الزميلة باحثة ذكرتِ في قسم الشكاوى ما معناه أني تارة أوافق الإخوة و تارة أخالفهم بخصوص وقت سجود الشمس. و هذا ليس صحيح بل قلت لك أني سأقبل أي فهم تريدينه وتحديتك ان تثبتي علمياً تناقض ذلك الفهم مع العلم بشرط ان تلتزمي بمعيار واحد في فهمك لمعنى الحركة المتعلق ب 1-(ذهاب الشمس) و 2- (سجود الشمس)
الحديث يتحدث عن شروق أول ثم ثاني قبل شروق الشمس من مغربها. و قد رقمت الحديث للتوضيح.لاحظوا الاختلاف بين الأمرين، الأول يعني أن تطلع الشمس من مكانها الاعتيادي و الثاني يعني أن تطلع من غربها، و هذا أقوى دليل على أن الحديث هو عن حدث يومي و ليس عن يوم القيامة.
--------------------
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً : (أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال :
1- إن هذه تجرى حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ، فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ،
2- ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها ، تحت العرش فتخر ساجدة ، ولاتزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعي ، ارجعي من حيث جئت ، فترجع ، فتصبح طالعة من مطلعها ،
3- ثم تجري لايستنكر الناس منها شيئاً ، حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش ، فيقال لها : ارتفعي ، أصبحي طالعة من مغربك ، فتصبح طالعة من مغربها ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أتدرون متى ذاكم ؟ حين لاينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيراً)
-------------------
الحديث ذكر يومين قبل شروق الشمس من مغربها.لاحظوا الاختلاف بين الأمرين، الأول يعني أن تطلع الشمس من مكانها الاعتيادي و الثاني يعني أن تطلع من غربها، و هذا أقوى دليل على أن الحديث هو عن حدث يومي و ليس عن يوم القيامة.
هذا الإقتباس لا يتعارض مع ما سبق, الجريان اليومي لا يعني وصولها اليومي بالضرورة. الشمس تجري و ما زالت تجري حتى تصل الى مستقرها المرة الأولى كما يذكر الحديث. ثم تعود تشرق من مشرقها. ثم تجري حتى تنتهي للمرة الثانية وتعود تشرق من مشرقها للمرة الثانية كما يقول الحديث. ثم المرة الثالثة و الأخيرة تشرق من مغربها.حَدِيث أَبِي ذَرّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ) وَسَيَأْتِي شَرْحه مُسْتَوْفًى فِي تَفْسِير سُورَة يس , وَالْغَرَض مِنْهُ هُنَا بَيَان سَيْر الشَّمْس فِي كُلّ يَوْم وَلَيْلَة .
أجبتك من قبل أن العرش ليس مكان صغير لا يسع إلا لمستقر الشمس. فكل السماوات هي تحت العرش.و هذا الحديث يؤكد أن المستقر الشمس هو تحت العرش ، و أنت تقول أن الشمس تحت العرش باستمرار أي أنها في مستقرها باستمرار.
وذكرت لك قول النبيالنبي (يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة و فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة )
مستقر الشمس تحت العرش و كل السماوات تحت العرش. والشمس التي في السماء تجري لمستقرها.أنت فهمت كلامي بشكل خاطئ، أنا لم أقل أن السجود حركة علينا أن ندركها، أنا أقول أنك إذا قلت أن الشمس في حالة سجود دائم فهاذا يعني أن كلمة تذهب لا معنى لها، فكيف يذهب الشيء لمكان هو فيها دائماً، هل فهمت الفكرة؟
في كلام الأخ ناصر الجواب الكافي , لكني كما ذكرت لك من قبل سأفترض معك جدلاً إن الحديث لا يتحدث فقط عن يوم القيامة بل عن سجود دائم مستمر وذهاب دائم و عودة دائمة كل لحظة لان - كما تقولين - الشمس تغرب في كل لحظة عن مكان معين في الأرض.الشمس في حالة غروب في كل لحظة، و عليها أن تستأذن من ربها بعد كل غروب، و عند استئذانها عليها أن تكون ساجدة تحت العرش، أي أنها ساجدة باستمرار تحت العرش في كل لحظة، فلماذا استخدم الرسول كلمة:أتدري أين تغرب الشمس؟ إنها تذهب لتسجد تحت العرش، إذا كانت في حالة سجود دائماً فما معنى استخدام كلمة تذهب و ارجعي من حيث جئتي.
وبعد ان سايرتك في كل افتراضاتك, الآن أعود وأسألك ما هو السجود و الذهاب في مفهومنا؟ هما حركات لأجسام. لكنك لا تجادلي في كيفية سجود النجم و الشجر و لا تحللي ذلك الفعل تحليل فيزيائي, و حتى في الحديث لم تسألي عن سجود الشمس تحت العرش. لم تسألي كيف تحرك الشمس ذاتها في السجود... لكن وبانتقائية غريبة قلت (معنى استخدام كلمة تذهب و ارجعي من حيث جئتي)!!
إذا قبلت أن سجود النجم و الشجر و سجود الشمس تحت العرش هو فعل ليس كحركة الإنسان الساجد كذلك عليك ان تقبلي ان ذهاب و عودة الشمس هو فعل ليس كالحركة الفلكية المدركة لدينا.
العرش يعلو السماوات.و لكن نحن نعلم أنه في الفضاء لا يوجد شيء يسمى بأعلى أو أسفل.
سبحان الله ومن المتسبب الأصلي في دوران الأرض حول نفسها؟ الأرض لا يمكنها أن تغير جهة الشروق من ذاتها. أليس الأولى أن يُؤمر المُسبب الحقيقي بتغيير جهة الشروق. ثانياً باطن الأرض عبارة عن كرة سائلة من الحديد وهي بدورها لها حركة دائرية داخلية بالنسبة لقشرة الأرض, إن تأثرت بمجال مغناطيسي خارجي طارئ هذا سيؤثر في طبيعة دوران الأرض حول نفسها. لا أدعي ان هذا هو السبب الذي به ستشرق الشمس من مغربها لكن أريد فقط أن أثبت لك أن تغيير جهة الشروق ممكن فيزيائياً.تعاقب الليل و النهار هو بسبب دوران الأرض حول نفسها و لا علاقة له لا من قريب و لا من بعيد بحركة الشمس، فكيف تؤمر الشمس كل يوم أن تشرق من الشرق أو من الغرب؟ أليس من الأولى أمر الأرض بأن تعكس دورانها؟ و كيف يتفق العلم مع هذا الكلام؟
تلخيصاً لما سبق:
1- سواء قبلت شرح الإخوة او تمسكت بفهمك الخاص ففي كلا الحالتين لن تستطيعي إثبات أي تناقض. لان:
2- إذا أردت ان تحللي حركة الذهاب والسجود والعودة لابد ان تعلمي أولاً العدد الحقيقي لأبعاد المكان, و هذا لن يتسنى لك, فقد ثبت علمياً ان هناك على الأقل 6 أبعاد مكانية غير مدركة لنا. (أقول على الأقل) .. وهذا يعني ان أية دراسة فيزيائية لخبر غيبيي هو من العبث.
3- الإنتقائية في فهمك للحديث لن يوصلك إلى شيء. لم تسألي قط كيف تسجد الشمس وهي كرة وكيف يسجد الشجر و لا نراه ينحني بنفس الحركة التي نعلمها عن السجود . في المقابل تحاولي تحليل حركة ذهاب و عودة الشمس!
4- الحديث الذي نقلته يتحدث عن شروق أول و ثاني قبل شروق الشمس من مغربها.
5- جريان الشمس اليومي لا يعني بالضرورة وصول الشمس اليومي لمستقرها. (تخلطين بين الأمرين)
6-إعتبرت العرش مكان صغير لا يسع إلا لمستقر الشمس وقد نقلت لك حديث أن السماوات السبع في الكرسي كحلقة في فلاة و الكرسي بالنسبة للعرش كحلقة في فلاة. وبالتالي لا معنى لسؤال كيف تكون السماوات تحت العرش و ان الشمس تجري لمستقر لها تحت العرش.
وأخيراً أذكرك ان الإنسان عندما يقوم بدراسة لظاهرة يشاهدها عياناً تستغرق دراسته التجريبية سنين يرتكب فيها العديد من الأخطاء رغم ان ما يدرسه واقع ملموس أمامه, فكيف بالله عليك تريدين تحليل ظاهرة لا نعلم عنها أي شيء؟
Bookmarks