العجز

العجز : صفة ليست عامة بل مقصورة على فئة وجماعة تتصف بالكبر والقدم ، فالمعجز/ة ([1]) لا يكون إعجازه / ا مطلقا وعاما لكل الناس بل محدود على بعض الفئام دون آخرين ([2]).والعجز صفة ذم لضعفه بسبب كبره ولقدمه وتراجع كفاءته فكريا أو ماديا

- والعجوز ( للعاقل ) وجمعها عُجز وعجائز

هو أول الشيء وأصله فهو أكبر من فروعه وأقدم منهم بمرور الزمن عليه وعليهم ( كأنه في آخر أجله بالمقارنة معهم ) فيصبح الأضعف من بينهم كذلك والأوهن مما يؤدي إلى تراجع إنتاجه فكريا أو تراجع في إنجاز العمل المادي أوكليهما.

§ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ‎﴿الشعراء: ١٧١﴾‏ / ‎﴿الصافات: 135﴾‏

§ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ‎﴿هود: ٧٢﴾‏

§ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ‎﴿الذاريات: ٢٩﴾‏

§ السلسلة الصحيحة - مختصرة (7/ 188)" إن الجنة لا تدخلها عجوز" ( صحيح )



- والعَجُز ( لغير العاقل أو جزء من عاقل ) جمعها أعجاز

هو أول الشيء وأصله فهو أكبر من فروعه وأقدم منهم بمرور الزمن عليه وعليهم ( كأنه في آخر أجله بالمقارنة معهم ) فيصبح الأضعف من بينهم كذلك والأوهن مما يؤدي إلى تراجع في إنتاجه وقوته المادية (ضعف مادي فقط)

· عجز الإنسان منطقة عجب الذنب ( العصعص )

فمنه بدأ خلق الإنسام ومنه يبدأ الوهن والعجز فترى الانحناء والتقوس من الظهر ، حتى في هشاشة العظام يصيب العظم الأكبر عمرا والأقدم قبل العظام الفتي الجديد

الجامع الصغير وزيادته (ص: 864)" كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق و منه يركب " ( صحيح )


أصل النخل ([3]) وأساسه الأقرب للأرض وهو الأكبر عمرا من رأسها ، فالأجزاء الأقرب للأرض للنخلة أكبر عمرا من غيرها من أجزاء النخلة ( وهي أعجاز النخلة )

والله عز وجل منزه من صفة العجز وعن هذه النقيصة ، فهو خالق الزمن والزمن لا يجري على الله تعالى فالعجز مرتبط مع الزمن الذي يتفاعل معه فيضعف بمروره عليه .فكلما قدمت المخلوقات وتقدم بها الزمن زاد عجزها ، وقدم الأشياء المخلوقة نسبية لبعضها البعض لها بداية ولها نهاية وقدم الله عز وجل صفة ذاتية لله عز وجل لا يعلمها إلا هو لا تعنى بحال من الأحوال أو ترتبط بالزمن نهائيا .

فكل قديم مخلوق يضعف ويعجز لأنه يجري عليه الزمن ، ويجري ذلك على كل مخلوق في الدنيا أما في الآخرة فلا يوجد عجوز لأنه لا وجود للزمن هناك

السلسلة الصحيحة - مختصرة (7/ 188)" إن الجنة لا تدخلها عجوز" ( صحيح )


العجز الفكري ( للعاقل)

ضعف وعوز وخذلان التفكير ( بسبب قلة الخبرات ومستوى ونوعية التعلم ومستوى النضج العقلي ) في إيجاد و اكتشاف وابتكار طرق وآليات لحل مشاكل عارضة أو تنفيذ مهمة طارئة أو عمل جديد ما ، مع الإستطاعة و القدرة المادية والبدنية

فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ‎﴿المائدة: ٣١﴾‏

العجز المادي ( للعاقل وغير العاقل )

ضعف القدرة الجسمية على الحمل أو تنفيذ مهمة أو عمل ما للكبر([4]) مع الإستطاعة و القدرة الفكرية

العجز الفكري – المادي ( للعاقل )

ضعف فكري ومادي معا



ما بين ... أعجاز نخل منقعر ... وأعجاز نخل خاوية

بداية كلمة نخل في القرآن الكريم تطلق على الذكري والأنثوي منه

أولا : المنقعر

النخل المنقعر : ( وصف للنخل الذكري ومن ورائه ذكور عاد([5]) ): وتكون سيقان النخل المنقعر شبه مجوف وشبه فارغ من الداخل أو أصبح جوفه هشا وضعيفا وهي بداية صفة عجز النخل الذكري .

أعجاز نخل منقعر : أصل النخل الذكري وأساسه الأقرب للأرض الكبير جدا في العمر يصبح ضعيفا جدا وشبه مجوف أو شبه فارغ من الداخل أو يصبح جوفه هشا وضعيفا مما يسهل كسره من منطقة الضعف.

فوائد :

1- أعجاز نخل منقعر : وهذا مما يؤكد على أن ضعف النخيل الذكري يبدأ من أسفله وأساسه فيسهل انحناؤه أو كسره مع بقاء قاعدته ثابته في الأرض([6]) لأنه أصبح منقعر من الداخل أي قواعدها وأسسها ثابتة في الأرض وسيقانها منحنية أو مكسورة بسبب الهشاشة والضعف الشديد من الداخل .

2- كأعجاز نخل منقعر : بداية من المعاني المستفادة أنه قد يكون طول ذكور قوم عاد كطول النخل فيكون ضمنيا(كأعجاز نخل منقعر) وصف لطول ذكورهم .

3- كأعجاز نخل منقعر : أي أن حال المعذبين الظاهري ( ذكور عاد تحديدا ) كحال (أعجاز نخل منقعر ) وأن العذاب أصاب أصولهم وجوفهم أولا وهو العظام([7]) عامة وعجب الذنب خاصة فأصبحت هشة سهلة الكسر مما جعل الصغير منهم والكبير بنفس الحال يبدو كعجوز ضعيف جدا وكأنه جف ما بداخله فيبس مما جعلهم يتكسروا .

4- فقعر الإنسان هو عظامه والأخص عجب الذنب ومنه يبدأ العجز .

5- ما الذي جعل عظام ذكور عاد تصبح هشة ضعيفة كأنها مجوفة أو شبه فارغة ؟

الريح الصرصر([8]) العاتية([9]) العقيم ([10]) التي جعلتهم كالرميم([11])

ثانيا : خاوية

نخل خاوية : وصف للنخل الأنثوي ومن ورائه إناث عاد، فخاوية أشد من المنقعر : ( فهي جسد مجوف ومفرغة من الداخل بالكامل فالعطب والدمار للعظام كاملا وليس جزئيا كالذكور. فَتَكَسُّر النخل الأنثوي عند بلوغ سن العجز أشد من تكسر نظيره من النخل الذكري عند بلوغه نفس السن والعمر وكذلك في الإنسان

أعجاز نخل خاوية : أصل النخل الأنثوي وأساسه الأقرب للأرض الكبير جدا في العمر يصبح ضعيفا جدا ومجوف وفارغ من الداخل أكثر من نظيره الذكري فيصبح جوفه مفتتا كالرميم مما يؤدي إلى تكسره وتففته كاملا بأقل قوة مؤثرة عليه .

فوائد :

1- أعجاز نخل خاوية : وهذا مما يؤكد على أن ضعف النخيل الأنثوي يبدأ من أسفله وأساسه كالذكري ولكن بصورة أشد فيكون كسره وتفتته أكثر من انحنائه وميلانه مع بقاء قاعدته ثابته في الأرض بسبب الهشاشة والضعف الشديد الذي أصابها .

2- كأعجاز نخل خاوية : بداية من المعاني المستفادة أنه قد يكون طول إناث قوم عاد كطول النخل فيكون ضمنيا(كأعجاز نخل خاوية ) وصف لطول إناث قوم عاد .

3- كأعجاز نخل خاوية : أي أن حال المعذبين الظاهري ( إناث عاد تحديدا ) كحال (أعجاز نخل خاوية ) وأن العذاب أصاب أصولهم وجوفهم أولا وهو العظام فأصبحت هشة جدا سهلة الكسر مما جعل الصغيرة منهم والكبيرة بنفس الحال تبدو كعجوزة ضعيفة جدا وكأن عظام الواحدة منهن بصورة عامة وعجب الذنب خاصة تجوفت وأصبحت فارغة بسبب البرد الشاذ المبعوث عذابا عليهم فأصبحت عظام الواحدة منهن ضعيفة جدا سهل تفتتها وتحطمها مع أقل اثر خارجي عليها مما جعلهن يتكسرن بسهولة.

4- فعظام الأنثى الخاوية أشد تلفا من عظام الذكر المنقعر فجميع عظامها وهنت وضعف وأصبحت هشة فالعجز في الأنثى شامل كامل بعكس الذكر في مناطق محددة.

5- ما أصاب نساء عاد من عذاب أشد مما أصاب رجالها ( وقد دل على ذلك المعنى العام للآيات والتركيب اللغوي في الآية ( "منقعر ، خاوية " فالتأنيث يفيد المبالغة والتكثير ) فخاوية أشد من منقعر

6- ومن الفوائد العامة المستفادة أن النساء أشد من الرجال تأثرا بالبرودة من الرجال ([12])

7- ما الذي جعل عظام إناث عاد تصبح شديد الهشاشة والضعف كأنها مجوفة أو فارغة ؟

هي نفس الأسباب التي أصابات ذكورهم .

· ﴿كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ‎﴿١٨﴾‏ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ([13]) مُّسْتَمِرٍّ ‎﴿١٩﴾‏ تَنزِعُ([14]) النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ‎﴿٢٠﴾‏ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ‎﴿٢١﴾‏القمر

· وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ‎﴿٦﴾‏ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا([15]) فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ([16]) كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ‎﴿٧﴾‏ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ‎﴿٨﴾‏الحاقة

· فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ‎﴿فصلت: ١٦﴾‏

· ﴿وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ‎﴿٤١﴾‏ مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ ‎﴿٤٢﴾‏ ‎الذاريات ‏





ما بين يوم نحس مستمر وسبع ليال وثمانية أيام

يوم مستمر : فترة زمنية محددة تحكمها نفس القوانين والأحكام تبدأ بمرحلة وتنهي بمرحلة جديدة ، ولا تنتهي المرحلة إلى أن تصل إلى الاكتمال ([17]) التي تتضمن أحداث معينة في إطار مكاني وزماني ([18])

( فاليوم([19]) ) فترة الزمنية : قد تستمر أياما أو أسابيع أو أشهر أو سنين بالحساب البشري([20]) ولكن ما يميزها أنها تقع في نفس المكان وأحوالها وأحداثها متشابهة وتقع على نفس الشخوص .

ومقدار هذا اليوم بالحساب البشري (سبع ليال وثمانية أيام )

1نهار ثم ليل ... 2نهار ثم ليل... 3نهار ثم ليل... 4نهار ثم ليل... 5نهار ثم ليل... 6نهار ثم ليل... 7نهار ثم ليل... 8نهار






?: ماجد تيم / أبو عبد الرحمن المقدسي

والله أعلم



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) المعُاجز : يصطنع ويختلق العراقيل ويفتعل أمور لجعل الوصول للأمر وإدراكه معجز

([2]) فلا يطلق على آيات الله عز وجل بالمعجزات فالآيات لا يقدر عليها أحد أو يدركها أحد من العالمين إلا بمشيئة الله عز وجل وحده لمن أراد من عباده المُخْلَصين فهي مطلقة عامة وليست محدودة كالمعجزات

([3]) يطلق على المذكر والمؤنث

([4]) فالكبر هو العامل الرئيس والصفة المميزة للعجز ولا يطلق على الصغير أو المرأة أو العليل المريض الذي لا يقوى على العمل بعجوز

([5]) أول قوم تعدى على حدود الله عز وجل وعاد للكفر بعد نوح عليه السلام

([6]) مثبت بالجذور

([7]) أول ما يبنى من الإنسان العظام

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ‎﴿المؤمنون: ١٤﴾‏

([8]) صرصر : شديدة البرودة والسرعة والهبوب والصوت المرتفع بشكل متتابع

([9]) عاتية : شاذة في شدة ( برودتها وسرعتها وهبوبها وصوتها ) فوق الحدود الطبيعية المألوفة فهي تخلف الموت لكل كائن حي تمر عليه من الداخل ومن الخارج ولا يمكن أن ينجو منها أحد

([10]) ريح عقيم (فصلت بالريح العقيم وأثرها في بحث السحب الركامية ) : هواءها قاتل خانق يجمد الأحشاء من الداخل لتكونه من النيتروجين شديد البرودة فقط فتعمل على تيبيسه وإزالة الليونة و الطراوة من الداخل ومن الخارج أيضا ويصبح هشا سهل التكسير والتهشيم بسبب شدة البرودة فهذه الريح العقيم تترك الأجسام كالرميم فهي تخلف الموت لكل كائن حي من الداخل ومن الخارج.

([11]) الرميم : اليابس المتهشم المفتت المتصدع المتشقق المتهالك الغير متماسك مع أقل أثر عليه ( بسبب تصلب أبدانهم مع العذاب ) ، ويظهر كأنه قديم

([12]) تذهل من كم البحوث التي تثبت ذلك لا مجال هنا لذكرها ( وهناك دراسات حديثة جدا تثبت ذلك )

([13]) نحس : ( وصف لطريقة العذاب فيوم نحس أي يوم عذاب وشؤم ) وهو بالنسبة لباقي أيام المعذبين هو الأكثر ضرا وشرا وعذاب وظلمة

([14]) النزع : يكون لشيء غير مادي ( بتبديل المالك أو تحويل الصفة إلى الضد وتكون عملية التبديل بشدة وقوة وعنف) أي تحولهم من ملوك الأرض إلى ترابها ومن الحياة إلى الموت ومن نعيم الدنيا إلى حطب جهنم .

([15]) حسوما : ، قضي الأمر الإلهي بإهلاكهم جميعا فجاء نفاذ أمر الله عز وجل فقطع كل أمل لهم بالنجاة فأهلكتهم وأبادتهم و قطعتهم ولم يبقى منهم أحد حي

([16]) صرعى : جميعهم مجزولين جزلتين واتجاه القطعتين مع اتجاه الريح بسبب مقاومة أجسامهم لها ( فجميعهم مطروحين على الأرض بنفس الاتجاه ) .

الجامع الصغير وزيادته (ص: 1171) " نصرت بالصبا و أهلكت عاد بالدبور" ( صحيح )

الصبا(القبول) : الريح الشرقية أو المقبلة عليهم من أمامهم ، الدبور : الريح الغربية أو المقبلة عليهم من خلفهم ، فالقبول نصرت أهل القبول و الدبور أهلكت أهل الإدبار


([17]) الإكتمال : تمر بمراحل على شكل منحنى تصاعدي حيث أن كل حدث لاحق مبني على حدث سابق حتى يصل فيها إلى الإنتهاء وتمام الأجزاء فيكون إما جيدا وحسنا وجميلا وإما يكون سيئا ورديئا وقبيحا

([18]) فاليوم هو وصف أحوال وأحداث متشابهة تقع ضمن فترة زمنية في مكان محدد لنفس الأشخاص

([19]) حتى اليوم الشمسي المعروف يختلف من مكان لمكان واختلاف الأحداث التي تقع فيه

([20]) فيوم عند ربك كألف سنة مما نعد ويوم الحساب كخمسين ألف سنة مما نعد