المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهجية الرد على منكرى النبوة



القلم الحر
08-11-2014, 07:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من اروع ما طالعت رد منهجى على كتاب الشخصية المحمدية المنسوب للرصافى
و هو رد بديع منيع يعلمنا كيف نفكر تفكيرا سويا و نكتشف المغالطات

القلم الحر
08-11-2014, 07:58 PM
يرى الكاتب، معروف الرصافي، أنَّ الغاية ‏التي يرمي إليها محمد ‏(ص)‏ من الدعوة إلى توحيد الله ‏الذي لا شريك له، هي إحداث نهضة عربية دينية ‏اجتماعية سياسية: عربيةَ المبدأ، عالمية المنتهى(‏ ‏). ‏واستدلَّ على ذلك بما جاء في سيرة ابن هشام وفي ‏السيرة الحلبية، وما ادِّعاءُ محمد ‏(ص)‏‏ الرسالة ‏والوحي، وما التشدُّدُ على قومه في موضوع ‏الشرك بالله إلاَّ لتوحيدهم وتكوين قوَّة منهم، قادرة ‏على تحقيق غايته. ولـمَّا كانت الوحدة الدينية ‏مجرَّدة وغير كافية لإنهاضهم، جعل لها من ‏المرغِّبات المادية والمعنوية، واعتمد في دعوته ‏على المكوِّنات الأساسية لشخصيته، مثل: الذكاء، ‏وقوة الخيال، وعمق التفكير، بالإضافة إلى ما تلقَّاه ‏من أهل الكتاب، وما اكتسبه أثناء أسفاره الكثيرة، ‏وما تعلَّمه أيضا من الأعجميِّ من المعاني التي كان ‏يركِّبها ويصوغها بلسان عربي مبين(‏ ‏)، على أنَّها ‏وحي من الله. ‏
وعلى الرغم من التكذيب الواضح للرسالة ‏المحمدية يصرِّح الكاتب بأنَّ محمدا ‏(ص)‏صادق في ‏كلِّ ما قاله، ليس لأنَّ أقواله مطابقة للواقع، بل ‏لأنـَّه كان مصلحا لا يريد إلاَّ المصلحة العامَّة. وما ‏الصدق إلاَّ موافقة المصلحة العامَّة وإن خالف ‏الواقع، والكذب هو ما خالف المصلحة العامة وإن ‏وافق الواقع(‏ ‏).‏
ومن خلال دراستنا التحليلية النقدية توصَّلنا ‏إلى اكتشاف نقائص كثيرة في مواقف الكاتب، من ‏أبرزها ما يلي:‏
أ.التناقضات. ‏
ب.المغالطات.‏
ج. الأحكام المسبقة
د. مسألة تحتاج إلى توضيح. ‏

يتبع باذنه تعالى

د. هشام عزمي
08-12-2014, 09:38 AM
متابع أخي القلم الحر ..

القلم الحر
08-12-2014, 02:03 PM
شكرا لمروركم الكريم

muslim girl1432
08-12-2014, 02:51 PM
متابعة باذن الله

القلم الحر
08-13-2014, 01:47 AM
مرحبا بك

القلم الحر
08-13-2014, 01:49 AM
أ. التناقضات: ‏
من خلال التحليل النقديِّ لصفحات كتاب ‏الشخصية المحمدية، أو اللغز المقدس، ظهرت ‏تناقضات كثيرة، سنكتفي بعرض بعضها كعينة: ‏
التناقض الأول
حول صفات الشخصية المحمدية
وصف الكاتب الرسول ‏‏ بمجموعة من ‏الصفات المميزة لشخصيته، أهمها:‏
‏1. «محمد بن عبد الله عظيم عظماء ‏البشر»(‏ ‏).‏
‏2. «أعظم رجل عرفه التاريخ»(‏ ‏).‏
‏3. «أنَّ تلك الشخصية العظمى التي يمثِّلها ‏شخص محمد بن عبد الله في بني آدم قد اجتمع فيها ‏من عناصر الكمال البشريِّ ما لم يعرف التاريخ ‏اجتماعه في أحد قبله»(‏ ‏).‏
إنَّ ما يجمع بين هذه الصفات الثلاثة ‏للشخصية المحمدية، كما يصفها الكاتب، هي صفة ‏الكمال البشريِّ، الذي لم يعرف التاريخ شخصا ‏اتصف به قبله. ولا يجادل أحد في أنَّ صفة الصدق ‏هي من أهمِّ صفات - أو مكونات - الكمال ‏البشريِّ، بالإضافة إلى صفة الأمانة، وصفة العدل. ‏وهي صفات عُرف بها محمد ‏(ص)‏، وشهد له بها من ‏عرفه، حتى أعداؤه.‏
لنقارن هذه المجموعة من الصفات بمجموعة ‏أخرى ذكرها الكاتب نفسه، وهي: ‏
‏1. «اخترع محمد كلمة التوحيد»(‏ ‏). ‏
‏2. «تفـنَّن بآياته القرآنية ما شاء الخيال أن ‏يتفنن في وصف الجنة»(‏ ‏).‏
‏3. «كان يطلب الملك والسلطان لقريش من ‏وراء دعوته الدينية»(‏ ‏). ‏
ما يجمع بين عناصر هذه المجموعة الثانية ‏هو صفة الكذب؛ لأنـَّه اخترع كلمة التوحيد، ‏واخترع القرآن بقوَّة خياله، وقال: هو وحي من ‏الله، ولم يوح إليه شيء: "ومن أظلم ممن افترى ‏على الله كذبا أو قال أوحي إليَّ ولم يوح إليه ‏شيء".»(‏ ‏).‏
إذن، من يدَّعي الوحي وهو في الحقيقة لم ‏يوح إليه شيء فهو كاذب، وأكبر ظالم، وخائن ‏للأمانة. فإذا كان الكمال البشري من صفاته: ‏الصدق، والعدل، والأمانة. وهي صفات مناقضة ‏للكذب، والظلم، والخيانة. فكيف يكون محمد بن ‏عبد الله صادقا وعادلا وأمينا، ثم كاذبا وظالما ‏وخائنا في آن واحد؟
هل يمكن للباحث عن الحقيقة أن يقع في هذا ‏التناقض!‏

بن حيان
08-13-2014, 10:34 AM
رائع ما شاء الله تبارك الله

استمر أخي

القلم الحر
08-14-2014, 01:32 PM
موقف الكاتب من بعض المصادر
إنَّ الاستعمال المفرط الملحوظ لبعض ‏المصادر، والاعتماد عليها بصورة غير نقدية، في ‏إصدار أحكام قطعية وُثوقِية، في مسائل دقيقة ‏وحسَّاسة في آن واحد، أمر يحتاج إلى عملية ‏تحليلية موضوعية. ‏
فعلى سبيل المثال، وقعت الإشارة في ‏الهوامش إلى السيرة الحلبية مائة مرَّة تقريبا، تليها ‏سيرة ابن هشام. ‏
أمَّا المصادر والمراجع الأخرى المختصَّة في ‏هذا الموضوع مثل: كتب التفسير، وكتب الحديث ‏المشهورة، فلم يعتمد عليها إلاَّ قليلا. ‏
إنَّ هذه الملاحظة تدفعنا إلى طرح السؤال ‏حول القيمة العلمية الحقيقية لهذا الصنف من ‏المصادر المعتمد عليها بصورة تكاد تكون كلية. ‏
والغريب في هذا الموضوع أنَّ الكاتب نفسه ‏تساءل عن القيمة العلمية للمصدرين المذكورين، ‏وأجاب بما يلي: ‏
‏1. «الذي يتعلق بسيرة محمد فإنه إنَّما كتب ‏ودُوِّن في الصحف على عهد أبي جعفر المنصور، ‏الخليفة الثاني من العباسيين، والذي كتبه هو محمد ‏بن إسحاق، صاحب المغازي والأخبار، ومنه أخذ ‏من جاء بعده من الرواة وكُتَّاب السير، فكلهم فيما ‏كتبوا عيال عليه.... فمحمد بن إسحاق لم يُدون ما ‏دونه من أخبار السير المحمدية إلاَّ بعد أن مرَّ ‏عليها من الزمن ما يزيد على مائة سنة، وقد كانت ‏هذه الأخبار في هذه المدة كلِّها تنقلها الرواة، ‏وتلوكها ألسنتهم، فكانت... ملعبَ أهوائهم، ومسرح ‏تحزُّباتهم المذهبية والسياسية، حتى وقع فيها من ‏الزيادة والنقص ما وقع، وجرى فيها من التغيير ‏والتبديل ما جرى... وتجد في الأمر الواحد ‏روايتين، إحداهما تقول بالنفي والأخرى ‏بالإثبات... ويُستثنى من ذلك القرآن، فإنـَّه جُمع في ‏عهد الخليفة الأول أبي بكر، وكُتب في المصاحف ‏في عهد الخليفة عثمان»(‏ ‏).‏
‏2. «الرواية لا تفيد العلم»(‏ ‏).‏
‏3. «لا شكَّ أنَّ الخبر إذا تداولته الرواة، وطال ‏سيره بينهم من فم إلى أذن، وطال عليه الأمد في ‏سيره وانتقاله بينهم، كان عُرضة للتغيير والتبديل، ‏بسبب ما يكون في الرواة من سوء فهم، ومن ‏ضعف حفظ، ومن ضيق وعي، وبسبب ما يعتريهم ‏من ذهول ونسيان»(‏ ‏).‏
لقد أجاب الكاتب من خلال هذه النصوص ‏بعبارات دقيقة وواضحة، عن القيمة العلمية ‏للروايات المدوَّنة في كتب السيَر، والتي بنى عليها ‏أحكامه عن الشخصية المحمدية في كلِّ جوانبها، ‏وهذا يدفعنا إلى طرح السؤال الآتي: لماذا اعتمد ‏الكاتب على المصادر المذكورة، وهو يعلم علم ‏اليقين أنَّها لا تفيد العلم؟
لا وجود لإجابة موضوعية لهذا السؤال، ‏وبالتالي فالتناقض واضح بين الاعتماد المفرط ‏على الروايات في إصدار الأحكام وبين نفي القيمة ‏العلمية عنها. ‏
فهل التناقض هو الوسيلة المناسبة للوصول ‏إلى الحقيقة؟!‏

القلم الحر
08-14-2014, 01:35 PM
حياكم الله اخى بن حيان

القلم الحر
08-14-2014, 01:36 PM
التناقض الثالث
حول موقف الكاتب من الشرك بالله
يتحدد موقف الكاتب من الشرك بالله من خلال ‏مجموعة من المقدِّمات منها: ‏
‏1. الشرك بالله جعل الناس منقسمين إلى ‏أكثرية عابدة لأقلية معبودة، وهو نوع من السقوط ‏الإنساني من طور أعلى إلى طور أدنى، ومن ‏مضارِّه شقاء العابد ونعيم المعبود(‏ ‏). ‏
‏2. القضاء على الشرك بالله يستلزم التوحيد، ‏أي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أي الرُقيَّ ‏الإنساني من طور أدنى إلى طور أعلى، أو ‏التحرُّر من عبودية المخلوق إلى عبودية الخالق، ‏وهي عبودية شريفة، وفائدتها لا تكون إلاَّ لهم(‏ ‏)، ‏‏"إنَّ الله غني عن العالمين" ‏
‏3. للناس في عبوديتهم لله فائدتان: ‏
أ. التحرُّر من المضارِّ المترتبة عن ‏العبودية لغير الله. ‏
ب. اتجاه النفس في جميع أحوالها إلى ‏الأصل الذي تفرَّعت منه، والذي هو مرجعها ‏في المنتهى(‏ ‏): "وإليه ترجعون"(‏ ‏). ‏
إنَّ هذه المقدمات التقريرية تثبتها الوقائع ‏التاريخية ولا جدال حولها، ونستطيع التعبير عنها ‏بالصيغتين اللزوميتين التاليتين: ‏
‏- الشرك بالله مضار اجتماعية وسياسية ‏ونفسية. ‏
‏- التوحيد (نفي الشرك) فواد اجتماعية ‏وسياسية ونفسية. ‏
لو تمسَّك الكاتب بما تقدَّم لكان موقفه من ‏الشرك بالله واضحا، لكنَّ انتقاله المفاجئ إلى ‏مقدِّمات جدلية إشكالية، جعل موقفه من الشرك بالله ‏غامضا، ولتوضيح ذلك سنعرض عيِّنة من ‏المقِّدمات الجدلية، منها: ‏
‏1. مهما كانت العبودية لله شريفة فإنَّ هناك ‏مرتبة أعلى منها، وهي مرتبة الفناء في الحقيقة ‏اللانهائية، التي هي ذات الله، وعنوان هذه المرتبة ‏‏(لا موجود إلا الله)، وهي المعبَّر عنها عند فلاسفة ‏الإسلام بـوحدة الوجود(‏ ‏). ‏
إنَّ الطابع الجدليَّ الإشكاليَّ لهذه المقدمة لا ‏يحتاج إلى توضيح، فهي محلُّ جدل بين المتكلمين ‏والفلاسفة والمتصوِّفة، انقسموا حولها إلى فرق ‏ومذاهب شتى، كفَّر بعضهم بعضا؛ لأنـَّها قد تؤدِّي ‏إلى دعوى الحلول أو الاتحاد، كما قد تؤدِّي إلى ‏الشرك بالله. ‏
‏2. لقد عبَّر محمد عن وحدة الوجود في القرآن ‏بقوله: "هو الأول والآخر والظاهر والباطن"(‏ ‏). ‏هذه المقدمة مبنية على تفسير خاصٍّ للآية القرآنية ‏الكريمة، يجعلها تدعم مبدأ وحدة الوجود، وهي ‏مقدِّمة ذات طابع جدلي؛ لأنَّ هذا التفسير غير ‏مقبول من قبل بعض المفسرين على الأقل. ‏
‏3. إنَّ الغاية التي يرمي إليها محمد من الدعوة ‏إلى توحيد الله... هي إحداث نهضة عربية دينية ‏اجتماعية سياسية(‏ ‏).‏
ويستنتج الكاتب هذه المقدمة من بعض الروايات ‏المدونة في كتب السيرة المحمدية، ومن المعلوم أنَّ ‏هذه الروايات لا تفيد العلم
فسه، ‏وبالتالي فهي مقدمة جدلية. ‏
‏4. إذا علمتَ ما يريد محمد من وراء دعوة ‏قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، علمتَ سبب ‏تشديده عليهم إنكار الشرك بالله(‏ ‏). ‏
هذه المقدِّمة تجعل محاربة الشرك بالله وسيلة ‏لخدمة الغاية السياسية والاجتماعية، وليست غايةً ‏‏(إرجاع النفس الإنسانية إلى أصلها الذي تفرَّعت ‏منه، وتحريرها من عبودية المخلوق) (‏ ‏)، ‏وطابعها الجدلي واضح لا يحتاج إلى شرح أو ‏تحليل. ‏
وبناءً على هذه المقدمات الجدلية يستنتج ‏الكاتب نتيجة غريبة مناقضة لموقفه السابق من ‏الشرك بالله، وما يترتب عنه من الأضرار المادية ‏والمعنوية، إذ يقول: «إنَّ الشرك بالله لا يضرُّ ‏الناس شيئا، كما أنـَّه لا يضرُّ الناس مضرَّة مادية، ‏وإن كان عبثا مُزريا بهم»(‏ ‏). وهو تناقض ‏صريح، إذ ينفي ما تقرَّر سابقا بالنسبة إلى الشرك ‏بالله. ‏
إنَّ الوقوع في هذا التناقض ناتج عن الانتقال ‏من مقدِّمات تقريرية إلى مقدِّمات جدلية. ‏

القلم الحر
08-15-2014, 12:11 PM
التناقض الرابع
موقف الكاتب من الرسالة المحمدية
يتضح موقف الكاتب من الرسالة المحمدية ‏من خلال المقدمات الآتية: ‏
‏1. كلُّ الروايات المدونة في كتب السيرة ‏المحمدية تعرَّضت للتحريف وللزيادة والنقصان، ‏ويُستثنى القرآن الكريم من ذلك(‏ ‏). ‏
هذه المقدِّمة تثبت سلامة القرآن الكريم من ‏التحريف، وتنفي الاعتماد على كتب السيرة بسبب ‏التحريف الذي تعرَّضت له. ‏
‏2. «كان محمد واسع الخيال قويَّه جدا... فإذا ‏تفكر في أمرٍ تخيَّله وتصوَّره، وأخذ يصوِّره للعيان ‏حتى يكون كأنه يراه بعينيه، ويسمعه بأذنيه، ‏ويلمسه بيديه»(‏ ‏). ‏
‏3. «وأعظم دليل على سعة خياله وقوَّته ما ‏جاء في القرآن... من وصف الجنة وجهنم... ولا ‏ريب أنَّ الجنة التي وصفها محمد بأوصافها الباهرة ‏المعلومة إنَّما هي من بنات خياله الواسع»(‏ ‏). ‏
. «ومن الدليل على قوَّة خياله ...ما جاء في ‏الأخبار عن بدء الوحي من رؤيته جبريل في أفق ‏السماء»(‏ ‏). ‏
‏5. يرى الكاتب أنَّ محمدا ‏(ص)‏لم ير جبريل في ‏أفق السماء، بل في ذهنه ونفسه، وسمع منه ما كان ‏يفكر فيه(‏ ‏). ‏
إنَّ هذه المقدمات تنفي - صراحةً - الوحي من ‏الله إلى الرسول ‏(ص)‏‏ بواسطة جبريل، أو بأيِّ طريقة ‏أخرى. وتُرجِع ما جاء في القرآن الكريم إلى قوَّة ‏خيال محمد ‏(ص)‏‏.‏
ويستدل الكاتب على صدق مقدِّماته ببعض ‏الأمثلة على سعة خيال محمد وقوته، منها على ‏سبيل المثال: وصف الجنة وجهنم، وتخيل جبريل ‏عليه السلام... ‏
ويعتبر الكاتبُ هذه الأمثلة أدلة على قوة خيال ‏محمد وسعته، فهو يرى المثال دليلا، وهذا ‏مرفوض لغويا ومنطقيا. ‏
فمن الناحية اللغوية: المثالُ هو توضيح شيء ‏بما هو معروف، أمَّا الدليل فهو ما يبرهن به على ‏المطلوب. ‏
ومن الناحية المنطقية: فالمثال لا يثبت شيئا ‏ولا ينفيه، ولا يوصف بالصدق أو الكذب، أمَّا ‏الدليل فيُثبت أو ينفي شيئا عن شيء، بواسطة ‏الطرق والقواعد المنهجية المناسبة، ويوصف إمَّا ‏بالصدق أو الكذب. ‏
ويمكن أن يُستعمل المثال لتوضيح الدليل، ولا ‏يمكن منطقيا أن ينوب عنه أو يحلَّ محلَّه أبدا، ‏لأنهما مقولتان من نمطين مختلفين.‏
المثال من نمط الفهم، والدليل من نمط ‏منطقي.‏
والنتيجة هي: لا وجود لدليل على أنَّ القرآن ‏الكريم هو من خيال محمد ‏(ص)‏‏
إنَّ ما قدَّمه الكاتب هو أمثلة توضيحية فقط، ‏لِما افترضه من قبل بالنسبة إلى قوة الخيال؛ ولكنَّه ‏لم يثبت شيئا في النهاية. وبدلا من القول إنَّ محمدا ‏(ص)‏ كاذب، انتقل إلى تعريف خاصٍّ للصدق ‏والكذب، وهو أنَّ الصدق ليس ما وافق الواقع(‏ ‏)، ‏بل الصدق هو ما وافق المصلحة العامَّة وإن خالف ‏الواقع. والكذب هو ما خالف المصلحة العامَّة وإن ‏وافق الواقع(‏ ‏). ‏
وفي نظر الكاتب إنَّ محمدا ‏(ص)‏صادق في كلِّ ‏ما أخبر به، ليس بمعنى أنَّ أقواله وأخباره مطابقة ‏للواقع بمفهوم الصدق المنطقي والعلمي، بل بمفهوم ‏الصدق الموافق للمصلحة العامَّة؛ لأنَّ محمدا ‏(ص)‏‏ لم ‏يكن يقصد إلاَّ المصلحة العامَّة من وراء دعوته ‏إلى توحيد الله. والنتيجة هي أنَّ الكذب المبرَّر ‏بالمصلحة العامَّة يكون صدقا، أي أنَّ القضية ‏الواحدة تكون كاذبة بمخالفتها للواقع، وصادقة ‏بموافقتها للمصلحة العامَّة. ‏
ولا بدَّ من طرح السؤال الآتي:‏
كيف يمكن التحقُّق من موافقة القضية ‏للمصلحة العامَّة أو عدم موافقتها لها؟‏
فلا يمكن التحقق من مطابقة القضية للمصلحة ‏العامَّة ما لم تكن محقَّقة في الواقع، وإلاَّ بقيت ‏فرضا ذهنيا غير محقَّق. إذن التحقُّق عن طريق ‏المطابقة أو عدم المطابقة مع الواقع لا مفرَّ منه، ‏وإلاَّ وقعنا في تناقض لا يقبله العقل السليم.‏
إنَّ تبرير الكذب بالمصلحة العامَّة لا يحوِّله ‏إلى صدق بأيِّ حال من الأحوال؛ لأنَّ المبرر ‏والصدق مقولتان تنتميان إلى نمطين مختلفين: ‏
فالمبرر من نمط سيكولوجي اجتماعي لا ‏يرقى إلى مستوى الكلية (‏universality‏)‏‎ ‎‏ فهو يخضع ‏لعادات وتقاليد ومصالح الأفراد والمجتمعات. ‏
أمَّا الصدق فهو من نمط منطقي كلي‎ ‎‏(‏universal‏)‏‎ ‎أي ينتمي إلى القاسم المشترك بين كلِّ ‏أفراد الإنسانية المتميزين بالعقل، ويقاس الصدق ‏بعلاقته مع الواقع المشترك بين جميع أفراد ‏الإنسانية. ‏
إنَّ الانتقال من نمط إلى آخر يؤدِّي إلى ما ‏يعرف في المنطق المعاصر بالنقائض ‏‏(‏antinomies‏) وهي أخطر من التناقض؛ لأنَّ حلَّها ‏يستلزم تقنيات منطقية متطورة جدًّا.‏
وفي الختام اتَّضح موقف الكاتب من الرسالة ‏المحمدية، وقد انطوى على تناقضات ونقائض ‏اكتفينا بعرض وتحليل بعضها، وسننتقل إلى ‏الصنف الثاني من النقائص التي أشرنا إليها في ‏الملخص وهي المغالطات المنطقية:‏

القلم الحر
08-17-2014, 03:41 PM
ب. المغالطات المنطقية: ‏
إنَّ المنهج التحليليَّ النقديَّ الذي سلكناه كشف ‏لنا مجموعة أخرى من النقائص المنطقية، وهي ما ‏يعرف بالمغالطات المنطقية، وسنكتفي بعرض ‏عيِّنة وتحليلها لتوضيح ذلك. ‏
أ. مغالطة العكس غير المشروع، أو العكس ‏المستوي:‏
‏1. بالنسبة إلى الصدق والمصلحة العامَّة: لا ‏يجادل عاقل في أنَّ للصدق نتائج وفوائد تعود ‏بالخير والمنفعة على المصلحة العامَّة. أمَّا الذي ‏يجب توضيحه هنا، هو أنَّ المصلحة العامَّة مهما ‏كانت مفضَّلة فهناك درجة أعلى منها، وهي درجة ‏القيمة (‏Value‏)‏‎ ‎فالصدق قيمة أخلاقية توجِّه السلوك ‏الإنسانيَّ وتقوِّمه، وكذلك هو قيمة منطقية توجِّه ‏التفكير وتقوِّمه، وهذه القيمة المزدوجة هي التي ‏تعطي للصدق محتواه الحقيقيِّ، وتحرِّره من ‏النزعة النفعية البراغماتية الضيقة المبنية على ‏المغالطة الآتية: ‏
‏«إذا كان الصدق محقِّقا للمصلحة العامَّة فكلُّ ‏ما يحقِّق المصلحة العامَّة صدق»(‏ ‏)، وهو عكس ‏غير مشروع منطقيا وتاريخيا. فمن الناحية ‏المنطقية القضية الكلية لا تُعكس إلى قضية كلية ‏إلاَّ إذا كانت كلية سالبة، أمَّا من الناحية التاريخية ‏فقد استُخدمت المصلحة كمبرِّر لاستعمار الشعوب ‏ونهب خيراتها، وتحويلها إلى عبيد.‏
. بالنسبة إلى الفضائل والمصلحة العامَّة: ‏يتبنَّى الكاتب موقف النزعة النفعية، وهو الموقف ‏الذي يجعل الفضائل مشروطة بتحقيق المصلحة ‏العامَّة. فبالإضافة إلى أنَّ المصلحة العامَّة ليست ‏واضحة، وقد تُستخدم كمبرِّر للرذيلة، فالنزعة ‏النفعية لا تعرِّفنا بطبيعة الفضيلة، بل بنتائجها، ممَّا ‏يؤدِّي إلى تكرار المغالطة السابقة، أي: «كلُّ ‏فضيلة تحقِّق المصلحة العامَّة، وكلُّ ما يحقِّق ‏المصلحة العامَّة فهو فضيلة»(‏ ‏). واجتنابا للوقوع ‏في هذه المغالطة يجب تحديد مفهوم الفضيلة أولا، ‏ثم ما ينتج عنها بحكم طبيعتها، وهذا الفصل بين ‏الفضيلة وما ينتج عنها من منفعة ومصلحة عامَّة، ‏هو تحرير للفضيلة كقيمة أخلاقية إنسانية، أي أنَّ ‏المصلحة العامَّة ليست شرطا للفضيلة، وبعبارة ‏منطقية نقول: ‏
إذا كانت الفضيلة بطبيعتها تحقِّق المصلحة ‏العامَّة، فليس كلُّ ما يحقِّق المصلحة العامَّة ‏فضيلة.‏
ويمكن إضافة سبب رئيسٍ لذلك وهو أنَّ ‏المصلحة العامَّة نسبية، وهذه النسبية قد تجعل ‏مصلحة الأقوى فضيلة مبرَّرة ومفروضة بالقوَّة، ‏كما حدث في الماضي، ويحدث الآن في مناطق ‏كثيرة من العالم.‏

القلم الحر
08-18-2014, 02:45 PM
ب. مغالطة الخروج عن الموضوع: يسلِّم ‏الكاتب بأنَّ القرآن الكريم مستثنى من التغييرات ‏والزيادات والتحريفات التي تعرَّضت لها الروايات ‏المدوَّنة في الكتب التي تناولت السيرة ‏المحمدية(‏ ‏).‏
تُعتبر هذه المسلَّمة، من الناحية المنهجية، أهمَّ ‏خطوة في حلِّ اللغز المقدَّس(‏ ‏). بما أنَّ الكاتب ‏يتعامل مع القرآن الكريم كما يتعامل مع أيِّ نصٍّ ‏تراثيٍّ، ومن هنا يجب التقيُّد بالمنهجية المتَّبعة في ‏تحقيق النصوص والمخطوطات التراثية، وتتميَّز ‏هذه المنهجية بخطوتين أساسيتين هما:‏
أولا- التحقَّق من صحَّة النصِّ، ومطابقته ‏للنصِّ الأصليِّ.‏
ثانيا- التحقَّق من صحَّة المصدر المنسوب ‏إليه.‏
بما أنَّ الكاتب يسلِّم بصحَّة الخطوة الأولى ‏التي هي شرط أساسيٌّ للانتقال إلى الخطوة الثانية ‏المتعلِّقة بصحَّة المصدر المنسوب إليه أو عدمها، ‏فالسؤال الأساسيُّ الذي يتركَّز حوله البحث هو ‏الآتي:‏
أنسبة القرآن الكريم إلى الله عزَّ وجلَّ هي ‏نسبة صحيحة؟ أم أنَّ القرآن الكريم من إنتاج قوَّة ‏خيال محمَّد ‏(ص)‏، كما يرى الكاتب؟
فمن المعلوم لدى المحقِّقين في النصوص ‏التراثية أنَّ التحليل النقديَّ لتلك النصوص يجب أن ‏يتناول النصَّ من جميع النواحي: اللغوية، والعلمية، ‏والمنطقية، والتاريخية... وتحليلها ومقارنتها ‏ونقدها نقدا موضوعيا، للوصول إلى نتيجة ‏واضحة تثبت أو تنفي نسبة المصدر. فهل قام ‏الكاتب بإنجاز هذه الخطوة المكمِّلة للخطوة الأولى ‏التي لا جدال حولها؟
لم نعثر، على الأقلِّ، في الصفحات التي ‏درسناها، ما يشير إلى ذلك. فما قام به الكاتب هو ‏خروج حقيقيٌّ عن موضوع البحث، وقد لجأ إلى ‏أسلوب "مغالطة الخروج عن الموضوع". فانطلق ‏من إنكار نسبة القرآن الكريم إلى الله عزَّ وجلَّ، ‏ونسبته إلى قوَّة خيال الرسول ‏(ص)‏، معتمدا في ذلك ‏على تأويل الروايات المدوَّنة في كتب السيرة ‏المحمَّدية، رغم انتقادها ورفضها كمصدر للعلم(‏ ‏). ‏
ولم يتناول الكاتب، لا من قريب ولا من بعيد، ‏النصَّ القرآنيَّ بالتحليل والنقد، كما تقتضي ‏المنهجية السليمة التي أشار إليها القرآن الكريم: ‏‏"أفلا يتدبَّرون القرآن ولو كان من عند غير الله ‏لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"(‏ ‏). ‏
لم يثبت الكاتب أنَّ القرآن الكريم من عند غير ‏الله بتدبُّره، أي بدراسته دراسة تحليلية نقدية ‏موضوعية تُبرز الاختلافات الموجودة، إن كانت ‏موجودة فعلا، بل خرج كلية عن مناقشة النصِّ ‏القرآني، معتمدا على تأويل بعض الروايات ‏المطعون في صحَّتها. وهذا ما يسمَّى عند ‏المناطقة بمغالطة الخروج عن الموضوع.‏

القلم الحر
08-18-2014, 02:48 PM
ج. مغالطة الدور الفاسد: «كان محمَّد واسع ‏الخيال قويَّه جدًّا»(‏ ‏). هذا الحكم يحتاج إلى دليل. ‏فما هو الدليل الذي بنى عليه الكاتب حكمه هذا؟.‏
‏«وأعظم دليل على سعة خياله وقوَّته ما جاء ‏في القرآن وفي الأحاديث النبوية، من وصف الجنَّة ‏وجهنَّم، ولا حاجة إلى إيراده هنا؛ لأنَّه معلوم ‏مذكور في الكتب»(‏ ‏). ‏
هذا ليس دليلا، بل هو حكم مسبق على أنَّ ما ‏جاء في القرآن الكريم من وصف الجنَّة وجهنَّم هو ‏من سعة خيال محمَّد ‏(ص)‏ وقوَّته، وهذا الحكم يحتاج ‏إلى دليل يثبته وينفي صفة الوحي عنه، ودليل ‏الكاتب هو ما يلي: ‏
‏«ولا ريب أنَّ الجنَّة التي وصفها محمَّد ‏بأوصافها الباهرة المعلومة هي من بنات خياله ‏الواسع القويِّ»(‏ ‏).‏
وهنا يتضح الدور الفاسد الذي وقع فيه ‏الكاتب: ‏
فهو يستدلُّ على صفة الحكم: (محمَّد واسع ‏الخيال قويه جدا) بما جاء في القرآن الكريم من ‏أوصاف الجنَّة وجهنَّم.‏
ويستدلُّ على أنَّ تلك الأوصاف هي من بنات ‏خياله الواسع القويِّ. ‏
وصورة الدور الفاسد هو كما يلي: ‏
‏(محمَّد واسع الخيال قويه جدا)؛ لأنَّه وصف ‏الجنَّة بأوصاف باهرة.‏
‏(ووصفَ الجنَّة وجهنَّم بأوصاف باهرة)؛ لأنَّه ‏واسع الخيال قويه جدا.‏
يلاحظ أنَّ الحكم والدليل متطابقان، ولا وجود ‏لدليل يثبت أو ينفي أيَّ شيء. فلم يثبت الكاتب أنَّ ‏محمَّدا ‏(ص)‏‏ كان واسع الخيال قويه جدا كما زعم، ‏ولم ينف صفة الوحي من الله. فكلُّ ما قام به ‏الكاتب هو مغالطة الدور الفاسد.‏
وسنكتفي بهذه العينة من المغالطات الرئيسة، ‏وننتقل إلى نوع آخر من النقائص في هذا ‏الموضوع صنفناها تحت عنوان: الأحكام المسبقة.‏

الباحثة عن الله
08-19-2014, 12:33 AM
رائع جزاك الله خير هناك الكثير من الكتب التي تعتبر نوع من السموم الله يقينا شر اهلها وشر نواياهم السيئة للأمة

القلم الحر
08-19-2014, 02:17 PM
و جزاك الله خيرا اختاه

القلم الحر
08-21-2014, 01:16 AM
ج. الأحكام المسبقة: ‏
يرى بعض الباحثين في ميدان المنطق ‏ومناهج البحث أنَّ الحكم المسبق هو نوع من أنواع ‏المغالطات لا غير؛ لأنَّ كلاًّ منهما يهدف إلى إقناع ‏القارئ أو المخاطَب وجعله يعتقد جازما بصحَّة ‏الحكم الذي هو فاسد في حقيقته.‏
إنَّ هذا الهدف المشترك لا يكفي لاختزال ‏الحكم المسبق في المغالطة؛ لأنَّ كلاًّ منهما يبنى ‏بوسائل خاصَّة وتقنيات مناسبة لطبيعته، فمن ‏الناحية المنهجية نكتشف المغالطة بواسطة قواعد ‏محدَّدة، أمَّا الحكم المسبق فلا يُكتشف بقواعد ‏محدَّدة، بل يتطلَّب اكتشافه جهدا فكريا تحليليا ‏دقيقا. ‏
ومن المعلوم منطقيا، أنَّ المغالطة تُكتشف من ‏خلال صورتها الفاسدة بعد إفراغها من محتواها ‏الفكري، وتصنَّف المغالطات المشهورة في ‏مجموعاتٍ بناءً على صورها المشتركة(‏ ‏).‏
إنَّ عدم خضوع الحكم المسبق لقواعد محدَّدة ‏يجعله أخطر من المغالطة. بالإضافة إلى ذلك فهو ‏من طبيعة تركيبية معقَّدة جدًّا، تشمل عناصر تنتمي ‏إلى أنماط سلوكية متنوعة: سيكولوجية، وثقافية، ‏ودينية، ومعرفية، وتاريخية، في صورة أفكار ‏مسبقة كمقدِّمات دوغماتية ونتائج في آن واحد. ‏فهي أحكام جاهزة قبل الاطلاع على الموضوع ‏ودراسته. ‏
إنَّ المنهجية المناسبة لاكتشاف الأحكام ‏المسبقة وتفادي الوقوع تحت تأثيرها هي اتباع ‏المنهج التحليلي النقدي المقارن، الذي يؤدِّي إلى ‏إبراز عناصر الحكم المسبق وتمييزه بوضوح تامٍّ عن ‏الحكم السليم القائم على مقدِّمات أو معطيات ‏موضوعية لا جدال حولها، تلزم عنها نتائج بواسطة ‏وسائل محدَّدة. ولتوضيح ما سبق ذكره حول الحكم ‏المسبق سنقوم باختيار عيِّنة من الأحكام المسبقة ‏الواردة في هذا الكتاب، وقد تمَّ تصنيفها كما يلي:‏
‏1. أحكام مسبقة حول الشخصية المحمَّدية.‏
‏1.1. أحكام حول الخصائص الأساسية للشخصية ‏المحمدية.‏
‏2.1. أحكام حول الخصائص المكتسبة للشخصية ‏المحمدية.‏
‏2. أحكام مسبقة حول الرسالة المحمدية

‏ 1.2. أحكام مسبقة حول الغاية من الرسالة ‏المحمدية.‏
‏2.2. أحكام حول الوسائل المستعملة لتحقيق الغاية ‏من الرسالة المحمدية.‏
عرض الأحكام المذكورة وتحليلها:‏
‏1.1. تتميز الشخصية المحمدية بالتفكير العميق ‏الدقيق(‏ ‏).‏
‏2.1. تتميز الشخصية المحمدية بالخيال الواسع ‏القوي، الذي يكاد يقاوم الحقيقة بقوَّته(‏ ‏).‏
‏3.1. تتميز الشخصية المحمدية بغزارة العقل ‏والذكاء الثاقب(‏ ‏).‏
تلك هي الخصائص الأساسية للشخصية ‏المحمدية. ‏
قد تبدو هذه الأحكام حول الشخصية المحمدية ‏مختلفة من حيث المضمون اللغوي، لكنها في ‏حقيقتها متَّحدة في صورتها المنطقية، فصورتها ‏هي صورة الأحكام الجاهزة، قبل دراسة ‏الموضوع؛ لأنها ليست نتائج مبنية على مقدمات ‏أو معطيات قابلة للتحقُّق، وليست فروضا أو ‏مصادرات قابلة للتحقق عن طريق ما يستنبط ‏منها من نتائج.‏
إنَّ ما يقدِّمه الكاتب كأدلَّة على صدق أحكامه ‏يفتقد إلى أهمِّ ما يشترط في الدليل، أي ما يسمَّى ‏عند المناطقة باستقلالية الدليل عن الحكم. ‏ويقصدون بذلك عدم استنتاج أحدهما من الآخر؛ ‏حتى لا تتحول العلاقة بينهما إلى مصادرة على ‏المطلوب، أو إلى دور فاسد. ‏
وما يذكره الكاتب كأدلَّة على صدق أحكامه ‏فهي ليست بأدلَّة، بل هي قراءات خاصَّة لروايات ‏مأخوذة من كتب السير، لا تثبت ولا تنفي الأحكام ‏المذكورة، بل تبررها فقط. ‏
والفرق بين الدليل والمبرر هو أنَّ المبرر قد ‏يُبنى على وسائل سيكولوجية أو ثقافية أو غيرها ‏من العوامل ذات الطابع الذاتي، أمَّا الدليل فلا يقبل ‏إلاَّ إذا بني على شروط وعوامل موضوعية.‏

القلم الحر
08-21-2014, 01:17 AM
التحليل النقدي للأحكام المذكورة: ‏
تحليل الحكم الأول ونقده:‏
‏«تتميز الشخصية المحمدية بالتفكير العميق ‏الدقيق»(‏ ‏).‏
ما هو الدليل على صحَّة هذا الحكم؟
يستدلُّ الكاتب بما يلي: «جاء في كتب السير ‏أنَّه كان دائم الفكر... وجاء فيها أنَّه يحبُّ الخلوة، ‏فكان يذهب إلى غار، ويبقى وحده الأيام واللياليَّ، ‏ولا شكَّ أنَّه لم يكن له في ذلك الغار شغل عن ‏التفكير... فهذه الحالة منه، أعني طول تفكيره ‏وخلوته لأجل التفكير... تدلُّنا على أنَّه من تغلُّب ‏عقله الفطري على عقله المكتسب... هو إذن ذو ‏عقلية ممتازة على من حوله من الناس»(‏ ‏). ‏
‏«ولا ريب أنَّه كلَّما زاد تفكيره زاد شعورا ‏لكي يصل إلى الغاية التي عزم الوصول إليها، ‏وكذلك فعل، وكذلك كان»(‏ ‏).‏
إنَّ ما يعتبره الكاتب دليلا على صحَّة حكمه ‏ما هو إلاَّ استنتاج من الروايات، وهو استنتاج غير ‏صحيح، إذ لا وجود لعلاقة لزوم منطقيٍّ أو واقعيٍّ ‏بين الخلوة في غار حراء، وبين التفكير العميق ‏الدقيق. ولا وجود لعلاقة لزوم منطقي أو واقعي ‏بين الخلوة في غار حراء وبين التخطيط لغاية ‏افتراضية.‏
إنَّ الاستنتاج الذي اعتبره الكاتب دليلا هو ‏استنتاج مرفوض منطقيا، لأنَّه مستنتج من الحكم ‏نفسه، إنَّ استنتاج الدليل من الحكم نفسه يخالف ‏شروط الدليل، ويبقي الحكم بدون دليل، أي أنَّه: ‏حكم مسبق.‏

القلم الحر
08-21-2014, 02:06 PM
تحليل الحكم الثاني ونقده:‏
‏«تميَّز محمد ‏‏ بخيال واسع قويٍّ يكاد يقاوم ‏الحقيقة بقوته»(‏ ‏). ‏
ما هو الدليل الذي قدّمه الكاتب على صحة ‏هذا الحكم؟ ‏
‏«وأعظم دليل على سعة خياله وقوته ما جاء ‏في القرآن الكريم وفي الأحاديث النبوية من وصف ‏الجنة وجهنم، ولا حاجة إلى إيراده هنا؛ لأنـَّه ‏معلوم مذكور في الكتب. ولا ريب أنَّ الجنة التي ‏وصفها محمد بأوصافها الباهرة المعلومة هي من ‏بنات خياله الواسع القوي»(‏ ‏). ‏
إنَّ صورة الحكم المسبق هنا أوضح من ‏صورة الحكم الأول، ولا تحتاج إلى جهد كبير ‏لإبرازها. ‏
لا يقدِّم الكاتب أيَّ دليل على أنَّ لمحمد ‏‏ ‏خيالا قويا واسعا جدا، بل أصدر حكما مسبقا، ‏ولـمَّا حاول تبريره وقع في مغالطة المصادرة على ‏المطلوب. ‏
فهو يستدل على أنَّ لمحمد خيالا قويا بما جاء ‏في القرآن الكريم من أوصاف للجنة ولجهنم، ‏ويستدل على أنَّ الجنة الموصوفة في القرآن الكريم ‏هي دليل على قوَّة خياله الواسع. ‏
إذن هناك حكم مسبق ومغالطة في آن واحد.‏

القلم الحر
08-22-2014, 12:41 PM
حليل الحكم الثالث ونقده: ‏
‏«تميزت الشخصية المحمدية بالذكاء»(‏ ‏). ‏
ما هو الدليل على ذلك؟ ‏
حاول الكاتب أن يستدلَّ على صحة حكمه ‏بمجموعة من النصوص المأخوذة من كتب السيرة ‏النبوية، رغم انتقاده لها وإقرارها بأنها لا تفيد العلم ‏‏(‏ ‏). جاء في تلك الروايات مجموعة من المواقف ‏والسلوك المنسوب إلى الرسول (ص)‏‏ ومنها أنَّ ‏الرسول ‏(ص)‏‏ تفطَّن إلى بعض المحاولات التي قام ‏بها بعض المنافقين لقتله، ومنها التنبُّؤ ببعض ‏الحوادث التي وقعت فيما بعد، ولسنا في حاجة إلى ‏سردها مفصَّلة؛ لأنَّـها معروفة في كتب السير، إذ ‏الذي يجب توضيحه هو ما يلي: ‏
‏1. إنَّ القراءة المحايدة لتلك الروايات لا تثبت ‏الحكم السابق ولا تنفيه. ‏
‏2. إنَّ القراءة الخاصَّة المنحازة التي قدَّمها ‏الكاتب هي التي جعلها دليلا على صحَّة حكمه. ‏
‏3. ينفي الكاتب بصورة ضمنية صفة الوحي ‏والإلهام من الله تعالى. ‏
‏4. لم يتوصَّل الكاتب إلى إثبات صحَّة حكمه، ‏ولا إلى نفي الوحي من خلال محاولته. بل اتـَّضح ‏من خلال التحليل أنـَّه أصدر حكما مسبقا حول قوة ‏ذكاء الرسول ‏(ص)‏، ليتَّخذ الحكم نفسه دليلا على نفي ‏صفة الوحي عن الرسول ‏(ص)‏‏ بصورة ضمنية، بل ‏يصرِّح بها. ‏
تلك هي مجموعة الخصائص الأساسية ‏للشخصية المحمدية، عرضناها وحلَّلناها تحليلا ‏نقديا، تبين من خلاله أنَّها أحكام مسبقة. ‏

القلم الحر
08-22-2014, 12:43 PM
وسننتقل إلى تحليل ونقد الأحكام المسبقة حول ‏العناصر المكتسبة للشخصية المحمدية كما يراها ‏الكاتب: ‏
‏2.1 أحكام مسبقة حول الخصائص المكتسبة ‏للشخصية المحمدية. ‏
‏1.2 يجزم الكاتب أنَّ الرسول ‏(ص)‏‏ اطلع على الكتب ‏السماوية من خلال اتصالاته باليهود ‏والنصارى، وبالأخص ورقة ابن نوفل(‏ ‏). ‏
‏2.2 اتصالاته بالأعجميِّ الذي ورد ذكره في القرآن ‏الكريم والذي كان يعلِّمه المعاني، في نظر ‏الكاتب، ثم يصوغها الرسول ‏(ص)‏‏ بلسان عربي ‏مبين(‏ ‏).‏
‏3.2 يجزم الكاتب بأنَّ الرسول ‏(ص)‏‏ قام بأسفار كثيرة ‏خارج الجزيرة العربية، تعرَّف من خلالها ‏على أشياء كثيرة ليست موجودة في بيئته ‏العربية. ‏
تلك هي أهمُّ الأحكام التي أصدرها الكاتب ‏حول العناصر المكتسبة للشخصية المحمدية، ‏وبتفاعلها مع العناصر الأساسية أو الفطرية ‏المذكورة سابقا تكوَّنت الشخصية المحمَّدية، ‏وسنتناول هذه العناصر بالتحليل والنقد لنرى مدى ‏صحتها. ‏

القلم الحر
08-22-2014, 12:46 PM
تحليل الحكم الأول ونقده: ‏
إنَّ هذا الحكم هو عبارة عن مسلَّمة؛ لأنَّ ‏الكاتب لم يذكر أيَّ دليل على اطلاع الرسول ‏(ص)‏‏ ‏على الكتب السماوية، والاستفادة منها قبل النبوة ‏وبعدها. إنَّ هذه المسلّمة هي في حدِّ ذاتها حكم ‏ودليل على توظيف ما جاء في الكتب السماوية في ‏وضع القرآن الكريم مع الإضافات الناتجة عن قوة ‏التخيل والذكاء والتفكير العميق والتجارب. لو ‏سلمنا بما ذكره الكاتب لنتج عن ذلك تناقض ‏واضح؛ لأنَّ القرآن الكريم أُنزل من أجل تخليص ‏عقيدة التوحيد من التحريفات التي أدخلها عليها ‏أهل الكتاب من يهود ونصارى، إذن فلا يعقل أن ‏يتم تصحيح التحريف بما هو محرَّف، كما لا يمكن ‏إضافة الصحيح لما هو محرَّف. مما يدل دلالة ‏واضحة أنَّ ما أصدره الكاتب ليس حكما؛ لأنـَّه ‏يعلِّل نفسه بنفسه، وبالتالي فهو : حكم مسبق

القلم الحر
08-22-2014, 08:57 PM
تحليل الحكم الثاني ونقده:‏
يرى الكاتب أنَّ الآية القرآنية الكريمة الواردة في ‏سورة النحل:"لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا ‏لسان عربي مبين".(‏ ‏) هذه الآية في نظره ليست ‏دليلا كافيا على أنَّ الرسول ‏(ص)‏‏ لم يتعلَّم شيئا من ‏الأعجمي؛ لأنـَّه لم يكن يعلِّمه المعاني بلسان عربيٍّ ‏مبين، بل كان يعلِّمه المعاني فقط، إذ أنَّ تعلُّم ‏المعاني ولو بلسان فيه لكنة أعجمية(‏ ‏). ‏
إنَّ ما قدَّمه الكاتب لإثبات صحَّة حكمه ليس ‏بدليل، بل هو تعليل ضعيف لحكم مسبق، وينطوي ‏على مغالطة هي: مغالطة اعتبار كلِّ ما هو ممكن ‏محقق في الواقع. ‏
فإذا كان كلُّ ما هو ممكن هو قابل للتحقُّق في ‏الواقع، فليس كلُّ ما هو ممكن للتحقق في الواقع ‏واقعيا، أي محقَّق بالفعل في الواقع. ‏
فإذا كان تعلُّم المعاني ممكنا ولو بلسان فيه ‏لكنة أعجمية، فهل هذا يعني أنَّ الأعجمي علَّم ‏الرسول ‏(ص)‏‏ المعاني بالفعل، أي في الواقع؟!‏
إنَّ إثبات ذلك يحتاج إلى دليل موضوعي ‏واقعي، ولا يُبنى على ما هو ممكن فقط، ولم يقدِّم ‏الكاتب أيَّ إثبات واقعي لهذا الحكم، وبالتالي فهو ‏حكم مسبق.‏

القلم الحر
08-22-2014, 09:00 PM
تحليل الحكم الثالث ونقده:‏
لم يقدِّم الكاتب دليلا على أن ما أخبر به ‏الرسول (ص)‏‏ هو نتيجة لأسفاره خارج الجزيرة ‏العربية، فكلُّ ما قدَّمه هو تعليل ضعيف لحكمه، ‏مبني على الاحتمال فقط، أي أنَّ ما أخبر به ‏الرسول ‏‏ عن بلاد فارس، على سبيل المثال، ‏هو: إمَّا أنه سمع وصف بلاد فارس ممن رآها، ‏وإمَّا أنـَّه سافر إلى بلاد فارس فرأى تلك الأشياء. ‏
يلاحظ أنَّ هذا الاحتمال مبنيٌّ على حكم ‏مسبق، ينفي الوحي ولو على سبيل الاحتمال. ‏
تلك هي مجموعة الأحكام المسبقة حول ‏الخصائص المكتسبة للشخصية المحمدية. وسننتقل ‏إلى عرض وتحليل ونقد الأحكام التي أصدرها ‏الكاتب حول الرسالة المحمدية، وتنقسم إلى قسمين: ‏
‏1. أحكام حول الغاية من الرسالة المحمدية. ‏
‏2. أحكام حول الوسائل المستعملة لأجل تحقيق ‏الغاية من الرسالة المحمدية. ‏

القلم الحر
08-26-2014, 01:29 AM
عرض الحكم الأول: ‏
يجزم الكاتب بأنَّ الغاية التي يرمي إليها ‏الرسول ‏(ص)‏‏ من النبوة هي إحداث نهضة عربية ‏دينية اجتماعية سياسية: تكون عربية في بداية ‏الأمر، ثمُّ تعمُّ وتشمل الناس أجمعين في النهاية(‏ ‏).‏
تحليل هذا الحكم ونقده:‏
اعتمد الكاتب على الروايات المدوَّنة في كتب ‏السير كدليل على صحَّة حكمه، وبرجوعنا إلى تلك ‏الروايات لم نجد ما يثبت حكمه. ‏
إنَّ ما جاء في تلك الروايات يوضِّح ويؤكِّد أنَّ ‏الغاية من الرسالة المحمدية هي توحيد الله الذي لا ‏شريك له ولا معبود سواه. ولا شك أنََّ التوحيد ‏الخالص له نتائج اجتماعية وسياسية ومادية بصفة ‏عامَّة، أي أنَّ التوحيد الخالص يُحدث تغييرا جذريا ‏في العلاقات بين البشر، يجعلهم متساوين أمام ‏الخالق وهو الله. ‏
إذن هناك مقدِّمة وهي توحيد الله توحيدا ‏خالصا، ونتيجة هي: تغيير جذريٌّ بين البشر، وما ‏يترتب عن ذلك من فوائد اجتماعية وسياسية ‏ومادية. ‏
وقد جعل الكاتب النتيجة هي الغاية المقصودة، ‏والفرق بين الغاية والنتائج التي تلزم عن الغاية ‏واضح. وقد انطلق الكاتب من حكم مسبق وحاول ‏تبريره بعوامل ذاتية لا علاقة لها بالحقيقة التي ‏اعتبرها هي معبوده الوحيد(

القلم الحر
08-26-2014, 01:32 AM
عرض الحكم الثاني: ‏
يجزم الكاتب بأنَّ الرسول (ص)‏‏ أراد من خلال ‏إحداث النهضة العربية أن يكون الملك والسلطان ‏للعرب القرشيين بالأخص(‏ ‏). ‏
تحليل ونقد الحكم الثاني: ‏
اعتمد الكاتب كعادته على الروايات المدوَّنة ‏في كتب السيرة النبوية في إثبات حكمه وقد وقع ‏الكاتب في تناقض أساسي في هذا الموضوع، ‏فهو يؤكد أنَّ ما جاء في كتب السيرة النبوية لا ‏يفيد العلم، كما أشرنا إلى ذلك من قبل(‏ ‏)، ولكنَّه ‏يستدل بها. ومن جهة ثانية يؤكِّد أنَّ القرآن الكريم ‏لم يتعرَّض لما تعرَّضت له الروايات من تحريف ‏وتغيير، ولكنه لم يستدل به فيما يتعلق بمبدأ ‏الشورى: "وأمرهم شورى بينهم"(‏ ‏). ‏
إنَّ مبدأ الشورى يمنح، على الأقل كبار ‏الصحابة، إعطاءَ رأيهم في هذا الأمر العظيم. ‏وكبار الصحابة ليسوا قرشيين فقط. ‏
وللتذكير فإنَّ مسألة الإمامة هي موضوع ‏جدل، وهي من العوامل التي ساهمت في تكوين ‏الفرق الكلامية، والكاتب لا يجهل ذلك، ولكنه ‏اعتمد على ما يبرِّر حكمه المسبق. ‏

القلم الحر
08-26-2014, 02:23 PM
أحكام حول الوسائل المعتمدة لتحقيق ‏الغاية من الرسالة المحمدية: ‏
‏1.2 عرض الحكم الأول: ‏
يؤكِّد الكاتب على أنَّ محاربة الشرك هي من ‏الوسائل التي لجأ إليها الرسول ‏(ص)‏‏ لتوحيد كلمة ‏العرب، وتكوين قوة منهم، تساعده على تحقيق الغاية ‏التي سعى إليها، أي أنها ليست دعوة دينية خالصة، بل ‏هي دعوة سياسية(‏ ‏) في حقيقتها. ‏
تحليل هذا الحكم ونقده:‏
استدلَّ الكاتب على صحة حكمه بما يلي: ‏
أ. الشرك مضرٌّ بالناس، لأنـَّه يجعلهم يشقون ‏من أجل النعيم المعبود(‏ ‏)، أمَّا التوحيد الذي هو ‏نفي الشرك هو تحريره من العبودية لغير الله(‏ ‏).‏
ب. ولكنَّ الشرك لا يضرُّ الناس مضرة ‏مادية؛ لأنَّ بعض المجتمعات المشركة لم يضرَّها ‏شركها بالله(‏ ‏). ‏
وبالتالي فمحاربة الشرك هي وسيلة لتوحيد ‏الناس، وليس لتحريرهم من العبودية لغير الله. ‏
فالتناقض واضح بين المقدمة التي انطلق منها ‏الكاتب، وهي: أنَّ الشرك مضرٌّ والتوحيد هو ‏تحرير، وبين ما انتهى إليه كنتيجة لتبرير حكمه، ‏وهي: أنَّ الشرك ليس مضرا بالناس. وهل هناك ‏مضرَّة مادية ومعنوية أكبر من الشقاء وفقدان ‏الحرية؟!‏
ومن ناحية أخرى فلا وجود لعلاقة لزوم ‏ضروري بين تكوين الوحدة الدينية وتحويلها إلى ‏قوة سياسية، وبين محاربة الشرك. فالمجتمعات ‏المشركة لها وحدتها الدينية، والشواهد التاريخية ‏تدلُّ على ذلك. ‏
لقد أصدر الكاتب حكما مسبقا، ولـمَّا حاول ‏تبريره وقع في التناقض، ولا يمكن قبول الدليل ‏المتناقض منطقيا وتاريخيا.‏

القلم الحر
08-28-2014, 03:07 AM
عرض الحكم الثاني: ‏
يجزم الكاتب بأن الرّسول ‏(ص)‏‏ ادَّعى النبوة ‏والوحي من الله للتأثير على مشاعر قومه، من أجل ‏تحقيق غايته(‏ ‏). ‏
تحليل هذا الحكم ونقده: ‏
ينفي الكاتب النبوة والوحي عن الرسول ‏(ص)‏، ‏ولم يقدم أي دليل ليؤكّد هذا النفي، بل قدَّم مبررا ‏لذلك وهو أنَّ إصلاح القوم وتوحيدهم يقتضي أن ‏يقول لهم إنـَّه رسول الله(‏ ‏)؛ حتى يؤثر فيهم ‏ويستطيع تحقيق غايته, ولم يقدِّم الكاتب أيَّ تحليل ‏نقدي للقرآن الكريم يوضح من خلاله أنـَّه ليس ‏وحيا من الله إلى الرسول ‏(ص)‏‏. ‏
لقد حاول الكاتب تبرير حكمه المسبق بمغالطة ‏استعمال المبرر في مكان الدليل. ولا يمكن أن يحلَّ ‏المبرر محلّ الدليل؛ لأنَّ الأول قائم على وسائل ‏ذاتية، والثاني يُبنى بناءً منطقيا أو موضوعيا.‏

القلم الحر
08-28-2014, 03:09 AM
تم الرد بحمد الله

بن حيان
08-28-2014, 10:43 PM
كتب الله أجرك وجعل مثواك في الفردوس الأعلى من الجنة


في الحقيقة أرى منهجية رائعة ومخرسة لكل ناهق كذاب

القلم الحر
08-31-2014, 11:58 AM
شكرا لكم
من الله علينا جميعا برحمته