وبما ان معرفك يقول انك مسلم
اقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.
وسبب النهي واضح. فيحسب المتعجّل أن هناك سؤالاً حقيقياً هو: (من خلق الله؟)
ولكن السؤال بصورته الحقّة سيكون كالتالي: من خلق (الذي لا يُعرف ولا يُدرك ماهو) ؟
فالسؤال خاوٍ لا معنى له،لأن الله (لا يُدرك ماهو).
فالحذر الحذر من الخوض في وصف ماهو الله :
وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} الأنبياء
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {74} النحل
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {11} الشورى.
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ {103} الأنعام
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4} الإخلاص
الله هو ذلك (الحقّ المبين) الواحد الأحد الذي خلق كل شيء
فلا نقاش في هذه المسالة , لا عقلي ولا فلسفي , لان هذه مجادلة لا تنفع .
وقد قال صلى الله عليه وسلم (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله)
لانه - كما قال جل جلاله - :
قال جل جلاله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} سورة البقرة الآية 255.
وقال تعالى:{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} سورة طـه الآية110.
فالتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى؛ باب من أبواب الشيطان ..
فحين يحاول الشيطان إغراء الإنسان بالوقوع في معصية أو في شيء يخالف قناعاته، فإنه يصطدم بعقيدة ذلك الإنسان ووعيه الذاتي، كما يصطدم برؤاه حول ركائز الممانعة لديه، مما يجعل بالتالي نجاحه أمرًا صعبًا؛ ومن هنا فإن الشيطان يمارس نوعًا من الاستدراج في الوسوسة أو نوعًا من التحايل على الوعي , عبر تمرير الفكرة بالتقسيط.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان يأتي أحدكم، فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله. فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله. فيقول: من خلق الله؟. فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهب عنه»( أخرجه أحمد وغيره.).
إن من الصعب على الشيطان أن يفاجئ المؤمن الراسخ الإيمان بسؤال من نوع: (من خلق الله؟) ولهذا فإنه يحاول أولاً زج من يوسوس له في سياق عام قائم على التساؤل وعدم اليقين.
وعليك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( … احرص على ما ينفعك ... )
ومن ابتلي بشيء من ذلك أن يقطع عن نفسه هذا التفكير وليدفع عن نفسه هذه الوسوسة بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتفل عن يسارثلاثا، ويقول آمنت بالله ورسوله، وأن يقرأ سورة الإخلاص
Bookmarks