البرزخ

البرزخ ([1]): الحاجز والفاصل والحجر بين نظامين ( عالمين - بيئتين([2]) ) مختلفين حيث يعمل على منع اختلاطهما وتداخل أنظمتهما في بعض ومنع سيطرة عناصر النظام الأول ( المادية والحيوية) على عناصر نظام آخر ( المادية والحيوية)

- البرزخ (نظام ثالث مستقل) موجود بنفس زمن وجود النظامين معا .

- البرزخ مُخَلّق من نفس مادة النظامين بصفات وخصائص جديدة .

- مادة البرزخ (مادة) مرنة الحركة وليست صلبة ( قد تكون مادية أو على شكل طاقة أيونية أو ضوئية أو غازية أو سائلة أو صوتية) لكي يحدث التداخل والتفاعل بين الأنظمة المكونة للبرزخ .

- البرزخ هو المعبر والممر بين النظامين .

أولا البرزخ ( الذي يبدأ بعد الموت إلى النفخة الثانية([3]) )

· لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ‎﴿المؤمنون: ١٠٠﴾‏ ([4])

فهذا البرزخ الذي يفصل بين الدنيا والآخرة ، فإن كشف عنه وأزيل ظهرت الآخرة بكل ما فيها من تفاصيل ومجهول.

· يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ‎﴿القلم: ٤٢﴾([5])

ثانيا البرزخ بين البحار([6])

· ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ‎﴿١٩﴾‏ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ‎﴿٢٠﴾‏الرحمن

· وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا([7]) ([8])‎﴿الفرقان: ٥٣﴾‏

· أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ‎﴿النمل: ٦١﴾‏

ويكون البرزخ بين

- بحر نهري (عذب فرات )وبحر نهري (عذب فرات ) ( نهر ريو نيغرو ونهر سوليموس في البرازيل

- بحر نهري (عذب فرات ) وبحر حوضي ( مالح ) ( النيل والبحر الأبيض المتوسط )

- بحر حوضي ( مالح ) وبحر حوضي ( مالح ) ( البحر الأحمر وخليج عدن )

- وقد يكون البرزخ بين نهرين ( ليسا ببحريين وغالبا ما يكونا عذبين فراتين ) (النهرين الأبيض والأسود في جورجيا )























المرج

مرج : اندماج واختلاط وتداخل نظامين ببعض وإنتاج نظام جديد( مرج ،برزخ ([9])) غير نقي ليس كأحد النظامين ولكنه حالة بينية بينهما يستمد صفاته منهما([10]) والاختلاط قد يكون لأنواع معينة من الطاقة كالحرارة والصوت والضوء أو يكون ماديا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو فكريا أو عقائديا .

فالمرجان مثلا حيوان يعيش في المنطقة البينية في الماء قريبا من اليابسة التي تتميز بالدفء وبكمية معينة من الضوء ونوع معين من الحياة ودرجة معينة من الملوحة ونوع معين من التيارات البحرية وغيرها من الصفات الخاصة وغير متوفرة في بيئة المياه السطحية أو في بيئة المياه العميقة .

- ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ‎﴿١٩﴾‏ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ‎﴿٢٠﴾‏ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‎﴿٢١﴾‏ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ‎﴿٢٢﴾‏الرحمن

أما خلق الجان كما جاء في القرآن الكريم

- وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ ‎﴿الرحمن: ١٥﴾‏

فلهب النار يتكون : من 1نار نقي 2ومنطقة بينية 3و سموم ، و الجان مخلوق من المنطقة البينية

وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ‎﴿الحجر: ٢٧﴾‏ فهو ليس من النار وليس من السموم([11])


والله أعلم





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) سيأتي معنا أن البرزخ هو الحجر المحجور وهو منطقة المرج

([2]) كل نظام بيئي يتكون من مكان يحوي كائنات حية وجمادات وقوانين وعلاقات وأنظمة تحكم هذا المكان بما يحتويه

([3]) و الفترة الزمنية بين نفخة الساعة ونفخة البعث هي جزء من حياة البرزخ ، فأطول الناس مكثا في البرزخ أولهم موتا من بني آدم وأقصر الناس مكثا في البرزخ آخرهم موتا وهو زمن ذاك الرجل الذي يلوط حوض إبله يطينه ويصلحه - كما جاء في الحديث )

- الجامع الصغير وزيادته (ص: 1401)" ...و أول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق و يصعق الناس ..."( صحيح )

- مشكاة المصابيح (3/ 1530) (متفق عليه) "عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين النفختين أربعون» قالوا: يا أبا هريرة أربعون يوما؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون شهرا؟ قال: أبيت. قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيت. «ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل» قال: «وليس من الإنسان شيء لا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة» . متفق عليه. وفي رواية لمسلم قال: «كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب"

([4]) ... يبدأ من لحظة الموت إلى لحظة البعث والنشور ، ويبدوا أن هذا البرزخ له علاقة بالرؤية والبصر فهو برزخ ضوئي

﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ‎﴿٢٠﴾‏ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ‎﴿٢١﴾‏ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ‎﴿٢٢﴾‏ ق

([5]) وقد فصلت في هذه الآية في معنى يوم يكشف عن ساق في بحث الساق وبحث معنى الكشف.

([6]) تكلمت عن البحار والأنهار في أمثر من بحث منها البحر والكفات وسقيا الله عز وجل

([7]) تكلمت ببحث مستقل عن معنى الحجر بين اللغة والعلم و القرآن

([8]) فكل بحر يحجر على ما فيه من مادة وحياة فلا يجعله يختلط بالحجر الآخر (راجع بحث الحجر بين اللغة والعلم والقرآن )

([9]) المرج مفهوم أوسع من البرزخ فكل برزخ مرج ولكن ليس كل مرج برزخ ، فإذا كان المرج المتكون عازلا وفاصلا بين نظامين كان برزخا وغن لم يكن كان مرجا

([10]) قد يكون الخلط فيزيائيا وهو الشائع والملاحظ عندها لن تجد فرقا كبيرا في النظام الناشئ الجديد ( منطقة المرج أو البرزخ ) من النظامين الأصل وقد يكون كيميائيا مخلقا لا تستطيع ملاحظته إلا بالتحليل ، ولكن تبقى مكونات النظامين الأصل موجودة في النظام الجديد الناشئ

([11]) السمُّ : كل ما ينفذ عبر المسام والثقوب ويسبب التسمم

وسَمّ : الثقب

والسموم : الهواء الجاف جدا الحار جدا والدخان الحارق الخانق الملامس لسطح النار مباشرة التي لها القدرة على اختراق المسام والثقوب ( وسموم الإنسان منخريه وفمه وأذنيه وقبله ودبره )