[enter]بسم الله الرحمن الرحيم[/center]
قال تعالى { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ} الله تعالى أرسل أكثر من 124 الف نبيًا للعالمين والذين ذكرهم الله جل وعلا في القرآن فقط 25 نبيًا وتبقى الالاف لم يتم ذكرهم ولا نعلم عنهم أي شيء ..

تبدأ القصة عندما أرسل عمر بن الخطاب جيش لمقابله الفرس بقياده الصحابي الجليل أبو موسى الاشعري ووقعت معركه شديدة إستمرت لأيام وتمكن جيش المسلمين الانتصار على الفرس وكانت المعركه بالقرب من مدينة تُستر الفارسية ..

بعد إنتصار المسلمين في المعركه دخلوا على مدينة تُستر للسيطره عليها وإعلان كلمة التوحيد في جميع أرجائها ، وبعد أن سيطروا المسلمين على المدينة جاء رَجل فارسي يُدعى (حُرقوص) إلى أبي موسى الاشعري

وقال له : هل أدلك على نبأ عظيم ؟

عن الجسد؟

قال أبو موسى : ماهو الجسد ؟

فأخذ حرقوص أبو موسى الاشعري إلى بيت مال هرمزان ، وعندما وصل وجد جسد رجل لم يتعفن وكأنه مات البارحه فسأله من هذا الرجل ؟

قال هذا ( دانيال ) وعنده كتاب ، وكان الكتاب بجانب الجسد فأخذ أبو موسى الاشعري الكتاب وأرسله للخليفه عمر بن الخطاب في المدينه ..

عندما وصل الكتاب إلى عمر بن الخطاب أرسل إلى كعب الاحبار بالحضور لترجمة مافي الكتاب ، كعب الاحبار ترجم الكتاب وقدمه إلى أمير المؤمنين والكتاب كان يحتوي على أمور تتعلق بالمستقبل وعن اقوام سابقه وهلاكهم ..

أبو موسى الاشعري وجد أيضا خاتم في يد النبي دانيال ، يوجد به أسديّن ورجل بينهما فسأل عن قصة هذا الخاتم ،

كان النبي دانيال هو أحد الانبياء الذين أنزلوا على بني إسرائيل وكانت له مكانة خاصه لديهم ، وعندما نعود لتاريخ بني إسرائيل فأننا سنجد أنهم طغو كثيرا في الارض وقتلوا

الانبياء حتى أن إبن عباس قال أنهم قتلوا قرابة الـ 30 نبي ..

فأرسل الله عليهم أحد الطغاة وهو الملك نبوخذ نصر ملك بابل ، وعندما دخل هذا الملك إلى القدس قتلهم وأحتلهم وأخذ مجموعه كبيرة منهم كسبايا ، وكان من ضمن السبايا هو نبي الله دانيال فكان النبي دانيال لديه كرامات ومعجزات حاله كحال باقي الانبياء والرسل

وعندما سمع الملك الطاغيه نبوخذ نصر عن النبي دانيال فأراد أن يتأكد عن الكلام الذي يقال عنه ، فأخذه وألقاه في بئر وأدخل عليه أسدين جائعين وتركوه فترة وعندما عادوا وجدوا أن دانيال موجود يصلي والاسدين لم يتحركان حتى من مكانهما ..

فوصل الخبر إلى نبوخذ نصر فأمر الجنود بإحضار دانيال وعندما أحضره أمره بالسجود له ، وبالطبع رفض نبي الله دانيال السجود ، فغضب نبوخذ نصر وأعاده مره أخرى للسجن ..

بعد مدة من الزمن رآى نبوخذ نصر رؤيا وكانت مرعبه فإستدعى الكهنه والسحره والمنجمين لتفسير الرؤيه ولم يستطيعو جميعا تفسير الرؤية فأخذهم الملك نبوخذ نصر وزج بهم في السجن ، وفي السجن قابلوا نبي الله دانيال وأخبروه بالامر ..

دعى الله النبي دانيال أن يعرف تفسير الرؤيا وبعدها طلب مقابله الملك ، وعندما وصل إليه قال له إنني أعرف الرؤية واعرف تفسيرها و فرس له الرؤيا
((وتحققت بالفعل ))..
وفاة النبي دانيال مجهول توقيتها ،

ولكن لماذا أحتفظو بجسدة طوال هذه المدة ؟
الجواب لأنهم كانوا يتبركون به ويقال أنهم يخرجوه للشمس كلما أرادوا نزول المطر .
اي كلما اخرجوا جسده للعراء تمطر السماء فكانوا يعتبرونها علامه مقدسة شريفة بينهم.
أمر عمر بن الخطاب أبو موسى الاشعري بحفر 13 قبر في الليل ودفنه في إحداهم حتى لا يعرفون في أي قبرٍ دُفن ..
تتلخص رؤيا التى فسرها النبى دانيال في أن الملك رأى في منامه تمثالاً كبيراً، صنع رأسه من ذهب، وصدره وذراعاه من فضة، وبطنه وفخذاه من نحاس، وساقاه من حديد.. واختلط الحديد بالخزف في قدميه.. ثم رأى حجراً قطع بغير يدين فضرب به التمثال على طبقة قدميه، فسحقها واستحال التمثال كله هباء تذروه الرياح.. واستقر الحجر مكانه فنما حتى صار جبلاً كبيراً، وملأ الأرض كلها. وفسر دانيال الرؤيا بأن التمثال يرمز لأربعة ممالك تقوم في الأرض أولها مملكة نبوخذنصر التي هي مملكة بابل وتمثل الرأس الذهبي في التمثال، تليها مملكة أخرى تمثل الصدر الفضي، تليها مملكة ثالثة تمثل البطن النحاسي، تليها مملكة رابعة تمثل الساقان الحديديتان، والتي سوف تضعف في آخر عصرها ويختلط فيها الحديد بالخزف. عندها يقذف الله حجره على هذا التمثال فيجعله هباء، ويأخذ الحجر بالنمو والكبر حتى يملأ الأرض فهذه هي مملكة الله التي لن تزول.
فسرت هذه الرؤيا على أن المملكة الأولى هي مملكة بابل، والمملكة الثانية هي مملكة الفرس، والمملكة الثالثة هي مملكة الإغريق.. أما المملكة الرابعة (الحديدية) فهي الإمبراطورية الرومانية التي اشتهرت بالبطش، إلا إنها ضعفت في آخر عصرها وانشطرت إلى نصفين "شرقي وغربي" فاختلط الحديد بالخزف.. عندها قذف الله حجره "وهو نفسه حجر الزاوية الذي رفضه البناؤون" على هذه المملكة الحديدية فتحطم تمثال هذه الممالك الأربعة، وأخذ الحجر بالنمو والكبر حتى ملأ الأرض كلها فهذه هي مملكة الله التي أسسها الرسول محمد
[/quote]
المصادر :

حديث إسحاق وأبي شيبه وقول شيخ الاسلام إبن تيميه

"البداية والنهاية

المسالك والممالك"

"سير أعلام النبلاء" (2/ 312)
[/quote]