بني إسرائيل

الحمد لله أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن كرمنا على العالمين بهذا الدين

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ‎﴿الحجرات: ١٣﴾‏

يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي[‌أ] ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر[‌ب] إلا بالتقوى { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } ألا هل بلغت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : فيبلغ الشاهد الغائب .[‌ج]

أسأل الله عز وجل السداد والتوفيق من هنا أبدأ ...

بني : تطلق على كتلة بشرية متجمعة معا في مكان واحد لهم خلفية عرقية ودينية واحدة ومبلغين بنفس الرسالة السماوية (تعاليم محددة مشتركة بينهم) وهم نسل ( فروع متسلسلة ) لشخص ذكر من الأبناء والأحفاد ذكورا أو إناثا أمواتا وأحياء بسلسلة غير منتهية حتى يفنوا وينقطعوا ولا يبقى منهم أحد .



لماذا كلمة بني مرتبطة مع ( آدم وإسرائيل فقط ) ؟

بني إسرائيل : لتمييز بني إسرائيل عن سواهم فهم الوحيدين من بين جميع الأمم بأنهم متمايزين عرقيا عمن حولهم من الأمم على مر عصور وجودهم وغالبا ما يكونوا في معزل عن المجتمعات والأمم الأخرى مجتمعين بمكان محدد[‌د] بحال العز أو الذل وهؤلاء النسل والفروع مُبلغين بنفس الرسالة السماوية وبينهم وبين الله عز وجل عهد وميثاق أن لا يعبدوا إلا إياه ، ومنهم من آمن وأطاع وهم قليل ومنهم من كفر وعصى وهم الأكثر فهم ليسوا على ملة واحدة بالرسالة السماوية من الله عز وجل.

بني آدم : خطاب جماعي لجميع نسل آدم عليه السلام المجتمعين في الأرض كافة ( لا يوجد بني لآدم عليه السلام في غير الأرض فهم يعيشون جميعا في مكان محدد )فجميع الأعراق والأمم تنتهي إلى آدم عليه السلام وعند خطابهم والحديث بشكل مطلق وعام يكون الخطاب والحديث يتضمن نفس التعاليم والوصايا السماوية والسمات المشتركة

( التعاليم والوصايا السماوية العامة والسمات المشتركة لكافة بني آدم على مر العصور " ومنهم بني إسرائيل " )

1- يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ‎﴿الأعراف: ٢٦﴾‏

2- يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ‎﴿الأعراف: ٢٧﴾‏

3- يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ‎﴿الأعراف: ٣١﴾‏

4- يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ‎﴿الأعراف: ٣٥﴾‏

5- وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ‎﴿الأعراف: ١٧٢﴾‏

6- وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ‎﴿الإسراء: ٧٠﴾‏

7- أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ‎﴿يس: ٦٠﴾‏

لم بني إسرائيل وليس بني يعقوب في القرآن الكريم ؟

عند ذكر بني إسرائيل : يكون الخطاب لأمة عرقية واحدة محددة من نسل يعقوب عليه السلام، المتعاقبة عبر الأجيال والتي منها المؤمن ومنها الكافر ومبلغة برسالة التوحيد ، أو عند الحديث عن هذه الأمة بشكل عام مطلق وليس بشكل خاص أو عن أحد أفراد هذه الأمة... فكلمة إسرائيل لها علاقة بالرسالة السماوية لهذه الأمة العرقية بشكل عام ومطلق دون تحديد أشخاص محددين .

أما عند ذكر يعقوب عليه السلام : يكون الحديث عن يعقوب عليه السلام خاصة أو ( آل يعقوب ) بنيه المباشرين أو أفراد من نسله خاصة من الذكور المجتبين المصطفين المختارين المرضي عليهم من الله عز وجل وآخرهم يحيى عليه السلام[‌ه]

فعند الحديث عن إسرائيل وبنيه يكون عاما مطلقا في أمور التوحيد والرسالة السماوية وفيما يشتركوا فيه جميعا وليس محدودا خاصا بشكل خاص أو عن أحد أفراد هذه الأمة كما الحديث عن يعقوب





ومعنى يعقوب

الذي جاء خلف وعقب[‌و] إسحاق وإبراهيم وهو نبي الله عز وجل المختار والمجتبى وبشارة الملائكة لإبراهيم عليه السلام ولزوجه سارة عليها السلام عليهما السلام وورث عنهم الرسالة والنبوة [‌ز]

وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ‎﴿هود: ٧١﴾‏

معنى إسرائيل

إسرائيل هو شخص مفرد محدد معين هو نبي الله يعقوب عليه السلام

يجب أن لا يغيب عن نظرنا أن غالب كلمات إسرائيل مرتبطة بكلمة بني في القرآن الكريم وهذا يعني أن هناك ارتباطا وثيقا بينهما في المعنى

فكلمة إسرائيل ستأتي محددة لمعنى كلمة بني التي تأتي وصفا لأمة عرقية واحدة ذات تعاليم واحدة متجمعة بنفس المكان ومرتبطة معها بوثاق ورباط فإسرائيل وبنيه مبلغين برسالة التوحيد وبينهم وبين الله عز وجل عهد وميثاق في التشريع والعبادة وأن لا يعبدوا إلا إياه .



والآن لنتعمق في البحث عن معنى كلمة إسرائيل

سلكت عدد من السبل في البحث عن معنى كلمة إسرائيل سأوضحها تاليا

فعند البحث في معنى إسرائيل تحديدا في القرآن الكريم بحثت أيضا عن المتشابهات في تركيب إسرائيل فوجدت (جبريل ، إسماعيل ، إسرائيل) وهذه الكلمات الثلاثة تتفق بأنها مقسومة إلى قسمين (جبريل = جبر + يل )... (إسماعيل = إسماع + يل )... (إسرائيل = إسراء + يل )...وأن القسم الأول مكتمل المعنى عربيا ويحمل صفات صاحب الإسم ( وأن هذه الصفة لا يمكن لأحد من العالمين الأولين والآخرين أن يأتي بأحسن منه فيها ) وأن القسم الثاني ( يل )تؤكد على الخصوصية لشخص محدد لصاحب الاسم والطوعية منه عن رضا وحب مطلق منه للقيام بفعل ( الصفات التي يمكن استخراجها من القسم الأول ) لله عز وجل .





لنبدأ بتحليل إسرائيل التي تتكون من إسراء + يل [‌ح]

وبداية والأهم نبحث عن معاني القسم الأول

أولا : إسراء : مصدر الفعل أسرى

و أسرى: وصف للحركة الخفيفة والسريعة من مكان لآخر دون إحداث أصوات أو جلبة وبعيدا عن العيون حيث لا يمكن رؤيته أو سماعه ( أختلاس الحركة من الملاحظين والمراقبين ) وقد يكون الإسراء ليلا أو نهارا وأكثره سترا يكون في الليل لستر الليل (وأشد الإسراء الحركة خارج مجال أحاسيس الناس مثل حركة الجن والملائكة التي تتحرك في مجال ونطاق ليس ضمن القدرات البشرية وأكثر من ذلك كرامة من يعرف الأخبار والأحداث في مكان آخر دون الذهاب له وكأنه موجود في ذلك المكان ويخالط الأحداث و الشخوص فتبدوا أمامه عيانا مرأية مجلاة إن كانت في زمنه أو في المستقبل وحتى يمكنه أن يصف الجنة والنار وما فيها في اليقظة وهذه خاصة بالأنبياء والرسل وحدهم كرامة من الله لهم [‌ط] وكذلك رؤى الأنبياء والرسل [‌ي].

تعقيب :

1- تفسير القرطبي (1/ 331): ... وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ سُمِّيَ إِسْرَائِيلُ لِأَنَّهُ أَسْرَى ذَاتَ لَيْلَةٍ حِينَ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَسُمِّيَ إِسْرَائِيلَ أَيْ أَسْرَى إِلَى اللَّهِ وَنَحْوَ هَذَا.





2- فهل لهجرة يعقوب عليه السلام وبنيه لمصر وانتقالهم بسرعة زمن القحط و الجوع واختفاؤهم بالكلية وبسرعة من فلسطين علاقة بذلك [‌ك]

3- أو هل كان نبي الله يعقوب عليه السلام– بما اجتهدنا سابقا والله أعلم – يعرف الأخبار والأحداث في مكان آخر دون الذهاب له وكأنه موجود في ذلك المكان يخالط الأحداث و الشخوص فتبدوا أمامه عيانا مرأية مجلاة كرامة من الله وفضل كمعرفته لأحوال أبنائه [‌ل] .

ثانيا: الآية التي جاءت فيها كلمة إسرائيل منفردة هل هي مفتاح لمعنى إسرائيل

كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿آل عمران: ٩٣﴾‏

وسنبدأ من خلالها البحث عن صفة خاصة لنبي الله يعقوب عليه السلام

فالآية ‎﴿آل عمران: ٩٣﴾ تتمحور حول عن حدث خاص وقع لنبي الله يعقوب عليه السلام

فالآية ‏تتحدث عن نذر[‌م] قيد به نفسه نبي الله يعقوب عليه السلام لم يكن واجبا عليه فعله فقد أَسَرَ وسجن نبي الله نفسه بعد شفائه بقيود أوثقها بنذره لله عز وجل وسنَّ بنوه على أنفسهم نفس القيد والأسر .

المهذب في اختصار السنن الكبير (8/ 3969)

عن ابن عباس "أن إسرائيل أخذه عرق النسا، فكان يبيت وله زقاء ، فجعل إن شفاه اللَّه أن لا يأكل لحمًا فيه عروق، قال: فحرمته اليهود، فنزلت: كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿آل عمران: ٩٣﴾‏ " أي أن هذا كان قبل التوراة. قال سفيان: زقاء: صياح.

فكأن نبي الله يعقوب عليه السلام قيد نفسه وأسرها بنذره طوعا لا أمرا من الله عز وجل ، وقد يكون هذا المرض نفسه قيد أركان ومفاصل [‌ن] نبي الله يعقوب عليه السلام كالقيود فجعلته أسيرا سجينا حلس بيته [‌س]



والشرائع والأحكام تلزم وتقيد أيضا

ومما يوافق ذلك ( إستئناسا لا دليلا ) ما جاء عند أهل الكتاب فإن إسرائيل تعني : عبد الله حيث إسرا" في لغتهم هو العبد، و"إيل" هو الله[‌ع] وهل هناك من هو أسير ومقيدا أكثر من نبي ورسول لله عز وجل بالأحكام والشرائع التي يتبعها ويسير على منهجها .

فقد تكون الأحكام والشرائع التي تلقاها نبي الله يعقوب عليه السلام من الله عز وجل تقيده وتلزمه

فنبي الله يعقوب عليه السلام كان

أسيرا لمرضه[‌ف]

وأسير نذره

وأسير العهود والمواثيق والأحكام التي أنزلت عليه من الله عز وجل .



ومما يلفت النظر أن الإِسار ما يقيَّد به الأَسيرُ والجمع : أُسُر[‌ص] والأسير هو المحبوس والمقيد بجميع أركانه ومفاصله ( بإحكام ) وموضوع بالظلمة أو مخفي عن العيون[‌ق] فهل هناك علاقة بين تلك المعاني كلها وإسرائيل ....

ثالثا :

تفسير القرطبي (1/ 331)

... وَقِيلَ: إِسْرَا مِنَ الشَّدِّ فَكَأَنَّ إِسْرَائِيلُ الَّذِي شَدَّهُ اللَّهُ وَأَتْقَنَ خَلْقَهُ ذَكَرَهُ الْمَهْدَوِيُّ.

ولا أستبعد ذلك فقد يكون نبي الله يعقوب عليه السلام آتاه الله عز وجل من القوة والشدة ما تميز به عن غيره وهذا مذكور عند أهل الكتاب سأورده بلا مبالغة أسطورية كما عندهم كما جاء في البداية والنهاية ط هجر (1/ 452 + 453)[‌ر]

فَلَمَّا كَانَ وَقْتُ الْفَجْرِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ تَبَدَّى لَهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فِي صُورَةِ رَجُلٍ فَظَنَّهُ يَعْقُوبُ رَجُلًا مِنَ النَّاسِ فَأَتَاهُ يَعْقُوبُ لِيُصَارِعَهُ وَيُغَالِبَهُ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ فِيمَا يُرَى[‌ش] إِلَّا أَنَّ الْمَلَكَ أَصَابَ وَرِكَهُ فَعَرَجَ يَعْقُوبُ، فَلَمَّا أَضَاءَ الْفَجْرُ قَالَ لَهُ الْمَلَكُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: يَعْقُوبُ. قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَنْ تُدْعَى بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَّا إِسْرَائِيلُ[‌ت]. فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ وَمَا اسْمُكَ؟ فَذَهَبَ عَنْهُ فَعَلِمَ أَنَّهُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَأَصْبَحَ يَعْقُوبُ وَهُوَ يَعْرُجُ مِنْ رِجْلِهِ فَلِذَلِكَ لَا يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النِّسَا

رابعا : هل من الممكن أن يكون معنى كلمة إسرائيل [‌ث] (باني البيت الذي ( تسري ) تحج إليه الناس للعبادة [‌خ])

البداية والنهاية ط إحياء التراث (1/ 224)

وَسَمَّى ذَلِكَ الموضع بين إِيلَ أَيْ بَيْتَ اللَّهِ وَهُوَ مَوْضِعُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الْيَوْمَ الَّذِي بَنَاهُ يَعْقُوبُ [‌ذ]

والله أعلم



--------------------------------------------------------------------------------

[‌أ] بسبب اختلاف اللسان

( من بحث الطوقفان قادم لهلاك مصر )

والعجم كل من لا يتحدث اللغة العربية ( لسانه غير عربي ) وإن كان من أصول عربية فيدخل في هذا المفهوم كل العالم الغير متحدث بالعربية وحسب هذا المفهوم فالصيني والماليزي والهندي و الصومالي و الروسي والأمازيغي والكردي والشيشاني المتحدث بالعربية فهو عربي وقس على ذلك ( فالعربي والأعجمي نسبة إلى المتحدث باللغة العربية فالعربي له لغة واحدة بينما الأعجمي قد يتحدث أي لغة غير العربية سريانية , أرمنية , صينية , أفغانية .....أما إذا كان يتقن العربية ولغة أخرى فينسب إلى اللغة التي يتحدث بها تلك اللحظة )

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103

{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44

[‌ب] اختلاف اللون إشارة لاختلاف العرق من بني آدم

شرح الطحاوية ت الأرناؤوط (2/ 510)

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ -: إِلَّا بِالتَّقْوَى، النَّاسُ مِنْ آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ»

[‌ج] السلسلة الصحيحة - مختصرة (6/ 203)

[‌د] هذه من الخصائص المميزة لبني إسرائيل عن باقي الأمم تجمعهم في تجمعات سكانية مغلقة يطلق عليها أسماء عدة منها ( غيتو ، وحارات اليهود ، والملاح"أحياء اليهود" ) وحتى الأمم إذا استقوت عليهم تحصرهم في مكان محدد وكأنه قانون سماوي مكتوب ومسنون عليهم إلى آخر الزمان .

[‌ه] الإرث النبوي امتد من إبراهيم عليه السلام إلى اسحق عبر يعقوب وبنيه حتى انقطع بيحيى عليه السلام

- فالإرث النبوي الذي كان يتميز به آل يعقوب إنقطع بيحيى عليه السلام

يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ‎﴿مريم: ٦﴾‏

- الجامع الصغير وزيادته (ص: 860)

كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي و إنه لا نبي بعدي .. . ( صحيح )

[‌و] ( العقب )الابن من الصلب

[‌ز] ففي القرآن أن يعقوب عليه السلام ورث النبوة وجاء عقب أبيه اسحق عليه السلام وفي كتب أهل الكتاب (سفر التكوين أصحاح 25) أن سبب التسمية أن يعقوب ولد عقب توأمه عيسو وكان قابضا بعقب "يمسك العقب" كناية عن "يحِل محل"

25 فخرج الأول احمر، كله كفروة شعر، فدعوا اسمه "عيسو"

. 26 وبعد ذلك خرج اخوه ويده قابضة بعقب عيسو، فدعي اسمه «يعقوب. وكان إسحاق ابن ستين سنة لما ولدتهما.



[‌ح] إسرائيل وهي قراءة الجمهور

فإسرائيل تقرأ :
1- إسرائيل، بهمزة بعد الألف وياء بعدها، وهى قراءة الجمهور.
2- إسراييل، بياءين بعد الألف، وهى قراءة أبى جعفر، والأعمش، وعيسى بن عمر.
3- إسرائل، بهمزة بعد الألف ثم لام، وهو مروى عن ورش.
4- إسرائل، بهمزة مفتوحة بعد الراء ولام.
5- إسرئل، بهمزة مكسورة بعد الراء.
6- إسرال، بألف ممالة بعدها لام خفيفة.
7- إسرال، بألف غير ممالة، وهى رواية خارجة عن نافع.
8- إسرائن، بنون بدل اللام، وهى قراءة الحسن، والزهري، وابن أبى إسحاق.

[‌ط] الانتقال قد يكون حقيقيا وقد يكون غير ذلك كما وضحنا.

[‌ي]

- جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (5/ 196)

"زُويَتْ لى الأَرْضُ حتى رَأَيْتُ مَشَارقَها وَمَغَاربِها، وأُعطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ والأَصْفَرَ، وَقِيلَ لى: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَبْلُغُ إِلَى حَيْثُ زُوىَ لَكَ".

- موسوعة التخريج (ص: 6058)

عن أبي هريرة قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما انا نائم رأيتني في الجنة فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا قالوا هذا لعمر فذكرت غيرته فوليت مدبرا فبكى عمر وهو في المجلس ثم قال أو عليك يا رسول الله أغار

[‌ك] في كتاب البداية والنهاية لابن كثير ( وهي من المرويات الإسرائيلية )

هناك هجرتان ليعقوب عليه السلام تتصف بالسرعة والخفة وفيها نوع من السرية وبعيدا عن الملاحظين والمراقبين أما الهجرة الأولى فهرب يعقوب عليه السلام خوفا من أخيه العيص إلى حران ، وأما الهجرة الثانية الهرب من حران ( من خاله لابان وقومه ) والعودة إلى مضارب أبيه وأخيه العيص والملاحظ في رواية أهل الكتاب وأثناء عودته صارع ملكا من الملائكة أصاب ورك يعقوب عليه السلام فصار يعرج عليها وأن الملك بعد ذلك قال له أن لا ينبغى أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل ... فتسمية إسرائيل عند أهل الكتاب كانت بعد إصابة في ورك يعقوب عليه السلام عند مصارعته للملك .

[‌ل] هذه من كرامات الأنبياء والرسل والحديث فيها يطول ولا مجال لذكره هنا .

- قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ‎﴿يوسف: ٨٣﴾‏‏

- فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ‎﴿يوسف: ٩٦﴾

[‌م] توجب على النفس ما ليس بواجب عليها تبرعا أو شرط حدوث أو منع حدوث شيء ما تعظيما لله تعالى

[‌ن] عرق النسا يجعل الحركة قطعا من العذاب

[‌س] ذكرت سابقا قصة مصارعة نبي الله يعقوب عليه السلام مع الملك ( عند أهل الكتاب الواردة في كتاب البداية والنهاية لابن كثير ) ... وأثناء عودته صارع ملكا من الملائكة أصاب ورك يعقوب عليه السلام فصار يعرج عليها وأن الملك بعد ذلك قال له أن لا ينبغى أن تدعى بعد اليوم إلا إسرائيل ... فتسمية إسرائيل عند أهل الكتاب كانت بعد إصابة في ورك يعقوب عليه السلام عند مصارعته للملك .

[‌ع] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (12/ 96)

قال ابن عباس : (( إسرا )) هو عبد ، و(( إيل )) هو الله تعالى. فمعناه : عبدالله

وهذا المعنى مأخوذ من كتب أهل الكتاب وليس من الوحي

[‌ف] عرق النسا

[‌ص] المعجم الوسيط (1/ 17)

[‌ق] لاحظ التشابه بين أسرى والأسير في موضع ( مخفي عن الملاحظة و العيون )

[‌ر] هذه الرواية من الإسرائيليات ولا أثق كثيرا بها إنما أوردتها للاستئناس وليس كدليل

[‌ش] حسبما يراه المشاهد ولكن في الحقيقة غير ذلك بدليل إصابة نبي الله يعقوب عليه السلام

[‌ت] معنى هذا الاسم بالعبري יִשְׂרָאֵל‎ "يجاهد مع الله" أو "يصارع من أجل الله "

فكأنما بدأ حمل الرسالة ووراثتها في تلك اللحظة فبدأ جهاده ودعوته ... والله أعلم

[‌ث] ذكرت كلمة إسرائيل في سورة الإسراء ( بني إسرائيل ) وأول ما ذكر فيها حادثة الإسراء إلى بيت المقدس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ‎﴿الإسراء: ١﴾‏

[‌خ] "لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى" صحيح البخاري

[‌ذ] ثبت في الصحيحين "عن أبي ذر قال : قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع أول؟ قال: (المسجد الحرام) . قلت: ثم أي؟ قال: (المسجد الأقصى) . قلت: كم بينهما؟ قال: (أربعون سنة) "

وهي المدة الزمنية بين بناء ( الجد و العم ) إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للمسجد الحرام بيتا للعبادة وبين بناء ( الحفيد ) يعقوب عليه السلام للمسجد الأقصى بيتا للعبادة

وقد تكون المدة الزمنية المذكورة هي الفترة الزمنية بين تصلب القشرة الأرضية عند تشكل الأرض بداية في مكة وبعد أربعين سنة تصلبت القشرة الأرضية في القدس عندما كانت كل القشرة الأرضية حممية مائعة متحركة غير ثابتة .