https://nabil275995.blogspot.com/202...og-post_9.html


الانتصار السعودي والانتصار الايراني في حرب اليمن
نبيل العوذلي
لولا انني قراته في كتاب الله سبحانه وتعالى قوله تعالى
(((وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ...))) ومن متضمنات هذه الايه القرانيه ان هناك صنف من الناس مهما جئت له بكل دليل وبرهان واضح يعزز راي معين او حقيقه معينه لا يمكن له سوى ان يصدق ما هو مقتنع به واجد اسقاط هذا المعنى على السعوديه مع صنف من الناس لا يمكن ان يقبل منك دليلا او برهانا او قولا او رايا تجاه السعوديه سوى ان تظهر السعوديه له بالنقص والخطا والرجعيه والهزيمه وكل شيء سلبي دائما وابدا ونحن اليوم بعد اعلان وسائل اعلان بالامس عن وصول الوفد السعودي بعد وصول الوفد العماني بساعات الى صنعاء حتى وجدنا الاصوات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تقول ان السعوديه خسرت الحرب وسلمت للحوث وانتصرت بذلك ايران ولست اعرف كيف يقيس هؤلاء النصر والهزيمه ولكننا بعد ثمان سنوات من الحرب في اليمن يمكننا ان نقرا كل من استراتيجيه ايران والسعوديه كعقيده عسكريه لكل منهما في هذه الحرب ومع حلفاء كل دوله وسنلاحظ بما لا يدعو مجالا للشك ان الايرانيون كانوا يحاربون تحت عقيده
النصر اهم من البشر
وهذه عباره عن عقيده وثقافه تاريخيه في العقل السياسي الايراني منذ الاباطره الفرس فحينما ارسل كسرى الجيش مع ذي يزن الى اليمن استعمل المساجين والمهمشين الذين ينظر اليهم طبقه منهم بالانتقاص تماما مثل ما عبر احدهم عن شيعه اليمن الحوثيين بانهم شيعه شوارع في نظره دونيه لهم بحيث وفق هذا التصور يمكن استعمالهم واستثمارهم في خوض معركة انتحارية كتلك التي راى كسرى ومستشاريه عندما ارسل ذلك الجيش الى اليمن فان تحقق نصرا فهذا امر جيد وان لم يتحقق نصر فقد تم استهلاك بشر هم ليسوا بحاجه لهم وفق تصورهم الطبقي والسلالي والعنصري
ضباط الحرس الثوري لم يكونوا جاهلين بطبيعه التفوق الحاصل لدى التحالف العربي بقياده السعوديه ف لديهم من الخبره السابقه ممن قبلهم في الحرب العراقيه الايرانيه وخاض البعض منهم حربا شبيهه وبنفس الفتره الزمنيه تقريبا ثمان سنوات في الحرب العراقيه الايرانيه مع صدام حسين رحمه الله وادت ايضا الى خساره الايرانيين لاكثر من مليون وهذه الحرب في اليمن نفس الفتره ايضا ثمان سنوات ونفس المنطلقات النفسيه والفكريه والعقائديه التي اثرت وساهمت في انتحار الايرانيين سابقا نجدها اليوم ذاتها مع الحوثيين فقد تصور الخميني ومن معه انهم بعقيده الوهم التي كانوا يبيعونها للايرانيين بالسلاسل التي كانوا يربطونها في معاصم ايديهم كجوازات الجنه وجدناها ايضا في معاصم الكثير من الحوثيين ولك ان تتصور بكل بساطه ان عدد غارات التحالف العربي تصل الى اكثر من 200 الف غاره وبالتالي فانه اذا كان لكل غاره بهذه الطائرات الدقيقه والعاليه التفوق من ال 16F و 18F والميراج والتورنادو تؤدي الى قتل شخصين واصابه خمسه اشخاص فان هناك اكثر من مليون شخص في صفوف الحوثيين بين قتيل وجريح ومعاق وبالتالي هناك ملايين من الاطفال والنساء ممن هم في حاله يتم وترمل وفقر وحاجه في صفوف الحوثيين بكل بساطه ، الايرانيون وعناصر حزب الله بكل بساطه استعملوا واستثمروا المخزون البشري في صفوف الحوثيين الى اخر نفس ولحظه ولم تكن خططهم العسكريه مبنيه على الحفاظ على الماده البشريه بقدر ما كانت في اساسها استعمال الماده البشريه هذه لتحقيق الانتصار وقد لاحظنا كيف ان حسن ايرلو القيادي في الحرس الثوري قد استعمل في خططه للهجوم على مارب استراتيجيه الانساق البشريه على غرار ما كانوا يستعملونها في الحرب العراقيه الايرانيه حينما يدفعون بنسق بشري يتكون احيانا من المئات او الالاف ويخبرونه انه سوف ينتهي وان الفرصه لتحقيق النصر قد تكون في النسق الثالث الرابع او الخامس وهكذا وبحسب متابعتنا لمعركه الهجوم على مارب التي استمرت حوالي سنه كان يذهب ما بين 5 الى 10 انساق بشريه من الحوثيين في هذا النوع من الهجوم ولم يحققوا شيئا بسبب ان الطائرات تقوم باصطيادهم واذا ما تمكنوا من السيطره على موقع تاتي الطائره لتقصفهم فتتم استعادته من قبل المقاومه والجيش وقد اعترف الحوثيين بان معركه مارب ادت الى خساره 30,000 قتيل وهذا يعني ضعفهم عده مرات من القرحه اي حوالي 150 الف بين قتيل وجريح ومعاق خلال سنه واحده
واما السعوديين فكانوا يحاربون تحت عقيده
البشر اهم من النصر
نعم هذا بالضبط الذي سارت عليه العقيده العسكريه السعوديه التي هي امتداد للعقيده العسكريه الغربيه على عكس العقيده العسكريه الايرانيه التي تشبه العقيده العسكريه الشرقيه والتي نلاحظ بعض ملامحها في طريقه حرب بوتين في اوكرانيا والذي حشد قبل اشهر ثلاثمائة الف من الشباب الروسي القليلي الخبره والتدريب حيث تم تدريبهم لمده شهرين بحسب وزاره الدفاع الروسيه وهم اليوم لا يزال في باخموت يخوضون حربا مؤلمه يخسرون فيها الالاف من هؤلاء الشباب
نفس العقليه
استخدام البشر لاجل تحقيق النصر لا يهم مهما ادت معركه ما الى خساره الالاف من البشر طالما ان هناك فرصه لتحقيق نصر هذه العقليه تعود الى مخلفات العقليه العسكريه القديمه في الحرب العالميه الثانيه والاولى ومن لم تتطور عقليته اليوم مثل الغربيين ومن سار ودار في فلك تفكيره وعقيدتهم العسكريه كدول الخليج فالخساره البشرية في صفوف حلفاء التحالف العربي بقياده السعوديه والشقيقه الامارات من المقاومه اليمنيه عامه الجنوبيه والشماليه والجيش الوطني والقبائل وحراس الجمهوريه اخيرا هي اقل بكثير
السعوديون لو كان في قلوبهم وعقولهم شيئا من القساوه والخبث لدفعوا اليمنيين نحو تحرير صنعاء بنفس العقيده
النصر اهم من البشر
ولكنهم لم يفعلوا ذلك ابدا وقد فضلوا الخساره الماديه الهائله في استخدام الصواريخ عاليه الدقه من سلاح الجو بحيث تحمل سلاح الجو السعودي والاماراتي بما نسبته 70% من الجهد في كل العمليات ولم يكن للقوات البريه اليمنية من دور سوى تحصيل حاصل بعد ان يكون الطيران قد قام بدوره الاكبر وهو ما ادى الى الحفاظ على اكبر واعظم عدد وقدر من الخساره البشري والماديه في صفوف حلف السعوديه والامارات على عكس حلفاء ايران كما ذكرت سابقا

سلامة الرأس فيدة وصنعاء تحررت معنويا وستتحرر ان شاءالله ماديا
==============≈=======
هو مثل وحكمة يمنيه بمعنى ان سلامه البشر اهم مكسب واهم فائده وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم
1_لزوالُ الدنيا أهونُ على الله من قتْل مؤمنٍ بغير حق
2_: "من آذى مسلمًا بغير حق، فكأنما هدم بيت الله
وقال تعالى
(((من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)))

وهذا يتضمن المفهوم المكمل ان المحافظه على البشر هي اعظم ضروره ويتفق العقلاء على انها من اهم الضرورات الخمس التي جاء الاسلام للحفاظ عليها وهي حفظ النفس والدين والمال والعرض والعقل فالنفس اهم شيء فلا دين ولا عرض ولا عقل ولا مال بدون العنصر الاساسي لذلك وهي النفس البشريه

واما تحرير صنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيين فهي بتصوري لا تحتاج الى تحريرا ماديا عسكريا وانما تحتاج بدرجه اساسيه الى تحرير عقول الناس قبل ذلك كله فصنعاء منذ 1962 بثورة 26 سبتمبر اصبحت محرره ماديا وعسكريا وسياسيا وامنيا ولكن اتضح لنا ان عقول الناس لم تتحرر ولم تتطور بذلك القدر الكافي والكامل من من المعتقدات والافكار القبلية والطبقية والمذهبية الاماميه والكهنوتيه والعنصريه والسلاليه ، فثقافة وعقيده الولاء والبراء في وجدانية اغلب ابناء تلك المناطق لا تزال مبنيه في اطارها العام على العنصريه القبليه ضد الاجنبي ولو كان الاجنبي جاء بالحق ويريد ان يساعدهم فكلهم حتى وان كان البعض منهم متضرر من الاخر وبينه مع الاخر من العداوه العظيمه الا انهم تجاه الاجنبي يصطفون صفا واحدا ضد الاجنبي على اساس قبلي وهو ما فعلوه سابقا ضد المصريين ويفعله اليوم ضد التحالف العربي بغير السعوديه و الامارات على عكس مثلا ابناء مناطق الجنوب ومأرب وتعز الذين تشعر بمرونتهم وقابليتهم للتطور والتغير وفهم ما ينفعهم ويضرهم وما يصلح لهم وما يفسدهم و يعتبرونهم مرتزقه وخونه للاجانب والاستعمار والغريب
هذه ثقافه وعقيده تاريخيه جاهليه على حساب الحق والعدل لا تزال عالقه في ثقافه وعقيده هؤلاء الاجتماعيه والسياسيه بدليل اصطفافهم كلهم حتى مع وجود الخلاف فيما بينهم البين احيانا على اساس مذهبي مثلما هو موقف السلفيين السلبي مثلا في صنعاء نجدهم قد اصطفوا مع الحوثيين وغيرهم من المذاهب الاخرى والتيارات السياسيه والفكريه ولكنني اتصور ان اتفاق السلام هذا سوف يخرج السعوديين من دائره العذر والاحتجاج التي يوظفها اولئك باسم القبليه ضد الاجنبي وسوف يلتفت بعضهم الى بعض بشكل افضل ومما يساعد على ذلك هو النموذج الذي ظهر به الحوثي بسلبيته ومرضيته البشعه والمقززه والفاشلة والتي ساهمت الى حد كبير في استبعاث الاستعداد النفسي والفكري الاجتماعي والسياسي لدى الكثير منهم لاعاده النظر في نظره بعضهم الى بعض بشكل موضوغي خاصه اذا خرج الاجنبي خارج دائره تفكيرهم وحينها بتصوري ستتغير التحالفات لصالح تحرير صنعاء ان شاء الله بشكل افضل والله اعلم