معنى قوله تعالى على لسان بني إسرائيل: يا أخت هارون

روى الإمام مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبة أنه قال:

لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي، فَقالوا: إنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28]، وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بكَذَا وَكَذَا، فَلَمَّا قَدِمْتُ علَى رَسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَأَلْتُهُ عن ذلكَ، فَقالَ: إنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ.

وقصدوا بقولهم ذلك أن الآية لم تفرق بين مريم أخت موسى وهارون النبيين وبين مريم ابنة عمران أم المسيح باعتبار أن والد موسى وهارون كان يدعى عمران أيضا
وظاهر الحديث أن مريم وهارون في الآية هما سميا مريم
وهارون النبي إخوة موسى عليه السلام
والراجح أنه لم يكن لمريم أم المسيح أخا يدعى هارون
والأخذ بظاهر الحديث فيه نظر
والصواب أن هارون هو هارون النبي

فقد كان عيسى ويحيى عليهما السلام# ابني خالة كما فى الحديث فى صحيح البخاري: فَلَمَّا خَلَصتُ إِذَا يَحيَى وَعِيسَى - وَهُمَا ابنَا الخَالَةِ. ويدل ذلك على أن أليصابات زوجة زكريا وأم يحيى عليهما السلام هي أخت مريم. وأليصابات هارونية النسب بحسب إنجيل لوقا (1:5) فدل على أن عمران والد مريم هاروني النسب أيضا.
ولفظ آخُت אָחוֹת âchôth فى العبرية هو بمعنى أخْت فى اللغة العربية وقد ورد فى العهد القديم بمعنى من نفس القبيلة أو العشيرة كما في سفر العدد (25:18) عند
الحديث عن "كُزْبِي" أخت المديانيين
وكذلك فإن لفظ هارون يطلق على ذرية هارون عليه السلام كما يطلق مضر على بني مضر و ربيعة على بني ربيعة
ومثال ذلك ما ورد في سفر أخبار الأيام الأول الإصحاح ١٢ العدد ٢٧ وفيه:
وَيَهُويَادَاعُ رَئِيسُ الْهرُونِيِّينَ وَمَعَهُ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ
فالعبارة الواردة في الأصل العبري ترجمتها الحرفية هي : ويهوياداع رئيس هارون. أي رئيس بني هارون
وكذلك الإصحاح ٢٧ العدد ١٧ وكذلك ورد في الأعداد ١٨ و ١٩ ألفاظ يهوذا و زبولون و نفتالي بمعنى بني هؤلاء الأسباط
وعلى هذا ففي اصطلاح بني إسرائيل أخت كذا يعنى من نفس العشيرة فأخت هارون أي أخت بني هارون# أي عشيرة هارون.كما قال تعالى عن هود عليه السلام أنه " أخا عاد" وعاد قبيلة بني عاد. وبنو هارون هم من يسمون بالكوهانيم أي الكهنة ومفردها كوهن أي كاهن وقد كان الكهنة حصرا من بني هارون
ولا ينافي هذا ما ورد فى الحديث من أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم و الصالحين قبلهم لأن التسمية بهم قد تعني أن العشيرة كلها تسمى باسم النبي أو الرجل الصالح.
ولا ينافي ذلك أن مريم وعمران هما سميا مريم أخت موسى وعمران والده.
ويغلب على ظنى أن آل عمران يقصد بهم آل عمران والد موسى وليس والد مريم كما ورد فى التفاسير عن مقاتل بن سليمان رحمه الله لأن هذا يشمل موسى وهارون و زكريا و يحيى وعيسى وثبت فى الأحاديث الصحيحة أن والد موسى وهارون كان يسمى عمران كما فى الحديث فى صحيح مسلم: مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي علَى مُوسَى بنِ عِمْرانَ عليه السَّلامُ، رَجُلٌ آدَمُ طُوالٌ جَعْدٌ كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ.
------
المصادر

studylight.org/lexicons/hebrew/269.html

https://biblehub.com/interlinear/1_chronicles/12-28.htm

https://www.studylight.org/dictionar...aaronites.html