النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: الدليل على عدم تحريف التوراة و الإنجيل

  1. #1

    افتراضي الدليل على عدم تحريف التوراة و الإنجيل

    تحية طيبة للاعضاء الكرام . يعتقد الغالبية من المسلمين ، علماؤهم و عامتهم أن كتب أهل الكتاب الموجودة حاليا هي كتب محرفة ، لكني بعد تفكير طويل توصلت إلى نتيجة مفادها أن هذه الكتب لم يطلها أي تحريف و سأقدم الأدلة على ذلك . لننطلق من هذا الزعم وهو أن الكتب المقدسة هي فعلا محرفة . هل هذه الكتب حرفت قبل نزول القرآن أم وقت نزوله أم بعد نزوله ؟ إن قلنا أنها حرفت قبل نزوله فإن القرآن ينفي ذلك . لماذا ؟ . يقول الله تعالى : ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة وفيها حكم الله ثم يتولى فريق منهم ) فالله في هذه الآية يعيب على اليهود عدم تحكيمهم للتوراة ، لكن كيف يجب أن يحكموها إذا كانت محرفة؟ ويصف التوراة التي لديهم بأن فيها حكم الله ، فكيف يكون ذلك إن كانت محرفة ؟ . يقول تعالى : ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل) كيف يدعوا الله اهل الكتاب بتطبيق ما في كتبهم إن كانت محرفة ؟ . يقول الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( ومصدقا لما بين يدي من التوراةوالإنجيل) . كيف يكون مصدقا للكتب الموجودة في زمانه (لما بين يدي) إذا كانت محرفة ؟ كل هذا يثبت أن التوراة و الانجيل لم تحرف قبل نزول القرآن. لننظر الآن إلى الرأي القائل أن هذه الكتب حرفت وقت نزول القرآن أو بعد نزوله . من المعلوم تاريخيا أن اليهود والمسيحيين في القرن السابع الميلادي الذي هو وقت نزول القرآن كانوا منتشرين في مختلف مناطق العالم، فمثلا اليهود كانوا متواجدين في مصر والعراق وفلسطين واليمن وإسبانيا والمغرب وكل هؤلاء كانت لديهم دور للعبادة وكانوا يطبقون شعائرهم الدينية بما فيها تلاوة التوراة ، فكيف يمكن أن يتم تحريف كل نسخ التوراة المتواجدة في كل هذه المناطق ؟ وقس على ذلك المسيحيين فهم أيضا كانوا متواجدين في ذلك العصر في مختلف مناطق العالم ، في اليمن والحبشة ومصر والشام واليونان وروما بالإضافة إلى المسيحيين المنتشرين في بلاد العرب . فكيف يمكن أن يطال التحريف كل نسخ الانجيل المتواجدة في كل هذه المناطق ؟ كل هذا يثبت أن الكتب المقدسة يستحيل أن تحرف وقت نزول القرآن وبعد نزوله . هناك دليل آخر يدعم سلامة التوراة من التحريف ، وهو أن التوراة الموجودة عند اليهود هي نفسها التوراة المتضمنة في الانجيل ، فلو سلمنا جدلا ومكابرة للدليل الذي سقته أن اهل الكتاب حرفوا كتبهم بعد نزول القرآن ، فالتحريف الذي سيقوم به اليهود للتوراة سيكون مختلفا عن التحريف الذي سيقوم به المسيحيون للتوراة المتضمنة في الانجيل لأن كل فرقة من هؤلاء ستحرف التوراة بطريقتها و بالتالي سنجد أن التوراة الموجودة عند المسيحيين تختلف عن التوراة الموجودة عند اليهود ، وهذا مخالف للواقع ، فالتوراة التي نجدها عند اليهود هي نفسها المتضمنة في الانجيل عند المسيحيين . حسنا بعد كل هذه الأدلة القاطعة على سلامة الكتب السابقة من التحريف كيف نفهم قوله تعالى : ( ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا) و( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ) ؟ الجواب على هذا السؤال هو أن الله لا يتحدث في هذه الآيات عن التوراة الموجودة عند جميع اليهود بل يتحدث فقط عن تلك الموجودة عند اليهود الذين كانوا متواجدين بالقرب من الرسول في المدينة الذين كانوا يحرفون بعض الصحاءف ليحتجوا بها على المسلمين . اما الانجيل فلم يشر القرآن إلى تحريفه ابدا .

  2. #2

    افتراضي

    تحياتي اليك :
    يمكننا تقسيم حديث القرآن الكريم عن هذين الكتابين المقدسين – من حيث مصداقية ما فيهما – إلى الأنواع الآتية :
    النوع الأول :
    آيات تثبت وقوع التحريف مطلقا لهذه الكتب ، ولا تقيد التحريف بشيء من أنواعه وصوره ، كما لا تذكر مقداره ونسبته ، وإنما تثبت الوقوع في هذا العمل المذموم .
    ومن ذلك : قول الله سبحانه وتعالى : ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة/75. وقول الله عز وجل : ( يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ) المائدة/13.

    النوع الثاني :
    آيات صريحة في وقوع أحبار اليهود بكتمان بعض ما عندهم من الكتب المنزلة ، وإخفائها ، ومحاولة دفنها وطمس حقائقها .
    ومن ذلك : قوله عز وجل : ( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ) الأنعام/91. وقول الله تعالى : ( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) البقرة/146.
    قال الإمام ابن حزم رحمه الله : " كيف يستحل مسلم إنكار تحريف التوراة والإنجيل وهو يسمع كلام الله عز وجل ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) الفتح/29. وليس شيء من هذا فيما بأيدي اليهود والنصارى ، مما يدعون أنه التوراة والإنجيل " انتهى من " الفصل في الملل " (1/160)

    النوع الثالث :
    آيات صريحة في الإخبار عن دخول قدر من الزيادة في كل هذه الكتب ، وأنه اختلط بها بعض ما ليس منها .
    ومن ذلك : قول الله عز وجل : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/78. وقوله سبحانه : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ) البقرة/79.
    قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( وَقَدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ بَدَّلُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ ، وَغَيَّرُوا بِأَيْدِيهِمُ الكِتَابَ ، فَقَالُوا : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ) رواه البخاري في " صحيحه " (2685)

    النوع الرابع :
    آيات تقرر بقاء بعض الحق في هذه الكتب التي بأيديهم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم ، وجعل مثل هذا القدر من الحق الباقي في أيديهم ، حجة عليهم، ودليلا على بطلان ما هم عليه. وهي التي اشتبه أمرها على من قال ما قال ، أو ظنها حجة على صحة كتبهم بجملتها ، حتى في زماننا ، وهذا كله لا دلالة عليه في هذه الآيات وأمثالها .
    ومن ذلك قول الله عز وجل : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) المائدة/43، فأخبر عنها بأن فيها حكم الله .
    وفي قوله سبحانه : ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ) المائدة/47 : أمر لأهل الإنجيل بالعمل بما فيه ، والحكم بما أنزل الله فيه .
    ومثله أيضا قول الله جل وعلا : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) المائدة/68.
    وحكى القرآن أن نسخ الكتب التي كانت في أيدي أحبار اليهود والنصارى اشتملت على ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك في قول الله جل وعلا : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ) الأعراف/157.
    وهكذا أيضا جاء في القرآن وفي السنة الصحيحة تصديق بعض ما ورد في تلك الكتب ، قال سبحانه : ( قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) آل عمران/93.
    وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ اليَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ . فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ . فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا ، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : ارْفَعْ يَدَكَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى المَرْأَةِ يَقِيهَا الحِجَارَةَ ) رواه البخاري (3635) ومسلم (1699).

    وللاستزادة :
    https://islamqa.info/ar/answers/1861...AD%D8%B1%D9%81

  3. #3

    افتراضي

    شكرا لك زميل aboabd وبارك الله فيك . ما فهمته من ردك أن الآيات التي اتخذتها كدليل على سلامة الكتب المقدسة ، لا تشير إلى صحة هذه الكتب بالجملة وإنما إلى صحة بعض ما فيها . طيب ، عندما يقول الله : ( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين) حسب هذه الآية فالله يريد من اليهود أن يحكموا التوراة . لكن هنا يبرز سؤال : هل يريد الله منهم أن يحكموا كل تعاليم التوراة أم يريد منهم أن يحكموا التعاليم التي سلمت من التحريف ؟ إن قلنا أنه يريد منهم أن يحكموا كل التعاليم فمعنى هذا أن كل تعاليم التوراة هي غير محرفة ، إذ كيف يريد منهم تحكيمها وهي محرفة . وإن قلنا أنه يريد منهم أن يحكموا فقط التعاليم الأصلية التي لم يطلها أي تبديل ، فكيف يا ترى يمكن أن يعلم اليهود بما هو أصلي من ما هو محرف في كتابهم . ما هو المعيار الذي سيمكنهم من تمييز النصوص المحرفة من النصوص السليمة ؟ . وقل مثل ذلك في الآية: ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) و ( قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل) ، كيف لهم أن يميزوا بين ما هو محرف وما هو سليم حتى يقيموه؟ . اذكرك أخي بالآية ( هو الذي أنزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه ) ، كيف يكون مصدقا له إن كان محرفا . ولا تقل لي إنه مصدق فقط لبعض ما فيه لأنه لو كان الأمر كذلك لقال الله ( مصدقا لبعض الذي بين يديه ) . تحياتي لك ودمت سالما .

  4. #4

    افتراضي

    حياك الله الأخ زينون الكريم :
    تعليقي على ما تفضلتَ به :
    1- هم أطراف ثلاثة : الله عز وجل - النبي محمد صلى الله عليه وسلم - أهل الكتاب سواء يهود أو نصارى أو غيرهم .
    التوراة الحقيقية أو الأصلية يعلمها الله عز وجل ، كذلك يعلمها اليهود منذ أُنزلت حتى مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وأي حرف أو كلمة طُمست أو حُرِّفت فيقينا يعلمها طرفين وظاهرا لا يعلمها الطرف الثالث ، بمعنى أن الله عز وجل يعلم ما تم تغييره وكذلك اليهود يعلمون ما فعلوه ويُدركون أن الله يعلم ما فعلوه ، وأما النبي صلى الله عليه وسلم فظاهراً لا يعلم ما فعلوه فضلا عن أنه لا يهتم لما يفعلوه .
    2- إذا خاطب الله عز وجل العبيد فكلٌ يفهم ما قيل له بلا مواراة أو تدليس ، بمعنى:
    إذا قال الله عز وجل : " فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43) المائدة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم فهم ما أُنزِل إليه ليحكم بينهم أو لا يحكم ، وكذلك اليهود فهموا أن عندهم التوراة الأصلية فلا يتجرؤوا أن يقولوا يا ربنا التوراة التي عندنا مُحرّفة فلا نستطيع أن نحكم بها فذهبنا الى محمد ليحكم بيننا ، وهذا هو التدليس بعينه !
    3- كذلك إذا قال الله عز وجل : " إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ " ، يأتي سفيه من أحبار اليهود يحتج بهذه الآية لصحة التوراة وإقرار القرآن بديانتهم ، فيُقال له : التوراة التي أنزلها الله عز وجل من 3500 سنة غير التوراة التي بين أيديكم ، إنكم تخدعون أنفسكم .
    4- ومثله ، قوله تعالى : " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47)المائدة ، وقوله تعالى : " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ (68)المائدة ، فالخطاب واضح و مُوَجه كلٌ فيما يخصه ، والاحتجاج الساذج بالتحريف لا يكون مع الله عز وجل !!
    5- أما معيار تمييز النصوص المحرفة من النصوص السليمة فله وجوه ثلاثة:
    • الله عز وجل يعلم هذه وهذه ، ويعلم من حرّف حرف ومن ترجم كلمة ، وكلٌ سيحاسبه ! وهذا يكفي.
    • أهل كل كتاب يعلمون كتابهم وما تم تحريفه فيه ، فكل طائفة من اليهود أو طوائف النصارى يُخفون تحريفهم عن بعضهم البعض في مجامعهم المقدسة ، ولا يهمهم أن يُخفوا ذلك على المسلمين لأن هذا شأنهم الداخلي سواء كاثوليك أو بروتستانت أو أو !
    • أهل الإسلام لا يكترثوا إن هم حرفوا أم لم يُحرفوا ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبعث عليهم رقيبا ليُصحح كتبهم و أسفارهم . وأحكام أهل الكتاب و أهل الذمة ، معروفة في الشريعة الإسلامية ولا تبحث عن حرفوا قليل أو كثير.
    6- السؤال عن ما هو المعيار الذي سيمكنهم من تمييز النصوص المحرفة من النصوص السليمة ؟
    فأظن أنهم هم أدرى به ! ، فأحياناً يستخدموا هذه النصوص أو تلك ليُداروا أهل مللهم أو يُداروا المسلمين! والله أحصاه ولو نسيته أجيال بعد أجيال.
    ولو افترضنا أن كتبهم صحيحة 100% فهم مكلفون بإتباع هذا النبي الأمي والمكتوب عندهم في التوراة والانجيل.
    7- أم قولك أو ذكرك للآية ( هو الذي أنزل عليك الكتاب مصدقا لما بين يديه ) ، كيف يكون مصدقا له إن كان محرفا ؟ ،،،، فلو أكملت الآية الكريمة "
    " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ " (48)المائدة ، " مُهَيْمِنًا عَلَيْهِ" ، يقول أهل التفسير : (أنـزلنا الكتاب الذي أنـزلناه إليك، يا محمد، مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنها حق من عند الله، أمينًا عليها، حافظا لها).

    تحياتي اليك.

  5. #5

    افتراضي

    1- حصر التحريف في نسخة دون نُسخ أخرى في بقاع جغرافية أخرى يحتاج منك إلى أكثر من مجرد استنتاج أخي زينون يقول سبحانه وتعالى (( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )) الآية الكريمة جعلت من الإختلاف والتضارب من علامات التحريف وانتفاء هذا الإختلاف والتضارب هو شرطا للسلامة والصحة ويكفي أن تكتب الآن في محرك غوغل هذه الجملة ( الإختلافات والناقضات في الكتاب المقدس ) وسترى بنفسك أن لا نسخة سلمت من الإختلاف والتضارب فضلا عن الأخطاء التاريخية والعلمية في كل نسخة فضلا عن القبائح التي ينسبونها لأنبياء الله والتي يتنزه عنها أقل الناس صلاحا في زماننا هذا. ولهذا يستحيل أن تكون هذه الأخطاء والتناقضات والمغالطات والقبائح المنسوبة لأنبياء الله وحيا من رب العالمين.

    2- التحقيق في كاتب النص وعدم الإكتفاء بالنص أيضا من الشروط التي لا بد منها لدحر التزوير والتحريف عن النص. علماء النصرانية أرهقوا أنفسهم في التحقيق في كَتَبَةِ الكتاب المقدس لإثبات صحته..فأكبر معضلة تعترضهم هو وجود أسفار مجهولة الهوية لا يعرف من كتبها ولا ما هي اللغة الأصلية التي كتبت بها وهو ما يقدح في صدق الكتاب وخلوه من التزوير ككاتب سفر استير ونشيد الإنشاد والأخبار وسفر أيوب وغيرها الكثير..فصارت نصوصهم غير مقدسة لأنهم لا يعرفون من كتبها ومتى كتبها !!.فلماذا هناك أربع اناجيل منسوبة لغير المسيح عليه السلام ولماذا ثلاث منها باللغة اليونانية وواحدة بالعبرانية مع أن المسيح كان يتحدث السريانية كما دلت على ذلك الأناجيل.. فمن الذي ترجم هذه الأناجيل؟ وأين النسخة الأصلية؟
    هذه المعضلة التي عقلها علماء النصارانية ولهذا قال جوش ماكدويل فى الشرط الثانى لقبول اى سفر: هل السفر نبوى كتبه أحد رجال الله ؟...كما صرح صاحب موسوعة اباء الكنيسة: أن معرفة كاتب السفر تتوقف عليه قانونية الرسالة...

    3- مهمة حفظ التوراة والإنجيل قد أوكلت للأحبار والرهبان على خلاف القرآن: (( وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ )) ..(( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ )) ولهذا حُرّف ولهذا تعهد الله بنفسه حفظ القرآن خلافا للتوراة والإنجيل.
    التعديل الأخير تم 10-14-2022 الساعة 06:36 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  6. #6

    افتراضي

    بارك الله مجهودكم أيها الإخوة الكرام . بالنسبة الأخ aboabd قلت أن اهل الكتاب يعلمون ماهو أصلي في كتبهم و يعلمون ما تم تحريفه . حسب ظن المسلمين فإن التوراة منذ أنزلت على موسى وهي تتعرض للتحريف عبر قرون إلى زمن محمد صلى الله عليه وسلم ، فكيف يمكن لليهود أن يعلموا كل ما تم تحريفه في هذه الاحقاب الطويلة من الزمن ؟ أليست إمكانية ذلك أمرا مبهما؟ في الحقيقة لست أعرف كيف تم ذلك ، هل كانوا يسجلون النصوص الأصلية عند تحريفها و يحتفظون بها عبر الأجيال؟ !!! . بالنسبة للأخ مستفيد سؤالك لماذا هناك أربعة اناجيل منسوبة لغير المسيح فالمسيح لم يكتب الانجيل وإنما كتبه تلامذته بعد وفاته بزمن وبالتالي الأناجيل الأربعة المعروفة لدينا هي منسوبة لأربعة من تلاميذه وهم يوحنا ولوقا ومتى ومرقس ، أما لماذا كتبت ثلاث منها باليونانية فربما أن ذلك قد تم عندما بدأت المسيحية تنتشر في اليونان .

  7. #7

    افتراضي

    لم تجبني أخي زينون عن التناقض والإختلاف والأخطاء التاريخية والعلمية الشنيعة والقبائح المنسوبة لأنبياء الله في جميع نسخ التوراة والإنجيل المتوفرة الآن ؟

    أما لماذا كتبت ثلاث منها باليونانية فربما أن ذلك قد تم عندما بدأت المسيحية تنتشر في اليونان .
    نعم ولهذا سألتك أين هي النسخة الأصلية ومن قام بترجمة النص الأصلي لنعرف مدى نزاهة هذا الشخص لأن الاناجيل الأربعة كما ذكرتَ أنت أخي زينون: يوحنا ولوقا ومتى ومرقس تضرب بعضها بعضا فضلا أن كل منها يحمل تناقضات داخلية فظيعة أخطاء تاريخية وعلمية شنيعة قبائح منسوبة لأنبياء الله وأهليهم أستحي حتى من نقلها هنا.
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  8. #8

    افتراضي

    "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (6)المجادلة
    لقد حرّفوا وبدّلوا ومكروا ، وأخشى أن نقع في مكرهم ، ولكن يمكن التوضيح :
    1- لعلك حاولتَ اثبات عدم تحريف التوراة والانجيل من خلال احترام القرآن وتصديقه لهما ، فيقال نعم أن القرآن صدق التوراة والإنجيل والزبور التي أنزلها الله على أنبيائه ، فهذا لا ريب فيه .
    ولكن أن يُقال أنه صدّق ما هم عليه من العقائد والشرائع التي ابتدعوها بغير إذن من الله ، أو خالفوا بها الشرع الذي بعث به أنبيائهم ، مثل القول بالتثليث والأقانيم ، والقول بالحلول والاتحاد بين اللاهوت والناسوت ، وقولهم : إن المسيح هو الله ، وابن الله ، وما هم عليه من إنكار ما يجب الإيمان به من الإيمان بالله واليوم الآخر ، ومن تحليل ما حرمه الله ورسله كالخنزير وغيره : فقد كذبوا على محمد صلى الله عليه وسلم كذبا ظاهرا معلوما بالاضطرار من دينه .
    كما أن القرآن لم يشرع لهم أن يستمروا على ما هم عليه من الشرع الأول ، بل دعاهم وجميع الإنس والجن إلى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وبما جاء به ، وحكم بكفر كل من لم يتبع القرآن المنزل عليه ، وأوجب جهادهم في الدنيا ، حتى يكون الدين كله لله ، وحتى تكون كلمة الله هي العليا ، فبذلك أهل الكتاب كفروا من وجهين من جهة تبديلهم الكتاب الأول وترك الإيمان والعمل ببعضه ومن جهة تكذيبهم بالكتاب الثاني وهو القرآن ، كما قال تعالى " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)البقرة
    فبين أنهم كفروا قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم بما أنزل عليهم وقتلوا الأنبياء.
    2- ذكر في البداية والنهاية : يقول كثير من المتكلمين وغيرهم، لقد كان اليهود يحكمون بالتوراة وهم متمسكون بها برهة من الزمان، وأن التوراة انقطع تواترها في زمن بخت نصر، ولم يبق من يحفظها إلا العزير، ثم العزيز إن كان نبيا فهو معصوم، والتواتر إلى المعصوم يكفي، اللهم إلا أن يقال: إنها لم تتواتر إليه، لكن بعده زكريا، ويحيى، وعيسى، وكلهم كانوا متمسكين بالتوراة، فلو لم تكن صحيحة معمولا بها، لما اعتمدوا عليها وهم أنبياء معصومون.
    ثم شرع اليهود في تحريفها، وتبديلها، فيتصرفون في معانيها، ويحملونها على غير المراد، كما بدلوا حكم الرجم بالجلد، والتحميم مع بقاء لفظ الرجم فيها، وكما أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، مع أنهم مأمورون بإقامة الحد، والقطع على الشريف والوضيع.
    ففي الحديث : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ اليَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ . فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ . فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا ، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : ارْفَعْ يَدَكَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ . فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا ) رواه البخاري
    وفي رواية : أنه حكم بالرجم وقال: " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه ". وسألهم ما حملهم على هذا ولم تركوا أمر الله الذي بأيديهم؟ فقالوا: إن الزنا قد كثر في أشرافنا ولم يمكنا أن نقيمه عليهم، وكنا نرجم من زنى من ضعفائنا . فقلنا تعالوا إلى أمر نصف نفعله مع الشريف والوضيع فاصطلحنا على الجلد والتحميم،،،
    فهذا من جملة تحريفهم وتبديلهم وتغييرهم وتأويلهم الباطل، فأنكر الله تعالى عليهم في هذا القصد الفاسد الذي إنما حملهم عليه الغرض الفاسد، وموافقة الهوى، لا الدين الحق .
    فيمكن أن يقال إنما فعلوه في المعاني مع بقاء لفظ الرجم في كتابهم.
    فلهذا قال من قال: إنه لم يقع تبديلهم إلا في المعاني، وإن الألفاظ باقية وهي حجة عليهم، إذ لو أقاموا ما في كتابهم جميعه لقادهم ذلك إلى اتباع الحق ومتابعة الرسول محمد ﷺ.
    3- وقد وضح ذلك ابن تيمية رحمه الله قال: ثم من هؤلاء من زعم أن كثيرا مما في التوراة أو الإنجيل باطل ليس من كلام الله ، ومنهم من قال بل ذلك قليل ، وقيل لم يحرف أحد شيئا من حروف الكتب وإنما حرفوا معانيها بالتأويل وهذان القولان قال كلا منهما كثير من المسلمين , والصحيح القول الثالث: وهو أن في الأرض نسخا صحيحة وبقيت إلى عهد النبي ونسخا كثيرة محرفة , ومن قال أنه لم يحرف شيء من النسخ فقد قال ما لا يمكنه نفيه , ومن قال جميع النسخ بعد النبي حرفت فقد قال ما يعلم أنه خطأ , والقرآن يأمرهم أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة والإنجيل ويخبر أن فيهما حكمه , وليس في القرآن خبر أنهم غيروا جميع النسخ.
    4- وقال أيضا رحمه الله في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح : والقرآن والسنة المتواترة يدلان على أن التوراة والإنجيل الموجودين في زمن النبي فيهما ما أنزله الله عز وجل ، والجزم بتبديل ذلك في جميع النسخ التي في العالم متعذر ولا حاجة بنا إلى ذكره ولا علم لنا بذلك ولا يمكن أحدا من أهل الكتاب أن يدعي أن كل نسخة في العالم بجميع الألسنة من الكتب متفقة على لفظ واحد فإن هذا مما لا يمكن أحدا من البشر أن يعرفه باختباره وامتحانه وإنما يعلم مثل هذا بالوحي وإلا فلا يمكن أحدا من البشر أن يقابل كل نسخة موجودة في العالم بكل نسخة من جميع الألسنة بالكتب الأربعة والعشرين ، وقد رأيناها مختلفة في الألفاظ اختلافا بينا ، والتوراة هي أصح الكتب وأشهرها عند اليهود والنصارى، ومع هذا فنسخة السامرة مخالفة لنسخة اليهود والنصارى حتى في نفس الكلمات العشر ، ذكر في نسخة السامرة منها من أمر استقبال الطور ما ليس في نسخة اليهود والنصارى ، وهذا مما يبين أن التبديل وقع في كثير من نسخ هذه الكتب فإن عند السامرة نسخا متعددة ، وكذلك رأينا في الزبور نسخا متعددة تخالف بعضها بعضا مخالفة كثيرة في كثير من الألفاظ والمعاني يقطع من رآها أن كثيرا منها كذب على زبور داود عليه السلام ، وأما الأناجيل فالاضطراب فيها أعظم منه في التوراة.
    5- ... وذكر في موقع بشارة المسيح : ويكشف البحث الشامل في التكرار والتطابق في الكتاب المقدس عن نتائج مذهلة يمكن الخروج منها بحقيقة واحدة، وهي أن الكتاب المقدس في صورته الحالية لا يمكن أن يكون من محض كلام الله الخالص.
    فالكتاب المقدس يمتليء بإصحاحات تكاد تكون متطابقة الصيغة، مكررة التفاصيل، مقرونة أحيانا ببعض الاختلافات المتعارضة التي لا يمكن التوفيق بينها في كثير من الأحيان.
    أما الرسائل، فهي وإن كانت غير متطابقة أو مكررة حرفيا إلا أنها متطابقة ومكررة فكريا. فنلاحظ أن نفس تسلسل الأفكار يتكرر في معظم إن لم يكن كل الرسائل.
    وبناء عليه، فمن الواضح أن الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون محض كلام الله الخالص وإن كان به بعض كلام الله. فتشير الدراسة الكاملة لمحتوياته أن أسفاره وكتبه قد دونت في مراحل زمنية مختلفة وعلى فترات متباعدة.
    وبمرور الوقت، ونظرا لعمليات الاستنساخ غير الممنهجة التي تمت على يد أناس كثر في مراحل زمنية مختلفة، تعرض الكتاب المقدس للكثير من عمليات الإضافة والحذف والتي أدت إلى أن ينتهي المطاف به في هذه الحالة التي يرثى لها كمزيج لا يمكن التمييز فيه بين كلام الله المحض وكلام البشر.
    وهكذا، فقد صاغ نساخو الكتاب المقدس محتواه وفقا لأهوائهم في غياب أية رقابة أو إشراف أو توجيه. وبذلك، فنجد أحد النساخين قد أدرج سفرا معينا أو إصحاحا معينا في الكتاب المقدس. وبعد ذلك، جاء نساخ آخر فأدرج نفس السفر أو الإصحاح كما هو أو مع تغييرات بسيطة وإن كانت متعارضة في موضع آخر من الكتاب المقدس.
    وعندما جمعت محتويات الكتاب المقدس للمرة الأولى في كتاب واحد، أدرجت الأسفار والإصحاحات المكررة والمتطابقة في كتاب واحد دون مراعاة كونها منسوخة من بعضها البعض.
    6- كما ذكر الشيخ أحمد ديدات رحمه الله : لا تكاد تجد نُسخ التوراة ولا الأناجيل قبل مائة سنة لا تجدها مُتطابقة مع ما في أيدي النصارى اليوم ، بل أثبت الشيخ في مناظرته للقس " سويجارت " أن نُسخ الإنجيل تخضع للأهواء والاختلافات السياسية ! وأحضر الشيخ ديدات في مناظرة القس نُسخا من الإنجيل طُبِعت في بلد واحد بينها تباين كبير واختلاف واضح !
    7- ولو استرسلتُ في البحث والتنقيب لملئت أسفار وأسفار ، وما موقع حراس العقيدة منك ببعيد ، حفظك الله عز وجل .
    https://www.hurras.org/vb/forum/%D8%...9F%D8%9F%D8%9F

  9. افتراضي

    قال ابن عباس رضي الله عنه : يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، كيفَ تَسْأَلُونَ أهْلَ الكِتَابِ وكِتَابُكُمُ الذي أُنْزِلَ علَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْدَثُ الأخْبَارِ باللَّهِ، تَقْرَؤُونَهُ لَمْ يُشَبْ، وقدْ حَدَّثَكُمُ اللَّهُ أنَّ أهْلَ الكِتَابِ بَدَّلُوا ما كَتَبَ اللَّهُ وغَيَّرُوا بأَيْدِيهِمُ الكِتَابَ، فَقالوا: هو مِن عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا به ثَمَنًا قَلِيلًا؟! أفلا يَنْهَاكُمْ ما جَاءَكُمْ مِنَ العِلْمِ عن مُسَاءَلَتِهِمْ؟! ولَا واللَّهِ ما رَأَيْنَا منهمْ رَجُلًا قَطُّ يَسْأَلُكُمْ عَنِ الذي أُنْزِلَ علَيْكُم. رواه البخاري
    فهذا الأثر صريح في وقوع التحريف في نصوص الكتب السابقة.
    وهذا يؤيده شهادات علماء الكتاب المقدس بوقوع التحريف في نصوص الكتابين وعلى هذا أمثله كثيرة. وهناك شبه اتفاق على أن ما يعرف بالأسفار الخمسة لا ترجع لمؤلف واحد فضلا عن أن ترجع إلى موسى واستدلوا على ذلك بأدلة عديدة منها النصوص التي تتحدث عن وفاة موسى ودفنه وتقول أنه لا أحد يعرف قبره إلى زمن تأليف الكتاب أو نصوص من منظور شخص بالفعل داخل الأرض المقدسة مع أن موسى لم يدخل ووافته المنية في فترة التيه. وكذلك الحال بالنسبة للأناجيل كمقطع الزانية في إنجيل يوحنا وفقرة الذين يشهدون في السماء ثلاثة في رسالة يوحنا ونهاية إنجيل مرقس وغير ذلك من الأمثلة التي لا توجد في المخطوطات القديمة وتمت إضافتها لاحقا.
    فضلا عن الكثير من الأسفار التي يدعون أنها بوحي من الله وهي ليست كذلك. وهذا معنى قوله تعالى أنهم يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله.
    أما النصوص التي تتضمن الأحكام فيغلب على الظن أنه لم يطالها التحريف اللفظي.

  10. #10

    افتراضي

    تعقيب بسيط عما ورد في مداخلة أخي الحبيب أبوعبد في نقله لكلام شيخ الإسلام رحمه الله من إمكانية بلوغ بعض النسخ الصحيحة من التوراة بعثة النبي مع وجود نسخ أخرى كثيرة محرفة آنذاك.
    قد تكون هذه الإمكانية جائزة زمن الهيمنة الإحتكارية للنُسخ لدى الكنائس والجماعات اليهودية المنغلقة لكن اليوم وقد تم كسر تلك الهيمنة الإحتكارية من خلال المطابع والوثائق التارييخية المكتشفة وارتباط المعارف الكتابية عموما بعلوم الأركيولوجيا والأنثبرولوجيا ما يجعل تلك الإمكانية بحد ذاتها أي إمكانية وجود نسخة غير محرفة قد وضعت تحت البحث العلمي وهو ما يذهب إليه الباحث والمتخصص في علم الأديان الدكتور سامي العامري من أن ربط المعارف الكتابية بمساحات معرفية أخرى كالانثروبولوجيا والأركيولوجيا وضع هذه الأسفار أمام طوفان الكشوف الحديثة التي زعزت اليقين القديم في خلو الأسفار المقدسة من الخطأ ويرى سامي العامري أن أمر إصابة التحريف جميع النسخ زمن البعثة فتشهد له المخطوطات العبريّة القديمة وجميع الترجمات المعروفة والقول: إنّ نُسخًا من التوراة تخالف النسخ والترجمات المشهورة في كثير من منكراتها ومخالفة المعلوم من التاريخ والعلوم فهو بعيد جدًا لاجتماع التوراة العبريّة والسامريّة على ذكر نفس المنكرات المخالفة لمحكم النص القرآني كما أنّ الترجمات السابقة للبعثة الخاتمة –كالسبعينية اليونانية التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد والبشيطا السريانية التي تعود إلى حوالي القرن الثاني بعد الميلاد والفولجات اللاتينية التي تعود إلى نهاية القرن الرابع تتفق على إيراد هذه القبائح ولا يُعلم أنّ نسخة..أو ترجمة.. كانت بعد المسيح.. تلغي منكرات سفر التكوين..أو سفر الخروج.

    للتوسع أنصح بقراءة كتاب "العلم وحقائقه بين سلامة القرآن الكريم وأخطاء التوراة والإنجيل" للدكتور سامي العامري
    والله أعلم.
    التعديل الأخير تم 10-18-2022 الساعة 08:03 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  11. #11

    افتراضي

    أحسنتم
    فعلا كتاب رائع تناول بعمق مثل هذه المسائل
    تشرفت بتعليق حضرتك أستاذنا الفاضل الأخ مستفيد

  12. #12

    افتراضي

    السلام عليكم وتحية طيبة لكم زملائي الكرام. اعتذر بشدة عن التأخير في الرد نظرا لكثير من المشاغل . بالنسبة للأخ aboabd فإن عدم معرفة كتاب الأسفار وعدم وجود النسخ الأصلية لها لا يدل بتاتا على تزويرها، فقد تكون هذه الأسفار غير محرفة ومع ذلك لا ندري من كتبها وليس بين أيدينا نسخها الأصلية، فمثلا كتاب ألف ليلة وليلة لا يعرف من كتبه ولا بين أيدينا نسخته الأصلية، فهل هذا يعني أنه مزور ؟ كذلك القرآن الكريم ليس بين أيدينا اليوم النسخة الأصلية له وهذا لا يجعلنا نطعن في سلامته من التحريف . أما الاختلافات والتضارب الموجودة في الأناجيل فهي اختلافات ثانوية وليست جوهرية بمعنى أنها لا تمس جوهر العقيدة المسيحية لأنها ترجع إلى أخطاء في النسخ وأخطاء في الترجمة ، يعني أن نساخ هذه الكتب قاموا ببعض الأخطاء عند نسخها وأيضا عند نقلها من لغة إلى أخرى ، وليس الأمر عبارة عن تغيير مقصود للنصوص .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء