وَرَدَ

وَرَدَ : أطل على شيء عميق #من أعلاه مباشرة ( قد يكون على الحواف مباشرة أو في مكان أعلى من الحواف([1]) ) حيث يمكن مشاهدة شفيره العلوي ( حوافه العلوية ) مباشرة ولا يقدر على مشاهدة قاعه من حافته فكأنه بعيد جدا أو ليس له قرار .

المورد : مكان تجمع ( نقطة تجمع لأشياء تدخل فيه) تأتيه جبرا متدفقة منسابة فيه من أعلى ( مثل تجمع القمع )

أمثلة من القرآن الكريم

1- يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ‎﴿هود: ٩٨﴾‏

فأوردهم : كان سببا في ورود قومه نار جهنم #، يطلون وينظرون عليها من فوق الصراط قبل الحساب لتزداد حسرتهم وخوفهم ([2])

الورد : فرعون وقومه

المورود : جهنم ، مكان تجمع الكافرين

فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ‎﴿مريم: ٦٨﴾‏

‏وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ‎﴿يوسف: ١٩﴾‏

واردهم : أرسلوا واحدا منهم يطل على الجب من أعلى للتأكد هل فيه ماء

2- وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ‎﴿مريم: ٧١﴾‏

واردها : سيمشي حتما فوق الصراط حيث أن جهنم ستكون #أسفله وينظر لها عين اليقين من أعلى([3])

‎﴿‏ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ‎﴿٥﴾‏ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ([4]) ‎﴿٦﴾‏ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ([5]) ‎﴿٧﴾التكاثر

3- وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا ‎﴿مريم: ٨٦﴾‏

أمما أمما يلقى بهم مدفوعين من فوق الصراط لداخل جهنم #.

يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ‎﴿الطور: ١٣﴾‏

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا قَالُوا بَلَىٰ وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ‎﴿الزمر: ٧١﴾‏

4- ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ‎﴿٩٨﴾‏ لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ ‎﴿٩٩﴾‏ الأنبياء

واردون : ( جزما )ستساقون على شفير جهنم يوم الفزع الأكبر على الصراط وتلقون في جهنم #أنتم وآلهتكم التي كنتم تعبدون

﴿فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ‎﴿٦٨﴾‏ ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا ‎﴿٦٩﴾‏ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ‎﴿٧٠﴾‏ وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ‎﴿٧١﴾ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ‎﴿٧٢﴾‏مريم([6])

ما وردوها : ( لو كانوا آلهة حقا ) لما ساروا فوق الصراط بمهانة وذلة وانقياد

5- وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ([7]) وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ‎﴿القصص: ٢٣﴾‏

أطل على ماء مدين من أعلى #وشاهد شفير البئر العلوي مباشرة ([8]) التي تتصف ببعد القاع لا يرى لها قرار

6- وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ‎﴿ق: ١٦﴾‏

هو القلب الذي يحرك ويتحكم في الدم الوارد له([9]) من كل الجسم حيث يصب الدم في القلب من أعلاه ( وتحديدا في الأذينين في القلب)

7- فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ‎﴿الرحمن: ٣٧﴾‏

وردة : تتجمع السماء وكل شيء فيها في بؤرة واحدة ( مكان تجمع واحد) جبرا #كأنها تنساب وتنصب فيه مثل الدهن ( الزيت اللزج ) ...هذا الوصف #للوردة #كأن السماء تتجمع كلها في ثقب أسود وتذهب للعدم ([10]).

الرسومات التالية رسومات حاسوبية ( لثقوب سوداء ) ليست حقيقية قمت بتصميمها


الدُهن: يطلي ما تحته كأنه سائل لزج #شبه شفاف فهو يزين ويجمل ولا يستر أو يخفي أو يغطي المطلي كاملا ( ففيه نوع من الشفافية لما تحته ) ، فهو يخدع بستر السيء منه فقط أو يزينه ويجمله فهولا يظهر الشيء على حقيقته كاملة ([11]) .

وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ ﴿المؤمنون : ٢٠﴾

صحيح الجامع الصغير وزيادته (2/ 829)«كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة» .(صحيح)





والله أعلم







--------------------------------------------------------------------------------

([1]) كأن يكون على جبل عال مطل على بئر أو فوق جسر كجسر الصراط فوق جهنم .

([2]) قبل الحشر وحال رؤيتهم جهنم تصبح وجوههم يعلوها معالم الخوف والذلة والسوء والشر مسودة مقترة كالحة غابرة ، ففي ذلك الموقف لا يستطيعون فعل أو قول شيء فأجسادهم ووجوههم مرآة للكم الكبير #من الخوف الرهيب #ومن الأفكار المرعبة لما سيحل بهم التي تختلج أنفسهم في تلك الساعة





([3]) جهنم كالبئر تتكون من دركات لأسفل يدخلها أهلها بإلقائهم من أعلى ، ولو ألقي #من شفيرها حجر #لاستغرق #أزيد من سبعين #خريفا لكي يصل لقعرها فالجنة تقع أعلى الصراط فلا نقول #ورد الجنة #بل #ورد # النار ، فالورود إلى مكان : يعني #الوصول إلى ذاك المكان الذي #يقع أسفل منه...

الجامع الصغير وزيادته (ص: 938)" لو أن حجرا مثل سبع خلفات ألقي عن شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفا لا يبلغ قعرها "( صحيح ) #... والشواهد كثيرة صحيحة .

([4]) في الدنيا وصفا ( وليس على الحقيقة ) بما علمتم من علم اليقين

([5]) حقا عندما تساقون فوق جسر جهنم

([6]) جثى : جلس على ركبتيه مع ( طأطأة الرأس ) انحناء الرأس دون أن يصل للأرض وجمع بعضه بعضا ككومة من تراب ( مثل هيئة السجود ولكن الرأس واليدين لا تصل للأرض ) #من شدة الخوف وانتظار ما ستؤول إليه الأمور فلا يستطيع الوقوف ( في الحشر على الصراط ) #أو من شدة العذاب لحماية نفسه ( في جهنم ).

1- # فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ‎﴿مريم: ٦٨﴾‏ ... خارج جهنم

2- # ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ‎﴿مريم: ٧٢﴾‏ ... داخل جهنم

([7]) تقع مدينة مدين في الكرك وهي قريبة من وادي موسى والبتراء ، والبتراء عاصمة التيه لبني إسرائيل ومحور تواجدهم ومركز تحركهم ، فموسى عليه السلام مكث في تلك المناطق قريبا من ( 10 سنوات ) عندما فر من مصر لما قتل رجلا من آل فرعون يرعى فيها ، فتفحص أرضها بعين الخبير ، #وعندما هرب نبي الله موسى عليه السلام من فرعون وقومه ذهب إلى المنطقة التي يعرفها جيدا حيث كان يرعى فيها والتي وجد فيها الأمان الطبيعي #والخصب الكثير #والماء الوفير ( المنطقة الملائمة لمكوث شعبه فترة #التيه وبعيدا عن الشعوب المتواجدة في الشمال ) . ( للزيادة ارجع لبحث الإنبجاس والإنفجار )

([8]) دليل على أنه بئر ضيق الفتحة

... لَا نَسْقِي حَتَّىٰ يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ‎﴿القصص: ٢٣﴾‏

([9]) راجع معنى الحبل في بحث (الحبل) ، وبناء على ذلك قد يكون جزء من الدماغ يتحكم بالمعلومات الواردة له ( ومسؤول عن وسوسة النفس التي لا يعلمها إلا الشخص نفسه والله عز وجل فقط بل الله عز وجل يعلم السر وأخفى ... وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ‎﴿طه: ٧﴾ وهذا معنى ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ‏ )

([10]) راجع بحث (وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ‎﴿١﴾‏ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ‎﴿٢﴾‏ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ‎﴿٣﴾‏ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ‎﴿٤﴾‏ ) وخاصة الحواشي #التي تتحدث عن الجوار الكنس

([11]) مثل الثقوب السوداء التي تعمل على الخداع وستر الأشياء ولا تظهر الأشياء على حقيقتها .

ومن الأمثلة الأخرى

﴿أَفَبِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ‎﴿٨١﴾‏ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ‎﴿٨٢﴾‏الواقعة

وخير من يوصف بالمدهن هو المنافق الذي يتزين بالقرآن ويخفي حقيقته يظهر الإيمان ويخفي الكفر يخلط الحق بالباطل فهو يستخدم القرآن والايمان كمطية لجلب كل خير له وتحقيق مصالحه ودفع كل شر عنه #ودفع الضرر عنه بالكذب والتدليس #

وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ‎﴿القلم: ٩﴾‏

تدهن : تحل بعض ما تحرم تلزمهم ببعض الشرع وليس كله ( أن تأتي بدين متلون على هواهم فيه بعض ما شرع الله عز وجل وفيه تشريع من جاهليتهم)

فيدهنون : فيتبعونك #باتباع الدين المتلون الممسوخ .