اعلم هداك الله أنك لو فتحت أي كتاب تفسير لهذا الحديث ،، لكفاك وشفاك ،، ولكن هو التسرع فأصبح العلم عندكم بدون وزن ،، تردون الحديث الصحيح لمجرد شبهة صغيرة لا تستحق .. العلماء تكلموا في هذا الحديث سلفا وخلفا ...
وأرى أن الحديث الأول يشرح من ثلاث أوجه :
أولا : لعله كان منافقا ومستحقا للقتل بطريق آخر وجعل هذا محركا لقتله بنفاقه وغيره لا بالزنى وكف عنه علي رضي الله عنه عنه اعتمادا على أن القتل بالزنى وقد عُلم انتفاء الزنى .
ثانيا : قد يكون المذكور من أهل العهد ، وفي عهده أن لا يدخل على مارية ،ودخل عليها ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لنقض عهده .
ثالثا: قال محمد بن حزم في ( الايصال الى فهم كتاب الخصال ) ، فانه قال : من ظن أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتله حقيقة بغير بينة ولا اقرار فقد جهل ، وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه برئ مما نسب إليه ورمي به ، وان الذي ينسب إليه كذب ، فأراد صلى الله عليه وسلم اظهار الناس على براءته يوقفهم على ذلك مشاهدة ، فبعث عليا ومن معه فشاهدوه مجبوبا - أي مقطوع الذكر - فلم يمكنه قتله لبراءته مما نسب إليه ، وجعل هذا نظير قصة سليمان في حكمه بين المرأتين المختلفتين في الولد ، فطلب السكين ليشقه نصفين الهاما ، ولظهور الحق.
و هل الشيطان هو الذي علم ابو هريرة فضل أية الكرسي؟
سهل وبسيط ذاك أصبح تشريعا ليس لأنها وصية الشيطان بل لأن النبي أقر ذلك، وإلا فالشيطان لا سمع له ولا طاعة، فلم يصبح تشريعاً بكلام الشيطان بل صار تشريعاً لما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( صدقك ).
ولحِكم خفيت عليك رددت الحديث الصحيح ،، ويجب أن تعلم بأن العقل لا يقرر شيئا في مسألة رد الحديث ،، فلو كان العقل يتحكم لضاع الدين بين العقول ،، ما رفضه عقلي يقبله عقلك وما قبله عقلي يرفضه الآخر .... ويمكن أن نستفيد عدة فوائد من القصة
أولا: أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن. ثانياً: أن الحكمة قد يعلمها الفاجر ولكنه لا ينتفع بها؛ لأنه لا يعمل بها، وربما تأخذ علماً من رجل فاجر، والعلم هذا نافع؛ ولكن الفاجر لا ينتفع به لفجوره. ثالثاً: أن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به، وهذا كثير حاصل، وكثيرٌ من الناس عندهم معلومات كثيرة لكن لا يعملون بها، لو كانوا يعملون بالمعلومات التي عندهم لتغيرت أحوالهم؛ لكنها معلومات بدون عمل، ومعلومات بدون عمل لا تنفع، ولو كنا نعمل بعشر ما نعلم لتغيرت أحوالنا كثيراً. رابعاً: أن الشيطان قد يَصْدُق أو يُصَدِّق ببعض ما يصدق به المؤمن، ومع ذلك لا يكون مؤمناً، هذا الشيطان يقول: إن هذه الآيات تحفظك من الشياطين، هو صدق بهذا لكن هذا التصديق لا يعني أنه مؤمن. خامساً: أن الكذاب قد يصدق، فبعض الكذابين يمكن أن يَصدقوا في بعض الأحيان مع أنهم كذابون، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال في الشيطان: (صدقك وهو كذوب). سادساً: أن العادة والغالب على الشيطان الكذب، وأنه نادراً ما يصدق. وهو كذوب).
إذن فالشيطان لا يصدق إلا نادرا ،، ومن هذا النادر حادثة أبي هريرة
التعديل الأخير تم 05-17-2007 الساعة 03:06 AM
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}
وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله. [ الجاحظ ]
Bookmarks