النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: صدق النبي صلى الله عليه وسلم أحد دلائل النبوة

  1. #1

    افتراضي صدق النبي صلى الله عليه وسلم أحد دلائل النبوة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لم أجد في الكتب التي تتناول دلائل النبوة أحد اعتنى بهذا الدليل وقرره أعظم تقرير وفصّل فيه إلا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح العقيدة الأصفهانية ، وكذلك على نحو فيه اقتضاب واختصار في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح .

    قال شيخ الإسلام في شرح الأصفهانية : (( ومعلوم أن مدعى الرسالة إما أن يكون من أفضل الخلق وأكملهم وإما أن يكون من أنقص الخلق وأرذلهم .
    ولهذا قال أحد أكابر ثقيف للنبي صلى الله عليه وسلم لما بلغهم الرسالة ودعاهم إلى الإسلام : "والله لا أقول لك كلمة واحدة إن كنت صادقا فأنت أجل في عيني من أن أرد عليك وإن كنت كاذبا فأنت أحقر من أن أرد عليك ".
    فكيف يشتبه أفضل الخلق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم ؟ ))


    وهذا حق ، فمدعي النبوة إما أن يكون صادقًا فهو إذًا نبي موحى به من الله تعالى ، وهو خير الناس وأكملهم .

    وإما أن يكون كاذبًا على الله تعالى ، وهو أبشع الكذب وأرذله ، فهو إذًا أحقر الناس وأرذلهم .

    وهذا البون الشاسع بين النبي الصادق والكذاب المنحط الأشر أكبر من ألا يميزه عامة الناس ، فضلاً عن نجبائهم وحكمائهم .

    ألا يستطيع عامة الناس أن يميزوا بين النبي الحقيقي الصادق وبين الذي يكذب على الله فينحط إلى أدنى درجات الكذب ؟!

    هذا فرق كبير جدًا يصعب ألا يخطئه أحد .

    فكيف يشتبه أفضل الخق وأكملهم بأنقص الخلق وأرذلهم ؟

    وكيف يكون من الصعب التمييز بينهما وهما على طرفي نقيض ؟

    قال شيخ الإسلام : (( وإذا كان صدق المخبر أو كذبه يعلم بما يقترن به من القرائن بل في لحن قوله وصفحات وجهه ويحصل بذلك علم ضروري لا يمكن المرء أن يدفعه عن نفسه فكيف بدعوى المدعي إنه رسول الله كيف يخفي صدقه وكذبه أم كيف لا يتميز الصادق في ذلك من الكاذب بوجوه من الأدلة لا تعد ولا تحصى )) .

    صدق شيخ الإسلام ، فمعرفة كون المرء صادقًا أو كاذبًا يتبين في وجوه كثيرة من خلقه وعادته بطول المعاشرة له والخبرة به .

    فالإنسان إن كان متحريًا للصدق عرف ذلك منه .

    وإن كان يكذب أحيانًا لغرض من الأغراض ، فلابد أن يعرف ذلك منه .

    وهذا أمر جرت به العادات ، فلا تجد أحدًا بين طائفة من الطوائف ، طالت مباشرتهم له إلا وهم يعرفونه هل يكذب أم لا .

    فمن خبر شخصًا خبرة باطنة فإنه يعلم من عاداته علمًا راسخًا أنه لا يكذب ، لا سيما في الأمور العظام .

    ومن كان خبيرًا بحال النبي صلى الله عليه وسلم مثل زوجته خديجة وصديقه أبي بكر ، إذا أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رآه أو سمعه ، حصل له علم ضروري بأنه صادق في ذلك وليس كاذبًا .

    قال شيخ الإسلام : (( والناس يميزون بين الصادق والكاذب بأنواع من الأدلة حتى في المدعين للصناعات والمقالات كالفلاحة والنساجة والكتابة وعلم النحو والطب والفقه وغير ذلك فما من أحد يدعي العلم بصناعة أو مقالة إلا والتفريق في ذلك بين الصادق والكاذب له وجوه كثيرة وكذلك من أظهر قصدا وعملا كمن يظهر الديانة والأمانة والنصيحة والمحبة وأمثال ذلك من الأخلاق فإنه لا بد أن يتبين صدقه وكذبه من وجوه متعددة )) .

    وقال : (( وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشياطين عليه ما ظهر لمن لـه أدنى تمييز وما من أحد ادعى النبوة من الصادقين إلا وقد ظهر عليه من العلم والصدق والبر وأنواع الخيرات ما ظهر لمن له أدنى تمييز فإن الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولا بد أن يفعل أمورا والكذاب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة والصادق يظهر في نفس ما يأمر به وما يخبر عنه ويفعله ما يظهر به صدقه من وجوه كثيرة بل كل شخصين ادعيا أمرا من الأمور أحدهما صادق في دعواه والآخر كاذب فلا بد أن يبين صدق هذا وكذب هذا من وجوه كثيرة إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور )) .

    وهذا كلام نفيس ، لابد أن يتدبره كل من له تمييز .

    ونحن لا ننكر أن الرجل قد يتغير ، ويصير متعمدًا للكذب بعد أن لم يكن كذلك .

    لكن هذا إن وقع ، ظهر لمن يخبره ويطلع على أموره .

    ونحن نعلم علمًا ضروريًا أن كل من باشر النبي صلى الله عليه وسلم وخبره خبرة باطنة واطلع على أموره قد دخل في الإسلام وآمن به .

    وفي حديث هرقل أنه سأل أبا سفيان : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟
    فقالوا : لا ، ما جربنا عليه كذبًا .
    قال هرقل : فقد علمت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ، ثم يذهب فيكذب على الله .

    وقد صدق هرقل !

    وذلك أن مثل هذا يكون كذبًا محضًا لغير عادة جرت ، وهذا لا يفعله إلا من يكون من شأنه وعادته الكذب .

    فإن لم يكن من خلقه الكذب قطٌ ، بل لم يعرف منه إلا الصدق ، وهو يتورع أن يكذب على الناس ، كان تورعه عن أن يكذب على الله أولى وأحق .

    والإنسان قد يخرج عن عادته في نفسه إلى عادة بني جنسه ، فإذا انتفى هذا وهذا ، كان هذا أبعد عن الكذب وأقرب إلى الصدق .

    وهذا هو أول دلائل نبوة نبينا وسيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد علمنا من سيرته أنه لم يكن كاذبًا أو مدعيًا .

    فالكاذب لا يقول لصاحبه في الغار بثقة وثبات : لا تحزن إن الله معنا .

    ولا يقف وحيدًا على بغلته في وجه جيش العدو الهادر عندما فر جيشه ليهتف بأعلى صوته : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب .

    لا يفعل هذا كذاب أبدًا !

    ومن اهتم بهذا الدليل وجعله دليله الأول على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يدخل الشك في قلبه أبدًا إن شاء الله .

    فقد آمنت خديجة رضي الله عنها بناءًا على هذا الدليل وحده .

    وكذلك أبو بكر رضي الله عنه .

    أفلا ترضى أن يكون إيمانك كإيمان أبي بكر وخديجة ؟

    والحمد لله رب العالمين .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    مــصــر
    المشاركات
    292
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك يا اخي

    موضوع قيم وارجو استكماله ان شاء الله

    تحياتي .. والسلام عليكم ورحمه الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    1,879
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

    وكذلك على نحو فيه اقتضاب واختصار في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح .
    وضح ابن تيمية رحمه الله سبب هذا الاختصار النسبى، وذلك فى كتابه (النبوات)، وكتاب النبوات من أهم المواضع التى أصّل فيها ابن تيمية الكلام على دلائل نبوة الأنبياء.

    قال رحمه الله: (( والمقصود هنا الكلام على النبوة، فإن المتكلمين المبتدعين تكلموا في النبوات بكلام كثير لبسوا فيه الحق بالباطل، كما فعلوا مثل ذلك في غير النبوات كالإلهيات وكالمعاد. وعند التحقيق لم يعرفوا النبوة، ولم يثبتوا ما يدل عليها. فليس عندهم لا هدى ولا بينات. والله سبحانه أنزل في كتبه البينات والهدى، فمن تصور الشيء على وجهه فقد اهتدى إليه، ومن عرف دليل ثبوته فقد عرف البينات، فالتصور الصحيح اهتداء، والدليل الذي يبين التصديق بذلك التصور بينات. والله أنزل الكتاب هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. والقرآن أثبت الصفات على وجه التفصيل، ونفي عنها التمثيل. وهي طريقة الرسل : جاءوا بإثبات مفصل ونفي مجمل. وأعداؤهم جاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل. فلو لم يكن الحق فيما بينه الرسول للناس وأظهر لهم، بل كان الحق في نقيضه، للزم أن يكون عدم الرسول خيرًا من وجوده؛ إذ كان وجوده لم يُفدهم - عند هؤلاء - علما ولا هدى، بل ذكر أقوالاً تدل على الباطل، وطلب منهم أن يتعلموا الهدى بعقولهم ونظرهم ثم ينظروا فيما جاء به، فإما أن يتأولوه ويحرفوا الكلم عن مواضعه، وإما أن يعوضوه.
    فذكرنا هذا ونحوه مما يبين أن الهدى مأخوذ عن الرسول، وأنه قد بين للأمة ما يجب اعتقاده من أصول الدين في الصفات وغيرها، فكان الجواب خطابًا مع مَن يقر بنبوته ويشهد له بأنه رسول الله، فلم يُذكر فيه دلائل النبوة، وذُكر أن الشبهات العقلية التي تعارض خبر الرسول باطلة، وذُكر في ذلك ما هو موجود في هذا الجواب.
    ثم بعد ذلك حدثت أمور أوجبت أن يُبسط الكلام في هذا الباب، ويُتكلم على حجج النفاة ويبين بطلانها، ويُتكلم على ما أثبتوه من أنه يجب تقديم ما يزعمون أنه معقول على ما عُلم بخبر الرسول، وبسط في ذلك من الكلام والقواعد ما ليس هذا موضعه.
    وتُكلم مع الفلاسفة والملاحدة الذين يقولون إن الرسل خاطبوا خطابًا قصدوا به التخييل إلى العامة ما ينفعهم، لا أنهم قصدوا الاخبار بالحقائق. وهؤلاء لم يكن وقت الجواب قصد مخاطبتهم إذ كان هؤلاء في الحقيقة مكذبين الرسل يقولون أنهم كذبوا لما رأوه مصلحة، بل كان الخطاب مع مَن يقر بأن الرسول لا يقول إلا الحق باطنًا وظاهرًا.
    ثم بعد هذا طُلب الكلام على تقرير أصول الدين بأدلتها العقلية، وإن كانت مستفادة من تعليم الرسول، وذُكر فيها ما ذُكر من دلائل النبوة، في مصنف يتضمن شرح عقيدة صنفها شيخ النظار بمصر شمس الدين الأصبهاني، فطُلب مني شرحها فشرحتها، وذكرت فيها من الدلائل العقلية ما يُعلم به أصول الدين.
    وبعدها جاء كتاب من النصارى يتضمن الاحتجاج لدينهم بالعقل والسمع، واحتجوا بما ذكروه من القرآن، فأوجب ذلك أن يُرد عليهم، ويبيَّن فساد ما احتجوا به من الأدلة السمعية من القرآن، ومن كلام الأنبياء المتقدمين، وما احتجوا به من العقل، وأنهم مخالفون للأنبياء وللعقل : خالفوا المسيح ومَن قبله وحرفوا كلامهم، كما خالفوا العقل، وبُيِّن ما يحتجون به من نصوص الأنبياء، وأنها هي وغيرها من نصوص الأنبياء التي عندهم حجة عليهم لا لهم، وبُيِّن الجواب الصحيح لمن حرف دين المسيح. وهم لم يطالِبوا ببيان دلائل نبوة نبينا، لكن اقتضت المصلحة أن يُذكر من هذا ما يناسبه، ويُبسط الكلام في ذلك بسطًا أكثر من غيره.
    وقلوب كثير من الناس يجول فيها أمر النبوات وما جاءت به الرسل ... )) ثم شرع رحمه الله فى تأصيل دلائل النبوة .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أما بالنسبة لصدق نبينا عليه الصلاة فأقول :

    الطريف فى الأمر أن جمهور الملاحدة – قديمًا وحديثًا - مُقرُّون بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان صادقاً مع نفسه فيما يخبر به .

    ولذلك احتاجوا إلى ترقيع هذا الخرق، فقالوا بأنه عليه الصلاة والسلام كان يتوهم ما يراه، ومن هنا جاءت شبهة الصرع والمرض النفسى كذب المتهوكون. وبذلك جمعوا – فى وهمهم – بين القول بصدقه وبين بطلان نبوته زعموا.

    وهذا القول الذى اضطُروا إليه أقبح من الأول ، وكل مَن طالع طرفًا صالحًا من سيرته عليه الصلاة والسلام استبعد تلك التهمة واستسخفها. وكثير من الملاحدة وغيرهم بعد الإقرار بصدق النبى عليه الصلاة والسلام علم بطلان تهمة الصرع وأشباهها، فمنهم مَن عاد إلى القول بكذبه – وهذا يفسر لك ما تراه من تناقضهم فيما كتبوا – ومنهم مَن وقف حيران – كحيرة "الوحيد" الوليد - لا يدرى كيف يبطل نبوته عليه الصلاة.

    ومن أحسن مَن كتبوا فى إبطال تهمتى الكذب والمرض النفسى فى الحديث : الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله، فى كتابه (مصدر القرآن)، والعصمة لرسل الله وحدهم.

    ويجب أن يُلتفت فى هذا المقام إلى تأصيل تهم الملاحدة وغيرهم، وذلك أن أهل الباطل لا يهدفون إلى تقديم تصور متكامل ورؤية شاملة لأى شىء، بل كل هدفهم هدم الحق ، أستغفر الله ، بل التنقص منه فقط . فإذا خالف أهلُ الباطل مقولة من مقولات الحق، اكتشف أكثرهم أن هذه المقولة المخالفة متقلقلة ولها لوازم قبيحة، فيضطرون إلى ترقيع هذا الخرق بمقولة أخرى، لكن سرعان ما يكتشف أكثرهم أن الرقعة جاءت أقبح من الخرق نفسه ، فيضطرون إلى ترقيع آخر ، ثم يكتشف أكثرهم أنه ألعن وأضل سبيلا ... وهكذا دواليك.

    وهذا من عزة الحق !

    فكفى بالباطل خزياً أن الحق بقى ثابتاً وألجأه إلى هذا التخبط والاختباط !

    وهذا كما لو ضرب الصرعةُ الجبار خصمَه على أم دماغه، فترى المضروب يتجلجل من شدة الضربة، ويحاول اتقاء الأخرى، فمرة يلوذ بناحية يتوهم فيها الأمان، حتى إذا وصلها أدرك غباوته وتركها ليلوذ بأخرى، وهكذا ، وهو متيقن فى كل ذلك ألا عاصم له من عدوه، حتى إذا أدركه اليأس لاذ بأى ناحية استقرت بها قدماه، منتظرًا مصيره الذى يعلمه.

    وحال النصارى فى هذا كحال الملاحدة، فإن جمهور علماء النصارى العرب يقولون أيضاً بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، ودعك من سخافات صبيانهم التى تراها على الإنترنت الآن، فهم لا يعرفون دينهم أصلاً – ورب الكعبة - فضلاً عن معرفة غيره. فتلك فئران خرجت من جحورها بجرأة الجاهل الغبى، ولا تدرى أن من القطط من يجول أيضًا على الإنترنت بفضل الله وحده.

    وفى القديم كان كثير من نصارى العرب يذهبون إلى أبعد من ذلك، فقالوا بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم لكن رقعوا ذلك بأن خصوها بالعرب فقط ، وهو أقبح من الأول وأسهل تفنيدًا.

    ولم ينخرم إجماع جمهورهم فى الحديث على صدق النبى عليه الصلاة والسلام، لكن رقعوا ذلك بأنه ما دعا إلى الإسلام الذى عليه المسلمون اليوم، وما قصد نسخ النصرانية ولا غيرها، بل كان يدعوهم أصلاً إلى النصرانية التى هى الإسلام نفسه ( يا مثبت العقل والدين ! ) لكن المسلمين لم يفهموا حقيقة دعوة نبيهم، أو انحرفوا عنها عمدًا، أو أى شىء يحلو لعقلك اختراعه !

    وتسابقت ألسنة القساوسة فى لعق أحذية المسلمين، راجين خاشعين ملتمسين ألا يُسلطوا عليهم سوط التكفير القرآنى، بحجة أن القرآن لم يكفرهم، فادعت كل طائفة أن القرآن لم يكفرها واضطروا – مرغمين – إلى جبر ذلك بأن القرآن ما كفر إلا الطوائف الأخرى المبتدعة المهرطقة ( إخص عليهم إخص ! ) .

    أبعد هذه العزة من عزة !

    أبعد هذا الفخر من فخر !

    بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق !
    هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب

  4. #4

    افتراضي

    ومن أحسن مَن كتبوا فى إبطال تهمتى الكذب والمرض النفسى فى الحديث : الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله، فى كتابه (مصدر القرآن)، والعصمة لرسل الله وحدهم.
    كتاب (مصدر القرآن) للأستاذ الدكتور إبراهيم عوض
    http://www.tafsir.org/vb/showthread....&mode=threaded

  5. افتراضي

    جزاك الله خيرا يا ناصر الشريعة

  6. #6

    افتراضي

    اليك الشكر الجزيل على الموضوع الرائع

  7. افتراضي

    بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع الجميل
    مشكووووووووووووووووووووووووور

  8. افتراضي

    والله اشوف ان الكلام نظري عاطفي نسبي لا تقوم به حجة ابدا ..
    والله تعالى اعلم واحكم .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    مصر - القاهرة
    المشاركات
    476
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد القديري مشاهدة المشاركة
    والله تعالى اعلم واحكم .
    أما زلت لا أدرى ؟
    {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد القديري مشاهدة المشاركة
    والله اشوف ان الكلام نظري عاطفي نسبي لا تقوم به حجة ابدا ..
    والله تعالى اعلم واحكم .
    أنا أحترم ما "تشوفه" لكن . . .
    ألا ينبغي أن يكون تناول الموضوع بموضوعية أفضل ؟

    هب أن رجلاً صادقًا أمينًا معروفًا بالصدق بين أقرانه حتى أنهم أجمعوا على أنهم لم يجربوا عليه كذبًا قطٌ - كما في صحيح مسلم - ، هب أن هذا الرجل قال إنه رسول من عند الله ، هل تكذبه ؟

    وإن كذبته فما دليلك على كونه كاذبًا ، وهو المعروف بالصدق وعدم الكذب ولم تصدر عنه كذبة واحدة طوال حياته ؟

    تخيل هذا الموقف ، وقل لي ما ترى يا أستاذ يزيد .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  11. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    **ومنهم من يؤمن به ومنهم من لايؤمن به وربك أعلم بالمفسدين**
    **قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى** {طه : 135}
    "إن ناسـا في هذا العالم تركوا سذاجـة الحـس لوحــدهـا تتكلم فأخرجت عالما من الجنون يسمـــى:
    [الإلحـــــاد]"

  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متعلم مشاهدة المشاركة
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين


    وضح ابن تيمية رحمه الله سبب هذا الاختصار النسبى، وذلك فى كتابه (النبوات)، وكتاب النبوات من أهم المواضع التى أصّل فيها ابن تيمية الكلام على دلائل نبوة الأنبياء.

    قال رحمه الله: (( والمقصود هنا الكلام على النبوة، فإن المتكلمين المبتدعين تكلموا في النبوات بكلام كثير لبسوا فيه الحق بالباطل، كما فعلوا مثل ذلك في غير النبوات كالإلهيات وكالمعاد. وعند التحقيق لم يعرفوا النبوة، ولم يثبتوا ما يدل عليها. فليس عندهم لا هدى ولا بينات. والله سبحانه أنزل في كتبه البينات والهدى، فمن تصور الشيء على وجهه فقد اهتدى إليه، ومن عرف دليل ثبوته فقد عرف البينات، فالتصور الصحيح اهتداء، والدليل الذي يبين التصديق بذلك التصور بينات. والله أنزل الكتاب هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. والقرآن أثبت الصفات على وجه التفصيل، ونفي عنها التمثيل. وهي طريقة الرسل : جاءوا بإثبات مفصل ونفي مجمل. وأعداؤهم جاءوا بنفي مفصل وإثبات مجمل. فلو لم يكن الحق فيما بينه الرسول للناس وأظهر لهم، بل كان الحق في نقيضه، للزم أن يكون عدم الرسول خيرًا من وجوده؛ إذ كان وجوده لم يُفدهم - عند هؤلاء - علما ولا هدى، بل ذكر أقوالاً تدل على الباطل، وطلب منهم أن يتعلموا الهدى بعقولهم ونظرهم ثم ينظروا فيما جاء به، فإما أن يتأولوه ويحرفوا الكلم عن مواضعه، وإما أن يعوضوه.
    فذكرنا هذا ونحوه مما يبين أن الهدى مأخوذ عن الرسول، وأنه قد بين للأمة ما يجب اعتقاده من أصول الدين في الصفات وغيرها، فكان الجواب خطابًا مع مَن يقر بنبوته ويشهد له بأنه رسول الله، فلم يُذكر فيه دلائل النبوة، وذُكر أن الشبهات العقلية التي تعارض خبر الرسول باطلة، وذُكر في ذلك ما هو موجود في هذا الجواب.
    ثم بعد ذلك حدثت أمور أوجبت أن يُبسط الكلام في هذا الباب، ويُتكلم على حجج النفاة ويبين بطلانها، ويُتكلم على ما أثبتوه من أنه يجب تقديم ما يزعمون أنه معقول على ما عُلم بخبر الرسول، وبسط في ذلك من الكلام والقواعد ما ليس هذا موضعه.
    وتُكلم مع الفلاسفة والملاحدة الذين يقولون إن الرسل خاطبوا خطابًا قصدوا به التخييل إلى العامة ما ينفعهم، لا أنهم قصدوا الاخبار بالحقائق. وهؤلاء لم يكن وقت الجواب قصد مخاطبتهم إذ كان هؤلاء في الحقيقة مكذبين الرسل يقولون أنهم كذبوا لما رأوه مصلحة، بل كان الخطاب مع مَن يقر بأن الرسول لا يقول إلا الحق باطنًا وظاهرًا.
    ثم بعد هذا طُلب الكلام على تقرير أصول الدين بأدلتها العقلية، وإن كانت مستفادة من تعليم الرسول، وذُكر فيها ما ذُكر من دلائل النبوة، في مصنف يتضمن شرح عقيدة صنفها شيخ النظار بمصر شمس الدين الأصبهاني، فطُلب مني شرحها فشرحتها، وذكرت فيها من الدلائل العقلية ما يُعلم به أصول الدين.
    وبعدها جاء كتاب من النصارى يتضمن الاحتجاج لدينهم بالعقل والسمع، واحتجوا بما ذكروه من القرآن، فأوجب ذلك أن يُرد عليهم، ويبيَّن فساد ما احتجوا به من الأدلة السمعية من القرآن، ومن كلام الأنبياء المتقدمين، وما احتجوا به من العقل، وأنهم مخالفون للأنبياء وللعقل : خالفوا المسيح ومَن قبله وحرفوا كلامهم، كما خالفوا العقل، وبُيِّن ما يحتجون به من نصوص الأنبياء، وأنها هي وغيرها من نصوص الأنبياء التي عندهم حجة عليهم لا لهم، وبُيِّن الجواب الصحيح لمن حرف دين المسيح. وهم لم يطالِبوا ببيان دلائل نبوة نبينا، لكن اقتضت المصلحة أن يُذكر من هذا ما يناسبه، ويُبسط الكلام في ذلك بسطًا أكثر من غيره.
    وقلوب كثير من الناس يجول فيها أمر النبوات وما جاءت به الرسل ... )) ثم شرع رحمه الله فى تأصيل دلائل النبوة .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أما بالنسبة لصدق نبينا عليه الصلاة فأقول :

    الطريف فى الأمر أن جمهور الملاحدة – قديمًا وحديثًا - مُقرُّون بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان صادقاً مع نفسه فيما يخبر به .

    ولذلك احتاجوا إلى ترقيع هذا الخرق، فقالوا بأنه عليه الصلاة والسلام كان يتوهم ما يراه، ومن هنا جاءت شبهة الصرع والمرض النفسى كذب المتهوكون. وبذلك جمعوا – فى وهمهم – بين القول بصدقه وبين بطلان نبوته زعموا.

    وهذا القول الذى اضطُروا إليه أقبح من الأول ، وكل مَن طالع طرفًا صالحًا من سيرته عليه الصلاة والسلام استبعد تلك التهمة واستسخفها. وكثير من الملاحدة وغيرهم بعد الإقرار بصدق النبى عليه الصلاة والسلام علم بطلان تهمة الصرع وأشباهها، فمنهم مَن عاد إلى القول بكذبه – وهذا يفسر لك ما تراه من تناقضهم فيما كتبوا – ومنهم مَن وقف حيران – كحيرة "الوحيد" الوليد - لا يدرى كيف يبطل نبوته عليه الصلاة.

    ومن أحسن مَن كتبوا فى إبطال تهمتى الكذب والمرض النفسى فى الحديث : الدكتور إبراهيم عوض حفظه الله، فى كتابه (مصدر القرآن)، والعصمة لرسل الله وحدهم.

    ويجب أن يُلتفت فى هذا المقام إلى تأصيل تهم الملاحدة وغيرهم، وذلك أن أهل الباطل لا يهدفون إلى تقديم تصور متكامل ورؤية شاملة لأى شىء، بل كل هدفهم هدم الحق ، أستغفر الله ، بل التنقص منه فقط . فإذا خالف أهلُ الباطل مقولة من مقولات الحق، اكتشف أكثرهم أن هذه المقولة المخالفة متقلقلة ولها لوازم قبيحة، فيضطرون إلى ترقيع هذا الخرق بمقولة أخرى، لكن سرعان ما يكتشف أكثرهم أن الرقعة جاءت أقبح من الخرق نفسه ، فيضطرون إلى ترقيع آخر ، ثم يكتشف أكثرهم أنه ألعن وأضل سبيلا ... وهكذا دواليك.

    وهذا من عزة الحق !

    فكفى بالباطل خزياً أن الحق بقى ثابتاً وألجأه إلى هذا التخبط والاختباط !

    وهذا كما لو ضرب الصرعةُ الجبار خصمَه على أم دماغه، فترى المضروب يتجلجل من شدة الضربة، ويحاول اتقاء الأخرى، فمرة يلوذ بناحية يتوهم فيها الأمان، حتى إذا وصلها أدرك غباوته وتركها ليلوذ بأخرى، وهكذا ، وهو متيقن فى كل ذلك ألا عاصم له من عدوه، حتى إذا أدركه اليأس لاذ بأى ناحية استقرت بها قدماه، منتظرًا مصيره الذى يعلمه.

    وحال النصارى فى هذا كحال الملاحدة، فإن جمهور علماء النصارى العرب يقولون أيضاً بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، ودعك من سخافات صبيانهم التى تراها على الإنترنت الآن، فهم لا يعرفون دينهم أصلاً – ورب الكعبة - فضلاً عن معرفة غيره. فتلك فئران خرجت من جحورها بجرأة الجاهل الغبى، ولا تدرى أن من القطط من يجول أيضًا على الإنترنت بفضل الله وحده.

    وفى القديم كان كثير من نصارى العرب يذهبون إلى أبعد من ذلك، فقالوا بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم لكن رقعوا ذلك بأن خصوها بالعرب فقط ، وهو أقبح من الأول وأسهل تفنيدًا.

    ولم ينخرم إجماع جمهورهم فى الحديث على صدق النبى عليه الصلاة والسلام، لكن رقعوا ذلك بأنه ما دعا إلى الإسلام الذى عليه المسلمون اليوم، وما قصد نسخ النصرانية ولا غيرها، بل كان يدعوهم أصلاً إلى النصرانية التى هى الإسلام نفسه ( يا مثبت العقل والدين ! ) لكن المسلمين لم يفهموا حقيقة دعوة نبيهم، أو انحرفوا عنها عمدًا، أو أى شىء يحلو لعقلك اختراعه !

    وتسابقت ألسنة القساوسة فى لعق أحذية المسلمين، راجين خاشعين ملتمسين ألا يُسلطوا عليهم سوط التكفير القرآنى، بحجة أن القرآن لم يكفرهم، فادعت كل طائفة أن القرآن لم يكفرها واضطروا – مرغمين – إلى جبر ذلك بأن القرآن ما كفر إلا الطوائف الأخرى المبتدعة المهرطقة ( إخص عليهم إخص ! ) .

    أبعد هذه العزة من عزة !

    أبعد هذا الفخر من فخر !

    بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق !
    جزاك الله خيرا.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم عقلاً ونقلاً
    بواسطة انا المسلم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-19-2010, 01:36 AM
  2. أدعياء النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
    بواسطة مجدي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 10-27-2008, 01:37 PM
  3. دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل
    بواسطة انسانه في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 01-24-2008, 09:34 PM
  4. من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم
    بواسطة muslimah في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 03-18-2006, 10:37 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء