حتى اللغة ، لسانها ناطق ضد الإلحاد
ثم علاقة وثيقة للغاية لا ينكرها عاقل، بين اللغة والفِكر ..ليس هذا موضوعي ، إذا كان هنالك وعاء مفتوحة فوهته تلقاء انفجار مائي ، ربما يطير الإناء ..من جراء الانفجار أو يفيض ماؤه حتى يسيل من على جوانبه ، أو غير ذلك مما لا نظام يحكمه مطرد ، بخلاف ما لو أردت أن تشرب قدح ماء ، فإنك تقدّر ما تملأ بحسب مطلوبك من الرِّي..وقد أجمع أهل اللغة أن التراكيب اللفظية أوعية للمعاني ..فالجملة المفيدة : يضعها قائلها بحيث تكون مفصحة عن مراده المقدّر ..هذا التقدير إنما يفعله:العالم بما يتكلم به..وهو كما ترى إذا انتفى عن الجاهل ، فهو ممتنع عن الفاعل العبثي أو الفوضوي أو اللاوعي من باب أولى ..ولهذا تأتي جمل الضعاف في اللغة ركيكة قد يعز فهمها حتى على الأقوياء فيها، مع كونهم عقلاء.. على نحوٍ ميسر : دعونا نتفق أن الألفاظ ترميز صوتي للمعاني ..أليس كذلك ؟
مثلا هذه :تسمى في لغة العرب : وردة ..إلخ ،لعلكم تعرفون "التشفير" أو الترميز الذي تعتمد عليه لغة الحواسيب(10101) أو الرسائل المشفرة..هذا الترميز =إما أن يكون له قانون يجري عليه ، وحينئذ : يفهمه الطرف الآخر المقصود ، ويكون قابلا للتعلم ..
وكما أن (1) رمز لمعنى الوحدة ، و(2) رمز لمعنى التثنية ، و (+) رمز لمعنى الجمع.. إلخ ،تكون المعادلة الرياضية :1+1=2 ، مكافئة لقولك : برتقالة مضافا إليها برتقالة أخرى :برتقالتان ..وهذه حقائق عقلية مطلقة ، لا تخضع للتطور ولا يعتريها تغير ..
والقانون والتعلم كلاهما نقيضان للفعل اللاواعي أو العبثي..، تعلمنا اللغة من آبائنا ، وهم من آبائهم ..وصولًا لآدم عليه السلام الذي قال الله فيه : "وعلم آدم الأسماءَ كلها " والظاهر أنه تبارك اسمه علمه إياها بالإلهام كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية ..يزيد الأمر وضوحا في بيان الترتيب الرباني أن في الدماغ منطقة للكلام واللغة ..والحمد لله رب العالمين .
رد مع اقتباس
Bookmarks