جيمس ويب يحرج نظرية الإنفجار الكبير برصد مجرات ضخمة عند مراحل الكون المبكرة.
سبق وذكرت في منشور سابق أن مهمة تليسكوب جيمس ويب الأساسية هي رصد المجرات والنجوم الأولية التي تكونت بعد الإنفجار الكبير والتي يفترض أن تكون بدائية (تتكون من غازيّ الهيدروجين والهيليوم) حسب زعم النظرية، وقلت أن ما سيكشفه تليسكوب جيمس سيهدم النظرية، ويقترب بنا إلى ما حكاه القرآن عن خلق الكون، ويمكنكم الإطلاع على هذا المنشور على الرابط التالي:
https://www.facebook.com/10000110603...ibextid=Nif5oz
وبالفعل ومنذ أيام قليلة نشرت مجلة نيتشر بحث بعنوان
A population of red candidate massive galaxies ~600 Myr after the Big Bang
https://www.nature.com/articles/s41586-023-05786-2
في هذا البحث رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي مجموعة من ست مجرات ضخمة تعود إلى عصور مبكرة من الكون، على بعد ٥٠٠ الى ٧٠٠ مليون سنة من الإنفجار الكبير، والذي حصل قبل ١٣.٨ مليار سنة، ويبدو أنها تشكلت بوتيرة أسرع بكثير مما كان يتوقعه علماء الفلك.
وتشير تحليلات الصور التي التقطها جيمس ويب، أن هذه المجرات أضخم بكثير مما كان يتوقعه العلماء في مراحل الكون المبكرة. وتحتوي هذه المجرات كميات من النجوم أكبر بكثير مما كان متوقعاً، في حين يصل عدد النجوم في إحداها إلى مئة مليار نجمة، مما يجعل المجرة مماثلة بالحجم لمجرة درب التبانة، وهو أمر جنوني. فمجرتنا استغرقت 13,8 مليار سنة لتكوين هذه الكمية من النجوم، في حين أنتجت المجرة القديمة الكمية نفسها في 700 مليون سنة فقط، أي "أسرع بعشرين مرة" من درب التبانة. وهذا الوصف يتناقض تماما مع نظرية الإنفجار الكبير التي تفترض وجود مجرات صغيرة ومعدل بطيء لتكون النجوم عند بدء الكون. ويثير هذا الموضوع جدلاً بين علماء الكون، ومؤشراً جديداً على أنّ النموذج الكوني الحالي يشهد تدهوراً".
طبعاً ننتظر مزيد من الأبحاث حول إثبات وجود هذه المجرات، وأحجام النجوم بها، وأنواع العناصر بها، وهل بها ماء أم لا. وأتوقع الكشف عن وجود نجوم ضخمة بها، وعناصر ثقيلة، بالإضافة للماء، وبذلك ستكون نظرية الإنفجار الكبير قد نالت الضربة القاضية.
وهذه التوقعات ليست مجرد تخرصات، ولكن تستند للدلالات اللغوية والعلمية لنصوص القرآن والسنة، فالسماء بناء عظيم، أينما نظرنا فيها من قريب أو بعيد، فسنجد أنه لا فروج فيها، ولا تفاوت ولا فطور، وقد ذكر الله وجود الماء في مرحلة مبكرة جداً بعد فتق الرتق (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، كما ذكر وجود الماء قبل خلق السماوات فقال (وكان عرشه على الماء)، وبالتالي فكتلة الرتق التي منها خلق السماوات والأرض تختلف كلياً عن المتفردة التي زعمت نظرية الإنفجار الكبير أنها بداية الكون.
وقد قال الله عن ماضي السماء(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)، وقال (ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها، رفع سمكها فسواها، وأغطش ليلها وأخرج ضحاها).
فهل هناك ما يمنع أن الله بنى كل نجم خلقه الله في ستة أيام خلق السماوات والأرض على حالة معينة بتركيبة معدنية معينة، ثم هداه الله لعمله في السماء، ألم يقل الله (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)، وهذا هو الفرق الأساسي بين نظرية الإنفجار، والخلق المباشر، فنظرية الإنفجار تعتمد على إفتراض التطور من مكونات بدائية إلى ما هو أعقد عبر مليارات السنوات، بينما الخلق المباشر أوجد الأشياء على ما هي عليه الآن، ولله الحمد كل المكتشفات الحديثة تصب في صالح هدم فرضية التطور البطيء للكون عبر مليارات السنوات، ولا يبقى لنا إلا التصديق بالخلق المباشر، حيث بنى الله السماء بأيدٍ، وصدق الله إذ يقول (مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا).
وللمزيد رجاء قراءة الآتي:
١. الوسطية في نقد الإنفجار الكبير بلغة القرآن والعلم الحديث
https://m.facebook.com/story.php?sto...ibextid=Nif5oz
٢. اسم الله فاطر ونشأة الزمكان بين العلم والنص الإسلامي
https://m.facebook.com/story.php?sto...ibextid=Nif5oz
د. محمود عبدالله نجا