السهام النقدية على فرقتي الشحرورية والعقلانية القرآنية
قبل حوالي عشرة أعوام كانت تفاجئني أفكار غريبة عن الدين الإسلامي من بعض الكتاب و المفكرين الإسلاميين الذين أقرأ مقالاتهم في الصحف ، و من هذه الأقوال أن اليهود والنصارى مؤمنون أو أن باب الاجتهاد مفتوح لتطوير الدين و العبادات بما يلائم العصر ، وكنت أظن أن هذه مجرد أخطاء عارضة لكتاب لا يعرفون شيئا عن الإسلام ، و في يوم من الأيام قرأت لأحد هؤلاء المفكرين إطراءً على كتاب ( أضواء على السنة المحمدية ) لمحمود أبو ريه ، فبحثت عن هذا الكتاب وبصعوبة استطعت الحصول على نسخة منه ، ثم حرصت على تتبع باقي كتب محمود أبو رية حتى استطعت تكوين صورة واضحة عن فكر فرقة جديدة هي فرقة العقلانيين القرآنيين و يعتبر محمود أبو رية هو المؤسس لها منذ عدة عقود ..
و قد لاقت الفرقة العقلانية القرآنية قبولا بين المثقفين لأنها ترضي طموحاتهم بتخليص التشريع الإسلامي من عدم القدرة على مواكبة تطورات العصر ،والأساس الذي بنيت عليه هو إنكار السنة والطعن في كل الأحاديث ، ثم تأويل آيات القرآن بما يلائم العصر ويتفق مع العقل !
و من تحت عباءة الفرقة العقلانية القرآنية خرجت الفرقة الشحرورية ، و هي تتفق معها في الأصول ولكن تختلف معها في الفروع وتأخذ الشحرورية طابعا فلسفيا أكثر عمقا وشمولية في تبديل الدين على أسس تبدو لغير المتخصص أنها علمية منطقية .. و تبدو هاتان الفرقتان كصورة عربية من الماسونية العالمية الداعية إلى وحدة الأديان مع الاختلاف .
و تتفق فرقتا الشحرورية و العقلانية القرآنية في عدة أصول منها :
1/ دين اليهود والنصارى الآن مقبول عند الله ، مع اختلاف التسمية فالعقلانيون القرآنيون يسمون اليهود والنصارى مؤمنون ، بينما يسميهم الشحروريون مسلمون فقط !
2/ لا عقاب من الله على من يترك الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج ، فالإسلام هو دين الفطرة ، وهذه الأشياء ليست من الفطرة ، فالفطرة هي الأشياء التي يميل إليها الإنسان بطبعه و هي الوصايا العشر الموجودة في كل الأديان ، و لكي ينال الإنسان رضا الله يكفيه الالتزام بهذه الوصايا العشر مع الإيمان بوجود الله و اليوم الآخر فقط .
3/ يجب التخلص من قيود السنة النبوية لأنها جاءت بطريق الخطأ ، و لا يؤخذ عن الرسول سوى الصلاة والزكاة فقط .
4/ القرآن يمكن أن يُفهم ويُفسر حسب الواقع المعاصر ، فنستخرج منه ما يناسب عصرنا من خلال قراءة معاصرة له ! و الشحرورية يقولون أن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله ، و نحن فقط مجتهدون في الفهم الذي يجب أن يتبدل من عصر لعصر حسب المتطلبات .
و سنقوم بتفنيد هذه الأصول الأربعة و بيان مدى خطأها لأنها تهدم العقيدة الإسلامية من الأساس .. و قد فُتن بها الكثير من الناس بحسن نية و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . فلزم تنبيه المسلمين لخطر هاتين الفرقتين .
و الباب مفتوح للمنتمين إلى إحدى هاتين الفرقتين لبيان أوجه اعتراضهم إن كان لهم اعتراض ، لأنني أُحسن الظن بهم و أحسبهم قد خُدعوا بهذه الأفكار الضالة دون أن يعلموا حقيقتها .
منقول من مشاركة للاخ الكريم المقاتل 7
يتبع
Bookmarks