرٌ لِلسَّيِّئاتِ"، ومَحوٌ لِلخَطايا، ومَغفِرةٌ لِلذُّنوبِ، "ومَطرَدةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الجَسَدِ"، فقيامُ الليلِ يَطرُدُ الأمراضَ والأدواءَ عَنِ الجِسمِ، أو هو حالةٌ مِن شَأنِها إبعادُ الدَّاءِ، سَواءٌ الدَّاءُ المادِّيُّ أوِ المَعنَويُّ.
وفي الحَديثِ الحَثُّ على قيامِ اللَّيلِ، والمُداوَمةِ عليه، والتَّرغيبُ فيه.
وفيه: طَلَبُ سَلامةِ الرُّوحِ، وصِحَّةِ الجَسَدِ في قِيامِ اللَّيلِ .