السلام على من اتبع الهدى
أما بعد ، فهذه مناظرة مفتوحة في هذا المنتدى المبارك لأي شيوعي يود أن يخوض نقاشا علميا هادئا حول أصول الفلسفة الماركسية
و المناظرة كما قلت ستكون حول ما يعتقده الماركسي لا حول ما أعتقده و ستكون الحجج بما يسلم به معي
بداية سأطرح أول إشكال حول المادة في الماركسية و أرجو من أي شيوعي المبادرة بتفنيد ما سأطرحه
من المعلوم أن الماركسية تسمي فلسفتها ، فلسفة مادية علمية و سنناقش ادعائها و مدى مطابقتها للعلمية
أول مبدأ من مبادئ المادية الديالكتيكية يقول : لا موجود إلا المادة
و نحن بدورنا نقول ما الدليل على هذه النتيجة
هل هي نتيجة بحث علمي استقرائي شمل كامل الكون
و الذي يقول بهذا شخص لا يعرف شيئا عن العلم لأن أبحاث الإنسان لم تعرف من الكون إلا كحجم ذرة تراب في وسط صحراء رملية
فمن يدعي هذه الدعوى العريضة هو رجل غير علمي البتة
و لكن هذه العبارة كي تصبح مقبولة عليها أن تعدل و تصبح " نحن لا نعرف موجودا غير مادي "
فالأصل أن عدم العلم لا يعني العلم بالعدم
و هو بهذا يهدم أول أساس من أسس المادية الجدلية
و لا يستطيع أن ينفي وجود الله لأنه يقول بما أنه لا موجود إلا المادة و الله ليس مادة ، إذا الله غير موجود
و بما أنه لا يعلم من الكون إلا جزء بسيط فإنه بذلك يسقط في المثالية
لأنه جعل وجود الأشياء مرتبط بذاته و إدراكه و هذا عين المثالية
بل إنه يتناقض و يثبت ما ينفيه ، فالمادية الجدلية إنما أتت إلا كرد فعل على المثالية
هذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى فالتخبط يستمر ليشمل تعريف المادة نفسها
و الحق يقال أن تعريف المادة مر بمراحل
أولا قالوا المادة كل ما يدرك بالحواس الخمس
و هو ما أدى إلى تناقضهم فهم يقولون أن الفكر وليد المادة و هو أرقى تطور لها و يقولون أن المادة هي الأصل
فقلت تعريفهم هذا غير معقول لأن المادة التي عرفوها محدودة بزمان و مكان و أبعاد أما الفكر فمعلوم بداهة أنه غير محدود بزمان و مكان و أبعاد
و بالتالي السؤال كيف يخرج اللامحدود من المحدود
لأن النتيجة لا تكون أكبر من السبب ذاتيا إلا بعامل خارجي و هم يقولون لا موجود إلا المادة
فوقعوا في التناقض و حق لهم أن يقعوا فيه
و للخروج من هذا المأزق تطور التعريف ليستقر على رأي لينين الذي يعتبر الواضع الحقيقي لتعريف المادة
و رأيه هو ما استقرت عليه الماركسية أخيرا
و التعريف هو أن المادي في رأيه هو كل شيء يوجد وجودا موضوعيا أي أنه الشيء الذي لا يعتمد في وجوده على عقلنا أو على وعينا به
و هذا التعريف هو مربط الفرس في هذا المقال
لأن هذا التعريف يخرجهم من معارضة العلم و لكن يسقطهم و يلزمهم موافقة الدين
لأن الله بداهة لا يعتمد في وجوده على وعيينا به ، فالله خالق الإنسان و خالق وعيه فكيف يجعل الله خلقه شرط وجوده
فالخلاصة الله موجود سواءا آمنا به أو لم نأمن
ونحن نسأل الشيوعي لماذا لا تأمن بالله فإن قال أنا لا أراه أو لا أدركه بحواسي فنقول له أنت تأمن بأهون الأشياء دون أن تجعل حسك شرطا لوجودها فكيف بخالقها
في الأخير أي شيوعي يريد أن يعلق على الموضوع عليه أن يفند ما قلته حتى أنتقل معه لتساؤلات أخرى حول التطور و التناقض والمفهوم الماركسي للعالم و كيف انتكست الماركسية في الذاتية .....
Bookmarks