آل

الشخص

آل ( شخص ) :هم جماعة من الناس من نفس الأصل الأبوي ( وزوجاتهم ) ، وموجودين في نفس المكان وبنفس الحقبة الزمنية ( لا يدخل في ذلك من مات منهم ) ينسبوا إلى شخص ويتبعوا له ( وهذا الشخص يكون الأشهر فيهم وبينهم وقد يكون حيا أو ميتا لا يهم) وهذا الشخص يصبح مرجعهم عرقيا أو دينيا أو وظيفيا([1]) ويعطي الملامح العامة التي تتصف بها هذه المجموعة وتتمايز بها عن غيرها.

وهذا يحل إشكاليات عدة منها

1- يتضح أن آل فرعون لهم نفس الأصول الأبوية وهذا يعزز فرضية الصراع القبلي - الديني بين آل فرعون الممتدد على مدى عدة فراعنة ويحملون نفس فكر فرعون اتجاه بني إسرائيل الذين يحملون في المقابل فكرا مضادا معاديا ( وسأفصل ذلك في بحث فرعون الخروج )

2- لم يؤمن لنبي الله لوط عليه السلام إلا أولاده من صلبه وأزواجهم ( إلا امرأة لوط )فالزوجات من الآل

- ﴿إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ‎﴿٥٩﴾‏ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا ۙ إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ‎﴿٦٠﴾الحجر

3- موسى وهارون عليهما السلام أخوة من الأم

- وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ‎﴿الأعراف: ١٥٠﴾‏

- قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ‎﴿طه: ٩٤﴾‏

لاحظ خطاب هارون لموسى عليهما السلام ، يقول بعض المفسرين وذلك أسلوب استرقاق واستعطاف لأن أمه كأنت أحب الناس له ؟!!.

رأي مناقض.. فهارون عليه السلام لم يكن من الشيعة التي كان فرعون يقتل أبناؤها ويستحي نساؤها .

- إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ‎﴿القصص: ٤﴾‏

... فالإستضعاف كان لطائفة من بني إسرائيل وليس لكل بني إسرائيل

والطائفة نلاحظ فيها التميز و الخصوصية إما فكريا أو وجدانيا أو ماديا وقد يجمعها عدد من المصالح والأهداف المشتركة الدينية و السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية أو غيرها وهي وحدة بناء القوم ( راجع بحث الأمة )

- إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ‎﴿القصص: ٧٦﴾‏

... دليل آخر أن الإستضعاف لم يقع على كل بني إسرائيل فقارون من قوم موسى وكان قارون من كان في الغنى والسلطة بل قرن الله عز وجل اسمه بفرعون وهامان وهو من بني إسرائيل .

- وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ‎﴿العنكبوت: ٣٩﴾‏

- إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ‎﴿غافر: ٢٤﴾

... فكان الإستضعاف على المؤمنين خاصة من بني إسرائيل فقط ، فقارون وشيعته لم يكونوا موحدين ولا يؤمنوا بالله عز وجل ، وهذا ديدن ملل الكفر تتوحد لمقاومة دين التوحيد على اختلاف قومياتهم



وقد يكون هذا هو نفس السبب الذي حمى هارون عليه السلام من القتل في المهد صبيا أو شابا فتيا([2]) عندما هرب أخوه موسى عليه السلام لمدين بعد قتله رجل من آل فرعون

لأجل هذا لم يُقتل هارون عليه السلام من فرعون لأنه من شيعة أخرى غير شيعة موسى عليه السلام فهارون وموسى عليهم السلام أمهما واحدة ولا يلتقيان إلا عند يعقوب عليه السلام

- وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿البقرة: ٢٤٨﴾‏

... فآباء ( موسى وهارون عليهما السلام ) مختلفين ولكن كلاهما يرجعان إلى يعقوب عليه السلام .

- وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَـٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ‎﴿طه: ٩٠﴾‏

... وتجتمع صلة القرابة بين هارون وموسى عليهم السلام بطريق آخر غير طريق أمه عند يعقوب عليه السلام فهما من نفس القوم

4- عمران والد موسى عليه السلام ( وليس والد هارون عليه السلام )ومريم عليها السلام من نسل موسى عليه السلام ( فهي ليست أخته بل أباها - البعيد ) فتكون مريم عليها السلام أخت ( هارون – البعيد) لأنه أخو موسى عليه السلام من أمه ويكون موسى عليه السلام هو جد عيسى عليه السلام من أمه .

فموسى ومريم وعيسى من آل عمران وهاورن ليس من آل عمران

الأبوة والأخوة التي نقصدها هي أبوة وأخوة الأجداد ( الأصول البعيدة ) للأبناء ( الفروع ) فهي ليست أبوة وأخوة مباشرة قريبة فالمدة الزمنية بين موسى وعيسى عليهما السلام قريبا من 1350 سنة .

وليس بغريب أيضا أن يكون الأب القريب ل (مريم أم عيسى عليهما السلام) اسمه عمران كاسم أبيها البعيد أبو موسى عليه السلام وان يكون لها أخ اسمه هارون ([3]).

- وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ‎﴿التحريم: ١٢﴾‏

- صحيح مسلم (1/ 151) " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران عليه السلام، رجل آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة ..."

- الجامع الصغير وزيادته (ص: 1158) " موسى بن عمران صفي الله " ( صحيح )

فرضيات ( كيف نجا هارون عليه السلام من القتل على يد فرعون )

- فرضية أن هارون عليه السلام ولد قبل تولي أمنحتب الثالث الحكم أو صدور أمر قتل أطفال بني إسرائيل (قد يكون عمران أبو موسى وهارون عليهما السلام معا وقد يكون أبو موسى عليه السلام فقط )([4])

- فرضية القتل عام بعد عام (قد يكون عمران أبو موسى وهارون عليهما السلام معا وقد يكون أبو موسى عليه السلام فقط )

- فرضية أن هارون أصغر من موسى عليهما السلام ( يكون عمران أبو موسى وهارون عليهما السلام ) ، فعندما كفلت إمرأة عمران ( موسى عليه السلام ظاهرا ) ... في العام التالي حبلت وأنجبت هارون عليه السلام لأنها أمنت من قتل أو ذبح ابنها فهي في حمى فرعون وامرأته .

- فرضية أن هارون الأخ الأكبر لموسى من أمه عليهما السلام فهارون عليه السلام من شيعة تختلف عن شيعة والد موسى عليه السلام ( فيكون عمران ليس أبوه وعمران أبو موسى فقط ) ، أي أن إمرأة عمران كانت متزوجة من رجل آخر قبل عمران وأنجبت هارون عليه السلام واخته فمات عنها زوجها ثم تزوجت عمران وأنجبت موسى عليه السلام فهارون عليه السلام وأخته التي (قصته) كفلهما عمران ورباهما في بيته وفي حجره فنسبا له ... فكأن عمران كان كبيرا طاعنا في السن عندما أنجب موسى عليه السلام ، فهارون عليه السلام بهذه الفرضية ليس من آل عمران فمن آل عمران([5]) ( عمران وامرأته وموسى (الآل القريب ) ومريم وعيسى عليهم السلام ( الآل البعيد ) )



بين الخضر وعمران - تأملات في الفرضية الثالثة ( الأحداث تتكرر مع موسى بصورة مختلفة وكأنها تساؤلات كانت تدور في خلج موسى عليه السلام فجاءت الأحداث مع الخضر توضح وتبين له قانون السبب والنتيجة )

· وموسى عليه السلام نفسه كالسفينة فلو لم يعب الخضر السفينة لأخذها الملك غصبا : فلو لم تحرق يده وفمه لقتل ، فضرر خفيف رد عنه ضرر كبير وجلب له منفعة كبيرة .

· كفالة عمران ليتيمين و( أمهما ) كإصلاح الخضر لجدار اليتيمين ... فكان أبو هارون وأخته رجلا صالحا

· وهب الله عز وجل لعمران في كبره رجلا نبيا لكفالته اليتيمين وأمهما ... فكأن عمران المؤمن الموحد لله قُتل له ابن قبل ذلك فصبر واحتسب لله عز وجل فأبدله الله عز وجل ( بالذي مات أو قتل ) خيرا منه زكاة وأقرب رحما وهو نبي الله موسى عليه السلام

· حمل امرأة عمران بموسى عليه السلام كان غير متوقعا ومستبعدا لكبر عمران في السن ( وقد يكون أحد أسباب اقتران أم هارون بعمران بعد موت زوجها أحد اثنين أو كلاهما أنها لا تريد الإنجاب بعد ابنها هارون وبنتها وانها تريد رجلا يكفلها وولديها )

وجه التشابه بين أم موسى وأم عيسى عليهم السلام([6]) ( بعضا منها )

أم موسى عليه السلام زوجة عمران : لم تقر عينها عند ولادة ابنها ، أمه أوحي لها ، أم الرسل موسى وهارون ، ولا ننسى أن اسم أخت موسى وهارون عليهم السلام مريم ، تزوجها عمران وكفل ولديها هارون ومريم .

أم عيسى عليه السلام مريم عليها السلام بنت عمران : لم تقر عينها عند ولادة ابنها ، أمه أوحي لها ، أم الرسول عيسى عليه السلام ، ولا ننسى أن زكريا عليه السلام تزوج أم مريم عليها السلام وكفل ولديها ( مريم وهارون )([7])

- إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ‎﴿آل عمران: ٣٥﴾‏

- وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ‎﴿التحريم: ١٢﴾‏

والله أعلم



--------------------------------------------------------------------------------

([1]) الفترة الزمنية بين زمن موسى عليه السلام وطالوت تقارب 350 سنة فذرية موسى تناسلوا وكذلك ذرية هارون وقد يكون هناك تخصصية في مجال عمل ذرية كل منهما لبني إسرائيل

وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ‎﴿البقرة: ٢٤٨﴾‏

([2]) قد يكون سائدا في مصر القديمة أن الجزاء لا يقع إلا على صاحب الفعل ولا تزر وازرة وزر أخرى ... وهذا مسنون ومقنن ومعمول به منذ زمن يوسف عليه السلام

قَالُوا جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ‎﴿يوسف: ٧٥﴾‏

وقد يكون لا يعلم فرعون وآله صلة القربى الحقيقية بين موسى وهارون عليهما السلام حتى تلك اللحظة ( بقي مجهول النسب )

([3]) الجامع الصغير وزيادته (ص: 421) " إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم " ( صحيح )

([4]) سأفصل ذلك في بحث أخناتون ( الفرعون الغريق - فرعون الخروج ) – موسى بين فرعونين

([5]) في القرآن الكريم آل عمران صراحة أشارت إلى أم مريم وزوجها ومريم وعيسى عليهم السلام ( الزوج وامرأته وبنته وحفيده )

([6]) تكلمت عن أوجه تشابه عديدة بين أم موسى وأم عيسى عليه السلام في بحث ( قرار العين )

([7]) راجع بحث كفل