النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أكذوبة الأصل الآشوري لحادثة الفيل والطير الأبابيل

  1. افتراضي أكذوبة الأصل الآشوري لحادثة الفيل والطير الأبابيل

    أكذوبة الأصل الآشوري لحادثة الفيل والطير الأبابيل

    تشير الدعوى المنتشرة في صفحات الملاحدة ومدوناتهم إلى أن قصة الطير الأبابيل المذكورة في القرآن تعود إلى أسطورة آشورية وأن كلمة أبابيل جاءت من اسم مدينة أبابيلو باللغة الآرامية وأن هذه المدينة بنيت في حدود 6000 آلاف قبل الميلاد على يد " أبابيل بن زاب" أحد أحفاد " لكش بن شنعار" و قد اشتهرت أيضا بكثرة الطيور متنوعة الاصناف حتى سميت هذه الطيور بطيور أبابيل نسبة للمدينة و ظلت الطيور تُعرف بهذا الاسم في الحضارات العراقية القديمة و ما حولها.
    وبحسب الدعوى فإنه في الحروب الآشورية كانوا يعتقدون أن أسراب من الطيور قد تم تدريبها لتشارك في المعارك و تساهم في رمي الحجارة على الأعداء وإلقاءها على رؤوسهم وانتشرت هذه الرواية في الحضارات الأخرى لاستعمالها في دب الرعب في نفوس الأعداء.
    وقد يكون ما تقدم أسطورة أو معتقد إلا أن حادثة طيور أبابيل قد ظهرت في ألواح حروب الآشوريين المحفوظة في متحف الموصل.
    ثم قاموا بوضع الصورة المرفقة لأحد ألواح الآشوريين الذي يصور مشهد من مشاهد المعارك كدليل على هذا الإدعاء.
    بداية ربما مما هو غني عن الذكر أنه لا توجد مدينة بهذا الاسم تعود إلى 6000 عام قبل الميلاد فأقدم مدينة يتكلم عنها علماء الآثار هي "إريدو" Eridu جنوب العراق والتي تعود أقدم البُنى فيها للألفية السادسة قبل الميلاد أي حوالى 5400 قبل الميلاد وقد ازدهرت في الألفية الرابعة قبل الميلاد.
    فضلا عن ذلك لا يوجد شخص اسمه أبابيل ولا لكش بن شنعار على الأقل في الدلائل الأثرية والمصادر المعتبرة. لكن ورد في العهد القديم ذكر "شنعار" على أنها منطقة في بلاد الرافدين وكذلك لكش أو لَجَش هي مدينة سومرية. فهؤلاء لم يجدوا أصل أسطوري - على عادتهم - ينسبوا إليه قصة الفيل والطير الأبابيل فاختلقوه اختلاقا!

    الاســـم:	IMG_20220802_125017.jpg
المشاهدات: 676
الحجـــم:	17.9 كيلوبايت
    ومدينة أبابيلو التي يتحدث عنها هؤلاء الأفاكين ليست شيئا سوى بابل المدينة المشهورة والتي يرجع تاريخها إلى مطلع الألفية الثانية قبل الميلاد أي حوالي 1890 قبل الميلاد ولم تكن عاصمة للآشوريين ولا اشتهرت بطيورها كما يزعمون إلا أنها لا تسمى أبابيلو لا بالآرامية ولا الأكادية ولا غير ذلك بل تنطق في الآرامية بابل كما في العربية وهي بالأكادية - وهي من اللغات السامية الشرقية - "باب إيلي Bab-ili(m) أو باب إيليم " والتي تعني حرفيا بوابة الإله أو الآلهة.
    فضلا عن ذلك فاللوح الآشورى المشار إليه والذي يعود للملك الآشوري "تغلاث فلسر" الثالث لا شأن له بالطير الأبابيل لا من قريب ولا من بعيد.فهذا اللوح له رسم محفوظ في المتحف البريطاني برقم 118907 وقد عثر على اللوح في مدينة "النمرود" أو كالح شمال العراق بواسطة السير أوستن هنري لايارد عام 1849.
    والطائر الذي يظهر في النحت البارز هو طائر النسر vulture (تمييزا له عن العُقاب) وهو طائر قمّام يتغذى على الجيف وما يحمله في مخالبه و منقاره هي أحشاء لأحد الجنود القتلى وليس الحجارة كما هو موصوف في موقع المتحف البريطاني. وهو مشهد متكرر في كثير من اللوحات الأثرية مثل لوحة النسور السومرية stele of vultures التي تصور نسورا تحمل رؤوس آدميين. وتواجد الطيور الجارحة القمّامة في ساحات المعارك هو ظاهرة معروفة وهي سمة منتشرة حتى في الأدبيات والأشعار كما في الإلياذة لهوميروس ومثل قول النابغة الذبياني:
    إذا ما غزوا بالجيشِ ، حلقَ فوقهمْ. عَصائبُ طَيرٍ، تَهتَدي بعَصائبِ.

    أما فيما يتعلق بالخلفية التاريخية لسورة الفيل وما ورد فيها من إشارة إلى حملة أبرهة على مكة والبيت الحرام وما آل إليه الأمر من فشل تلك الحملة كما أجمعت على ذلك التفاسير و كتب السير والتاريخ الإسلامي فقد ذكر ابن هشام في السيرة أن أبرهة لما بنى "القليس" وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بحسب تعبير ابن هشام أراد أن يصرف إليها حج العرب. وقيل أن رجلا من بني كنانة لما سمع بذلك أتى القليس وأحدث فيها (أي قضى حاجته) يعني بذلك أنها ليست لحج العرب إليها بأهل ثم قال ابن هشام فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلى البيت حتى يهدمه وأنه تجهز للهجوم ثم سار وخرج معه بالفيل.

    أما على صعيد الدلائل الأثرية ففي العام 552 م قام أبرهة بحملة على قبائل معد، واحدة ضد عامر بن صعصعة في تربة قرب الطائف والأخرى في حلبان التي تبعد قرابة 300 كيلو متر غرب الرياض وانتهت الحملة بتقديم سكان تلك المناطق أبناءهم رهائن مقابل الولاء. والنقش الذي ذكرت فيه تلك الحملة وهو نقش بئر مريغان 1 ذكر أن هذه كانت المرة الرابعة التي يقوم فيها بحملة على تلك القبائل.
    ويذكر نقش آخر (مريغان 3) يعود إلى ما بين عامي 552 و 554م أنه قام بحملة أخرى على معد وكان من نتائجها أنه طرد عمرو بن المنذر و الذي يسمى عمرو بن هند – ابن المنذر بن النعمان ملك الحيرة - من معد، وأن أبرهة توغل في الجزيرة العربية حتى وصل يثرب وأخضعها.
    ومن ذلك أيضا نقش CIH 325 وهو يعود للعام 560 ميلادية يشير إلى بناء أو صرح يرجح عالم الآثار الفرنسي كرستيان روبن Christian Julien Robin أنه يشير إلى كنيسة القليس – وهي تعريب لكلمة Ekklesia اليونانية والتي تعني كنيسة أو مكان للتجمع - التي بناها أبرهة.

    وفي دراسة تعود للعام 2018 للباحث مايكل تشارلز Michael Charles - منشورة في جريدة العصورة القديمة المتأخرة التي تصدرها مطبعة جامعة هوبكنز - أقيمت بعض الدلائل على استخدام الأحباش (مملكة أكسوم) للأفيال في الأغراض العسكرية ومن ذلك غزو الأحباش لليمن في عهد الملك (كالب) وأن الفيل الذي أخذه أبرهة كما هو مذكور في المصادر الإسلامية وكان يسمى "محمود" وهي ممارسة لها نظائر في التاريخ الروماني - أي إطلاق أسماء على الأفيال الحربية – ينتمي لفصيلة فيل السافانا الأفريقي Bush Elephant وهي أضخم الحيوانات الأرضية على الإطلاق ويصل ارتفاعه حوالي أربعة أمتار وهو ما ينسجم مع الوصف المذكور في كتب التراث الإسلامي من أن الفيل كان ضخما بشكل استثنائي.

    وقد سبق غزو الأحباش لليمن أن "يوسف أسأر يثأر " المعروف بذي نواس (حوالي 523 ميلادية) صار ملكا على اليمن واعتنق اليهودية وجرى اضطهاد للنصارى في عهده. وكان اضطهاده إياهم المبرر أو الذريعة لاحتلال اليمن من قبل الحبشة على يد أبرهة في عهد الملك الحبشي كالب. وقيل أن ذا نواس هذا وملأه هم المعنيون بأصحاب الأخدود.

    ومن جملة الدلائل العثور على ثلاثة نقوش حجرية تصور أفيالا في منطقة نجران. ويرى كريستيان روبن وهو عالم آثار متخصص في تاريخ اليمن أنه وإن كان قِدَم تلك النقوش لا شك فيه إلا أنها غير مؤرخة ولا يمكن تحديد تاريخ معين لها. ويضيف أنه بالنظر إلى أن الأفيال قد اختفت منذ وقت طويل من المنطقة وأنه لا شيء يشير لاستخدام الفرس الساسانيين (وهم معرفون باستخدام الأفيال في الحروب) للأفيال في الجزيرة العربية فهذه النقوش تمثل الأفيال التي استخدمها الأحباش وأبرهة في غزو اليمن والحملة على مكة. والتي يرى روبن وغيره أنه بالرغم من أن تلك الحملة الفاشلة لم ترد في النقوش – وهو أمر متوقع إذ أنه لا أحد يسجل هزائمه في النقوش الأثرية – فهي معقولة لأنها تعطي تفسيرا مقبولا للمكانة المرموقة التي تمتعت بها قبيلة قريش في العقود الأخيرة من القرن السادس الميلادي بالرغم من كونها قبيلة قليلة العدد وتسكن موطنا قاحلا (يقصد بذلك مكة).
    ولعل من أصداء هذه الهزيمة أن تشجع "سيف بن ذي يزن" على طلب العون من ملك الفرس خسرو الأول لطرد الأحباش من اليمن فأرسل معه نحو 800 رجل أخلى سبيلهم من سجونه، وأمَّر عليهم أحد قادته يسمى وهرز. وحملتهم ثماني سفن وصلت منها ست إلى ساحل عدن. وانضم إليهم كثير من العرب. وكان يقود الأحباش مسروق بن أبرهة (وكان الأخ غير الشقيق له من جهة الأم لأن أبرهة اغتصب أم سيف من أبيه)، وانتصر سيف بن ذي يزن ووهرز على الأحباش في معركة حضرموت سنة 570م. وقد ألحقت اليمن ببلاد فارس وعين سيف بن ذي يزن ملكًا على اليمن على أن يدفع خراجًا في كل عام.
    ------
    المصارد:
    Ḥimyar, Aksūm, and Arabia Deserta in Late Antiquity. The Epigraphic Evidence », dans Arabs and Empires before Islam, edited by Greg Fisher, Oxford University Press, 2015, pp. 127-171 (chapter 3).

    The Elephants of Aksum: In Search of the Bush Elephant in Late Antiquity Michael Charles Journal of Late Antiquity, Volume 11, Number 1, Spring 2018, pp. 166-192 (Article) Published by Johns Hopkins University Press DOI: For additional information about this article Access provided by New England, Univ of (13 Oct 2018 13:59 GMT) https://doi.org/10.1353/jla.2018.0000

    https://www.britishmuseum.org/collec...4Jb75hGih2npNc

  2. افتراضي

    يزعم المدعو محمد لِمْسَيَّح وهو أحد المتطفلين على البحث الأكاديمي ويأتون بالغرائب والأعاجيب ولديهم شغف بكل ما هو شاذ وغريب. أن أبرهه أصلها أبراهام وهو زعم غير صحيح فأبرهه اسمه أبرهه وليس أبراهام كما يدعي وهكذا ورد اسمه في جميع المصادر العربية والرومانية وكذلك ورد الاسم في النصوص الإثيوبية والتي كتبت باللغة الجعزية مثل كتاب السنكسار الإثيوبي وهو كتاب سير يسرد قصص القديسين والاسم الوارد فيه وهو "أبرهه" يشير لملك سابق وهو الملك عيزانا حيث يتحدث السنكسار عن اعتناق الملكين اصبحه وأبرهه للمسيحية والمعروف تاريخيا أن من فعل ذلك هو "عيزانا" وأخوه اللذان اعتنقا المسيحية في القرن الرابع الميلادي والمقصود أنها تسميا باصبحه و أبرهه بعد اعتناق المسيحية. وأبرهه الأشرم الذي حكم اليمن هو سميه. والاسم أبرهه يعني "هو ينير أو يضيء" وكذلك اصبحه يعني " أتى بالفجر". كما ورد في قاموس السير الذاتية الإثيوبية تحت مادة اصبحه
    The Dictionary of Ethiopian Biography, Vol. 1 ‘From Early Times to the End of the Zagwé Dynasty c. 1270 A.D.,’ copyright © 1975, edited by Belaynesh Michael, S. Chojnacki and Richard Pankhurst, Institute of Ethiopian Studies, Addis Ababa, Ethiopia

    أما دعواه أن سورة الفيل هي ترديد لخطاب موشيغ الثاني حاكم أو مرزبان أرمينيا الفارسية الذي أرسل به لبهرام جوبين – وهذا مذكور في تاريخ أرمينيا للأسقف الأرميني سيبيوس - لما دعاه "بهرام " للانضمام إليه في حربه ضد الدولة البيزنطية والقوات الفارسية الموالية لخسرو الثاني مهددا إياه بجيش من الفيلة المدربة والذي قال فيه " موشيغ" أن الله سيريل على بهرام وجيشه محاربين شجعان (أو محاربين سماويين أو أرواح حارسة بحسب بعض التراجم في زعمه) سيكون وقعهم على جيش بهرام وأفياله كوقع أشد سحب السماء عنفا وستخترقهم مثل صواعق نارية متأججة وأن المحاربين (أو المحاربين السماويين في ترجمة أخرى حسب زعمه) سيهاجمونه وجيشه على خيول بيضاء.
    وكان بهرام قد انقلب على هرمز الرابع ملك الفرس واغتصب الحكم من ابنه خسرو الثاني والذي فر بدوره إلى الأمبراطور الروماني "موريس" طلبا للعون منه لاستعادة ملكه من المغتصب بهرام وقد أجابه موريس لذلك.
    ومن الواضح أنه لا علاقة بالطير الأبابيل المرسلة على أصحاب الفيل كما ورد في القرآن الكريم بهذا الخطاب. فالقرآن يتكلم عن طيور حقيقة تقوم بإلقاء الحجارة حقيقة على أصحاب الفيل الذين أجمعت كتب التفسير و التراث الإسلامي على أنهم جيش أبرهه الحبشي. أما خطاب موشيغ الأرميني - والذي يشي أسلوبه باعتناقه المسيحية - فيتحدث في سياق آخر بشكل مجازي عن محاربيه ومحاربي الدولة البيزنطية الذين سيستعملهم الله في إلحاق الهزيمة بجيش بهرام جوبين وأفياله وأن وقعهم عليه وعلى جيشه كوقع الصواعق. أو حتى لو سلمنا جدلا بأنه يقصد محاربين من السماء حقيقة على خيول بيضاء فلا علاقة لذلك بقصة الطير الأبابيل بل هو متأثر في غالب الظن بسفر الرؤيا الإصحاح 19 الذي يتحدث عن جنود السماء على خيل بيض.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء