الغابرين











الغابرين : ( وصف لخاص أريد به عام )وصف خاص لحال امرأة نبي الله لوط عليه السلام من ضمن مجموعة مثيلة لها من قومها ولكن حالها سيكون أشد من حالهم لتخصيص ذكرها عن بقية قوم لوط عليه السلام

ومن معاني الغابرين

1- بسبب شدة الفزع و الخوف ( من الصيحة ([‌أ])) شابت شعورهم ([‌ب]) #وعلتها صفرة وغبرة([‌ج]) #وتغيرت ملامح وجوههم وكأنها جفت وأقحلت وقبضت #ومُصت منها ماء الحياة وأصبحوا كأنهم بأواخر أعمارهم #كأنهم عجزة طاعنين بالسن .

2- ومن معاني غبر غطاه وطلاه ولاطه([‌د]) بشيء فغير ملامحه أي تغطية وطلاء ما بقي من أجساد المعذبين منهم

فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ‎﴿هود: ٨٢﴾‏

ومن معاني سجل([‌ه]) بما هو مرتبط بمعنى غبر

طلي أجساد وقرى المسكوب عليهم بالطين المصهور فتغطيهم وتحفظ ما تبقى من أجسامهم وهي طريقة عذاب قوم لوط عليه السلام

3- تحول أجسامهم إلى غبار([‌و]) على الحقيقة وهذا فصلته في بحث أثر #الصيحة الميكانيكي .

4- المكث والبقاء في مكان العذاب وعدم القدرة على التحرك أو مغادرته بسبب ما أصابها من عذاب #فامرأة لوط عليه السلام #أصابها ما أصاب به قوم لوط عليه السلام من العذاب

وكأن إلزامها على المكث والبقاء([‌ز]) هناك لها تحديدا سيكون منارا ومعلما وآية ستبقى حاضرة وشاهدة على وجودها ووجودهم في الأزمنة الغابرة كبقية قومها ، فإن كان الله عز وجل ترك آية بينة عامة لقرية نبي الله لوط عليه السلام فقد ترك امرأة لوط عليه السلام كآية بينة خاصة لخيانتها لنبي الله لوط عليه السلام([‌ح]) .

وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ‎﴿العنكبوت: ٣٥﴾‏

وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ ‎﴿هود: ٨٩﴾‏

5- من الزوال والذهاب واندراس الأثر والفناء وموتهم أجمعين .



فامرأة لوط عليه السلام أكثر من ينطبق عليها وصف الغابرين

· # # #طال عمرها فتغيرت ملامح وجهها

· # # #ولحقها تغير آخر بسبب الصيحة

· # # #وطليت بمادة السجيل التي تغير ما تغير

· # # #وفتت كالغبار

· # # #ومع أنها زوجة نبي كريم لم يغنها ذلك من دخول النار فكانت أكثر الناس خسرانا وبعدا عن رحمة الله عز وجل .

([‌ط])














والله #أعلم







--------------------------------------------------------------------------------

([‌أ]) تكلمت عن أثر الصيحة الميكانيكي في بحث مستقل وهنا جانب آخر من أثار ما شاهدوا من أهوال وآثار الصيحة الفسيولوجي والنفسي

([‌ب]) وهذا من آثار الخوف الشديد الذي أصابهم وهو شبيه لما سيحدث لهم يوم القيامة

فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ‎﴿المزمل: ١٧﴾‏

([‌ج]) كناية عن تغيُّر الوجه للغمّ والهم وتغير في ملامحه على الحقيقة

([‌د]) لاط : طلاه بالطِّين والجصّ واصلحه

وقد يكون معنى لوط هي هو ذلك الرسول الكريم الذي أرسل إلى قوم لإصلاحهم فلما رفضوا وكفروا وجاؤوا بالفواحش عذبهم الله عز وجل بطليهم بالطين وفتتهم وجعلهم غبار مهين فكانوا من الغابرين.

ومن معاني لوط الضعف

فرَجُلٌ لَوْطٌ #أي ضَعِيفٌ

وضعف نبي الله لوط عليه السلام وضحته السنة النبوية

السلسلة الصحيحة - مختصرة (4/ 152 )

[ ... ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد إذ قال لقومه : { لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد } فما بعث الله بعده من نبي إلا في ثروة (أي بمعنى الكَثرةُ والمنَعةُ ) ( وفي لفظة ذروة أي بمعنى أَعْلاها نسَبًا ) من قومه ] . ( صحيح )

وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ﴿هود: ٧٨﴾

([‌ه]) تكلمت حول معنى السجل في بحث مفصل (مقارنة بين حجارة من سجيل والسماء)

([‌و]) الغبار :ما دقَّ من التُّراب أو غيره #

([‌ز]) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ‎﴿الحجر: ٦٠﴾‏

([‌ح]) الخيانة : نقد مقصود لعهد واتفاق وميثاق بين طرفين سرا وطعنا وخذلانا وغيلة لمصلحته أو لمصلحة غيره خلافا لما اتفق عليه .

وخيانة امرأة لوط عليه السلام كانت من قبل مجيء وقدوم الملائكة للوط عليه السلام فقد أنبأ الملائكة إبراهيم عليهم السلام أنهم أرسلوا لإهلاك قوم لوط عليه السلام وامرأته إلا لوط عليه السلام وأهله

وخيانتها بكفرها بالله عز وجل وكل جرم دون الكفر بالله عز وجل أهون ويزداد #الجرم والغرم في أزمنة وأمكنة محددة ولمن ملك الدليل وعرف السبيل

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ‎﴿التحريم: ١٠﴾‏

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ‎﴿الأعراف: ١٧٥﴾‏

([‌ط]) الصور التالية صور تقريبية من مدينة بوبي الإيطالية وليس من قرى قوم لوط سنة 79 م ( أي بعد نزول عيسى عليه السلام وقبل بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهذه الفترة لا يوجد فيها رسل ).

"أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بابْنِ مَرْيَمَ، وَالأنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ، ليسَ بَيْنِي وبيْنَهُ نَبِيٌّ".صحيح البخاري