النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: هل يغلب الإلحادُ الإيمانَ الحقّ؟

  1. #1

    افتراضي هل يغلب الإلحادُ الإيمانَ الحقّ؟

    هل يغلب الإلحادُ الإيمانَ الحقّ؟
    ألم تر أن السيف ينقُص قدره * إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
    تأليف: بيورن يورانسون
    ترجمة: هيثم زين

    بسم الله الرحمن الرحيم أكتب كتابي هذا

    مقدمة:
    إن الإسلام لهو الدين الحق. وإن عقيدته لهي العقيدة الموافقة للعقل الصريح، وإن بنائه لسهل متكامل. وإن أساسه لهو التوحيد، - إفراد الله فيما يختص به -. وإن حججه باهرة كفلق الصبح، تُزهق أضواءه ظلمات آخر الليل.
    أما الإلحاد فعلى العكس تماما. فهو عبارة عن عقيدة هشّة، مليئة بالفجوات، لا يمكن لها أن تحيا بغير ما يوازنها في الكفة الأخرى من الأديان الباطلة، والتي يذكرها الملحد ويتمثل بها، مرارا وتكرارا في محاوراته.
    ويمكن أن نلخص النقاش الجاري في هذا الكتاب في النقاط التالية:
    • ابتداء الوجود حدث لسببٍ ما.
    • الكون بدأ في الوجود.
    • إذًا فإن الكون قد بدأ في الوجود لسبب ما.
    يجب أن ننبه هنا –لأنه من المستحسن أن يُعلم باكرا- أن الملاحدة لا يستندون إلى منطق أو معقول في مجابهة الإيمان بالله. وإنما يعتمدون دوما على الجهل والكراهية وسوء الفهم والآراء الخاصة، وكذلك العواطف التي تتمالكهم نحو ظواهر استحسنوها -قد شُحنت أخلاقيا-.
    إن الإلحاد لا يمكن له أن يقاوم التوحيد الإسلامي، إلا عن طريق نشر معلومات خاطئة عنه، أو باستدراج العواطف ضده عن طريق الإشاعات. وحتى في هذه الطرق الملتوية فإن تأثيرها سوف يكون محدودا زمنيا، ليس إلا.
    قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ }
    وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } سورة الصف 9.
    إني لأنصح المخلص في بحثه عن الحق، أن يقتني تفسيرا من كتب التفاسير الصحيحة للقرآن الكريم، وأن يقرأه بقلب منفتح، خال من الغلّ والحقد. عندها يمكن لهذا الشخص أن يحدد موقفه من هذا القرآن، على بصيرة، أهو موافق أم مخالف.

    وكتبه بيورن يورانسون (ستوكهولم 2011م)


    كيف ظهر الإلحاد؟


    لكي نفهم الإلحاد علينا أن نتعرف على ابتدائه، وفي أي بيئة نشأ.
    إن الملاحدة المعاصرين يمكن أن ينقسموا إلى قسمين:
    • ملاحدة ذوي أصول نصرانية، اكتشفوا بأن الإيمان النصراني لايمكن أن يوافق العقل والعلم.
    • أناس نشؤوا في بيئة إلحادية.
    إن القسم الأول من الملاحدة ظهروا في عصر التنوير. حيث ظهر التحليل الموضوعي للكتاب المقدس، مما أدى إلى اعتراف كثير من علماء الإنجيل بأن الكتاب المقدس لم يأت عن الله مباشرة، وإنما أتى عن طريق ما كتبه البشر كواسطة عن الله، ولم تسلم كتاباتهم من التقصير أو التلاعب. وفيما سوى مسألة سلامة النصوص، ظهر احتواؤها على تناقضات ومزاعم ينكرها العلم الحديث.
    هذا بالإضافة إلى غوامض النصرانية فيما يتعلق بالتثليث والفداء والخلاص وإسقاط الشريعة وماهية اليوم الآخر، مما أدى إلى فناء الإيمان النصراني لدى الكثيرين وبداية دخولهم في الإلحاد. فهؤلاء هم الطائفة الأولى.
    إلا أن بعضا منهم لم يتركوا إيمانهم، وإنما أصبحوا كنصارى غير متحمسين لدينهم، فتركوا التحدث عن أمور الدين في المنزل. وكانت النتيجة الحتمية حينما ينشأ الأطفال مع والدين سلبيين من الناحية الدينية أن تجتالهم عوامل شتى تؤدي إلى أن يصبحوا ملاحدة. وهؤلاء هم الطائفة الثانية.
    فهذه النظرة الإجمالية، تشرح لنا بدورها قضية لِمَاذا العلمانيون في وقتنا الحاضر يتبنّون وبشكل كبير قِيَمًا نصرانية.
    إن أنكرتم ذلك، فلماذا نرى بأن زواج أولاد العم أو الخال تعد في السويد كزواج المحارم؟ ولماذا هنالك قبول لوجود الخمور، بينما هنالك رفض تام للماريوانا والقات؟ ولماذا قضية تعدد الزوجات تثير الاشمئزاز، بينما الزنا والخيانة الزوجية والإباحية ليست كذلك؟ ولماذا يعد حجاب الراهبات دليلا على تقواهنّ وتواضعهنّ، بينما هو دليل على الظلم والقهر في النساء المسلمات؟
    وهذا مما يفسر لنا أيضا لماذا ينسب العلمانيون للدين أشياء من نصرانية العصور الوسطى (التي كانت بدايةً لعصر التنوير)، مثل تمثيل الله بأنه شيخ ذو لحية، وأنه يسكن فوق الغيوم، وبأن الأرض مسطحة، والقصص عن محاكم التفتيش، وأن الدين ضد العلم.
    وكذلك نجد بأن الشخص العلماني يتمتع بجهل مدقع بالأديان الأخرى. فقد اتُّهمتُ كرجل مسلم مرارا وتكرارا بأنني أؤمن بأن لله ابنًا. وفي منطقة ديورغوردن في ستوكهولم التقيت بعلماني سويدي يستهزئ بالمسلمين "على حد زعمه" لأنهم يعلقون الصليب على سياراتهم لحمايتها من الشؤم. وكذلك اللوم الموجه إليّ في عدد غير محصور من المرات بأنني من أصحاب نظرية الخلق وفق حجج نصرانية واهية، وبأنني أؤمن بالخطية، أو بأن الأرض قد خُلقت مؤخرا.

    ماذا يقول الله تعالى عن الإلحاد؟

    على حسب علمي فإن الله قد تكلم عن هذا الإلحاد المعاصر في نص واحد من القرآن الكريم تصريحا لا تلميحا.
    ومع هذا فهو كافٍ شافٍ، لإبراز الإلحاد كعقيدة غير متوافقة مع العقل. فهي لا تحتاج إلى إنشاء الردود عليها، وإنما بشيء قليل من التفكير الصحيح يتهاوى الإلحاد في عقر داره.
    قال تعالى: { أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} سورة الطور آية 35.
    هذه الآية تصف حالة التيه التي يعيش فيها العلماني في معرفة أصله. لأنه إذا لم يكن الله قد خلقه، فمن أين أتى الإنسان إذاً؟
    (وإذا كان جوابه على ذلك "عن طريق التطور أو الانفجار الكبير"، فإن حقيقة قوله هو أن الإنسان قد أتى من لا شيء، وهذا غير منطقي.)
    ويمكن أيضا أن نجد في هذه الآية الكريمة إشارة عظيمة لمذهبين إلحاديين كبيرين، أولهما مذهب العدمية، فإن من ينتسب إلى هذا المذهب، لايؤمن بشيء، ويرى أن كل الأمور عديمة الجدوى وأن ليس هنالك حق أو باطل، وبأن الأشياء عديمة القيمة وخالية من أي مضمون أو معنى حقيقي.
    إلا أن الملحد لما تنتابه أمور خارقة للعادة، كأن يسمع أصواتا خفية، أو يرتحل في أسفار روحانية لاجسدية، فيمكن أن يتحول بذلك إلى مذهب إلحادي آخر ألا وهو "وحدة الوجود" والذي يزعم بأن الله هو الوجود. (وكلا الفريقين ملحد لأن مآل أقوالهم أن ليس هنالك سلطة عليا خلقت الكون أو تدبره، فليس هنالك خالق ولا مخلوق).
    إن الملحد ليعلم في قرارة نفسه أن الوجود بغير سبب أمر محال، ويعلم أننا فاقدوا القدرة على الخلق. (فإن نفى ذلك، فليخلق لنا ذبابة من فضاء العدم).
    إن الله يُتبع الآية السابقة بقوله:
    { أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} الطور 36.
    إذا حلّلنا العوامل التي هي أساسات لنشوء الإلحاد، فإننا نجدها في الغالب أن قد تناولها القرآن الكريم، مرارا وتكرارا.
    سأحاول هنا أن أنبّه على بعض الآيات:
    {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} آل عمران 190.
    { هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} يونس 22-23.
    {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} النمل 14.
    {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلً} آل عمران 191.
    { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} يونس 12.


    مُحاجّةٌ في شأن الإيمان بالله


    إن أبلغ حجة في الإيمان بالله هي: "هل أتى كل هذا من لا شيء؟"
    إن نفسية الإنسان بعد هذا سوف تقوم بباقي العملية، ويمكن له أن يغلق الكتاب مطمئن القلب، مفعما بالإيمان بالخالق الرحمن.
    أما لمن أراد تحليلا منطقيا أعمق، فسأحاول أن أبين له عبر المقدمات والنتائج العقلية التالية:
    1- الأمر الحادث لا يحصل بغير سبب.
    2- ابتداء الوجود أمر حادث.
    النتيجة: ابتداء الوجود لا يحصل بغير سبب.

    1- ابتداء الوجود لايحصل بغير سبب.
    2- الكون بدأ في الوجود في وقت ما.
    النتيجة: الكون بدأ في الوجود لسبب.

    1- الكون بدأ في الوجود لسبب.
    2- الأمر الحادث لا يحصل إلا بمسبب.
    النتيجة: الكون بدأ في الوجود بمسبب.


    1- الكون بدأ في الوجود بمسبب.
    2- المسبب التام لوجود شيء ما، هو خالقه.
    النتيجة: مسبب وجود الكون هو خالقه.

    إذاً دعنا نسمي ذلك الشي المسبب: الخالق!


    أسئلة وأجوبة
    س: هل يمكنك أن تثبت بطريقة علمية وجود الله؟
    ج: إن الطرق العلمية في الإثبات، قد أُوجدت لشرح ووصف الظواهر الطبيعية، فهي لا تمتّ إلى خالق الكون بصلة. فيكون طلبكم من أساسه غير منطقي.
    وعلى كل، فإن الطرق العلمية لا يمكنها أن تثبت جميع ما هو موجود في الطبيعة! فهل يمكن لك مثلا إثبات أن جدّ جدّ جدّك كان موجودا؟ الكثيرون يجيبون بنعم، عن طريق الحموض النووية والبقايا العظمية، أو شجرات العائلة، ولكن ما هو الإثبات العلمي الباتّ لكل خصام؟ لا شيء، إلا ذات الوجود لذلك الجدّ بحدّ ذاته.
    س: إن الخلق هو الإيجاد التام بعد العدم، ولكن هل لنا دليل على أن الكون قد كان سببه تاما. قد يكون أنه قد وجد بسبب ناقص، كالكرة التي تقفز في الهواء بعد أن اصطدمت بالأرض (لا يوجد فاعل لها، وإنما هي تقفز بنفسها).
    ج: لا يمكن للكون أن يكون سبب وجوده ناقصا، لأن كل الأسباب الناقصة تكون عبارة عن نتائج لحوادث قبلها. فلا يمكن لها أن تكون الأولى في الوجود. وبذلك يلغى السؤال من أساسه.
    س: إن استدلالك يَبطُل بفيزياء الكم، إن الحوادث لا تحتاج إلى سبب.كما قال ستورمارك: "يوجد إشارات على أن بعض العمليات تفتقد السببية".
    ج: كلا.
    إن استنتاج اللاسببية لم تأت بها البحوث العلمية، فلا تُدرج في قائمة الحقائق العلمية. وكذلك فإن مزاعمهم في ذلك مستحيلة الإثبات، فهل حصل الحادث بلا سبب بتاتا، أم أننا نفتقد العلم بوجود السبب؟ (فعدم علمك بالشيء ليس علما بالعدم).
    ولمن أراد التوسع في الموضوع فليقرأ الدرس الذي ألقاه ماكس بورن في حفل جائزة نوبل "The Statistical Interpretations of Quantum Mechanics" وبذلك تفهمون معنى مصطلح "اللاسببية" وأنه عبارة عن استسلام وتخلٍ عن البحث عن فهم الحوادث على طريقة نيوتن، فيما يتعلق بمسارات الجسيمات، والانهماك بدلا عنه في وضع جداول إحصائية ترصد سلوكها.
    س: إن فيزياء الكم تثبت بأن العقل والمنطق لا يصلحان في أغلب الأحوال. فما هو جوابكم؟
    ج: كلا، إن هذا لسوء فهم. فلا يمكن لفيزياء الكم أن تأتي بذلك. لأنها عبارة عن مشاهدات وأرصاد لعوارض ذات آليات لا نفهمها. فالنموذج المستخدم اليوم في علم فيزياء الكم هو ما يسمى بنموذج كوبنهاغن الذي يأخذ بالتفسيرات المغرقة في تتبع السلوك. (وهذا يختلف بدوره عما تبناه آينشتاين). فهذا النموذج يرفض بشدة اتخاذ أي اعتمادات حثيثة فيما يخص أسباب تلك الأرصاد.
    ومرة أخرى أنصحكم بقراءة درس ماكس بورن الملقى في حفل جائزة نوبل، لتتبين لكم الخلفيات الأساسية حول فيزياء الكمّ.


    من خلق الخالق؟

    يمكن تحوير هذا السؤال إلى "من تسبب في بداية وجود الله"، وبذلك يفترض أن يكون لله بداية في وجوده.
    إن العلمانيين يعتقدون بأنه يجب على الله أن يماثل باقي العالم –أنه في وقت ما، بدأ وجوده- وبأنه يوما ما من المحتمل أن ينتهي وجوده.
    حتى افترض ستورمارك بأن الله قد تكوَّن: "إن الله يحتاج إلى سبب لبدء وجوده"، ولكن من زعم بأن لله بداية؟ ... إنهم الملاحدة!
    إن المنطق في الاستدلال على الإيمان بالله سهل ويسير، ولكن الناس هم من يجعلونه معقّدا. لأنهم لا يمكنهم أن يقتلعوا من أفكارهم مغايرة الله لخلقه، وهذا النوع من التفكير القهري يجعلهم يخرجون عن مسار المسألة. (كما قاله كارل ساغان)
    يجب أن نتذكر دوما بأن الخالق والمخلوق مختلفَيْن تماما. لا يمكن تمثيلهما ببعض. وهذا أمر ضروري جدا في الإسلام، فتنزيه الله: تسبيحه وتمجيد له.
    ولماذا يختلف الخالق عن المخلوق:
    1- بإجماع الملاحدة والمؤمنين فإن المخلوقات لا تقدر على خلق شيء.
    2- فإذا كان الخالق والمخلوق مختلفان تماما في القدرة على الخلق، فيمكن إذًا أن نقيس على ذلك من ناحية أخرى: فكما أن المخلوق لا يمكن له أن يخلق، فكذلك الخالق لا يمكن أن يكون مخلوقا.
    إن الذي يريد أن يزعم عكس ذلك يجب أن يأتي بأدلة كالشمس وقواعد واضحة لمزاعمه.
    إن الناس في كل الأزمان كانوا يتعرضون لصعوبة في التمييز بين صفات المخلوق وصفات الخالق. هكذا هي حال عبدة الأوثان، وكذلك هي حال الملاحدة.

    سؤال وجواب:

    س: إننا لنرى بأن الكون يقدر على الخلق بنفسه، ألا ترى بأن الجسيمات تتكون وتَفنى دائما أبدا على حسب ما تقوله فيزياء الكمّ؟
    ج: كلا، هذا عبارة عن تحريف لمعطيات فيزياء الكم. فإن فيزياء الكم ترى بأن المادة عبارة عن شكل من أشكال الطاقة، وبأن الطاقة قد تتحول إلى شكل المادة وبالعكس. فالظاهرة التي ذكرت في السؤال لا تتعلق بخلق الطاقة وإفنائها، وإنما بتحول الطاقة من شكل لآخر. فالسؤال ليس له صلة بموضوعنا لا عن قريب ولا عن بعيد.

    بعض الفجوات المنطقية في فكر الإلحاد

    بِتبنّي شخصٍ ما للإلحاد فإنه يقع في عدد من المهواي اللامنطقية الخطيرة.
    بعضها ما يلي:
    • إن هذا الشخص ليظن بأن الشيء يمكن أن يأتي من العدم، وهذا يناقض كل عقل وحس بشري على مدار الزمان وتقلب الأوطان.
    • إن هذا الشخص ليعتقد بأن الوجود هو نتيجة لحوادث ماضية لامتناهية، وهذا محال. فإن كان صحيحا، فإن حوادث الزمن المضارع لا يمكن لها أن تحصل، لأنها تحتاج إلى تسلسل لانهائي من الحوادث المسببة لها، أي مهما طال الزمن فإنها لن تصل إليها أبدا. (لاحظ بأنه لا يمكن الاعتقاد بكلا الأمرين معا)
    • هذا الشخص لا يرى حقا ولا باطلا، لا خيرا ولا شرا. إن هذا لشيءٌ مقلق جدا، لأنه يؤدي إلى الحكم على الخير والشر بأنها تقييمات أخلاقية شخصية، خاضعة للذوق والرأي. أي أنها من الأمور غير الهامة أبدا، فكما أن لديك رأيك الخاص في وجبة ما من الطعام، فكذلك هي أهمية ما تراه وتميل إليه في مسألة الإجهاض، وكذلك هو رأيك في مسألة تعذيب الأطفال وسحقهم، فكلها سواء: فقط محض آراء وميول، لا غير.

    لا توجد استدلالات منطقية للإلحاد

    إن أغلب الملاحدة والعلمانيين ليسوا ممن وزن الأمور في نصابها أو توصّل إلى ما هو عليه عن طريق النظر التجريدي والموضوعي. إما هم ملاحدة "سلبييون" لم يفكروا أبدا بباقي الاحتمالات، أو أنهم ملاحدة "عاطفيون" يرفضون الإيمان بالله من أجل مقولة: "لا أريد أن يحكمني أحد" أو "لا أريد أن أؤمن بمن يُنعم على البعض ويعذب البعض الآخر".
    إلا أن بعضهم يريد أن يُظهر نفسه عقلانيا، فيضع جدليات مثل "من خلق الخالق؟"، ولكنه في آخر جداله ينتهي في قلق و غضب وشك.
    إن من بعض استراتيجيات العلمانيين، هي أن يضعوا جدليات تحتاج إلى شرح عميق في ردها، وأن يضعوا كثيرا من الأسئلة التي تؤدي إلى العجز عن الإجابة عليها كلها في داخل وقت المناظرة. وأيضا يعمدون إلى تقديمها بشكل مريع جدا، يُفقد من يناظرهم الرغبة على الإجابة أو الحوار.
    أمثلة على بعض جدلياتهم المطروحة: "كل الأديان غير منطقية فلذلك لا يوجد إله"، "الآراء والانطباعات عن ماهية الله متعددة جدا، لذلك فهو غير موجود"، "الشر موجود في العالم، لذلك فالله غير موجود" وغيرها من الجدليات الشائعة.
    يمكن للملحد بهذه الطريقة أن يربح بعض المناظرات، ولكن هل هذا من الإنصاف في شيء؟
    ويجب أن أنوّه هنا إلى أمر، وهو أن النصارى في الغرب كانوا دائما سيئين في المنافحة عن قضية وجود الله ، كما في مسألة "إله الفجوات" أو الجدليات المتمنطقة التي اعتمدوها حول خلق الكون. إني لأدعو الله بأن يهدي الملاحدة الذين يعيشون داخل هذا الضباب.
    آمل بأن هذا الكتاب قد جلّى بعض ما يسود من سوء الفهم بين الملاحدة والمؤمنين، وأن يجعل من يقرر الالتحاق بأحد السبيلين أن يكون قراره بناءً على قواعد صحيحة، مما سيؤثر على مسار حياة ذلك الشخص في الدنيا والآخرة.
    وفقنا الله لكل ما يحبه ويرضاه. آمين!

  2. #2

    افتراضي

    السلام عليكم، لا بأس بالاستدراكات من الأخوة الأفاضل، فسأقوم شخصيا بإيصالها إلى أخينا المسلم بيورن علي يورانسون.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مقال رائع وماتع القراءة واستفدت منه بعض الفوائد,ولكن أبشرى يا أمتنا ليس هناك فكر او مذهب او دين يستطيع ان يهدم او يهزم الاسلام,وأخطر فكر يواجه الاسلام هو الفكر الالحادى المعاصر,فقد هزمت النصرانية وهزمت اليهودية وهزمت الوثنيات القديمة ووالفلسفات بقوة الفكر الاسلامى,وان حاولت المجابهة القتالية فلن يتكلم احد معنا,والى ألان نقارع القوات المتفوقة علينا عتادا وعدة مع الخونة واذنابهم ,الا ان المجاهدين يقودون المعارك بصبر وجلاد وبسالة لم يشهد لها من قبل على مدى سنين وليس سنة او اثنتان.
    فقط ,فقط , فقط , فقط, الفكر الالحادى المعاصر هو اعظم خطر وبعده لن يظهر فكر اخطر منه إلا الدجال فقط.
    فحتى اعتى الملاحدة يصلون الى انكار اله النص الدينى فقط,ودوكينز يقول اذا كان هناك اله فليس اله الاديان.
    وانا رأى إن الهجمة المادية المعاصرة هى فتروية وتنتهى ,وسيعود كافة المتملحدين للاسلام,فهى شبيه بالهجمة الشيوعية التى عصفت بالمنطقة فى الاربعينات وحصدت عدد كبير من الشباب المسلم,ولكن عاد اغلبهم الى الاسلام بعد فتره الحادية .
    وهذا يشهد له الصراع بين الاسلاميين والشيوعييين فكريا فى اقبية السجون وصراع الاسلاميين والاشتراكيين وحواراتهم ومناقشاتهم ,والقمع الشيوعى للاسلاميين واستخدام الاسلاميين من قبل السادات لقمع الاشتراكيين ,وهذا واضح فى سيرة د.فاضل السمرائى.
    ولكن تلك الحقبة الالحادية قد انتهت وزالت ,ولذلك الالحاد ارى انه تغير واخذ ثوبا جديدا .
    فهو سيتنهى بمرور الوقت وسيتضاءل اعداد الملاحدة .
    ونقطة اخرى ترى ان الملاحدة يكررون نفس الكلمات والمصطلحات ونفس الاعتراظات
    (وحش الاسباقيتى,الحروب والغزو والسبى,امتلاك الحقيقة ,الرق,الاغتيالات,مناقضة القرآن للعلم,محاولة نفى التفسيرات العلمية للنصوص القرآنية,محاولة نسف النبؤات الغيبية واعتبارها اسلوب ماكر للخداع)
    لكن الالحاد النفسى مشكلة أكبر من الالحاد الفكرى,لأن الالحاد النفسى تختلف نظرته الى الادلة بخلاف الملحد الفكرى,والملحد النفسى لا تنفع معه الادلة بل يرفض كل ما يقدم له.
    اما الالحاد الفكرى فهو سيقتنع بفساد المقدمات وبفساد النتيجة وبمخالفة العلم للمنهجية الفكرية التى يسير عليها.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب أسد الدين مشاهدة المشاركة
    مقال رائع وماتع القراءة واستفدت منه بعض الفوائد,ولكن أبشرى يا أمتنا ليس هناك فكر او مذهب او دين يستطيع ان يهدم او يهزم الاسلام,وأخطر فكر يواجه الاسلام هو الفكر الالحادى المعاصر,فقد هزمت النصرانية وهزمت اليهودية وهزمت الوثنيات القديمة ووالفلسفات بقوة الفكر الاسلامى,وان حاولت المجابهة القتالية فلن يتكلم احد معنا,والى ألان نقارع القوات المتفوقة علينا عتادا وعدة مع الخونة واذنابهم ,الا ان المجاهدين يقودون المعارك بصبر وجلاد وبسالة لم يشهد لها من قبل على مدى سنين وليس سنة او اثنتان.
    فقط ,فقط , فقط , فقط, الفكر الالحادى المعاصر هو اعظم خطر وبعده لن يظهر فكر اخطر منه إلا الدجال فقط.
    فحتى اعتى الملاحدة يصلون الى انكار اله النص الدينى فقط,ودوكينز يقول اذا كان هناك اله فليس اله الاديان.
    وانا رأى إن الهجمة المادية المعاصرة هى فتروية وتنتهى ,وسيعود كافة المتملحدين للاسلام,فهى شبيه بالهجمة الشيوعية التى عصفت بالمنطقة فى الاربعينات وحصدت عدد كبير من الشباب المسلم,ولكن عاد اغلبهم الى الاسلام بعد فتره الحادية .
    وهذا يشهد له الصراع بين الاسلاميين والشيوعييين فكريا فى اقبية السجون وصراع الاسلاميين والاشتراكيين وحواراتهم ومناقشاتهم ,والقمع الشيوعى للاسلاميين واستخدام الاسلاميين من قبل السادات لقمع الاشتراكيين ,وهذا واضح فى سيرة د.فاضل السمرائى.
    ولكن تلك الحقبة الالحادية قد انتهت وزالت ,ولذلك الالحاد ارى انه تغير واخذ ثوبا جديدا .
    فهو سيتنهى بمرور الوقت وسيتضاءل اعداد الملاحدة .
    ونقطة اخرى ترى ان الملاحدة يكررون نفس الكلمات والمصطلحات ونفس الاعتراظات
    (وحش الاسباقيتى,الحروب والغزو والسبى,امتلاك الحقيقة ,الرق,الاغتيالات,مناقضة القرآن للعلم,محاولة نفى التفسيرات العلمية للنصوص القرآنية,محاولة نسف النبؤات الغيبية واعتبارها اسلوب ماكر للخداع)
    لكن الالحاد النفسى مشكلة أكبر من الالحاد الفكرى,لأن الالحاد النفسى تختلف نظرته الى الادلة بخلاف الملحد الفكرى,والملحد النفسى لا تنفع معه الادلة بل يرفض كل ما يقدم له.
    اما الالحاد الفكرى فهو سيقتنع بفساد المقدمات وبفساد النتيجة وبمخالفة العلم للمنهجية الفكرية التى يسير عليها.
    أخي بارك الله فيك سأكتب كلاماً ينفعك

    لا يوجد شيء اسمه إلحاد فكري بل هو دائماً أبداً إلحاد نفسي سببه الهوى أو السخط على الرب أو الميل الشهواني أو غيرها من المقدمات

    وذلك أن البشر خاضوا معارك فكرية على مدى قرون وقد اتفقوا على وجود قوة عظمى تدير الكون واختلفوا في صفتها وخالف شرذمة قليلون وقالوا بقدم العالم ومنهم من نفى القوة العظمى ومنهم من أثبتها ، ومع ذلك هم متفقون على أن القول بحدوث العالم بعد العدم يدل على إرادة أخرجته من العدم إلى حيز الوجود بهذا الشكل

    ولو كان الأمر متعلقاً بالعلم لانتهى الخلاف منذ ظهرت نظرية الانفجار الكبير ، والنسبة الذهبية واكتشفت وظائف لعامة الأعضاء الضامرة ، واعترف عدد من العلماء الغربيين الذين كانوا كسحرة فرعون بوجود حقائق علمية في القرآن لم تكتشف إلا حديثاً وإثبات ذلك بعشرات المقالات ومئات المؤتمرات على يد الآلاف من الباحثين في آلاف الأبحاث ، واكتشاف تعقيد الدي أن أي

    لا يوجد تناسب بين المقدمة والنتيجة فكونك ترى أن هناك تعارضاً بين القرآن والعلم فأمامك عدة اختيارات

    إما أن تطعن في التفسير التقليدي للقرآن وتأخذ بمعطيات العلم كحقيقة قطعية

    وإما أن ترى أن معطى العلم ظني قابل للتغير والمناقشة ككثير من الآراء العلمية على مر الزمان ومنها نظرية الكون الثابت وعقائد اليونان حول تكون الجنين ، ودعوى أن القلب مجرد مضغة لحم

    وإما أن تكفر بالقرآن وتبحث عن الإله في دين آخر لا أن تلحد رأساً فالإلحاد هو من واحد من عشرات الاختيارات بعد استبعاد الإسلام

    ولكن المقصود حقاً الإباحية والرذيلة وأشدد على هذا ثم التذرع بذرائع عدة

    من أهمها موضوع الرق وقد كتبت كثيراً في هذا غير أن الجاهل فقط من يظن أن الرق انتهى ما دام هناك أغنياء وفقراء فالرق موجود فالغني يمكنه أن يستعبد الفقير في حال ضرورته

    حتى أن من الأمور الحاضرة في الأدب العربي الحديث والأدب الغربي قصة الفقير الذي يمنح زوجته إلى الرجل الغني لكي يستطيع إطعام أطفاله

    وما دامت المشاكل العنصرية طافحة واحتقار السود حاضر وملف العنصرية من أسخن الملفات في الدولة التي تسمى بالمتقدمة فبقايا الرق لا زالت موجودة

    ويحتاجون فعلاً لمثل حديث ( أعيرته بأمه إنك امريء فيك جاهلية )

    ولقوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

    أسامة بن زيد كان أسود وقاد جيشاً فيه أشرف قريش بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم

    وبلال سيد الجميع حتى قال عمر ( أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالاً )

    وزيد بن حارثة تزوج أم أيمن السوداء وكانت ضرتها عنده زينب بن جحش ابنة عمة النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته لاحقاً

    وبين المتدينين من المسلمين إلى اليوم لا يأنفون من الإئتمام بالأسود في الصلاة ولا من طلب العلم عنده ويسمون تعييره بلونه ( جاهلية )

    ولا يعرف في مجمتع من المجتمعات قهر للعنصرية كالذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الممارسات السابقة وغيرها

    واليوم يموتون في افريقيا من الجوع في المجاعات بينما تلقي المتقدمة بالقمح في البحر ، وتنفق المليارات على أفلام هوليود الأفلام الإباحية وفستان مومس من مومسات الفن ثمنه يكفي لإشباع آلاف البطون الجائعة

    كل شيء في الكون يشير إلى وجود الله فالعلماء في كل تخصص يقودهم البحث إلى قوانين ويستمرون لاعتقادهم أن هذا الكون مضبوط بقوانين عند اكتشافها تستفيد البشرية

    ولو لم يكن هناك إله وكانت الأمر عشوائية لما كان هناك قوانين

    ولكان البحث في الكون بمنزلة قراءة خربشات طفل لا يحسن الكتابة ، ولكن لأن الكون ككتاب دقيق وعظيم يدل على واضع له تأتي العلوم

    فأنت إذا قرأت رأيت قصيدة لشاعر مشهور يدفعك ثقتك بموهبته إلى التأمل في هذه القصيدة واستخراج مواطن الجمال ، وهكذا يتعامل العلماء مع الكون ولله المثل الأعلى

    عامة الأدبيات وقصص الأبطال مبنية على قاعدة العدالة وأن الخير يغلب الشر وأن الظالم لا بد له من يوم يقتص به منه ، وأنه لا توجد جريمة كاملة

    فمن هو واضع هذه القواعد كلها غير إله عادل يريك أحياناً ما يقع للظالم من كونه يقتص منه بمثل ما فعل بالناس مشيراً إلى نفسه بأن ذاته علية وهو محب للعدل وسيأتي يوم العدل الكامل حيث لا يظلم أحد أبداً ويقتص من كل الظلمة تفصيلياً

    ولماذا يحب البشر العدل ويطربون لقصص العدل إلا من شيء أودعه فيهم ذلك الإله العادل إلا من انتكست منهم فطرته

    ومن يشاهد رسمة جميلة لا يشك أنه رسمها رسام متقن فكيف بهذا الكون

    بل كون الكون فيه خير وشر وصداقة وعداوة وإنصاف وظلم هذه الثنائيات كلها من صنع حكيم خبير ، فبضدها تتبين الأشياء ولولا كان الأمر خير فقط لصار مملاً ولما عرفت قيمة الخير ، ولما تمحص الناس في الصراعات

    والكلام ذو شجون والذي أريد قوله أن بعض الشباب البطال عن طريق إحداث شذوذ ، ويسعد بلقب أشهر ( ملحد عربي ) لا ينبغي أن يؤبه لهم كثيراً ولا أن تسمى الحالة التي فيها فكراً

    وتأمل أحوالهم ترى البذاءة والطرح الجنسي حاضراً في عامة أحوالهم ولو تستر بعضهم قليلاً فلا بد أن ينكشف

  5. #5

    افتراضي

    مقال رائع وجزاك الله خيرا على نقله، أود أن أطرح بعض الأمور تتعلق بالمقالة لزيادة الفائدة وقد يكون فيها بعض التكرار.
    س: هل يمكنك أن تثبت بطريقة علمية وجود الله؟
    ج: إن الطرق العلمية في الإثبات، قد أُوجدت لشرح ووصف الظواهر الطبيعية، فهي لا تمتّ إلى خالق الكون بصلة. فيكون طلبكم من أساسه غير منطقي.
    وعلى كل، فإن الطرق العلمية لا يمكنها أن تثبت جميع ما هو موجود في الطبيعة! فهل يمكن لك مثلا إثبات أن جدّ جدّ جدّك كان موجودا؟ الكثيرون يجيبون بنعم، عن طريق الحموض النووية والبقايا العظمية، أو شجرات العائلة، ولكن ما هو الإثبات العلمي الباتّ لكل خصام؟ لا شيء، إلا ذات الوجود لذلك الجدّ بحدّ ذاته.
    نعم لا يمكن اثبات أن الله بطريقة علمية تجريبية مباشرة كما أشار كاتب المقالة، لكن يمكن منطقيا اثبات وجود قوة عاقلة سبب وجود هذا الكون بدقته المتناهية المناسبة لعيش الكائنات الحية.
    أما اثبات وجود الله، فلا يتم اثباته إلا عن طريق النقل، فالقرآن والسنة أتونا عن طريق أخبار الثقات المتواترة، وحال من يرفض القرآن والسنة، كحال الشخص الذي يرفض التاريخ بل كحال الشخص الذي يرفض العلوم الحديثة. لأننا نتعلم هذه العلوم من الكتب الموثوقة، وكذلك من أصحاب الخبرة في المجالات العلمية، فحال أخبارهم كحال أخبار الثقات.

    س: إن استدلالك يَبطُل بفيزياء الكم، إن الحوادث لا تحتاج إلى سبب.كما قال ستورمارك: "يوجد إشارات على أن بعض العمليات تفتقد السببية".
    ج: كلا.
    إن استنتاج اللاسببية لم تأت بها البحوث العلمية، فلا تُدرج في قائمة الحقائق العلمية. وكذلك فإن مزاعمهم في ذلك مستحيلة الإثبات، فهل حصل الحادث بلا سبب بتاتا، أم أننا نفتقد العلم بوجود السبب؟ (فعدم علمك بالشيء ليس علما بالعدم).
    ولمن أراد التوسع في الموضوع فليقرأ الدرس الذي ألقاه ماكس بورن في حفل جائزة نوبل "The Statistical Interpretations of Quantum Mechanics" وبذلك تفهمون معنى مصطلح "اللاسببية" وأنه عبارة عن استسلام وتخلٍ عن البحث عن فهم الحوادث على طريقة نيوتن، فيما يتعلق بمسارات الجسيمات، والانهماك بدلا عنه في وضع جداول إحصائية ترصد سلوكها.
    س: إن فيزياء الكم تثبت بأن العقل والمنطق لا يصلحان في أغلب الأحوال. فما هو جوابكم؟
    ج: كلا، إن هذا لسوء فهم. فلا يمكن لفيزياء الكم أن تأتي بذلك. لأنها عبارة عن مشاهدات وأرصاد لعوارض ذات آليات لا نفهمها. فالنموذج المستخدم اليوم في علم فيزياء الكم هو ما يسمى بنموذج كوبنهاغن الذي يأخذ بالتفسيرات المغرقة في تتبع السلوك. (وهذا يختلف بدوره عما تبناه آينشتاين). فهذا النموذج يرفض بشدة اتخاذ أي اعتمادات حثيثة فيما يخص أسباب تلك الأرصاد.
    ومرة أخرى أنصحكم بقراءة درس ماكس بورن الملقى في حفل جائزة نوبل، لتتبين لكم الخلفيات الأساسية حول فيزياء الكمّ.
    من سلوك الالكترونات في المستوى الذري، لاحظ العلماء عدم قدرتهم على التنبأ من حركتها في المستقبل، وهذا وضع العلماء في موضع محرج، لأن عدم قدرتهم على التنبأ بحركة شيء ما كان يخالف الفيزياء التقلدية ويخالف الفلسفة الحتمية التي تتدعي أن كل شيء معروفة نهايته لأن له سبب واحد. ولذلك، فحتى يتخلص العلماء من هذه الحالة اللاحتمية، ظهرت تفسيرات عديدة حتى ترجع سلوك الإلكترونيات للحالة الحتمية ومنها تفسير كوبنهاغن. هذا مجرد تفسير من عدة تفاسير حاولت تفسير ميكانيكا الكم وهي قابلة للأخذ والرد ويمكن حينها الترجيح في التفسير الذي لا يخالف المنطق. واللاحتمية لا تأتي إلا من اثنتين، إما من العشوائية أو الإرادة الحرة. ومؤخرا، ظهر تفسير يقول أن السلوك الذرات في الواقع غير حتمي، لأنه قائم على حرية الإرادة وهذا التفسير ومع غرابته أراه أكثر رجحانا من غيرها من التفسيرات.

    ولمن أراد التوسع في الموضوع فليقرأ الدرس الذي ألقاه ماكس بورن في حفل جائزة نوبل "The Statistical Interpretations of Quantum Mechanics
    هل من رابط لهذا الدرس حتى يسفيد منه الجميع هنا، وجزاك الله خيرًا.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و الله إن الخاتمة لقاصمة ! بسبب هشاشة الإلحاد و خوائه يلجأ الملاحدة للطعن في الأديان عامة و الإسلام خصوصاً . لكنك لا تكاد تجدهم يدعون إلى إلحادهم لأنه يأمر بخير أو ينهى عن شر . أما من حاول التذاكي منهم بأن كل الخير في الإلحاد فكذاب أشر و لا يستطيع أن يؤسس لأخلاقه هذه من الإلحاد الفارغ بأي حال من الأحوال . فالملاحدة يريدون منا أن نترك اليقين لنركن إلى الشك و الخواء و العبثية .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء