فضل قراءة سورة الإخلاص


أيها المسلم الكريم، سورة الإخلاص من السور التي لها قدرٌ عظيم وفضلٌ كبير، وقد ورد في شأنها أحاديث نبوية كثيرة، فتعال لنتعرف على فضل قراءة هذه السورة:

أولًا: قراءتها توجب دخول الجنة: قال سيدنا أنس رضي الله عنه كانَ رجُلٌ مِنَ الأنصارِ يؤُمُّ الصحابة رضي الله عنهم في مسجدِ قُباءَ، وكان يكثر من قراءة سورة الاخلاص، فذكر الصحابة ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالَ النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَا فُلاَنُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟))، فقال: إني أُحِبُّها، فقالَ: ((حُبُّكَ إياهَا أدخلكَ الجنَّةَ)) [1].



ثانيًا: قراءتها تعـدل ثلث القـرآن: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (( أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْـرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُـرْآنِ؟ )) قَالُوا: وَكَيْـفَ يَقْـرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟ قَالَ:﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ﴾ [2].



قال العلماء (رحمهم الله): هذه سورة عظيمة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن، فإذا كررها ثلاثًا كان بمثابة من ختم القرآن كله، فينبغي الإكثار من قراءتها.



ثالثًا: قراءتها تحفظ المسلم من الشرور: فالمسلم الذي يقرأ سورة الإخلاص عند نومه فإن الله تعالى يحميه من شرور الشياطين، ويظل في حفظه تعالى وامانته حتى يصبح، ولذلك تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ)) [3].



ويقول عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم وهـو يتحدث عن فضائل هذه السور الثلاث:

• ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾-: ((يَا عُقْبَةُ، لاَ تَنْسَاهُنَّ، وَلاَ تَبِتِ لَيْلَةً حَتَّى تَقْرَأَهُنَّ))، قَالَ: فَمَا نَسِيتُهُنَّ قَطُّ مُنْذُ قَالَ: لاَ تَنْسَاهُنَّ، وَمَا بِتُّ لَيْلَةً قَطُّ حَتَّى أَقْرَأَهُنَّ [4].



رابعًا: قراءتها تبني لقارئها بيتًا في الجنة: وهذا ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم بأن من قرأ سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة، فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ)).



فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ )) [5].



فليحافظ المسلم على قراءة هذه السورة الكريمة، لينال بها كل هذا الأجر العظيم، وليشجع أهل بيته على الإكثار من قراءتها، فمن قرأها حتى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مرات، بَنَى اللهُ له قَصْرًا في الجنة.



نسأل الله تعالى لنا ولكم الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] صحيح البخاري، كتاب الأذان- باب الجمع بين السورتين فى الركعة: (1/ 197)، برقم (774).

[2] صحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا- بَابُ فَضْلِ قِرَاءَةِ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ: (1/ 556)، برقم (811).

[3] صحيح مسلم، فضائل القرآن- باب فضل المعوذات: (6/ 234)، برقم (5017).

[4] مسند أحمد، مسند الشاميين- حَدِيثُ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: (28/ 570)، برقم (17334)، قال الأرنؤوط حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن يزيد وهو ابن زياد الألهاني.

[5] مسند أحمد، مُسْنَدُ الْمَكِّيِّينَ -حَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ: (24/ 376) برقم (15610).



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/1539...#ixzz80CLC0duY