كيف هو اسم مبني على الفتح ويأتي عادة للاستفهام الحقيقي كقولك: كيف حالك؟ أو المجازي كقوله تعالى: كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم. الآية
وإذا جاء بعدها اسم تعرب خبرا مقدما في محل رفع كما في قولك كيف أنت؟ أما إذا جاء بعدها فعل تعرب حالا إما من الفاعل الذي قام بالفعل أو المفعول الذي وقع عليه الفعل. فقوله تعالى: أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها. فكيف يجوز أن تكون حال من الفاعل وهو الضمير نا الفاعلين الذي يشير إلى الله.
فالمقصود ليس الطريقة ولا الهيئة التي خلقت بها السماء وانما حال الله لما خلق السماء. وهذا يفسره قوله: والسماء بنيناها بأيد. أي بقوة أو متلبسين بقوة فبأيد موقعها من الإعراب حال. وكذلك الحال بالنسبة لقوله تعالى: أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا.
فكيف هنا هي حال من الفاعل وهو الله. وليس المقصود هيئة السماوات ولا كيفية صنعها. والذي يفسره قوله: خلقناها بأيد.
ولا يلزم أن يعلم المخاطبين ان هناك سبع سماوات لان الاستفهام في الآية الغرض منه الإخبار أو التنبيه فهو استفهام مجازي. والحجة لا تتوقف على معرفة التفصيل المتعلق بعدد السماوات فهم يسلمون في الجملة بخلق الله للسماء والكواكب بصرف النظر عن عددها وأنها بحاجة لقدرة وقوة لخلقها.