أم كلثوم بنت علي: كانت زوجة عمر بن الخطاب؟ خطب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- من أبيها علي بن أبي طالب، فقال له علي إنّها صغيرة، فأخبره عمر برغبته بالزواج منه، وقربه من نسب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وأنّه سيُكرمها إكرامًا لم يكرمه غيرها، فقال له علي أنه سيبعثها لينظر إليها فيعلم إن كانت تصلح للزواج أم أنّها صغيرة، فرآها سيّدنا عمر ورغب بالزواج منها، فقبل علي.
لماذا تزوج سيدنا عمر من أم كلثوم ؟
وقدم عمر إلى الصحابة فقال لهم: "زفئوني، فقالوا بماذا يا أمير المؤمنين: قال تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي، وسببي، وصهري، فكان لي به النسب والسبب وأردت أن أجمع إليه الصهر فزفوه".

أولاد أم كلثوم من عمر بن الخطاب

أنجبت أم كلثوم بنت علي -رضي الله عنها- لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولدين، وهما: زيد بن عمر بن الخطاب زيد بن عمر بن الخطاب أمّه أم كلثوم بنت علي، توفّي هو وأمّه في يومٍ واحد، وصلّى عليهما أخوه عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-، فقدّم زيدًا وأخّر أم كلثوم قبل صلاة الجنازة، فجرت السنّة بتقديم الرجال وتأخير النساء، وقد كان زيد الابن الأكبر لأم كلثوم، وُلد سنة 23 للهجرة وتوفّي سنة 50 في حرب لبني عدي، حيث ذهب ليصلح بينهم فصرعه رجلٌ منهم في الظّلمة فشجّ رأسه ومات، وكان ذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان وولاية سعيد بن العاص على المدينة، وقد حضر الصلاة عليه أخواله الحسن والحسين -رضي الله عنهما-. رقية بنت عمر بن الخطاب رقية بنت عمر بن الخطاب وأمّها أم كلثوم بنت علي، تزوّجت من إبراهيم بن نعيم ولم يكن لها أولاد، وتوفّيت قبل زوجها؛ أي قبل 63 للهجرة، وقيل: لم يَثبت تاريخ وفاتها بشكل دقيق ولكنّ الثابت أنّها توفيّت قبل زوجها الذي مات يوم الحرّة، وعندما توفّيت قام أخوها عاصم بن عمر بن الخطاب بعرض ابنتيه على إبراهيم كي لا ينقطع نسبه منهم، فاختار إبراهيم حفصة وتزوّجها.

وزواجها من عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثابت وليس محل إشكال وإن كانت صغيرة وبينهما فارق كبير، وهي ليست أصغر من السيّدة عائشة -رضي الله عنها- حينما تزوّجها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد أكرمها سيّدنا عمر إكرامًا كبيرًا وأعطاها 40 ألف درهم مهرًا لأجل نسبها من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-. وقد كانت -رضي الله عنها- خير معينة لزوجها على شؤون الحياة والخلافة
قال ابن الجوزي في التبصرة وفي مناقب عمر :
وَرَوَى ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ يَعُسُّ بِالْمَدِينَةِ إِذْ مَرَّ بِرَحْبَةٍ مِنْ رِحَابِهَا فَإِذَا هُوَ بِبَيْتٍ مِنْ شَعَرٍ , فَدَنَا مِنْهُ , فَسَمِعَ أَنِينَ امْرَأَةٍ وَرَأَى رَجُلا قَاعِدًا , فَدَنَا مِنْهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ جِئْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أُصِيبُ مِنْ فَضْلِهِ. قَالَ: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ فِي هَذَا الْبَيْتِ؟ قَالَ: امْرَأَةٌ تَمَخَّضُ. قَالَ: هَلْ عِنْدَهَا أَحَدٌ؟
قَالَ: لا. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ فَقَالَ لامْرَأَتِهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عَلِيٍّ: هَلْ لَكِ فِي أَجْرٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكِ؟ قَالَتْ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: امْرَأَةٌ غَرِيبَةٌ تَمَخَّضُ لَيْسَ عِنْدَهَا أَحَدٌ. قَالَتْ: نَعَمْ إِنْ شِئْتَ. قَالَ: فَخُذِي مَا يُصْلِحُ الْمَرْأَةَ لِوِلادَتِهَا مِنَ الْخِرَقِ وَالدُّهْنِ وَجِيئِينِي بِبُرْمَةٍ وَشَحْمٍ وَحُبُوبٍ. فَجَاءَتْ بِهِ فَقَالَ: انْطَلِقِي. وَحَمَلَ الْبُرْمَةَ وَمَشَتْ خَلْفَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ لَهَا: ادْخُلِي إِلَى الْمَرْأَةِ وَجَاءَ حَتَّى قَعَدَ إِلَى الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ: أَوْقِدْ لِي نَارًا. فَفَعَلَ فَأَوْقَدَ تَحْتَ الْبُرْمَةِ حَتَّى أَنْضَجَهَا وَوَلَدَتِ المرأة ,فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَشِّرْ صَاحِبَكَ بِغُلامٍ. فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَابَهُ فَجَعَلَ يَتَنَحَّى عَنْهُ , فَقَالَ: مَكَانَكَ كَمَا أَنْتَ. فَحَمَلَ الْبُرْمَةَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَوَضَعَهَا عَلَى الْبَابِ ثُمَّ قَالَ: أَشْبِعِيهَا. فَفَعَلَتْ. ثُمَّ أَخْرَجَتِ الْبُرْمَةُ فَوَضَعَتْهَا عَلَى الْبَابِ فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَهَا فَوَضَعَهَا بَيْنَ يَدَيِ الرَّجُلِ فَقَالَ: كُلْ وَيْحَكَ فَإِنَّكَ قَدْ سَهِرْتَ مِنَ اللَّيْلِ. فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ لامْرَأَتِهِ اخْرُجِي. وَقَالَ لِلرَّجُلِ: إِذَا كَانَ غَدٌ فَائْتِنَا نَأْمُرُ لَكَ بِمَا يُصْلِحُكَ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَأَجَازَهُ وَأَعْطَاهُ"