مفكرة الإسلام: في نبرة تهديد واضحة صرح شنودة الثالث بطريك الكرازة المرقسية بمصر لقناة دريم الفضائية: 'إذا ساندت الدولة مكسيموس.. فسوف يثور الأقباط'.
وأكد شنودة أنه تعامل مع مكسيموس برحمة وبتهاون أكثر بكثير من مواقفه مع الذين اختلف معهم من قبل؛ لأنه لا يستشعر خطرًا من وجوده، وقال: 'إن هذا سبب عدم خروج الأقباط في مظاهرات ضد مكسيموس حتى الآن، على الرغم من أنهم يتظاهرون من وقت لآخر لأسباب عديدة، لكنهم سيغضبون ويثورون إذا شعروا أن الدولة تسانده'.
في الوقت نفسه انتقد كون الأقباط لا ينجحون في انتخابات مجلس الشعب ولا في انتخابات مجلس الشورى، ولا في انتخابات المحليات، ولا في انتخابات النقابات، وقال '444عضوًا في مجلس الشعب ليس بينهم واحد قبطي إلا الوزير القبطي.. وربنا يعرف إزاي نجح'، في إشارة إلى يوسف بطرس غالي.
تسبب حديث البابا شنودة الذي أدلى به في إثارة الاستياء في العديد من الأوساط داخل مصر، خاصة أنه لم يرفض رفضًا قاطعًا ما يتردد عن إقامة دولة للمسيحيين على جزء من أرض مصر, كما تسبب حديثه أيضًا عن الرئيسين الراحلين عبد الناصر والسادات في غضب واستنكار قطاعات كبيرة من المصريين.
وأثارت تصريحات شنودة حتى الأوساط المسيحية المعتدلة, فقد كتب الكاتب 'مدحت بشاي' تعليقًا على كلام شنودة قائلاً: 'لم أكن أتخيل أن يصف البابا محافظ قنا ساخرًا وهو أول محافظ مسيحي بأنه 'محافظ علي البعد عنه، وذلك لأنه لم يكن من بين الذين اطمأنوا على صحة قداسته وما في ذلك من تلميح لتعمد الدولة اختيار قيادات مسيحية لها سمات ما.. إنه حديث يحمل قدرًا هائلاً من النرجسية لم نعتدها من رموزنا الدينية التي نتعلم منها التواضع.. كما أنه يحمل قدرًا من الاتهام لقيادة سياسية دونما سبب سوى عدم السؤال عن صحة قداسته' .
وبحسب موقع 'المصريون' صرح الكاتب والمفكر القبطي جمال أسعد: 'إن الأخطر في هذه القضية التي تستحوذ على اهتمام الكنيسة المصرية، هو تصريحات البابا على أحد القنوات القضائية قبل ثلاثة أيام التي قال فيها: إن الحكومة والرأي العام إذا لم يمنعا مكسيموس عن هذا الانشقاق، فإن الشعب القبطي سيغضب'.
وهو الأمر الذي اعتبره يحمل لهجة تهديد للحكومة والرأي العام في مصر ويكشف عن حقيقة أن من يملك مفتاح الغضب القبطي هو البابا وأنه نفسه هو الذي يملك حق إخراج الأقباط للتظاهرات التي أصبحت ورقة رابحة يلاعب بها النظام, واعتبر أسعد أنه إذا كان من حق البابا شنودة أن يرفض مكسيموس وكنيسته، إلا أنه ليس من حقه أن يحتكر الدولة في تنفيذ ما يريد.
...................
Bookmarks