النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: تنبيهات مهمة في العقيدة الصحيحة

  1. #1

    افتراضي تنبيهات مهمة في العقيدة الصحيحة

    التنبيه الأول
    اثبات أن القرآن كلام الله حقيقة لا عبارة ولا حكاية والقرآن هو كلام الله غير مخلوق نتوقف في وصف بالقديم لا نخوض في ذلك وكلام الله قديم أزلي

    القرآن كلام الله غير مخلوق ولا محدث وهو كلام الله من صفات ذاته لم يزل به متكلما كما قال اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة

    قال الإمام اللالكائي
    سياق ما دل من الآيات من كتاب الله تعالى وما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم الله به على الحقيقة ، وأنه أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم ، وأمره أن يتحدى به ، وأن يدعو الناس إليه ، وأنه القرآن على الحقيقة . متلو في المحاريب ، مكتوب في المصاحف ، محفوظ في صدور الرجال ، ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن ، وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب ، بل هو صفة من صفات ذاته ، لم يزل به متكلما ، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة


    عن وكيع بن الجراح
    1) حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ وَكِيعٍ، أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ فَقَدْ زَعَمَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ فَقَدْ كَفَرَ» إسناده صحيح كما قال محقق الكتاب.
    2) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَكِيعًا، وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانًا يَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآن مُحْدَثٌ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا كُفْرٌ». إسناده صحيح.


    لا ينبغي الخوض في كلمة قديم عن القرآن بل نقول انه كلام الله غير مخلوق وكلام الله أزلي قديم والله يتكلم بمشيئته اختياره لم يزل متكلما اذا شاء سبحانه ونسكت لا نزيد على ذلك ولا نخوض فيما لا علم لنا به
    وصف القرآن بالقدم ، أو وصف كلام الله تعالى بأنه قديم ، يراد به معنيان :
    الأول : أنه غير مخلوق ، وأن جنس الكلام ، في حق الله تعالى ، قديم ، لم يزل متكلما ، متى شاء ، وكيف شاء ، ويكلم من عباده من شاء . وهذا حق ، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن ، أو في حق كلام الله تعالى عامة ، من أهل السنة أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح

    ومن هؤلاء : أبو القاسم اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
    قال (2/224) : " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة " .
    ثم قال (2/227) : " ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق " .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل .
    ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم .
    بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق

    وقال ـ رحمه الله ـ أيضا :
    " وكلام الله : تكلم الله به بنفسه ، تكلم به باختياره وقدرته ، ليس مخلوقا بائنا عنه . بل هو قائم بذاته ، مع أنه تكلم به بقدرته ومشيئته ، ليس قائما بدون قدرته ومشيئته .
    والسلف قالوا : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ؛ فإذا قيل : كلام الله قديم ; بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، ولا كلامه مخلوق ، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته ; بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح .
    ولم يقل أحد من السلف : إن نفس الكلام المعين قديم. وكانوا يقولون : القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود .
    ولم يقل أحد منهم : إن القرآن قديم ، ولا قالوا : إن كلامه معنى واحد قائم بذاته ، ولا قالوا : إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله ، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء ; بل قالوا : إن حروف القرآن غير مخلوقة وأنكروا على من قال : إن الله خلق الحروف " انتهى من الفتاوى (12/566-567) .

    والمعنى الثاني : أن القرآن معنى ، أو معنى وحروف ، تكلم الله بها في الأزل ، ثم لم يتكلم بعدها ، وهذا من بدع الأشاعرة ومن وافقهم من أهل الكلام ، التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين بخلق القرآن .
    فمن قال في القرآن ، أو غيره من صفات الله تعالى وأفعاله الاختيارية : إنه قديم ، وأراد ذلك فمراده باطل ، ثم إن اللفظ الذي أطلقه مجمل غير مأثور .
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

    لكن هؤلاء [ يعني : الأشاعرة ومن وافقهم ] اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين ، وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته . ثم اختلفوا :
    فمنهم من قال : القديم هو معنى واحد ، هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن ؛ وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا ، والقرآن إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة : قالوا : والقرآن العربي لم يتكلم الله به ، بل إما أن يكون خلقه في بعض الأجسام ، وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد ؛ فيكون كلاما لذلك الرسول ، ترجم به عن المعنى الواحد القائم بذات الرب ، الذي هو جميع معاني الكلام .
    ومنهم من قال : بل القرآن القديم هو حروف ، أو حروف وأصوات ، وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا ...؛ إذا كلم موسى أو الملائكة أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ، ولكن يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا .
    وعندهم لم يزل ولا يزال يقول : يا آدم اسكن أنت وزوجك و : يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك و يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع .
    والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " الفتاوى (17/85)
    فمن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره ، فمراده باطل ، واللفظ الذي أطلقه ـ أيضا ـ مبتدع .

    فالقرآن الكريم هو كلام الله غير مخلوق، والقول بأنه أزلي بمعنى أنه تكلم الله به في الأزل، وأنه قديم العين يعتبر من البدع بلا شك، ولم يكن من هدي السلف الخوض في مثل هذه المسائل، بل كانوا يقولون كلام الله غير مخلوق
    قال العلامة بكر أبو زيد في معجم المناهي اللفظية: عقيدة أهل الإسلام مِنْ لدُنِ الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا هي ما أجمع عليه أهل السنة والجماعة: من أن القرآن العظيم كلام الله تعالى. وكانت هذه العبارة كافية لا يزيدون عليها، فلما بانت في المسلمين البوائن، ودبت الفتن فيمن شاء الله، فاه بعض المفتونين بأقوال وعبارات يأباها الله ورسوله والمؤمنون، وكلها ترمي إلى مقاصد خبيثة ومذاهب رديئة، تنقض الاعتقاد، وتفسد أساس التوحيد على أهل الإسلام، فقالوا بأهوائهم مبتدعين: القرآن مخلوق، خلقه الله في اللوح المحفوظ أو في غيره.. القرآن قديم.. القرآن حكاية عن كلام الله... وأمام هذه المقولات الباطلة والعبارات الفاسدة، ذات المقاصد والمحامل الناقضة لعقيدة الإسلام، قام سلف هذه الأُمة وخيارها وأئمتها وهداتها في وجوه هؤلاء، ونقضوا عليهم مقالاتهم، وأوضحوا للناس معتقدهم، وثبتوا الناس عليه بتثبيت الله لهم، فقالوا: هذا المنزل هو القرآن، وهو كلام الله، وأنه عربي. القرآن كلام الله حقيقة. القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ تنزيلاً، ويعود إليه حُكْماً. اهـ.

    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: كان الإمام أحمد يسد الكلام في هذا الباب ولا يجوزه، وكذلك كان يبدع من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ويضلل من يقول: لفظي بالقرآن قديم، ويكفر من يقول: القرآن مخلوق، بل يقول: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، وينهى عن الخوض في مسألة اللفظ، ولا ريب أن تلفظنا بالقرآن من كسبنا، والقرآن الملفوظ المتلو كلام الله تعالى غير مخلوق، والتلاوة والتلفظ والكتابة والصوت به من أفعالنا. اهـ.
    وقال الذهبي في ترجمة ابن كلاب: (وكان يقول بأن القرآن قائم بالذات بلا قدرة ولا مشيئة، وهذا ما سبق إليه أبداً) اه سير أعلام النبلاء
    قال الإمام الذهبي في سير النـبلاء
    /١١ ٥١٠ : ) وقالت طائفة القرآن محدث كداود الظاهري ومن تبعه فبدعهم الإمام أحمد
    وأنكر ذلك وثبت على الجزم بأن القرآن كلام االله غير مخلوق وأنه من علم االله وكفر من قال بخلقه وبدع من قال بحدوثه وبدع من قال لفظي بالقرآن غير مخلوق ولم يأت عنه ولا
    عن السلف القول بأن القرآن قديم ، ما تفوه أحد منهم بهذا فقولنا قديم من العبـارات
    المحدثة المبتدعة كما أن قولنا هو محدث بدعة اه)
    وفي سير النبلاء /١٢ ٢٩٠ : ) ومذهب داود وطائفة أنه كلام االله وأنه محدث مع قـولهم
    بأنه غير مخلوق، وقال آخرون من الحنابلة وغيرهم : هو كلام االله قديم غير محـدث ولا
    مخلوق وقالوا إذا لم يكن مخلوقا فهو قديم ونوزعوا في هذا المعنى وفي إطلاقه اه)

    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه المسمى فتح الباري شرح صحيح البخاري: والمحفوظ عن جمهور السلف ترك الخوض في ذلك والتعمق فيه، والاقتصار على القول بأن القرآن كلام الله، وأنه غير مخلوق، ثم السكوت عما وراء ذلك.
    وقال ابن حجر أيضا في فتح الباري: من شدة اللبس في هذه المسألة كثر نهي السلف عن الخوض فيها واكتفوا باعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يزيدوا على ذلك شيئا، وهو أسلم الأقوال. اهـ.

    والذي عليه أهل السنة والجماعة فهو أن الله تعالى لم يزل متكلما اذا شاء فالله يتكلم متى شاء، وأن كلامه بحرف وصوت يسمع، فالكلام صفة ذاتية فعـلية، فهو صفة ذاتية باعتبار أصله، لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلما، وصفة فعلية باعتبار آحاد الكلام، لأن الكلام يتعلق بمشيئته فيتكلم كيف شاء ومتى شاء ونؤمن ان القرآن كلام الله غير مخلوق ونتوقف في وصف القرآن بالقديم لا نخوض في ذلك البتة وكلام الله قديم أزلي ولم يزل الله متكلما ولا يزال متكلما سبحانه وبحمده وهذا هو أصح وأسلم الأقوال والله المستعان

    القرآن كلام الله غير مخلوق ولا محدث وهو كلام الله من صفات ذاته لم يزل به متكلما كما سبق من كلام العلماء رحمهم الله تعالى لا تقولوا عنه محدث ولا قديم بل توقفوا ولا تخوضوا فيما لم يرد فالتزموا بنصوص القرآن والسنة بلا زيادة ولا نقصان وكلام الله قديم ازلي لم يزل الله متكلما ولا يزال سبحانه

  2. #2

    افتراضي

    التنبيه الثاني
    قال الإمام البربهاري في كتاب شرح السنة
    واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه تعالى في القرآن وما بين رسول الله ﷺ لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع
    قال الإمام عبد الغني المقدسي في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد
    فمن السنة اللازمة السكوت عما لم يرد فيه نص عن الله ورسوله، أو يتفق المسلمون على إطلاقه، وترك التعرض له بنفي أو إثبات. فكما لا يثبت إلا بنص شرعي، كذلك لا ينفى إلا بدليل سمعي انتهى
    لهذا اجتنبوا الألفاظ الأجنبية التي لم ترد في القرآن ولا في السنة كالاتصال والانفصال والجسم والعرض والجوهر وغيرها من الالفاظ المحدثة لا يجوز للمسلم ان يثبتها لله بل يجب ان يتوقف في اللفظ لا يقوله ويستفصل في المعنى فتقبل المعاني الواردة في نصوص القرآن والسنة وننفي عن الله المعاني الباطلة فلا يجوز اطلاق هذه الالفاظ نفيا او اثباتا فمثلا نجتنب كلمة الانفصال والاتصال ونستفصل ان كنت تريد بالانفصال ان الله بائن من خلقه مستو على عرشه ليس كمثله شيء فهذا حق ولكن لا نقول ذلك اللفظ البتة احتياطا اما ان كنت تريد ان الله لا يدبر الكون فهذا كفر باطل لفظا ومعنى فيجب الالتزام بالالفاظ الشرعية واجتناب الالفاظ المحدثة الموهمة كالاتصال والانفصال والجسم والجوهر وغير ذلك والتزموا بالوارد في القرآن والسنة لا تزيدوا ولا تنقصوا يرحمكم الله فاجتنبوا هذه الالفاظ (الانفصال والاتصال ....الخ) اجتتبوها ولا تقولوها البتة لئلا يقول المسلم على الله ما لا علم له به لأن ذلك حرام والعياذ بالله فالتوقف في ما لم يرد واجب وهو الأسلم للبعد عن البدع والمحرمات وفقكم الله

    التنبيه الثالث
    كما سبق بيانه في التنبيه السابق كذلك كلمة الحد من الألفاظ المجملة التي يجب اجتنابها والتوقف في لفظ الحد لا نقوله لا نثبته ولا ننفيه بل نستفصل عن المعنى فاذا اريد به الله بائن من خلقه مستو على عرشه منزه عن الحلول والاتحاد في شيء من خلقه فهذا المعنى حق ولكن نجتنب اللفظ واذا اريد به الانحصار فهذا باطل لأن الله منزه عن ان يحصره شيء او ان يحيط به شيء سبحانه وتعالى عن ذلك فافهموا رحمكم الله واجتنبوا الالفاظ المحدثة والتزموا بما في الكتاب والسنة بلا زيادة ولا نقصان

    نقل الذهبي في ترجمة أبي القاسم التيمي أنه سئل: هل يجوز أن يقال: لله حد، أو لا؟ وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟ فأجاب: هذه مسألة أستعفي من الجواب عنها، لغموضها، وقلة وقوفي على غرض السائل منها، لكني أشير إلى بعض ما بلغني: تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره، فإن كان غرض القائل: ليس لله حد: لا يحيط علم الحقائق به، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه، فهو ضال، أو كان غرضه: أن الله بذاته في كل مكان، فهو أيضا ضال. اهـ.
    قال الذهبي: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله، خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا. اهـ.

  3. #3

    افتراضي

    التنبيه الرابع بعض علماء اهل السنة كالسفاريني وغيره رحمهم الله ينزهون الله عن حلول الحوادث وأهل السنة لا يريدون معنى باطلا مخالفا وانما المقصود من هذا النفي هو تنزيه الله عن ان تحدث صفة متجددة لم تكن تعالى الله عن ذلك لأن صفاته سبحانه كذاته قديمة وتنزيه الله عن حدوث صفة متجددة لا يتعارض أبدا مع اثبات صفات الله الفعلية الاختيارية كما هو مذهب أهل السنة فننزه الله عن الحدوث وفي نفس الوقت نؤمن بصفات الله الاختيارية الفعلية التي تقوم بمشيئته كالنزول والاستواء والمجيء وأن الله لم يزل متكلما اذا شاء فيجب ان نثبت لله هذه الصفات الاختيارية خلافا لأهل البدع الذين ينكرون هذه الصفات الفعلية مع ايماننا ان الله منزه عن ان تحدث صفة متجددة لم تكن كما قال أهل العلم

    قال شارح الطحاوية ابن أبي العز رحمه الله: “حلول الحوادث بالرب تعالى المنفي في علم الكلام المذموم لم يرد نفيُه ولا إثباته في الكتاب ولا في السنة، وفيه إجمال، فإن أريد بالنفي أنه لا يحلّ في ذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة أو لا يحدث له وصف متجدّد لم يكن فهذا نفي صحيح، وإن أريد به نفي الصفات الاختيارية من أنه لا يفعل ما يريد، ولا يتكلم بما شاء، ولا أنه يغضب ويرضى لا كأحد من الورى، ولا يوصف بما وصف به نفسه من النزول والاستواء والإتيان كما يليق بجلاله وعظمته، فهذا نفي باطل. وأهل الكلام المذموم يطلقون نفي حلول الحوادث، فيسلّم السني للمتكلم ذلك على أنه نفى عنه سبحانه ما لا يليق بجلاله، فإذا سلّم له هذا النفي ألزمه نفي الصفات الاختيارية وصفات الفعل، وهو غير لازم له، وإنما أتي هذا السني من تسليم هذا النفي المجمل، وإلا فلو استفسر واستفصل لم ينقطع معه”

  4. #4

    افتراضي


    التنبيه الخامس اهل السنة يؤمنون باستواء الله على العرش ومعنى الاستواء العلو والارتفاع وفسره بعض اهل العلم بالاستقرار ولكن هذا القول مرجوح لا دليل عليه من القرآن لهذا الاحوط والاسلم ان نفسر الاستواء بالعلو كما ثبت عن السلف ولا نزيد كلمة استقر ولا نقولها بل نقتصر على تفسيره بالعلو والارتفاع لا نزيد على ذلك شيئا لأن المسلم يتورع عن وصف ربه الا بما ثبت ونتوقف فيما لم يرد وقد ذهب الى هذا التوقف بعض اهل العلم كالامام الذهبي وهذا هو الواجب اعتقاده

    قال حافظ حكمي في معارج القبول
    قلت تفسير الاستواء بالاستقرار لم يرد في الكتاب ولا السنة ونحن لا نصف الله إلا بما ثبت في الكتاب والسنة لا نزيد عليه ولا ننقص منه

    قال بكر ابو زيد رحمه الله في معجم المناهي:
    استقر على العرش :
    نسب بعض الأفَّاكين إلى شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - أنه يثبت استقرار الله على العرش . وهذه النسبة افتراء عليه - رحمه الله تعالى - ومعتقده معلوم مشهور من إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله - صلى الله عليه وسلم - بلا تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ، ومنه : إثبات استواء الله على عرشه كما يليق بجلاله ، وتجد رد تلك الفرية في مقدمة تحقيق : (( مختصر العلو )) للألباني .اهــ
    قال: "لا يجوز اعتقاد أن الله عز وجل يقعد على العرش، ولا نسبة الاستقرار عليه؛ لأنه لم يرد؛ فإنه يتضمن نسبة القعود على العرش لله عز وجل، وهذا يستلزم نسبة الاستقرار عليه لله تعالى، وهذا مما لم يرد؛ فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله عز وجل"اهـ (مختصر العلو ص 16، المقدمة ط. المكتب الإسلامي بيروت - عمان - دمشق ط. سنة 1412هـ- 1991م )

    سُئِلَ في [542 - 15] عن وصفِ اللهِ بالاسقرارِ ؟ فقالَ : لا يجوزُ أنْ يُوصفُ الله بأنَّهُ مستقرٌّ لأن الاستقرارَ أولاً: صفةٌ بشريةٌ
    ثانية: لم يوصفْ بها الله عزوجل حتى نقول استقرارٌ يليقُ بجلالهِ .. ا. هـ


    قال الألباني عن الجلوس: "لا أعلم في جلوس الرب تعالى حديثاً ثابتاً."

    وحين سئل (سؤال: قضية استواء الله على عرشه هل تعني أن الله مستقر بذاته
    على العرش؟)

    أجاب: "لا يجوز استعمال ألفاظ لم ترد في الشرع؛ لا يجوز أن يُوصف الله بأنه مستقر؛ لأن الاستقرار أولاً: صفة بشرية، ثانياً: لم يوصف بها ربنا عز وجل حتى نقول: استقرار يليق بجلاله وكماله كما نقول في الاستواء، فنحن لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه ثم مقروناً مع التنزيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11)"

    وقال الالباني رحمه الله فاين رايت بن تيمية يقول بالاستقرار على العرش علماً بانه امر زائد على العلو وهو مما لم يرد به الشرع. وفي كتاب سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة واثرها السيء في الامة (3): مقتضى راي السلف ان نحذف الاستقرار من العلو فهلا قلتم كما قال السلف استوى استعلى ثم جردتم الاستعلاء من كل ما لا يليق بالله تعالى كالمكان والاستقرار ونحو ذلك ولا سيما وذلك غير لازم من الاستعلاء حتى في المخلوق فالسماء فوق الارض ومستعلية عليها ومع ذلك هي غير مستقرة عليها ولا هي بحاجة اليها فالله تعالى اولى بان لا يلزم من استعلائه على المخلوقات كلها استقراره عليها او حاجته تعالى اليها.

  5. #5

    افتراضي

    التنبيه السادس أن القرآن كلام الله غير مخلوق في جميع الجهات ومن قال بخلقه فقد كفر وخرج من الدين هذا هو الراجح ان القول بخلق القرآن كفر أكبر لا أصغر هذا ما أجمع عليه السلف

    قال الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم , قال: سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار , وما يعتقدان من ذلك , فقالا: ” أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم ..........فذكر عقديتهم الى ان قال
    ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة. ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.
    ومن شك في كلام الله عز وجل فوقف شاكا فيه يقول: لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي. ومن وقف في القرآن جاهلا علم وبدع ولم يكفر.
    ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أو القرآن بلفظي مخلوق فهو جهمي. انتهى
    وانا انصحكم بقراءة كتاب عقيدة الرازين فانه كتاب جيد ومهم في بيان عقيدة اهل السنة الصحيحة وهذا رابطه
    https://ebook.univeyes.com/135891

  6. #6

    افتراضي


    التنبيه السادس قال الشيخ صالح المنجد في موقع اسلام سؤال
    لفظ "المكان" لم يرد في القرآن الكريم إثباته لله ولا نفيه عنه ، وهو من الألفاظ المجملة التي تحتمل حقا وباطلا ، فينبغي الاستفصال ممن أثبت هذا اللفظ لله تعالى أو نفاه ، فإن قصد حقا قُبل منه ، وكان التعبير بما ورد في القرآن والسنة من إثبات علو الله واستوائه على العرش : أولى ، وإن قصد باطلا كان مردودا .

    فإن قصد بالمكان : أن الله جل جلاله قد حل في شيء ، أو أن شيئا من مخلوقاته يحيط به ، أو يحصره ، أو يحويه ؛ فلا شك أن هذه كلها معان باطلة ، ولا شك أيضا أن نفي هذا "المعنى" عن الله : حق ؛ ما في إطلاق النفي على اللفظ المحتمل من المأخذ الذي أشرنا إليه .

    وإن قصد بالمكان : العلو فوق جميع الخلق ، وأن الله عالٍ بذاته فوق خلقه ، وأنه بائن عنهم ، ليس مختلطا بهم ، فهذا المعنى إثباته لله تعالى حق ، والتعبير عنه بالعلو والفوقية أولى ، ونفيه عن الله تعالى باطل ، لأنه نفي لعلو الله الثابت بنصوص القرآن والسنة .
    قلت فاجتنبوا كلمة المكان ولا تقولوها نفيا ولا اثباتا بل استفصلوا عنه كما سبق وتوقفوا في اللفظ

    فاحفظوا هذه الفوائد وعلموا الناس العقيدة السنية الصحيحة جزاكم الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


  7. #7

    افتراضي

    التنبيه السابع
    اعلموا رحمكم الله ان صفات الله الذاتية وصفاته الخبرية كلها قديمة بقدم أبدية بأبديته سبحانه وبحمده قال الله تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
    أما صفات الله الفعلية فهي قديمة النوع نوعها قديم في حق الله سبحانه معنى ذلك أن الله سبحانه لم يزل فعالا ولا يزال فعال لم يزل متصفا بها ولا يزال قال الله تعالى فعال لما يريد
    وكلام الله قديم أزلي أي ان الله لم يزل متكلما ولا يزال متكلما فهو باعتبار اصله صفة ذاتية أزلية أبدية وكلامه سبحانه صفة فعل أيضا أي أن الله لم يزل متكلما إذا شاء كيف شاء فكلام الله قديم والله يتكلم بمشيئته وقدرته قال الله تعالى إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون وقال تعالى وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا

    قال الإمام البخاري: “ولقد بيّن نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق، وأن العرب لا تعرف الحيّ من الميت إلا بالفعل، فمن كان له فعل فهو حيّ، ومن لم يكن له فعل فهو ميت، وأن أفعال العباد مخلوقة، فضُيّق عليه حتى مضى لسبيله، وتوجّع أهل العلم لما نزل به، وفي اتفاق المسلمين دليل على أن نعيمًا ومن نحا نحوه ليس بمفارق ولا مبتدِع، بل البدع والترؤّس بالجهل بغيرهم أولى؛ إذ يفتون بالآراء المختلفة مما لم يأذن به الله”. وقال البخاري: “ففعل الله صفة الله، والمفعول غيره من الخلق”. وقال أيضًا: “وقالت الجهمية: الخلق هو المخلوق، وقال أهل العلم: التخليق فعل الله” خلق أفعال العباد وهو كتب مهمة في عقيدة أهل السنة أنصحكم بقراءته
    وقال كذلك في كتاب التوحيد من صحيحه: “باب ما جاء في تخليق السموات والأرض وغيرها من الخلائق، وهو فعل الرب تبارك وتعالى وأمره، فالرب بصفاته وفعله وأمره وكلامه، وهو الخالق المكوِّن، غير مخلوق، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مفعول مخلوق مكوَّن

    ونوع الكلام في حق الله قديم لا الآحاد المعين والدليل على ذلك قوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم
    فكلم الله نبيه آدم بعد خلقه وصوره وأمثال ذلك كثيرة في القرآن كقوله تعالى ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون وقوله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه وقوله تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين إلى غير ذلك من الآيات من كتاب الله سبحانه الدالة على ذكرت
    وكذلك نوع الأفعال في حق الله قديم لا الآحاد المعين بدليل قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم
    انما يكون ذلك يوم القيامة وقول الله تعالى الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش
    فالله خلق السماوات والأرض ثم استوى على العرش كما وصف نفسه سبحانه
    وكذلك يدل على ذلك حديث النزول المتفق على صحته ولفظه : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له
    إلى غير ذلك من النصوص الدالة على ما سبق
    والله سبحانه لم يزل متصفا بصفاته قديما بصفاته قبل خلقه كما لم يزل بها أزليا كذلك فلا يزال بها أبديا ليس بعد خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بعد احداثه البرية استفاد اسم البارئ بل الله هو الخالق والبارئ قبل خلقه للخلق وهو البارئ سبحانه قبل احداثه البرية وهكذا جميع صفات الله عز وجل فصفاته كذاته كلها قديمة ليس شيء منها مخلوقا ولا حادثا ولا محدثا لأن الله منزه عن أن تحدث صفة متجددة لم تكن

  8. #8

    افتراضي

    التنبيه الثامن الإمام السفاريني رحمه الله في منظومته في العقيدة أجمل أشياء تحتاج الى تفصيل لهذا بعض أهل العلم ذكروا أن عليها بعض المآخذ وعلقوا عليها لهذا لا بد من مراجعة تعليقات وشروحات العلماء عليها

    قال الشيخ ابن قاسم رحمه الله في شرحه عليها ما معناه ... أنها أرجوزة مفيدة ولكنه أدخل فيها من آراء المتكلمين ما لعله لم يتفطن إليه ..
    وقال الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله ما معناه أنها منظومة جيدة إلا في بعض الوجوه فإنه دخلها من عقائد الأشعرية ما دخلها .... الفتاوى 1/ 201

    هذه التعليقات عليها على هذا الرابط بما يفيد طالب العلم ليتعلم العقيدة الصحيحة السنية إن شاء الله تعالى

    https://www.eltwhed.com/vb/showthrea...DA%DE%ED%CF%C9

    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

  9. افتراضي

    جزاك الله خيرا ونفع بك شكرا على هذه التنبيهات جدير بكل مسلم سني أن يقرأها ويتعلم العقيدة الصحيحة

  10. #10

    افتراضي

    بارك الله فيك اخي عبد الله وجزاك الله خيرا

  11. #11

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعا اخوتي وجزاكم الله خيرا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء