مقدمة :
بسم الله الرحمن الرحيم في هذا الموضوع سنتناول مسالة شديدة التعقيد في كل المذهاب الفكريه والدينيه وسنرى بوضوح كيف تمكن الاسلام الحنيف من الاجابه على واحده من اصعب واعقد المسأل في عالمنا والتي شغلت الفكر الانساني قد يكون الموضوع طويل بعض الشيء ولكن طوله ضروري اذا ان كلمه فيه ستوضح لنا كيف ان الله جل وعلا كان قد صمم الاحداث في كوننا تصميما مسبقا وهذا ما يؤيد قوله في كتابه (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) تدل هذه الاية بوضوح على احاطة الله بالعلم التام بما كان وبما يكون وبما سوف يكون وهذا هو اساس البحث الذي اتقدم به اليوم وارجو ان اكون موفقا باذنه تعالى .
نبذة تاريخيه :
كان الفلاسفة الاغريق قد شغلوا كثيرا بهذه المساله المعينه هل الاقدار موضوعه سلفا وهل ان الاحداث التي تجري في الكون هيه مقدره ان تحدث هذا الفكر او المنهج كان من اكثر الناس تحمسا له هو الفيلسوف ارسطو وسمي حينها بالمذهب القدري فعندما تساله لما سقطت هذه التفاحه الى الارض فيقول لك انه قدرها ان تسقط لانها قدرة على ذلك خالفه في هذا المنهج الفيلسوف ابيقور الذي اعتنق المذهب الذري والذي امن بمداء freewill وهو مبداء حرية الاراده
كلا المبدئين لم ياتيا الى الفيلسوفين من العدم فلقد امن قدماء الفراعنه والبابليين بالهين احدهما للشر ويمثل الاراده الحره والاخر للخير ويمثل النظام وكان الاله الشرير هو من يريد ان ينشر الفوضى في العالم وحصل صراع بين الالهين مازال مستمرا بين الفوضى والنظام وعند مجيء الاسلام تطرق كثير من علماء الاسلام وفلاسفته لنقاش هذه المساله خصوصا الامامين ابي حنيفة النعمان والامام ابن تيميه(يمكن مراجعة كتب كلا الامامين في مسالة القدر) في كتبهما واظهرا بان الانسان في حياته مقدر ومخير في ان واحد وانه تبعا لخيرته يكون قدره وعلى الرغم من ذلك فان فان الله له علم تام بسلوك ذلك الانسان مهما كانت خيرته وفلسفة الاسلام في هذا الشان سنرا بان الفيزياء المعاصره تؤيدها بل ان الاسلام وفلاسفته وعلمائه سبقوا العلم اليوم بهذا التوجه وهذا هو اساس بحثنا اليوم بل تناوله العديد من الفلاسفة خصوصا لاافكار ارسطو من علماء الاندلس العرب ونقدوا كثيرا فكرة عدم القدره بين التمييز بين الحريه والقدر وطبعت ونشرت كتبهم في كل ارجاء المعمور حتى ان كتبهم المترجمه كانت تحف في مكاتب باريس ورما وبعد مجيء عصر النهضه وخصوصا بعد نيوتن انقسم الملحدين الى فرقتين فرقه تؤمن بالقدريه وفرقه تؤمن بالحرية التامه وكانت المدرسه القدريه هيه السائده نذكر منها كلام لابلاس الملحد (هات لي كل تاريخك في الماضي وساقول لك مستقبلك ) اليوم وبعد الاكتشافات الحديثه في علم الكم تشجع الفلاسفة الملحدين لااعادة مبداء الحريه بسبب سلوكيات هذا النظام وقرروا احياء الالحاد الذي يؤمن بالحريه تشجيعا لها .
الفيزياء والتاريخ :
ترا هل كانت الحربين العالميتين مصممتين تاريخيا وهل الثورة الفرنسيه مصممه هل مجيء النبي محمد (علية الصلاة والسلام) مصمم وانتشار الاسلام ودخول الناس فيه افواجا مصمم ترا هل النبؤات التي حدثنا عنها النبي في احادثيه ستقع بالفعل والتي يجب ان تقع بالمستقبل
ترا هل الاحداث التي تقع لي في حياتي مقدره وصممت لي تصميما من مسبقا من قبل الله ام ان الاحداث وليدة وقتها وتحدث بشكل عشوائيه ومن دون تصميم وهذا هو لب افكار الملاحده (اقصد الملاحده التي بتفهم ) وكما قلنا فانهم ينقسمون الى فريقين احدهما قدري والاخر يؤمن بالحرية التامه في النظام المتخصص بتوزيع الاحداث .
قبل البدء في دراسة موقف الفيزياء بهذا الخصوص دعونا نلقي نظرة معينه على كيفية عملها هب اني رميت كره باي اتجاه معين ووصلت الى احد الاشخاص في مكان معين ليستلمها فقاسها وقاس سرعتها وزخمها ووجدها ولاحظ ان تلك الكره التي استلمها قد فقدت جزء من طاقتها التي ارسلتها له بها
في هذا الامر سافرض انا لو كنت مؤمنا بالمذهب القدري ان هنلك امر ما معين تسبب في ان تغير الكره طاقتها كان تكون الكره قد اصطدمت بشيء او ان الكره قد تعرضت لمجال معين تماما كما توضحه لكم الصورة القادم
يفرض هذا المبداء لنا ان هنلك قوة ما معينه غيرت الحدث بحيث غيرت الكره اتجاهها من مكان الى اخر وغيرت طاقتها ايضا هنا ياتي لنا الملاحده من صنف اخر فيقولون ان هذا الحجر او المجال جاء بالصدفه وهذا يثبت مبداء الصدفه والوفضى بالنظام المعين على حد زعمهم هذا النظام كان بسبب فصل المكان عن الزمان فالمكان لاعلاقة له بالزمن اطلاقا ولذا فالاحداث تتخذ شكل صارم محدد انا اعرف ماضيك اذا اعرف مستقبلك اما اذا تغير مستقبلك فلابد من وقوع حدث ما سبب هذا التغيير وهذا ما دعى علماء الرياضيات لاحقا الى وضع مبادئ الحساب الجريان بحيث يتم تلخيص التاريخ اساسا من لحظة الانطلاقا الى لحظة الوصول بحيث يحدد هذا التاريخ مقدار المستقبل ووضع الجسم في كل نقطه من مراحل تاريخه او مساره كما نرا هنا
يوضح الشكل السابق مقدرا تغير المسار للجسيم وكيف يمكننا جميع المساحات خلال مقدار تغيره وهذا هو اساس قول العالم الفرنسي لابلاس اعطني ماضيك ساقول لك حاضرك وبكل تلك الثقه وهذا هو سبب انتشار الالحاد في اوربا في القرنيين الثامن عشر والتاسع عشر بكثافه فيها ولكن كان لله ان يريهم بعض من اياته مع بزوغ القرن العشرين .
يتبع
Bookmarks