بسم الله الرحمن الرحيم
كان أحد مشاركي المنتدي أرسل لي رسالة علي الخاص يسألني فيها عن شبهة البيت المعمور كما كتب فكتبت إليه بما يسر الله لي في ذالك ثم بان لي أعرضها في المواضيع العامة لعل بعض الإخوة يضيف إليها هاما والله الموفق وهذانص سؤاله
’’’((السلام عليك يا أخي
كثر الحديث عن البيت المعمور وأنه دليل على أن الرسول قال بثبات الارض وليس بكرويتها
فقالوا إما أن يكون الأرض ثابت
أو البيت المعمور والعرش يتحرك ويدور مع الأرض (حاشا لله)
فماهو الرد المناسب بارك الله فيك))’’’
فكتبت إليه
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا وقبل كل شئ يجب أن نبحث عن صحة نسبة الحديث إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم
فإذا ثبتت نسبته إليه صلي الله عليه وسلم لم يكن من حق المؤمن الإعتراض علي رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال الله فيه *ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون*
ولكن لابأس إن شاء الله في التأمل لإدراك سر الحديث ـ إن صح ـ فالعقل للتعقل والتفكر والتأمل وذا ماحثنا عليه القرآن الكريم في غير ما آية.
ثم إنه يجب أن لانغفل أن العلم الإنساني في تطور مستمر يثبت اليوم مانفاه غدا وينفي اليوم مايثبته غدا ذالك أن القائمين عليه بشر مثلنا ضعاف مهازيل علمهم وإدراكهم محدودان إذقال أجل القائلين الله رب العالمين
**والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون**.
ولاأحد يماري في ذالك.
ثم إن السماوات السبع التي تقع فيما وراء الفضاء المجراتي لامانع من دورانها وأما
إقران البيت المعمور بالعرش فلا مسوغ له ولادليل عليه فالله تعالي علي العرش استوي استواءا يليق بجلاله وكماله لايشبه استواء المخلوقين ولايكيفه عقل العاقلين .
وهو سبحانه غني عن العرش والسماوت والأرض ومن فيهن وهو الذي يمسكهم بقدرته من الزوال والإندثار حتي يأتي أمره.
علي أن العرش ذكر البعض أنه خالد كالجنة والنار لايندثر بنهاية الدنيا كالسماوات والأرض.
هذا..ولايمكن عقلا أن نقارن صفات الله بصفات خلقه فهو تعالي **ليس كمثله شي وهو السميع البصير**.
فلا تدركه الأبصار إلا من آثار خلقه وقدرته وابتلي عباده بالإيمان به مع عدم رؤيتهم له
فانقسم الناس إلي مؤمن وكافر والله الذي خلقنا وخلقك نسأله أن يهدينا ويهديك ولاتقحم عقلك فيما لاطاقة له به واكتف بآياته المسطورة المسموعة وآياته المنظورة وفيها غنية للمهتدين إن شاء الله تعالي جعلنا الله منهم..والحمد لله رب العالمين.
Bookmarks