الكساء




1- لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ‎﴿المائدة: ٨٩﴾‏

فالكسوة مرتبطة مع حاجة المكسي ، ويختلف مقداره من مسكين لآخر فهو نسبي التقدير وأقله إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون به أهليكم .

2- وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ‎﴿البقرة: ٢٣٣﴾‏

وعلى والد الولد (وعلى المولود له) إلزام وتكليف لا مِنْة منه أو تكرما و إحسان أن يرزق ويكسو أم ولده ( الوالدات ) وإن كانت مطلقة حتى تمام الرضاعة ([1])



3- وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ‎﴿النساء: ٥﴾‏

السفهاء : كل من لا يستطيع أو يَقْدِر أو يحسن التصرف بماله على الوجه الصحيح بسبب النقص في الخبرة و الدراية والتدبير أو الجهل والحمق أو الضعف صغر العمر أو جميعها .

أموالكم : هي أموال السفهاء فلم قال الله تعالى ( أموالكم ) : ما دام المال مع شخص ما ويتحكم فيها كيفما يشاء وهو المسؤول عن التصرف فيها فهي ملكه وهو المسؤول بها أمام الله عز وجل.

قياما : المسؤولين عن تأديتها لمستحقيها على الوجه الحق بما فرضه الحق عن طريق ( الحماية والتنمية والإشراك ).

وارزقوهم فيها (وليس منها) : عن طريق مشاركة ( مستحقيه ) في تنميتها وكأن القائم على أموال السفهاء يجب أن لا يقف عند حد رأس المال فيحميه فقط من التلف ( كسوة مال السفيه) بل عليه أمرين آخرين

الأول : تنميته وتشغيله

الثاني : إشراك مستحقيه فيه إلى أن يعقلوا ويصبحوا جديرين بأخذه ( حتى تنتفي صفات السفه )

واكسوهم :

· كسوة معنوية :

- كسوة لمال السفيه : حماية ماله

- كسوة لذات السفيه : حماية السفيه ما دام لا يستطيع القيام على ماله

· كسوة حقيقية لجسم السفيه: كسوة الجسم بالثياب

4- أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَـٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‎﴿البقرة: ٢٥٩﴾‏

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ‎﴿المؤمنون: ١٤﴾‏

فالكسوة مرتبطة مع حاجة المكسي بالكساء فمثلا اللحم و العظم بينهما علاقة متبادلة فاللحم يتجدد ما دام العظم سليما وتنمو خلاياه فإذا توقف العظم عن النمو وتجديد الخلايا فإن أول ما يتلف بعده هو اللحم الذي يكسو العظم

والله أعلم





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) راجع بحث ( أطول حمل واقصر حمل )