بسم الله الرحمن الرحيم
يستشكل على بعض الناس امر فى الاستخاره وليس غالبية الناس بل البعض منهم
ذلك ان الشخص عندما يهم بفعل امر ما لا يعلم عواقبة وتأثير ذلك الامر على حياته أو حياة من يهمهم امره, وبطبييعة الحال اى انسان لا يريد الا الخير له أولمن يهتم بأمرهم ,ولا يريد ان يقع له المكروه او الضرر , فترى هذا الشخص اذا ما وقع ضرر او مكروه فى الأمر الذى استخار الله فيه فانه يلقى اللوم على الاستخارة ويقول لماذا يسر الله لى هذا الامر بالرغم من عملى الاستخاره والله تعالى بعلمه وحكمته يعلم أن ذلك الامر سيعود على او على خاصتى بالضرر والمكروه؟
قلت والله أعلم
الاستخارة فى حقيقتها طلب الخير من الله فى موضوع ما مثل الزواج او العمل او شراء شىء او بيعه او اى امر اخر , وعندما ندعو الله فى الاستخارة نقول ( اللهم ان كنت تعلم ان هذا الامر ويسمى حاجته خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة امرى فيسره لى ثم بارك لي فيه،وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به),
بدأ توجيه الدعاء بقوله ( فى دينى) قبل (معاشى) اى ان هذا الامر ممن الممكن لو فيه خير لك فى دنياك لكنه قد يصير فما بعد الى شر فى دينك
او قد يحدث لك المكروة فى ذلك الامر لحب الله لك فيخفف عنك بذلك المكروه سيئات كانت ستكون عليك ندامه وحسرة يوم القيامه أو يرفعك بهذا الضرر درجات ما كنت لتبلغها لولا وقع هذا الضرر عليك ,
ثم لنعلم أن ما اصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك , كثير من الناس ييسر له الله تعالى الخير فى أموره ثم يطول به الامد فيبدأ يسىء الى ما يسره الله له ويخرب ما أصلحه الله له ولا يهتم بأمر مّنّ الله عليه فيه بالخير والبركه , فعندئذ لاتكون العاقبة الا وقوع الضرر والمكروه بسبب تلك الاشياء , فلابد للانسان الا يفرط ولا يفسد شىء خير اكرمه الله به ويسره له ثم يرجع ويلوم على الاستخاره , فهذا ليس بفعل الاستخارة بل بفعلك انت . وفقنا الله جميعا الى مايحبه ويرضاه فى الدين والدنيا والله أعلم