حياكم الله إخوانى الكرام
هذا موضوع يمس علما فذا من أعلام المسلمين وهو ابن حزم الظاهرى الفقيه الأندلسى الشهير بجدله وحججه القوية ومناظراته الماتعه مع المسلمين وغيرهم .
لقد اخذنا على عاتقنا مذ أن شرعنا فى الدعوة إلى الله ان نذب عن عرض أهل الإسلام كافة وندفع عنهم الشبهات ما استطعنا
ومن ثم ياتى هذا الموضوع ضمن مجموعة من الموضوعات التى طرحناها بشان الدفاع عن أئمة المسلمين .
خلاصة الموضوع يا سادة باختصار ريثما نبدا فى المناقشات إن شاء الله .
ابن حزم الظاهرى رحمه الله وهو فى فترة متقدمة من عمره جهل الإمام الترمذى رحمه الله فى كتابه الإيصال فقال عنه " محمد بن عيسى بن سورة مجهول" .
وكتاب الإيصال مفقود ، ولا يوجد منه سوى جزء فيما أعلم كان عند شيخنا الراحل أبى تراب الظاهرى رحمه الله .
المهم نقل لنا الثقات كابن القطان الفاسى المالكى - صاحب النزعة الظاهرية وتلميذ المنصور الموحدى - أن ابن حزم ذكر ذلك فى كتاب الإيصال .
وهذا هو النقل الوحيد الذى وقع مباشرة لكتاب الإيصال .
وما بعد ذلك إنما هى نقول عن ابن القطان .
فجاء الذهبى رحمه الله وذكر فى كتابه تاريخ الإسلام أن ابن حزم جهل الترمذى .
ثم جاء ابن كثير رحمه الله فوهم فى النقل وذكر أن ابن حزم جهل الترمذى فى كتابه المحلى ، وهذا خطا بين على ما سنوضح لاحقا .
وللاسف الشديد وجدنا من الأساتذة الكبار فى عصرنا هذا من اعتمد على ابن كثير ولم يكلف نفسه أصلا بالاطلاع على المحلى لينظر هل جهل ابن حزم الترمذى فيه أم لا ؟!
ثم جاء الحافظ ابن حجر رحمه الله فذكر فى كتابه التهذيب نفس ما ذكره ابن القطان .
الإشكال هنا
هل مات ابن حزم وهو يجهل مكانة الترمذى ؟
وجدنا للاسف من لا علم عنده ولا دراية بالموضوع يزج بنفسه فيه ويقول مات ابن حزم وهو يجهل مكانة الترمذى وكتابه السنن .
ويحتج على ذلك بالكلام السابق .
ثم بما ذكره الإمام الذهبى فى كتابه الماتع " سير أعلام النبلاء" بان سنن الترمذى لم تدخل الأندلس إلا بعد وفاة ابن حزم .
تناقشنا مع هذا الذى نصب من نفسه إماما فى العلوم الشرعية - لأجل انه التحق حديثا بمنهجية الماجستير- وأتيناه ببعض الادلة دون ان نسرف فى الرد .
فوجدناه يدعونا لمناقشة جادة بعيدة عن النصائح والإلزامات وما أسماه ما لا يرد عليه ولا يلتفت إليه .
حقيقة هنا شعرت بحالة من الضيق والضجر .
ومن ثم شرعت فى تبيين الحقائق والرد على أسئلة توجه بها هذا الذى يرفض اى كلام غير كلامه بشان مسألة تجهيل ابن حزم للترمذى .
جاءت النتيجة التى كنت أنتظرها من اول تعليق لى على اول سؤال سأله .
وهى ترك الموضوع وعدم المشاركة فيه .
وكنت من قبل قد نصحته وغيره مرارا بالاطلاع على المظان والمصادر قبل الاندفاع فى موضوع مضبب بالنسبة لهم بل طرقه كلها مغلقة ، وليس لهم من طريق سوى النقل لكلام هذا او ذاك .
إخوانى الكرام هذا موضوع لا يخص ابن حزم لشخصه بل يخص كل عالم فذ وقعت منه أخطا أو زلات .
فالعلماء لحومهم مسمومة والتعصب والتقليد احيانا يدفع باناس لم يذوقوا طعم العلم ليشوهوا صورة الكبار لأجل حقد أسود فى قلوبهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يتبع إخوانى للوقوف مع كلام الذهبى بشان سنن الترمذى هل دخلت الأندلس قبل وفاة ابن حزم أم بعد وفاته؟
وهل كلام ابن كثير صحيح بان ابن حزم جهل الترمذى فى المحلى ؟
وهل تدارك ابن حزم الخطا الذى وقع فيه فى بداية حياته وأعطى للترمذى حقه بعد ان جهله فى كتابه الإيصال ؟
وفقنى الله وإياكم لكل خير .
Bookmarks