صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 16

الموضوع: ما هو دليل إثبات وجود الحق تعالى عند الاحباء المسلمين؟

  1. #1

    افتراضي ما هو دليل إثبات وجود الحق تعالى عند الاحباء المسلمين؟

    ذا الموضوع كنت قد طرحته قبلا في منتديات اتباع المرسلين الاسلامية المعروف بمنتدى ابن مريم
    وللاسف كلما حاولت الدخول للمنتدى اجده مغلقا بالاضافة الى ان الاعضاء الاحباء هناك لم يريدوا الدخول في المناظرة بحجة ان المنتدى مخصص لللرد على النصارى فقط فقلت بنفسي لماذا لااطرحه هنا و الموضوع هو كالاتي:
    الاخوة المسلمين الاحباء سلاما
    أنا عضو جديد في منتداكم الموقر أرجو أن تقبلوني بينكم ان العبد الفقير الى الله و اتمنى ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
    بداية عندي موضوع ارجو الحوار معكم به و الرجاء عدم التعرض لي او محاولة شخصنة الموضوع . وشكرا لتفهمكم
    نص الموضوع:
    ان الباحثون والمهتمون بقضايا الوجود يعترفون بأن كنه حقيقة الوجود غير قابلة للإدراك، وليس بمقدور أحد بلوغه، فهو عبارة عن غيب مطلق ومجهول لا اسم ولا تعريف حقيقي له، فلا يمكن تقدير خبر عنه، فضلاً عن التطرق إليه عبر المفاهيم والحدود المستخدمة في الدراسات المنطقية، وألئك الذين يعتبرون العقل دليلاً على وجود الحق تعالى يقصدون بذلك قابلة العقل على ترتيب المعلومات الأولية البائنة والمثبتة في النظام العقلي من أجل كشف مجهولات الوجود، ولا شك أن للعقل قابلية كشف المجهول عن طريق الحركة في الفكر استدلالاً ( بشكل تنازلي ) واستقراءً ( بشكل تصاعدي )، فينال حل الكثير من الأمور عن طريق ذلك، إلا أن قدرة العقل لا تخلو من إشكال بسبب مشكلة الواسطة التي تتسبب بها الحواس لتخلق هوة بين عالم المادة وعالم الذهن، ولا أقل من جهة قصور المدركات الحسية لدى الإنسان، وهذا من شأنه أن يوقفنا على حقيقة لا يختلف عليها اثنان، وهو أن ما كان قاصراً في مدركه ( الفقير المحتاج ) أنى له أن يرقى ليدرك ويعرف ما ليس بقاصر ( الغني المطلق )، ففاقد الشيء لا يعطيه،

    من جهة أخرى فإن طريق الاستدلال والبرهنة على وجود الحق تعالى بالنصوص والكتب المقدسة لدى الطوائف والأديان تنحصر دائرته ضمن إطار وأفق حجية تلك النصوص على أصحابها، ولا يمكن بأي حال من الأحوال من خلال الكشف على هيكلية أي نص مقدس من إثبات وإلزام حجيته بمن لا يقر ويعرف به، بلحاظ أن دليل وجود الحق تعالى إذا أعتمد على ما في طيات الكتب وغيره لا يخلو بدوره من إشكال معرفي، فكيف يستدل عليه عز وجل بما هو في وجوده مفتقر إليه تعالى.؟ مع الالتفات إلى ما مصطلحي ( واجب الوجود القائم بذاته، وممكن الوجود المفتقر إلى غيره في تقوم ذاته).

    يبقى ختام الموضوع على شاكلة سؤال نوجهه للإخوة المسلمين، ما هو الطريق الذي يعتمده الاسلام في إثبات وجود الحق تعالى.
    شكرا لكم

  2. افتراضي

    مرحبا بالزميل،،
    أولا: تأكد بأن الإخوة لن يسيئوا لك طالما تحريت الأدب في الحوار. للأسف أكثر المحاورين المخالفين يظنون أن سب المعتقدات هو حرية شخصية. ولكن من أسلوبك أعتقد أنك تفرق بين هذا وذاك.

    ثانيا: الموضوع هذا قد أثير أكثر من مرة، ولا أعلم لماذا لا يقوم الساءل بتتبع المواضيع فإما أن يجد ضالته أو يحدد سؤاله بشكل أضيق.

    عموما

    يجب أن تعرف حقيقة مهمة أن الخالق (حسب الإسلام) أعظم من كل شئ؛ حتى من البرهان نفسه. لماذا؟

    لأن كل ما يقع تحت البرهان فهو دونه!

    لهذا الإستدلال في الإسلام يكون بالنفي لغير الله (لا إله إلا الله)

    وهذه حكمة عظيمة؛ فهي البرهان بالنفي (تحقيرا) لغير الله،
    وعدم التطاول على الله (جل وعلا) حتى ببرهان الإثبات.

    من الناحية المنطقية البرهان سليم فنفي النفي إثبات.
    (لهذا فمنطوق الشهادة في حد ذاتها - بالنسبة لي شخصيا - يدل على عظمة هذا الدين)

    كيف يكون برهان الإثبات عن طريق النفي (بشكل عام)

    أولا إثبات أن الكون لا يقوم إلا بالله (مثلا بإسمه القيوم)
    ثانيا نفي الشريك أي الإقرار بوجود إله واحد
    ثالثا المفاضلة بين الصفات التي تقدمها الأديان للخالق (الأسماء الحسنى). وإستعباد الغير لائق والناقص.

    وهنا ينتهي التدبير ويبدأ التسليم (الإسلام)

    طبعا هناك أمور عديدة وطرق مختلفة.

    هذا الأمر بإختصار.

    ومرحبا بك مرة أخرى.

  3. افتراضي

    السلام عليكم..

    اعتقد ستجد ضالتك هنا.

    http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2533

    واعتقد والله اعلم انك تعرف البرهان المنطقى الذى اورده بن سينا من خلال مشاركتك والصوره الرمزيه

    تحياتى

  4. افتراضي

    كلنا نعرف ان الكون موجود بعله اولى - قد يسميها البعض الصدفه و البعض بالقوه العاقله و و و ...و العله الاولى في الاسلام للوجود هو الله - عرفنا الله بصدق من اخبرنا عنه و صدق رسالته -و كيفية تكلم الله عن نفسه و عن تملكه هذا الكون


    ip address + نظام التشغيل لديك

  5. افتراضي

    علم الكلام
    و اذا كنت تعرف الفيلسوف المسيحي Dr. William Lane Craig الذي هو يعتبر الان -على الاقل من وجهة نظري- افضل عالم لاهوت دفاعي (Apologetics) في العالم, قام هذا الفيلسوف بنقل البرهان الكوني الكلامي Kalam Cosmological Argument الى ساحات الفلسفة الغربية.
    هذا البرهان طوره المسلمون كالامام الغزالي و الامام فخر الدين الرازي و غيرهم, و وليام لاين كريج له مناظرات عدة مع اهم فلاسفة العالم الملحدين, و لم يهزم تقريبا في اى مناظرة منها لاعتماده على هذا البرهان.

    و يمكنك ان تقرأ هذا الكتاب (من 4 مجلدات) لشيخ الاسلام مصطفى صبري اذا كنت مهتما:
    موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=9014

    و طبعا هناك دليل التصميم و الغاية و غيرها, و الاهم الادلة التي لا تحصى على صدق الرسول و اذا ثبتت نبوة محمد يثبت بالضرورة وجود الحق تبارك و تعالى



    بالمناسبة اعتقد ان حضرتك مسيحي كما ذكرت في منتدى ابن مريم .. هل هذا صحيح؟
    The history of organic life is undemonstrable; we cannot prove a whole lot in evolutionary biology, and our findings will always be hypothesis.

    Jeffrey H. Schwartz, Professor of Biological Anthropology, University of Pittsburgh, February 9, 2007

    we must concede that there are presently no detailed Darwinian accounts of the evolution of any biochemical system, only a variety of wishful speculations.
    Prof. Franklin Harold, "The Way of the Cell", Oxford University Press, 2001

  6. افتراضي

    أسرع رد فى العالم على هذا السؤال :
    س : ما هو دليل إثبات وجود الله؟
    ج : انك تتحدث عنه. (فهل يُتحدث عن معدوم) !؟

    انتهت الإجابة :
    =======
    سؤال : هل لو نزل لك الله من سمائه ورأيته وقال لك أنا الله ، أنا خالق السماء والأرض ، فهل سيكون هذا دليل كافٍ لك بالنسبة لك؟
    ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
    أنصار | أذكار | الموقع | نجاح | متقين | السنة | جامع | معرفة | اعرف | معلومة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله دائما وابدا .. واستغرب كيف يطلب انسان له عقل مفكر وادراك لما فيه ولما حوله من ملايين الدلائل العقلية والفكرية والحسية على وجود الله الخالق والمبدع والقابض على الكون وما فيه والماسك للسموات والارض والذي اوجد الاوكسجين للتنفس , في عملية شهيق وزفير , وقد يأخذالانسان شهيقا ولا يدري هل سيتمكن من عمل الزفير و وياكل من فتحة الفم ويخرج من فتحة الشرج ثم يقول :
    ما هو الطريق الذي يعتمده الاسلام في إثبات وجود الحق تعالى
    بل طرق ,, وطرق كثيرة جدا ..
    منها ما ذكره الاخوة الافاضل ,,
    ومنها ما يصل اليه العقل الفكر بالطريقة الفكرية السليمة والصحيحة ..
    ومنها ما يجده في داخله بشكل محبوب ومغوب ولا يمكن لشخص ان يقاومه وهو الفطرة والنوازع والنزعات الداخلية النفسية والروحانية ..
    ومنها هذا النظام الكوني والحياتي للكون والحياة والتي لا يستطيع الكون ولا الحياة الانفلات منها ..
    فتجد ان درجة غليان الماء هي 100 درجة مئوية , وهذه خاصية لا تستطيع الماء ومثلها باقي المواد التحرر منها او تغييرها .. لانها مقيدة بها
    فخصائص المواد والاشياء وقوانين الكون والحياة والانسان هي من دلائل وجود الله سبحانه وتعالى ..
    والادلة العقلية والفلسفية والعلمية على وجوده لا تحصى ولا تعد ..
    المطلوب فقط هو القليل من البحث والتفكير والادراك , والتجاوب مع هذه المدركات بكل انواعها
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  8. افتراضي

    معلوم ان كل صانع صنع شيئ صنعه لهدف معين وكل مخترع اخترع شيئ لهدف معين يريد تحقيقه ويشهر عنه ، فكيف بخالق هذا الكون ومبدعه الا يشهر عن نفسه ويبين هدفه من الخليقة فلم يخلقها عبثا ولعبا ،و الكتب السماوية عبر التاريخ تشهد بذلك

    وكل هذا الكون وما فيه من ابداع وقوانين تنظمه لا خلل فيها ولا تغير فسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار ذات امواج تشهد بانه الواحد ، لماذا هذا الكون وما فيه مسخر لكائن واحد هو الانسان ؟
    لان هناك خالق سخر الكون له لاداء وظيفة معينة

    وفى النهاية نؤمن باله خالق مبدع لا تدركه ابصارنا ولا تقع عليه حواسنا ولانعرف كيفيته لا يخدع لقوانين الكون فهو من خلقها ولا يستطيع العقل القاصر الاحاطة به ، بين فى كتبه بعض صفاته ما يمكننا ان نفقهه منها وتصل اليه عقولنا ،ليس كمثله شيئ وهو السميع العليم
    التعديل الأخير تم 05-20-2007 الساعة 11:35 PM

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هو يقول عن نفسه انه علماني ... ويسال :
    ما هو الطريق الذي يعتمده الاسلام في إثبات وجود الحق تعالى. شكرا لكم
    وقد اجيب على سؤالك .. ويحق لي بالمقابل ان اسالك :
    ما هو الطريق الذي تعتمده العلمانية الخرقاء الهوجاء لإثبات عدم ضرورة وجود الحق تعالى ووجود تعاليمه وتشريعاته , وان يكون العقل البشري والهوى والشهوات والانقياد للّذات اوالمتع لزائلة والمصلحة الذاتية والمنفعة الانانية هي اله العلمانية والعلمانيين . شكرا لك سواء اتيتني باثبات ام لم تاتني به .. لانني اعلم انه من الصعب اثبات غير المعقول وغير الطبيعي .. لكن هات ما عندك لنرى ما الذي دفعك الى اخذ هذه العلمانية رغم مآسيها التي هي من كل لون وشكل ونوع, وتركت التشريع الالهي الذي هو من وضع الله سبحانه وتعالى الذي أحاط بكل شيء علماً، وهو أعلم بمن خلق واعلم بما ينفعهم ويضرهم وما يصلح لهم افرادا وجماعات ومجتمعا ودولة وبشر ؟!!!!! وهو القائل سبحانه وتعالى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" .. نعم , يعلم ... ونحن من الشاهدين والمؤمنين والمقتنعين بذلك . فماذا عنك انت ؟؟
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين ....سؤال سهل واجابة بسيطة
    أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2959
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    واستغرب كيف يطلب انسان له عقل مفكر وادراك لما فيه ولما حوله من ملايين الدلائل العقلية والفكرية والحسية على وجود الله
    نعم حفظكم الله تعالى ،، مسألة إثبات وجود الله عز وجل اُجتيزت ،، لو تأمل أحدهم إلى شجرة فقط بعين عقل وبصيرة لاهتدى إلى وجوده عز وجل.
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    للأخين د.هشام عزمى ومتعلم ردين قيمين على نفس سؤال الزميل zous19 الذى قام بعرضه فى منتدى الجامع على هذا الرابط ، اضعهما لكم للفائدة :

    رد الأخ د. هشام عزمى

    أدلة وجود الله عند المسلمين تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
    1- دليل الفطرة : وهو أن الإنسان بفطرته يدرك وجود خالق له ولهذا الكون ، وهو أقوى دليل ، وعليه أكثر الناس إلا من فسدت فطرته وتلوثت بصيرته بالشكوك والشبهات .
    2- دليل البرهان العقلي : ومنه براهين عديدة كبرهان الامكان والحدوث وغيرهما .
    3- دليل الوحي : وهو إخبار الله تعالى الناس عن نفسه ، وهو من أقوى الأدلة كذلك ، وفائدته تتجاوز إثبات وجود الله إلى إثبات صفاته وما يجوز في حقه وما لا يجوز وكيفية عبادته وطاعته والتقرب إليه .

    عمومًا ، إن أردت دليلاً أتيتك بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
    (( إن سأل سائل : ما الدليل على أن للخلق صانعا صنعه ومدبرا دبره ؟
    قيل : الدليل على ذلك : أن الانسان ، الذي هو في غاية الكمال والتمام ، كان نطفة ثم علقة ثم مضغه ثم لحما ودما ، وقد علمنا انه لم ينقل نفسه من حال إلى حال ؛ لأنا نراه في حال كمال قوته وتمام عقله لا يقدر أن يحدث لنفسه سمعا ولا بصرا ولا أن يخلق لنفسه جارحة .
    فدل ذلك على أنه قبل تكامله واجتماع قوته وعقله كان عن ذلك أعجز لأن ما عجز عنه في حال الكمال فهو في حال النقصان عنه أعجز ورأيناه طفلا ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا ، وقد علمنا انه لم ينقل نفسه من حال الشباب إلى حال الكبر والهرم ؛ لأن الانسان لو جهد أن يزيل عن نفسه الكبر والهرم ويردها إلى حال الشباب لم يمكنه ذلك .
    فدل ما وصفناه على أنه ليس هو الذي نقل نفسه في هذه الاحوال وأن له ناقلا نقله من حال إلى حال ودبره على ما هو عليه لأنه لا يجوز انتقاله من حال إلى حال بغير ناقل ولا مدبر .
    ومما يبين ذلك أيضا أن القطن لا يجوز أن يتحول غزلا مفتولا ولا ثوبا منسوجا بغير صانع ولا ناسج ومن اتخذ قطنا فانتظر أن يصير غزلا مفتولا ثم ثوبا منسوجا بغير صانع ولا ناسج كان عن المعقول خارجا وفي الجهل والجا .
    وكذلك من قصد إلى برية لم يجد فيها قصرا مبنيا فانتظر أن يتحول الطين إلى حال الاجر وينتضد بعضه إلى بعض بغير صانع ولا بان كان جاهلا .
    فإذا كان تحول النطفة علقة ثم مضغة لم لحما ثم عظما ودما أعظم في الاعجوبة كان أولى أن يدل على صانع صنعها أغنى النطفة ونقلها من حال إلى حال .
    وقد قال الله تعالى { أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون } (سورة الواقعة 58-59) ، فما استطاعوا بحجة أن يقولوا انهم يخلقون ما يمنون مع تمنيهم الولد فلا يكون ومع كراهتهم له فيكون وقال تنبيها لخلقه على وحدانيته { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } (سورة الذاريات 21) ، فبين لهم عجزهم وفقرهم إلى صانع صنعهم ومدبر دبرهم )) ابن تيمية ، درء تعارض العقل و النقل ج8 ص27 .
    التعديل الأخير تم 05-22-2007 الساعة 11:22 AM
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    رد الأخ متعلم

    أولاً:
    اعلم أن إثبات وجود الحق سبحانه عندنا – أهل السنة – لا يتوقف على (الاستدلال النظري) أو (النظر العقلي). وذلك أن وجود الله عندنا، بل وتوحيده أيضًا، بل وبعض صفاته أيضًا، كل ذلك عندنا (حقيقة فطرية) جبل اللهُ الخلقَ كلَّهم عليها مسلمين وغير مسلمين. فوجود الله – وهو مسألتك الخاصة - حقيقة فطر الله الناس عليها، أي أنها حقيقة معلومة لديهم بالضرورة ما لم تنحرف فطرتهم.

    فما نقدمه من (أدلة) لإثبات وجود الله، إنما هو (كشف وتوضيح وبيان) لوجه الضرورة في الإيمان بوجود الله سبحانه، وللمقدمات الضرورية التي تستند إليها. ولا يمكن الاستدلال النظري لتلك المقدمات الضرورية، لأن الاستدلال النظري عليها يلزم منه: إما (التسلسل) بحيث لا يكون للاستدلال مستند ضروري وهذا ممتنع، وإما (الدور) بحيث تستند المقدمات الضرورية إلى مقدمات نظرية، مع علمنا بأن المقدمات النظرية تستند بدورها إلى مقدمات ضرورية، وهذا أيضًا ممتنع.

    وكذلك من انحرفت فطرته وحصل له الشك في وجود الله سبحانه، إنما تقام عليه الحجة – عندنا – ببيان وكشف وتوضيح وجه الضرورة في المقدمات الدالة على وجوده سبحانه، وهذا في حقيقته ليس إنشاءً لاستدلال نظري، وإنما هو مجرد توضيح وكشف وبيان.

    ثانيًا:
    قررت أنت أن الباحثين في (قضايا الوجود) أجمعوا على أن (حقيقة الوجود) غيب مطلق، وأنه مجهول لا اسم له، ولا يمكن تقدير خبر عنه.

    وهذا ننازعك فيه ولا نسلمه، بل نقول بكل ثقة: إنك لا تستطيع إثباته. فنحن نطالبك في هذا المقام – أولاً – بمستند هذا الإجماع الذي ادعيته على أن (حقيقة الوجود) مجهول من كل وجه، ولا اسم له، ولا يمكن تقدير خبر عنه.

    وغرضي من هذه المطالبة هو هدايتك إلى خلق من أخلاق البحث العلمي، علمنا إياها الذكر الحكيم، قال تعالى: {ولا تَقْفُ ما ليس لك به علم}، أي لا تتبع ولا تقرر ما لا تعلم بغير دليل. فإن دعواك في هذا الإجماع المزعوم دعوى بلا دليل، واقتفاء ما ليس لك به علم. فلو اقتصرت في بحثك ومسائلك على تقرير ما تعلم دليله فقط، لانزاحت عنك إشكالات كثيرة، تزحم العقل بلا مستند لها ولا دليل. وهذه آفة تصيب كثيرًا من الباحثين في كل المجالات لا سيما مجال العقائد، فإن الباحث قد يتوهم إجماعات لا وجود لها، فيقرر أصولاً لا وجود لها، ثم يذهب فيفرع عليها فروعًا، ويبني عليها أمورًا، والكل أوهام مبنية على أوهام.

    نعود للموضوع فنقول وبالله التوفيق:

    نحن نعلم – مثلاً – (سمع الله)، لكن نعلمه علم وجود لا علم كيفية، وقل مثل ذلك في أمور كثيرة تختص بالله وصفاته، نعلم الوجود ولا نعلم الكيفية. من هنا تعلم خطأ دعواك بالإجماع على جهل حقيقة الوجود من كل وجه، بل هي معلومة الوجود وإن كانت منتفية الكيفية.

    و(الروح) مثلاً من الغيب المحض الذي لا يعلمه إلا الله، لكننا نعلم وجود حقيقة لها وكيفية، وإن كنا نجهل هذه الكيفية على الحقيقة. وقل مثل ذلك في أمور كثيرة لا تختص بالله وصفاته، كعلم الساعة وأحوال يوم القيامة ... الخ، كل ذلك نعلم وجوده، ونعلم أن له حقيقة وكيفية، لكن قد نجهل الكيفية على وجه الحقيقة، فالزعم بأن حقيقة وجود كل ذلك مجهولة من كل وجه زعم خاطئ لا أساس له.

    وكذلك دعواك بأنه لا اسم لحقيقة الوجود دعوى باطلة، بل قد جاء الوحي بتسمية الأمور التي قدمنا. وكذلك دعواك بأنه لا يمكن تقدير خبر عنها دعوى باطلة، بل قد جاء الوحي بأخبار عنها كثيرة.

    وهذا لا يختص به الإسلام، بل في اليهودية والنصرانية أيضًا، بل وفي غيرها من الملل والنحل، فكل الباحثين المنتمين لهذه الملل والنحل وعلى رأسهم الإسلام واليهودية والنصرانية، يخالفونك في نفيك للعلم بهذه الموجودات من كل وجه، وفي نفي الاسم والأخبار عنها.

    ثالثًا:
    الغيب: هو كل ما لا تدركه الحواس. لكن منه (غيب معقول) أي يمكن الاستدلال عليه بالعقل. ومنه (غيب محض) أي لا يمكن العلم به إلا من إخبار الوحي.

    وأنت أصبت في تقرير لزوم (الإدراك الحسي) كواسطة بين العقل والعالم الخارجي، ولكن إصابتك مرهونة بحصر تقريرك في حدود (الغيب المعقول) فقط، أما إذا أردت تعدية الواسطة إلى (الغيب المحض) فأنت مخطئ بلا شك.

    فإن العلم بـ(الغيب المعقول) ليس مبنيًا على استدلال عقلي محض بحيث يُدرك بحدس عقلي مباشر، وإنما يتم إدراكه بناءً على رابطة التلازم الضرورية بين الحقيقة الغيبية وآثارها المحسوسة، تبعًا لمبدأ السببية الذي يقتضي أن هذه الآثار المحسوسة لا بد أن يكون لها سبب متحقق الوجود في الخارج، وإن لم ندرك كيفيته.

    وأما (الغيب المحض) فلا يمكن الاستدلال عليه بالعقل، وإنما يتوقف العلم به على على إخبار الوحي.

    والعلم بوجود الخالق سبحانه هو من (الغيب المعقول) ليس من (الغيب المحض)، والإدراك الحسي يستلزم ولا بد الإقرار بوجوده سبحانه.

    رابعًا:
    أنت قررت إشكالاً ينتج من توسط الإدراك الحسي بين العقل والواقع الخارجي (الذي لا نوافقك على تسميتك له بـ"عالم المادة"). ولا إشكال في ذلك على الحقيقة، إذ العلاقة بين الإدراك الحسي والواقع الخارجي علاقة تلازم ضروري. وسنبين في النقطة التالية إن شاء الله بطلان الاعتراض الذي دفعك لتقرير هذا الإشكال.

    لكن نقرر هنا: أن توسط الإدراك الحسي بين العقل والواقع الخارجي ليس مانعًا من إيمان العقل بوجود الله، لأن الإدراك الحسي – بشروطه – ليس وسيلة مضللة كما توهم كثيرون.

    خامسًا:
    لا بد من تبيين أمور عن حقيقة الإدراك الحسي ..

    1 - الإدراك الحسي الذي نقصده مشروط بانتفاء موانع الإحساس. فإذا حرم الإنسان إحدى حواسه لم يمكنه إدراك ما تدل عليه تلك الحاسة مهما علمناه، فالأكمه - مثلاً - الذي ولد أعمى لا يمكنه إدراك المقصود بالألوان، لأن إدراك ذلك متوقف على حاسة الإبصار التي هي قوة فطرية لم يمتلكها مطلقًا. وهكذا الأمر في بقية الحواس. ولهذا كانت المعطيات الحسية داخلة في الأمور التي لا تعريف لها، لأن تعريفها متوقف على مجرد إدراكها.

    وعلى هذا، فإذا وُجد الواقع الخارجي، وانتفت موانع الإحساس به، فلا بد أن ندركه، بحيث يتطابق إحساسنا للأشياء مع واقعها الخارجي. وإذا أدركنا الواقع الخارجي، بحواس كاملة سليمة، فلا بد أن يكون له وجود واقعي مستقل عن إدراكنا، بحيث لا يتوقف وجوده على إدراكنا له.

    2 - إدراك الأشياء، وإن كان مشروطًا بالإحساس، لكنه لا يتوقف عليه وحده، بل لا يكون الإحساس بالشيء معتبرًا إلا إذا صاحبه حكم العقل الذي يتحقق به تصور الشيء وتمييزه.

    فالحواس تنقل المعطيات الحسية للشيء، والعقل يؤلف بين تلك المعطيات الحسية، فيحصل من ذلك تصور وإدراك للشيء المحسوس.

    وبهذا يُعلم أن إدراكنا الحسي للأشياء ليس حسيًا محضًا ولا عقليًا محضًا، وأنه لا وجود لمعرفة حسية مستقلة عن التصور العقلي. و(الحسيون) - مع غلوهم في إنكار خاصية العقل في المعرفة - لا ينكرون ذلك.

    3 – المعرفة العقلية لا تتوقف على ما تدركه الحواس خلافًا للحسيين، إذ الفرق حاصل بين المعرفة العقلية المتعلقة بالمدركات الحسية، والمعرفة العقلية المتعلقة بالاستدلال العقلي الذي يثبت وجود الحقائق الغيبية وإن لم تدركها الحواس. فالإدراك الحسي في حقيقته معرفة عقلية، ولا يمكن تحققه إلا مع وجود موضوعه (الواقع الخارجي المحسوس)، وأما المعارف العقلية المستدلة فإنما تقوم على الضرورة العقلية.

    فلا بد في الإدراك الحسي من إدراك المحسوس، وأما المعرفة العقلية الاستدلالية فإنما تدل على وجود ما تدل عليه دون أن يكون مدركًا بالحواس.

    وأخطأ (الحسيون) حين خلطوا بين الأمرين، فحسبوا أن توقف الإدراك الحسي للواقع على الإحساس يستلزم أن الحواس هي المصدر الوحيد للمعرفة، فنفوا المعرفة العقلية الاستدلالية التي تثبت حقائق غيبية غير مدركة بالحواس.

    سادسًا:
    إذا فهمت ما سبق علمت بخطأ اتهامك للإدراك الحسي بالقصور المطلق، وبيان ذلك ما يلى:

    وظيفة الحواس: نقل المعطيات الحسية من الواقع الخارجي إلى العقل.
    ووظيفة العقل: تصور تلك المعطيات والتأليف بينها.

    وعلى ذلك، فالخطأ لا يمكن أن يعرض للحواس ما بقيت على أصل الفطرة التي فطرها الله عليها، وإنما يكون الخطأ في التصور الذي هو خاصية العقل. لأن الحواس مجرد ناقل، ليست حاكمة حتى يتطرق الصواب والخطأ إلى حكمها. لكن الحواس يعرض لها الخطأ من جهة أنها قد تنحرف عن فطرتها، فلا يكون ما تنقله مطابقًا للواقع، وأما مع تحقق سلامتها وبقائها على أصل الفطرة فلا يمكن أن تخطئ.

    يقول (كانت): ((إن الحواس لا تخطئ، لا لأن حكمها دائمًا صحيح، بل لأنها لا تحكم على الإطلاق)).

    ويقول (ابن تيمية): ((الحاسة لا يميز بها بين الأشياء، بل مجرد السمع الذي يدرك ا لصوت لا يميز بين الصوت وغيره، بل يحس بالصوت، ثم الحكم على الصوت بأنه غير اللون يُعرَف بغير الحاسة، وهو العقل، وبه يُعرف غلط الحس [أي في حال عدم سلامته]، إذ الأحول يرى الواحد اثنين، والممرور يجد الحلو مرًا، لكن العقل به يُميَّز سلامة الحس من فساده، إذ قد استقر عنده ما يدرك بالحس السليم، فإذا رأى من له عقل حسًا يدرك به خلاف ذلك علم فساده، ونظر في سبب فساده)) [بغية المرتاد 267].

    فالحواس قد تخطئ في حال انحرافها، لكن لا يلزم من ذلك الحكم بإمكان خطئها مطلقًا، بل نفرق بين الحالين، لأن الخطأ إنما يعرف لها في حال عدم سلامتها فقط.

    والأمثلة التي يذكرها القادحون في الإدراك الحسي – كديكارت والغزالي – لا تعدو أحد أمرين: فإما أن يكون الخطأ ناشئًا من عدم سلامة الحواس، وإما أن يكون التغير في الواقع الموضوعي للمحسوسات لا في الإدراك الحسي ذاته. فأما الخطأ الناشئ عن عدم سلامة الحواس فلا يقدح في مطابقة الإدراك الحسي للواقع، لأن ذلك مشروط بسلامة الحواس. وأما ما يعرض للواقع الموضوعي المحسوس من تغير، فلا علاقة له بخطأ الحواس، بل هي نقلت الواقع الموضوعي فعلاً كما هو في الخارج، ولا يعيبها تغيره أو تغير طبيعته.

    فالمثال المشهور الذي يضربه القادحون في هذا المقام، وهو رؤية الكوكب البعيد صغيرًا، لا يرجع إلى الخطأ في إدراك الحواس، وإنما يرجع إلى بُعد الكوكب فعلاً. ولهذا لو صورناه صورة فوتوغرافية لكان صغيرًا أيضًا، أي أن الصورة الفوتوغرافية تصدق الإدراك الحسي وتطابقه، مع أن التصوير ناقل للواقع الخارجي مطابق له كما هو. فدل ذلك على أن الخطأ ليس راجعًا إلى الحواس، وأنها لم تنقل الواقع المحسوس على غير حقيقته، وإنما يرجع الخطأ – في هذا وغيره - إلى خطأ التقدير العقلي، أو دخول أسباب خارجية على هذا الواقع الخارجي.

    فهذا بيان بطلان اتهام الإدراك الحسي بالقصور المطلق ..

    وإذا انتفى هذا الاتهام انتفى بالتبعية الطعن في الاستدلال العقلي على وجود الله بوساطة الإدراك الحسي. وهو المطلوب.

    سابعًا:
    قررت أنت أن: ما كان قاصرًا في مدركه لا يرقى لإدراك ما ليس بقاصر.

    إن كنت تقصد أن المحدود لا يستطيع الجزم بوجود المطلق، فهذا باطل، بل يستطيع المحدود أن يجزم بذلك:
    - إذا امتلك مقدمات عقلية ضرورية تستلزم العلم بوجود المطلق. (طريق العقل).
    - وإذا كان مركوزًا في جبلته العلم بوجود هذا المطلق. (طريق الفطرة).
    - وإذا أخبره المطلق نفسه بما لا يحسه. (طريق الوحي).

    أما إن كنت تقصد إدراك الكيفية، فهذا لا يدعيه أهل الإسلام ولا عموم أهل الأديان.

    والعلم بوجود الخالق سبحانه ليس هو إدراك كيفيته، فصحت الطرق الثلاثة في العلم بوجوده سبحانه، ونحن لم ندعِ إدراك الكيفية. فلا إشكال في تبيين وجوده سبحانه بأي طريق من الطرق الثلاثة.

    ثامنًا:
    تقول: ((طريق الاستدلال والبرهنة على وجود الحق تعالى بالنصوص والكتب المقدسة لدى الطوائف والأديان تنحصر دائرته ضمن إطار وأفق حجية تلك النصوص على أصحابها)).

    وهذا أيضًا باطل لا نوافقك عليه.

    فإن أهل السنة يؤمنون بأن القرآن والسنة دلا على وجود الله ووحدانيته وصفاته، لا بطريق التقرير المطلق فقط، بل أيضًا بتبيين الاستدلالات العقلية السليمة. فتقريرات الكتاب والسنة ليس محض تقرير خالٍ عن البرهان والحجة، وإنما هي تقريرات تحوي في ثناياها أكمل البراهين وأقوى الحجج. علم ذلك من علمه، وجهله من جهله. ومثال ذلك قوله تعالى في تقرير وحدانيته: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، وقوله تعالى: {أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} ومثل ذلك كثير، بل القرآن مملوء بهذا وكذلك السنة. والأمر لا يقتصر على إثبات ما يختص بالله، بل يتعدى أيضًا إلى عقائد أخرى كتقرير البعث والجزاء، ويتعدى أيضًا إلى حِكَم كثير من التشريعات والأحكام .. {قل فلله الحجة البالغة}.

    مع التنبيه الواجب في هذا المقام: أن القرآن لم يعوّل كثيرًا على إثبات وجود الله، لأن أكثر الخلق يؤمنون بذلك فعلاً، ولذلك كان أكثر الملاحدة لا ينازعون كثيرًا في مجرد وجود الله، ولكن يصرحون بأن أكبر اعتراضهم على القضاء والقدر وما شابه هذه المسائل. لكن القرآن يتخذ من كون الله خالقًا رازقًا حجة وإلزامًا على المخالفين في وجوب عبادته وحده سبحانه بلا شريك. وحجته الدامغة أن من خلق ورزق فهو وحده المستحق للعبادة والتأله: كمال الحب بكمال الذل.

    فنصوص الكتاب والسنة لا تقتصر حجيتها على المؤمنين بها فقط كما توهمت، بل فيها حجة على العالمين أجمعين.

    ثم إن أهل الأديان بعامة – أقصد علماءهم ونُظَّارهم - لا يقولون بقصر حجية نصوص الوحي على المؤمنين به فقط، بل هي حجة عندهم على كافة الخلق. وذلك لأننا لو تنزلنا وقلنا إن نصوص الوحي اقتصرت على التقرير المحض دون البراهين العقلية، فذلك لا ينفي حجية هذه النصوص بطريق العقل، لأن هذه النصوص لم يؤمن بها المؤمنون إلا بعد ظهور البراهين العقلية على صحة نسبتها إلى الله، فكل أهل دين يزعمون أنهم لم يؤمنوا بإلهية نصوص الوحي إلا بعد إقامة الأدلة على ذلك، وكلهم يزعم أن هذه الأدلة ملزمة لكافة الخلق من أهل الأديان وغيرهم.

    فالحاصل أن تقريرك لامتناع البرهنة على وجوده سبحانه بنصوص الوحي باطل .. فإن كان على سبيل حكاية الواقع من أهل الأديان، فهو باطل من وجه عند جميع الأديان، وباطل من وجهين عند أهل السنة خاصة .. وإن كان على سبيل الاحتجاج على أهل الأديان، فهو باطل أيضًا كما تقدم، والحجة السليمة مع أهل الأديان عليك.

    تقول: ((ولا يمكن بأي حال من الأحوال من خلال الكشف على هيكلية أي نص مقدس من إثبات وإلزام حجيته بمن لا يقر ويعرف به)).
    فنقول: إذا كان هذا لا يمكن، فكيف أمكن حصول الإقرار والاعتراف من المؤمنين أصلاً ؟

    فإن قلت: بوراثة الدين لا بالاقتناع.
    قلنا: هذا يصح في البعض دون الكل. وسحب حكم البعض على الكل خلل وباطل.

    فإن قلت: بل الكل يرث الدين بلا اقتناع.
    قلنا: يكذبك دعوى الكثيرين بأنهم اقتنعوا بدينهم الذي ولدوا عليه، ويكذبك تغيير الكثيرين لدينهم الذي ولدوا عليه لقناعات حصلت لهم بالدين الجديد، ويكذبك إيمان الرسل وأتباعهم إذ كانوا غالبًا مخالفين لدين أقوامهم الذي وُلدوا عليه.

    فثبت بطلان دعوى عدم حجية نصوص الوحي إلا للمؤمنين على كل تقدير. وبقي فحص صحة البراهين والحجج التي يقدمها كل أهل دين على صحة ما لديهم.

    هدانا الله وإياك إلى صراطه المستقيم.
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

  14. افتراضي

    السلام عليكم
    الأخ زوس مسيحي كان قد سجل عندنا في منتدى الفرقان بإسم المهتدي وقد دار بيني وبينه حوار أخره أن إلهه مخلوق ثم لم أره منذ أيام

    http://www.elforkan.com/7ewar/showthread.php?t=5406

    لكن يبدو أنه يواجه بعض الملاحدة ولا يستطيع إلا أن يستعين بالمسلمين

    حيا الله الإخوة جميعا وجزاكم الله خيرا

  15. افتراضي

    هل أنت زوس في منتدى (...) الذي اثنى على الملاحدة هناك بعمل دعوة لترك الدين الإسلامي الحنيف و التيقن بالإلحاد و الكفر بالله و العياذ بالله؟؟؟؟
    الم تثني على ذاك المخبول لوركا الذي لا يعرف لا التاريخ و لا الأديان و لا شيئ يمت للدين بصلة؟؟؟؟

    متابعة إشرافية
    مراقب 1
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {112/1} اللَّهُ الصَّمَدُ {112/2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {112/3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {112/4}

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إثبات أن الدين الحق هو الإسلام...يوتيوب
    بواسطة محبة الاسلام والعلم في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-08-2013, 10:44 PM
  2. حوار حول إثبات وجود الله تعالى مع الملحد سنس ثم تخنين ..
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-21-2010, 08:05 PM
  3. إثبات وجود الله
    بواسطة كمال عزالدين في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 05-24-2006, 06:04 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء