الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على سيد المرسلين
ما أعجب الأحبة فى قول الدكتور إبراهيم عوض هو ما قرره علماؤنا منذ البدء. وأشهر ما يُذكر فى هذا الصدد المناظرة السريعة المفحمة بين ابن الراوندى الملحد وبين إمام اللغة فى عصره ابن الأعرابى (ت 231 هـ)، عندما أفحمه الإمام بقوله: هب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ما كان نبيًا ، أما كان عربيًا ؟!
وأورد أولاً ترجمة سريعة لابن الأعرابى رحمه الله، وأثنى بنقل الواقعة مع فائدة من تفسير أضواء البيان .
http://www.islamweb.net/ver2/Library....php?ids=12585
ابن الأعرابي ابن الأعرابي إمام اللغة أبو عبد الله ، محمد بن زياد بن الأعرابي الهاشمي مولاهم الأحول النسابة .
يروي عن : أبي معاوية الضرير ، والقاسم بن معن ، وأبي الحسن الكسائي .
وعنه : إبراهيم الحربي ، وعثمان الدارمي ، وثعلب ، وأبو شعيب الحراني ، وشمر بن حمدويه ، وآخرون .
ولد بالكوفة سنة خمسين ومائة .
ولم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه ، وكان يزعم أن أبا عبيدة والأصمعي لا يعرفان شيئا .
قال مرة في لفظة رواها الأصمعي : سمعتها من ألف أعرابي بخلاف هذا .
قال ثعلب : لزمت ابن الأعرابي تسع عشرة سنة ، وكان يحضر مجلسه زهاء مائة إنسان ، وما رأيت بيده كتابا قط انتهى إليه علم اللغة ، والحفظ .
قال الأزهري : ابن الأعرابي صالح زاهد ورع صدوق ، حفظ ما لم يحفظه غيره ، وسمع من بني أسد ، وبني عقيل فاستكثر ، وصحب الكسائي في النحو .
وأبوه عبد سندي .
قلت : له مصنفات كثيرة أدبية ، وتاريخ القبائل ، وكان صاحب سنة واتباع . مات بسامراء في سنة إحدى وثلاثين ومائتين .
قيل : كان ربيب المفضل بن محمد الضبي صاحب "المفضليات" ، فأخذ عنه .
وكان يقول : جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء . يقال : مات في ثالث عشر شعبان .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.al-eman.com/IslamLib/view...BID=403&CID=97
وفي هذه الآية الكريمة سؤال معروف، هو أن يقال: كيف أوقع الإذاقة على اللباس في قوله {فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}. وروي أن ابن الراوندي الزنديق قال لابن الأعرابي إمامِ اللغة الأدب: هل يُذاق اللباس؟? يريد الطعن في قوله تعالى: {فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ}. فقال له ابن الأعرابي: لا بأس أيها النسناس? هب أن محمدًا صلى الله عليه وسلم ما كان نبيًا! أما كان عربيًا؟
قال مقيده عفا الله عنه: والجواب عن هذا السؤال ظاهر، وهو أنه أطلق اسم اللباس على ما أصابهم من الجوع والخوف. لأن آثار الجوع والخوف تظهر على أبدانهم، وتحيط بها كالباس. ومن حيث وجدانهم ذلك اللباس المعبرَّ به عن آثار الجوع والخوف، أوقع عليه الإذاقة، فلا حاجة إلى ما يذكره البيانيون من الاستعارات في هذه الآية الكريمة وقد أوضحنا في رسالتنا التي سميناها (منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز): أنه لا يجوز لأحد أن يقول إن في القرآن مجازًا، وأوضحنا ذلك بأدلته، وبينا أن ما يسميه البيانيون مجازًا أنه أسلوب من أساليب اللغة العربية.
هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب
Bookmarks