تساؤل ..

[أبو العلاء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حيا الله الإخوة الأفاضل

في الحقيقة منذ مدة ألاحظ شيئا عجيبا يحصل دوما أثناء نقاش الإخوة الأفاضل مع الملاحدة ، خصوصا حول وجود الله تعالى ، وهو يحتاج فعلا إلى إلتفاتة من الإخوة حفظهم الله .. وتفسيرا من من الملاحدة !

لماذا عندما يجيب المؤمن بأن الله تعالى هو خالق الكون معتمدا في ذلك على قانون السببية ـ لكل حادث سبب ـ يسخر الملحد قائلا : إذا كان الله قد خلق الكون كما تقول فمن خلق الله إذن ! .. رغم أن في كلامه هذا ـ ومن حيث لا يدري ـ اعترافا ضمنيا بقانون السببية!
فما الذي يدعو إلى السخرية في هذا !! رغم أن ما يقوله الملحد أولى أن يسخر منه ، فالكون عنده موجود بدون موجد أصلا ! يعني ترجيح بدون مرجح ! ويتفرع عنه بالتالي أنه لا أول لوجوده أي أزلي ضرورة ..
أما المؤمن فقد أوجد العلة الأولى ثم توقف لأن التسلسل باطل عقلا كما هو معلوم وبالتالي فالله تعالى عنده هو الأزلي وليس الكون ..
وهذا يعني أن المؤمن توقف بعد استسلام الملحد بمرحلة من إعمال العقل ..

وسؤالي هاهنا هو عن الرد الأزلي للملاحدة على معاشر المؤمنين :
إذا كان الله قد خلق الكون كما تقول فمن خلق الله إذن !
* لماذا تقرون هنا على أنه لابد لكل شيئ من خالق ، وتلزمون بها خصومكم ، وتعطلون هذه القاعدة عندكم حيث تقولون أن الكون أزلي لا بداية لوجوده !
ليس هذا فقط بل تسخرون ممن يقول أن الله سبحانه وتعالى أزلي ؟
؟

[ناصر التوحيد]

هذا الموضوع بحث كثيرا هنا , ووضعت له الردود العقلية والنقلية

والعاقل يعلم ان الله هو الخالق وهو علة الوجود , وبالتالي لا يمكن ان يكون الخالق مخلوقا , فالله موجود بذاته .

وبما ان معرفك يقول انك مسلم
اقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.
وسبب النهي واضح. فيحسب المتعجّل أن هناك سؤالاً حقيقياً هو: (من خلق الله؟)
ولكن السؤال بصورته الحقّة سيكون كالتالي: من خلق (الذي لا يُعرف ولا يُدرك ماهو) ؟
فالسؤال خاوٍ لا معنى له،لأن الله (لا يُدرك ماهو).
فالحذر الحذر من الخوض في وصف ماهو الله :
وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} الأنبياء
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {74} النحل
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {11} الشورى.
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ {103} الأنعام
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4}‏ الإخلاص
الله هو ذلك (الحقّ المبين) الواحد الأحد الذي خلق كل شيء

فلا نقاش في هذه المسالة , لا عقلي ولا فلسفي , لان هذه مجادلة لا تنفع .


وقد قال صلى الله عليه وسلم (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله)
لانه - كما قال جل جلاله - :
قال جل جلاله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} سورة البقرة الآية 255.
وقال تعالى:{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} سورة طـه الآية110.

فالتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى؛ باب من أبواب الشيطان ..
فحين يحاول الشيطان إغراء الإنسان بالوقوع في معصية أو في شيء يخالف قناعاته، فإنه يصطدم بعقيدة ذلك الإنسان ووعيه الذاتي، كما يصطدم برؤاه حول ركائز الممانعة لديه، مما يجعل بالتالي نجاحه أمرًا صعبًا؛ ومن هنا فإن الشيطان يمارس نوعًا من الاستدراج في الوسوسة أو نوعًا من التحايل على الوعي , عبر تمرير الفكرة بالتقسيط.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان يأتي أحدكم، فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله. فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله. فيقول: من خلق الله؟. فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهب عنه»( أخرجه أحمد وغيره.).
إن من الصعب على الشيطان أن يفاجئ المؤمن الراسخ الإيمان بسؤال من نوع: (من خلق الله؟) ولهذا فإنه يحاول أولاً زج من يوسوس له في سياق عام قائم على التساؤل وعدم اليقين.

وعليك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( … احرص على ما ينفعك ... )

ومن ابتلي بشيء من ذلك أن يقطع عن نفسه هذا التفكير وليدفع عن نفسه هذه الوسوسة بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتفل عن يسارثلاثا، ويقول آمنت بالله ورسوله، وأن يقرأ سورة الإخلاص

[أبو جهاد الأنصاري]

كيف يكون ملحدا إذن إن لم يسخر!؟
( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين)
والملحد بسلامته فعل ويفعل ما هو أشد من ذللك ، فلا يسخر من المؤمن فقط بل يسخر ممن هو أعلى من ذلك.

[أبو العلاء]

السلام عليكم ورحمة الله
مرحبا بالأخ الفاضل ناصر التوحيد

هذا الموضوع بحث كثيرا هنا , ووضعت له الردود العقلية والنقلية

والعاقل يعلم ان الله هو الخالق وهو علة الوجود , وبالتالي لا يمكن ان يكون الخالق مخلوقا , فالله موجود بذاته .

نعم أخي الكريم ، أعلم أن الموضوع أميت بحثا ، لكن ليس هذا ما قصدت إليه ، فساد السؤال عقلا ... فهذا لا يماري فيه عاقل البتة ، لكن كلامي كان حول مضمون جواب الملحد وما يحمل بين طياته من تناقض ذاتي ..فهو يلزم خصومه بقانون السببية عندما يلزمونه بضرورة وجود العلة الأولى .. وأنه لابد لكل شيئ من خالق حتى الخالق ! ثم لا يلبث أن يضرب بها عرض الحائط ويقول أن العالم وجد بذاته وهو أزلي لا أول لوجوده !؟
هذا ما أثار فضولي أخي الفاضل ، بل عجبت ويسخرون ، رغم أن قولهم أولى بالسخرية ينكرون علينا القول بأن الله سبحانه وتعالى خالق هذا الكون أزلي ، ويريدون منا أن نقبل قولهم الأحمق أن هذا الكون موجود بذاته دون موجد (لا وإيه) أزلي!!

وبما ان معرفك يقول انك مسلم
اقول :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته.
وسبب النهي واضح. فيحسب المتعجّل أن هناك سؤالاً حقيقياً هو: (من خلق الله؟)
ولكن السؤال بصورته الحقّة سيكون كالتالي: من خلق (الذي لا يُعرف ولا يُدرك ماهو) ؟
فالسؤال خاوٍ لا معنى له،لأن الله (لا يُدرك ماهو).
فالحذر الحذر من الخوض في وصف ماهو الله :
وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ {18} الأنبياء
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {74} النحل
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {11} الشورى.
لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ {103} الأنعام
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {1} اللَّهُ الصَّمَدُ {2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {4}‏ الإخلاص
الله هو ذلك (الحقّ المبين) الواحد الأحد الذي خلق كل شيء

فلا نقاش في هذه المسالة , لا عقلي ولا فلسفي , لان هذه مجادلة لا تنفع .


وقد قال صلى الله عليه وسلم (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله)
لانه - كما قال جل جلاله - :
قال جل جلاله: {وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء} سورة البقرة الآية 255.
وقال تعالى:{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} سورة طـه الآية110.

فالتفكر في ذات الله سبحانه وتعالى؛ باب من أبواب الشيطان ..
فحين يحاول الشيطان إغراء الإنسان بالوقوع في معصية أو في شيء يخالف قناعاته، فإنه يصطدم بعقيدة ذلك الإنسان ووعيه الذاتي، كما يصطدم برؤاه حول ركائز الممانعة لديه، مما يجعل بالتالي نجاحه أمرًا صعبًا؛ ومن هنا فإن الشيطان يمارس نوعًا من الاستدراج في الوسوسة أو نوعًا من التحايل على الوعي , عبر تمرير الفكرة بالتقسيط.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الشيطان يأتي أحدكم، فيقول: من خلق السماء؟ فيقول: الله. فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله. فيقول: من خلق الله؟. فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل: آمنت بالله ورسله، فإن ذلك يذهب عنه»( أخرجه أحمد وغيره.).
إن من الصعب على الشيطان أن يفاجئ المؤمن الراسخ الإيمان بسؤال من نوع: (من خلق الله؟) ولهذا فإنه يحاول أولاً زج من يوسوس له في سياق عام قائم على التساؤل وعدم اليقين.

وعليك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( … احرص على ما ينفعك ... )

ومن ابتلي بشيء من ذلك أن يقطع عن نفسه هذا التفكير وليدفع عن نفسه هذه الوسوسة بأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتفل عن يسارثلاثا، ويقول آمنت بالله ورسوله، وأن يقرأ سورة الإخلاص

بوركت أخي ناصر ، وأعذرك لإرتيابك فهو مشروع ، لكن يا أخي أنا أتابع هذا المنتدى المبارك منذ مدة ليست باليسيرة وقد كنت أشارك بمعرف آخر لكني لم أسطع استرداد كلمة السر ، ولعل الأبيات التي أضعها في توقيعي تذكرك .

جزاك الله خيرا .

[أبو العلاء]

كيف يكون ملحدا إذن إن لم يسخر!؟
( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين)
والملحد بسلامته فعل ويفعل ما هو أشد من ذللك ، فلا يسخر من المؤمن فقط بل يسخر ممن هو أعلى من ذلك.

مرحبا أبا جهاد
الأولى أن يسخروا من أنفسهم ، يا أخي هل هناك عاقل واحد يقول أن كل هذا الكون ما عرفنا منه وما لم نعرف ليس له خالق !؟
تعسا لهذه العقول !

[أبو جهاد الأنصاري]

العقول لا تقول هذا ، ولكن الملحد يقوله.
براحته : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )

[أبو العلاء]

صدقت يا ابا جهاد
ذلك قولهم بأفواههم ، و لاعلاقة للعقل من قريب أو بعيد بما يقولون ، فالعقل لا يقول بوجود أشياء تنبثق من العدم هكذا دون سبب !! لكن *زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله *

فالملحد يعتقد دوما ، ثم يستدل بعد ذلك فيضل ويضل عن سبيل الله ، وهذا لعمر الله هو السبب في ضلال خلق كثير!
فإنا لله وإنا إليه راجعون !